أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟














المزيد.....

أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتعجب كثيرا من المقالات التى تدبج للتحقير من الاسلام والتطاول على مقدسات مليار ونصف مليار مسلم (وفى مقدمتها القرآن ونبي الاسلام) . ما الهدف الذى يتوخاه كتبة هذه المقالات ؟ ولمن تكتب ؟ وما الأثر الذى يظن كتاب هذه المقالات انهم سيحدثوه ؟ ... ان كاتب هذه السطور انسان لا يشك عاقل فى ايمانه بالحداثة والعلم والانسانية وفصل الدين عن السياسة . كيف لا وهو الذى اولى جل وقته وجهده لتأليف قرابة الثلاثين كتابا واكثر من الف مقالة بأكثر من لغة للدفاع عن هذه القيم (التعددية ، الغيرية ، عالمية العلم والمعرفة ، اعلاء شأن العقل بمنطق أرسطي - رشدي يتهمه البعض بالغلو فى رشديته (نسبة لابن رشد)، حقوق الانسان واهمها حقوق المرأة ، التسامح الديني والثقافي والعيش المشترك ، اعلاء قيمة الحياة الانسانية .... الخ) . ولكن هذا شيء وكتابات البعض التى لا هدف لها غير تحقير معتقدات ربع (25% من) البشرية شيء آخر . ان هدف المصلح الحقيقي ينبغي ان يكون احترام معتقدات الجميع (وفى طليعتها "معتقدات المسلمين") والتركيز على مطالبتهم باحترام قيم الانسانية المتحضرة والتى ذكرت آنفا بعضها . ان اليهود لا يؤمنون بالمسيح لا كإبن لله (كما تقول العقيدة المسيحية) ولا كرسول او نبي (كما يقول الاسلام) ... ولكن اليهود لم يفعلوا ما يفعله بعض الكتاب الذين لا قضية لهم الا تحقير الاسلام . والمسيحيون بالمثل لا يؤمنون بالاسلام كدين سماوي ، ولكنهم لم ينشغلوا بذات العملية التحقيرية . واتباع البوذية (بشتى فروعها) لم يكن شغلهم فى يوم من الايام تحقير اية مجموعة بشرية . وكيف نتصدي لاصلاح احوال بشر (هم اهلنا) اذا كنا نستهل العملية الاصلاحية بتحقير واهانة اهم ما عندهم ؟ ... ان ما يكتب وينشر تحقيرا واهانة وادانة للإسلام لا يعجب به الا اقران وامثال كتابه بدون استثناء ، اي انه كلام داخل النادي وبين اعضاءه ليس الا . انني افهم ان يتحرك مفكر مخلص لاصلاح احوال مجتمعاتنا العربية ولاسلامية من نقطة انطلاق قوامها ان فهم الكثير من المسلمين لدينهم (وبفعل عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية معروفة) هو فهم بحاجة ماسة لمراجعة شبه كلية ، وان دور الاسلام السياسي فى الوصول لتلك الحالة الثقافية المتردية هو احد اهم اسباب وجود الحالة . ان يهودية اليوم (فى القرن الحادى والعشرين) تختلف عن يهودية القرن العاشر الميلادي ... ومسيحية اليوم ، جد مختلفة عن المسيحية التى قتلت علماء مثل غاليلليو وكوبرينيكوس وغيرهما ... احيانا اشعر وانا اقرأ تلك الأدبيات التحقيرية ان بصدور كاتبيها (من الجنسين) من المشاكل والمعضلات السيكوباتية ما يحتاج بالفعل لترياق . انهم أصحاب الموضوع الواحد الذين حذر البشرية منهم روتشيليو ! واذا افترضنا جدلا انهم (وهم ليسو كذلك) صائبون فى كل ما يكتبون : فهل يتوقع أيهم (أيهن) سقوط قلعة الاسلام بسبب مقالاتهم التى لا تحظى باعجاب احد غير اعضاء ناديهم ؟ ... فى شهر فبراير 2006 زارت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كونداليزا رايس القاهرة والتقت بعشرة من مثقفيها (كنت احدهم) . فى هذا اللقاء (وهذا منشور على نطاق واسع على شبكة الانتيرنيت) قلت للسيدة رايس ان التعامل مع الاسلاميين ينبغي ان يلتزم بالآتي : (1) احترام معتقدات الجميع (2) التعامل مع خطابهم بخطاب عقلاني مقابل (3) عدم استعمال العنف او الاعتقالات مع اي منهم الا اذا حمل السلاح ضد الناس وضد الدولة . واكرر هنا ان الغضبات السيكوباتية المترجمة فى كتابات تحقيرية ومهينة لربع البشرية لا يمكن ان تصلح اي شىء ، بل ان مساهمتها فى اتساع الشقة بين ربع البشرية وسائر الانسانية "مؤكدة" ... ورغم أن قلة من كتبة هذه الادبيات التحقيرية هم من اصحاب المحصول المعرفي الثري (وان كان إسطرابلهم قد افسدته نوازعهم السيكولوجية) ، فان غالبية كتبة هذه المقالات التحقيرية هم من اصحاب التكوين المعرفي الهزيل ، ومعرفتهم بالأديان المقارنة وتاريخ الأديان معرفة ضئيلة ونحيلة غاية الضآلة والنحالة . ومن الواضح ان معظم كتاب الموقع من الماركسيين لا يشاركوا فى هذه العملية (عملية تحقير واهانة الاسلام) ... فالماركسي الحقيقي لا يمكن ان يسير عى أديم هذه الطريق الخاسرة . ان اصلاح احوال المسلمين المعاصرين وحال المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا تتأتى بتحقير واهانة الاسلام وانما (فقط) بتحسين الظروف الحياتية وتحديث التعليم بهذه المجتمعات ... اما السباب والاهانات والتحقير ورمي المقدسات بالوحل فانه يزيد الشقة ما بين المسلمين والذين يزعمون انهم يتوخون الاصلاح (وبعض هؤلاء يزعم انه يتوخى اصلاح مجتمعات فر وهرب منها للمنافي عوضا عن البقاء في مجتمعه كما آثر كاتب هذه السطور ، ومواصلة محاولات الاصلاح عن قرب وبدون هروب ) ... ط . ح



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافتنا: ... بين الوهم والواقع (كتاب أصدرته -دار أخبار اليوم ...
- اختلال الميزان فى مقال الامير سلمان !
- ثلاث معضلات متداخلات
- ياسمين يحي ومقالها البديع عن الوهابية
- مقدمة مقال حديث مطول (غير منشور) عن أزمة الهوية فى مصر
- دانات منتخبات (مقالات قصيرة جدا) .
- لا تقدم بدون -حقوق كاملة للمرأة- ...
- الآثار : بين العلماء والتجار !
- لماذا نحن عاجزين عن ركوب قطار الحداثة ؟
- التحدي الاكبر للمجتمعات العربية : التعليم
- مفتي السعودية : المدّعون أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالف ...
- دانات لندنية ... (2)
- أحلام يقظة (1)
- دانات لندنية ...
- ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد
- الحلف غير المقدس
- دانات : أرض - أرض
- العرب والمعاصرة - حوار جريدة المساء المغربية مع المفكر المصر ...
- حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
- مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف عن خطتها الجديدة للرسوم الجمركية.. ما أبرز ...
- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟