أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانات لندنية ...















المزيد.....

دانات لندنية ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابن تيمية (الذى قرأت جل ما كتب ، وبالذات كتاباته الفقهيه وفتاويه ) هو حجر الأساس لبنيان قلعة التعصب وعدم المرونة وضيق الأفق والتشدد والإساءة للمرأة والإساءة لغير المسلمين فى التاريخ الإسلامي . وهو الأول فى سلسلة من أكبر حلقاتها أشهرالوهابيين (محمد بن عبد الوهاب شريك السعوديين فى تأسيس الدولة السعودية الأولي فى 1744) ومحمد رشيد رضا (الرجل الذى أعتقد أنه كان الواسطة بين الحركة الوهابية وحسن البنا ، وهو فى اعتقادي الذى دفعه لتكوين جماعة الإخوان المسلمين فى مدينة الإسماعيلية فى 1928) ... وكذلك الهندي / الباكستاني المعروف بأبي الأعلي المودودي ، وسيد قطب . من النحية الفقهية ، فإن ابن تيمية فقيه هامشي صغير . فمن العبث مقارنته بابي حنيفة . وهو لا يعدو ان يكون (من زاوية علم اصول الفقه) مجرد واحد من الفقهاء الحنابلة ، وحتى امامهم (احمد بن حنبل) فهو اضعف الفقهاء السنة الكبار وأقلهم اعمالا للعقل (القياس ، والإستحسان عند الأحناف ، والمصالح المرسلة عند المالكية) . وكلما تذكرت تعريف أبي حنيفة للإستحسان (الذى يعتبره الأحناف بمثابة مصدر للتشريع أو بلغة عصر أبي حنيفة "استخلاص الآحكام العملية من ادلتها الشرعية" ) كلما احنيت رأسي احتراما لهذا الفقيه الأعظم الذى سوغ رفض تأسيس الأحكام على الأحاديث المسماة بأخبار الأحاد ... (وبناءا على ذلك يحق للمسلم رفض الحديث الذى هو حجر الأساس لحجاب المرأة). عرف أبو حنيفة الإستحسان بأنه (العدول عن قياس جلي لقياس خفي ، لعلة رجحت ) .... وهو منطق يرفع من قيمة العقل بشكل لا مثيل له عند أي فقيه سني آخر . أتذكر ابن تيمية كلما اشتكي مسلمون عقلاء من تراجع الاسلام المعتدل واستفحال الفهم الوهابي للإسلام ، وهو الفهم الذى افرز آلاف القتلة (باسم الدين) ، كما أنه الفهم الذى افرز طالبان والأفغان العرب والقاعدة وكل جماعات العنف التى شوهت سمعة الاسلام والمسلمين فى عالم اليوم
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

جمعني لقاء بالقاهرة منذ شهور بالرجل الأول فى أكبر جهاز للإحصاء فى الشرق الأوسط . وجدته قارئا متابعا لجل ما أكتب ، وهو ما شجعني على الإتصال به فى اليوم التالي لأسأله : هل بوسع جهازكم أن يعطيني عدد المصريين الذين يحملون إسم "عبد الجبار" كإسم أول أو كاسم عائلي . فوجئت برده الفوري : " بعد أقل من ساعة سأتصل بك ومعي الإجابة عن سؤالك " ! بعد أقل من ساعة إتصل بي الرجل المشهور فى مصر ليخبرني انه لا يوجد بين الملايين المصريين الثمانين شخص واحد اسمه الأول او اسمه العائلي "عبد الجبار" ... ثم أضاف : لدينا آلاف يحملون اسماء مثل عبداللطيف و عبدالستار وعبدالرحيم وعبدالغني ... ولكن ليس لدينا "عبدالجبار" واحد ! قلت (وأنا لا اشعر بسرعة ردي) : "الحمد لله انه لا يوجد بمصر كلها وبملايينها الثمانين أي "عبد الجبار" ... شجعتني رغبته فى الاجابة عن أي سؤال احصائي ان اساله : " هل لدينا اي مصري اسمه فاتك او ضاري وحش او حرب او مصعب او متعب او صدام او جهمان او جهم او نكد ؟ " طلب مني مهلة قصيرة ، عاد بعدها ليخبرني ان ملايين مصر الثمانين ليس بينهم من يحمل أي من هذه السماء باستثناء بعض المصريين الذين ولدوا فى العراق وسماهم والداهم بصدام ، كما ان هناك متعب واحد كاسم عائلي لاسرة نزحت من الجزيرة العربية منذ قرنين ! ... قلت لنفسي : يا الله ، الرسالة والمعني والمغزي اوضح من سماء صيف مصرية ... هل اكتفيت ؟ لا ... لم أكتف ، فقد عدت للرجل الكبير باسماء نسائية مثل شمة والعنود وعفراء وغيرها . فى اليوم التالي جاءني القول الفصل : " لاتوجد مصرية واحدة بأي من هذه الاسماء " ... مرة اخري هتفت : "شكرا يا مصر ويا علم الاجتماع " ... فالدلالة واضحة ورائعة ومفخرة لهذا الوطن الذى قال عنه نابليون " مصر ليست بلد ... مصر هى البلد" ..
--------------------------------------------------------------------

رغم التخريب الإيراني (وتخريب العرائس التى تحركها إيران - الخامينئي ، أي سوريا وحزب الله وحماس والجيوب الإيرانية الجديدة فى اليمن) ورغم مدرسة المقاومة الزائفة (فكل ما يقومون به هو إما "إفرازات صوتية زاعقة " أي "محض كلام" ، وإما "عنف ضد مدنيين " والتسبب فى كوارث لمدنيين فى جانبهم ) ... ورغم أوهام بعض "المسلطتنين" بالخلافة ، وإعادة "مجد الأمة" ... ورغم عصاب بقايا اليسار الذى سقطت كل قلاعه ، برغم ذلك ، فلن ينقضي العقد الحالي إلا وحل الدولتين (دولة فلسطينية للعرب ، ودولة إسرائيل لليهود ) قد أصبح واقعا حيا ملموسا ومعاشا . وسيحدث هذا ، لا بفعل المقاومة أو الحديث عن الحقوق ، وإنما لأن حدوث ذلك هو النتيجة الحتمية لصراع الحقوق (كما يراها أصحابها) ، وموازيين القوي ، ومصالح القوي الكبري . وعندما تقوم دولة فلسطين (على معظم الأرض التى أحتلت فى يونيو/حزيران 1967) فإن الإنسانية الأكثر تقدما ستكون مطالبة بحض كل أطراف الصراع العربي / الإسرائيلي للقيام بثورة تعليمية ، تكون معها المؤسسات التعليمية والبرامج التعليمية مفارخا لقيم التمدن الإنساني ، مثل : تقديس قيمة الحياة الإنسانية ، وتمجيد الإنسانية كإطار أعلي لكل البشر ، والولع بالتعدية (بشتي تجلياتها) :احد أجمل سمات الحياة ، والإيمان العميق بحتمية وإنسانية الإختلاف والغيرية (بشتي تجلياتها ، العرقية والفكرية والدينية ) ، وكذلك فرز أجيال جديدة تؤمن وتتماهي مع عالمية المعرفة والعلم ، وتؤمن بالتواجد (والتفاعل) الإنساني المشترك وبثقافة السلام وبالتكامل والعمل الجماعي وتقنيات وآليات علوم الإدارة الحديثو التسويق والموارد البشرية الحديثة. وحتى لو وقعت ألف إتفاقية سلام وتسوية ، فبدون الثورة التعليمية التى سلطت الضوء عليها ، ستبقي منطقة الشرق الأوسط مصدر هموم وقلاقل وعنف وتدمير لسائر البشرية

------------------------------------------------------------------
قال لي صديق لبناني (هو استاذ للفلسفة بجامعة صغيرة اسمها جامعة أوكسفورد ! ) أنه مذهول من أن معظم اللبنانيين لا يقولون علنا ، ما يقوله معظم اللبنانيين داخل الغرف المطلقة حين يرددون أن كل هجمات إسرائيل على لبنان خلال العقود الثلاثة الأخيرة كانت فى إطار "تعاملات إسرائيلية - فلسطينية" أو فى إطار "تعاملات إسرائيلية - سورية " أو فى إطار "تعاملات إسرائيلية - إيرانية" .... لماذا لا يعلن اللبنانيون كراهيتهم للكل معا : الإسرائيلي والفلسطيني (الذى يجلب حسن الطالع معه أينما توجه) والإيراني ووكيل الإيراني ؟؟؟ أم أن نضج العقول العربية لم يبلغ بعد مرحلة رؤية وقول ذلك ؟


لندن : 11 يناير 2010





#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد
- الحلف غير المقدس
- دانات : أرض - أرض
- العرب والمعاصرة - حوار جريدة المساء المغربية مع المفكر المصر ...
- حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
- مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...
- إشتراك رجال الأعمال فى الحكم - بمناسبة إقالة وزير مصري من رج ...
- طارق حجي : من حديث للإذاعة المصرية (12 أكتوبر 2009)
- إنبعاث المارد.
- الإدارة و ثقافة المجتمع.
- شذرات
- آثار انهيار الطبقة الوسطى - باربع لغات
- مصر تمنح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني .
- بماذا أؤمن ؟
- عفريت الحداثة
- سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية
- يا طائر الفينيق الأروع إنتصر اليوم للتحضر والتمدن
- خطاب أوباما بجامعة القاهرة - تعليقات أولية.
- نحن ... وثقافة الحوار المتمدن .
- عواقب تآكل الطبقة الوسطى.


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانات لندنية ...