أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - الحلف غير المقدس














المزيد.....

الحلف غير المقدس


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 19:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



معظم الشهادات الدراسية العربية لا يعترف بها العالم المتقدم ... وجل مخرجات العملية التعليمية فى المجتمعات العربية لا قيمة لها من منظور التطورات العلمية المعاصرة ... كل مفردات ومنتجات وتجليات الطب والصيدلة والهندسة وعلوم الإتصال والسلاح والمواصلات فى حياة كل المجتمعات العربية هى من تجليات الآخرين ... ومع ذلك ، فعندما يأتي إبن لأحد هذه المجتمعات العربية ويرصد عيوب مجتمعاتنا ومنابت سلبياتنا التى أوصلتنا لهذه الحالة والدرجة من التخلف والسلبية وعدم المشاركة فى مسيرة التقدم العلمي والهوان التعليمي والعلمي .... فإنه يوصف بأنه "جلاد العقل العربي " !! يمضي جل العرب آلاف الساعات فى الشكوي من سوء كل الأحوال الحياتية (السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعلمية والخدمية والإدارية والتعليمية ) ... ورغم ذلك ، فما أن يهب إبن من أبناء تلك المجتمعات جل فكره وثمار محصول معرفي وتجربة حياة ثرية من أجل وصف العلل ورصد منابعها ومسبباتها وتشخيص سبل وآليات البرء والشفاء من كل تلك العلل ، وبالتالي إنقاذ تلك الشعوب السادرة فى التخلف خارج مسيرة التقدم والتمدن والإنسانية ، حتى تتجه اليه الأصابع والعيون والحناجر بالتهم والتجريح ويغالي البعض فيسمون من تطوع بالطبابة بما يشين ويهين ويدين .... ماذا يريد الناس فى هذه المجتمعات التى تعيش (بما فيها المجتمعات النفطية الثرية ، فأولئك بدون النفط يكونون أفقر من الفقر ذاته) .... ماذا يريدون سماعه من مفكريهم المخلصين والمؤهلين لمعرفة كل ما يتعلق بالداء ، وكل ما يتعلق بالدواء والبرء والشفاء ؟ ايوريدوهم يمسكون بالطبلة وامزمار والرق ويشاركون فى كيل المديح لعظمة وأمجاد وعبقرية ومنتجات ومخترعات العرب ؟! ... أم يريدوهم ان يلتحقوا بجوقة الرياء لقادة لولا سخرية القدر لما كانوا الاَ موظفين صغار بحجم ومستوي مؤهلاتهم المتواضعة .... ان الهجوم على الأطبة الذين وهبوا حياتهم وجهدهم وثمار محصولهم المعرفي وكيل التهم الزائفة لهم ونعتهم بأنهم جلادو العقل العربي لهو دليل دامغ على ان البعض اضاف لعلة التخلف علة اخري هى عمي البصيرة ... ومما يحزن ان الشعوب التى تكره الأطباء المخلصين الذين يصارحونها بحقيقة وفداحة وحجم العلل والذين يحبون الأطباء الكذابين الذين تحدث عنهم جبران خليل جبران فى 1920 ، لا يعرفون ان قول وكتابة ما يود الناس سماعه فى هذا الصدد هو الأسهل والأيسر ، ولا يكاف صاحبه الا ان ينسي ضميره ويخون علمه وفكره ومصداقيته .... ومن الأمور المؤسفة (ولكنها مفهومة) التى تقع هى انه ما ان يخرج فى مجتمعاتنا من يقول الحقيقة وينبه الناس لحقيقة اننا خارج التاريخ والحاضر والمستقبل ، واننا (للنخاع) متخلفون وغير مفيدين (بأي شكل للإنسانية) بل ومضرون ... حتى يأتاف عليه حلف ثلاثي من (1) الحكومات والسلطات والحكام ، و (2) المؤسسات الدينية ، و (3) والإعلام المرتبط مصلحيا إما بالسلطات ، وإما بالثيوقرط ، وإما بالإثنين فى آن . أما الحكومات والسلطات والحكام ، فلأنهم يعلمون أن مواطنا ذا عقلية نقدية ، تصل للقول الفصل وهو أن مجتمعاتنا متخلفة بكل ما تعنيه العبارة من معان ، وأن الذين حكموا والذين لا يزالون يحكمون هذه المجتمعات هم سبب الحالة المتخلفة الرتهنة ، وأن لوم جهات خترجية هو مخدر بكل معاني كلمة المخدر .... إن حكام مجتمعاتنا تعلم ان مواطنين بهذه الرؤية لا يمكن ان يقبلوا استمرارهم وهم الذين رفع اللثام عن جهلهم وعجزهم واستبدادهم وفسادهم وفساد بطانتهم وذويهم . وأما قيادات ورجال المؤسسات الدينية فى مجتمعاتنا ، فإنهم أول من يعلم ان مواطنين متعلمين تعليما عصريا وأصحاب عقليات ناقدة ، لا يمكن أن يقبلوا الفكر والرؤي والنظم القروأوسطية التى يقدمها معظم رجال المؤسسات الدينية بالمجتمعات العربية . ان نظام الحياة الذى يروج له رجال الدين فى مجتمعاتنا لا يعكس رغبة الله وإنما يعكس سطحيو وبدائية ومحلية معظم رجال الدين فى مجتمعاتهم ، كما يعكس معالم بيئاتهم الإجتماعية المفعمة بالفقر والتخلف العليمي والثقافي والرجعية والظلامية وإنقطاع الصلة بعوالم التقدم والتمدن والتحضر . ودليلي ببساطة : هل يوجد ألماني أو سويسري أو ياباني أو نرويجي واحد أن مفكره الأمثل هو يوسف القرضاوي أو محمد عمارة أو زغلول النجار ؟؟!! وكما أنه لا توجد زوارق موت (ولا زورق واحد) يبحر من شمال البحر المتوسط لجنوبه ، فإنه لا يوجد شخص واحد مثقف فى أي مجتمع متقدم يعتبر أيا من هؤلاء من قادة الفكر الذين يهتدي بهم ! ... وأما الإعلام فى مجتمعاتنا ، فقطاعات عديدة منه هى ذات مصالح حياتية مصيرية مرتبطة إما بمؤسسات السلطة والحكم ، وإما مرتبطة بالمؤسسات أو التيارات الدينية .



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دانات : أرض - أرض
- العرب والمعاصرة - حوار جريدة المساء المغربية مع المفكر المصر ...
- حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
- مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...
- إشتراك رجال الأعمال فى الحكم - بمناسبة إقالة وزير مصري من رج ...
- طارق حجي : من حديث للإذاعة المصرية (12 أكتوبر 2009)
- إنبعاث المارد.
- الإدارة و ثقافة المجتمع.
- شذرات
- آثار انهيار الطبقة الوسطى - باربع لغات
- مصر تمنح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني .
- بماذا أؤمن ؟
- عفريت الحداثة
- سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية
- يا طائر الفينيق الأروع إنتصر اليوم للتحضر والتمدن
- خطاب أوباما بجامعة القاهرة - تعليقات أولية.
- نحن ... وثقافة الحوار المتمدن .
- عواقب تآكل الطبقة الوسطى.
- رحلة صعود الإسلام المحارب وإنزواء البدائل
- وهم ضياع الهوية ... أو ثقافة القوقعة !


المزيد.....




- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...
- أحكام بالسجن على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ...
- الفاتيكان: لن يتم اتباع الأصل الجغرافي للبابا الجديد
- أحلى قنوات الأطفال .. أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على جمي ...
- استقبلها بجودة ممتازة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأ ...
- كيف يتباين تعاطي الدول الأوروبية مع الرموز الدينية في المناص ...
- إشهار كتاب -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات الته ...
- دمشق.. مظاهرة حاشدة بالجامع الأموي رفضا لعدوان إسرائيل على ص ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - الحلف غير المقدس