أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - الدول الإسلامية تتولى مهمة تقسيم العراق















المزيد.....

الدول الإسلامية تتولى مهمة تقسيم العراق


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 11:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان الاستفتاء الذي قامت به إيلاف حول رأي الشعب العراقي بدخول قوات إسلامية إلى العراق في مهمة لحفظ السلام قد أفرزت لحد الآن نتائج مهمة للغاية وهي إن ثلثي العراقيين لا يرغبون بهذه القوات، وأنا على ثقة من أن معظم الذين أدلوا بأصواتهم لم يكونوا يعرفون شروط دخول هذه القوات إلى العراق، فلو عرفوا هذه الشروط لكن الجميع بالضد من دخولها للعراق. إن ما المبادرة المزعومة تشترط أولا خروج جميع القوات المتعددة الجنسية من العراق!!! إما الشرط الثاني هو أن يأخذ البعثيين وهيئة علماء المسلمين والتيار الصدري مكانا مرموقا في المؤتمر الوطني العراقي، وتخرج منه حكومة بعثية إسلامية يتحد بتأليفها كل المجاميع التي تساهم اليوم بخطف الرهائن والتخريب وتفجير دور العبادة لكل الأديان والمذاهب ويتفاخرون بقتل الشرطة العراقية ويعتبرون كل العراقيين من المتعاونين مع الاحتلال، لذا كل عراقي هو مشروع قتل من قبل هذه الجماعات التي تعتبر قتل الأبرياء مقاومة للاحتلال.

كانت تلك هي الشروط التي تطرحها المبادرة مكشوفة المقاصد، وكوني من غير المؤمنين بنظرية المؤامرة، فإني سأعطيها اسما آخر وهو ""المساومة القذرة من قبل الدول العربية والإسلامية لتقسيم العراق""، وذلك لأن لو لم يقبل العراقيين بها، فإن ذلك يعني أن سيبقى الدعم للإرهاب على المكشوف وسيزيد أكثر فأكثر من قبل هذه الدول.

منذ أن سقط النظام البعثي المقبور ولحد هذه اللحظة لم أجد إلا عددا قليلا من العرب أو المسلين يؤيدون عملية سقوط النظام، والسذج منهم حين تسألهم عن السبب، يقولوها بوضوح وصراحة كما يفضح الأطفال النوايا الحقيقية التي يتكتم عليها الكبار والفصحاء منهم، فهذه الشعوب لم تختلف عن دول الجوار بشيء على الإطلاق، فلماذا يقتصر الخطاب العراقي على تحديد دول الحوار فقط؟!! فالجميع أصبح الآن لديهم ذات النوايا، وهم مستعدون لتنفيذها بالنيابة عن دول الجوار والبعثيين والطائفيين العراقيين. لسنا بحاجة إلى دليل على ذلك، فجميع أبناء هذه الشعوب اليوم يتبنون الخطاب الذي تتحدث به فضائية الجزيرة الناطق الرسمي للإرهاب في العالم وليس العراق وحسب، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يسمع آراء العرب والمسلمين حول العراق عبر الفضائيات وأجهزة الإعلام الأخرى سواء الناطقة بالعربية أو غير العربية، هذا فضلا عن مواقف هذه الدول من خلال مؤتمراتهم واللقاءات الثنائية بين هذه البلدان والبيانات التي تصدر عنها، وكذا وجود العدد الهائل من المسلمين الانتحاريين الذين تدفع بهم بلدانهم ومنظماتهم الوطنية لقتل الشعب العراقي، وإعلامهم الموجه ضد إرادة الشعب العراقي والمزايدة على عراقية العراقيين، فإنهم يريدون أن يفرضوا علينا خطابهم وتخلفهم ويحاولون إيجاد المفردات التي تبرر التحدث بالنيابة عن الشعب العراقي ولو كان ذلك قسرا، وكأن العراقيين قاصرين ولم يبلغوا سن الرشد، وذلك العربي المتخلف، أيا كان، يريد أن يعلم العراقيين ما الصحيح وما الخطأ، بالرغم من أن الشعب العراقي هو الأكثر ثقافة وتحضرا من جميع الشعوب العربية، ولكن بالرغم من هذا وذاك تحاول أجهزة الإعلام العربية ومعها البي بي سي فرض واقع على العراقي هو أن يتحدث العرب والمسلمين بالنيابة عن الشعب العراقي، والأدهى والأمر من هذا وذاك، نجد رئيس وزرائنا يدعوا هذه الدول للمشاركة بقوات لحفظ السلام في العراق، ولا ندري هل إن رئيس الوزراء لا يعي فعلا غايات هذه البلدان أم إنه يقصدها فعلا بناءا على برنامج محدد لحزبه؟!

يجب أن يعلم الجميع أن العراق لم يعد ملكا صرفا لأحد كما كان ملكا لأهالي العوجة وآل المجيد وحزب البعث البهيمي الهمجي، ولا يصح اليوم التصرف بمستقبل العراق كل على هواه، فما يريده العراقي اليوم هو ما يجب أن يكون وليس ما يريده أصحاب المشاريع الخائبة بإعادة البعث بجلابيب أخرى وكأن العراقي مازال مغفلا ولا يعي كل تلك التحركات.

إن المطلوب اليوم من دول الجوار والدول الإسلامية والدول العربية كافة هو وقف دعمها للإرهاب في العراق وليس إرسال قوات بشروط غبية من أجل إشعال حرب أهلية طائفية وبالتالي تقسيم العراق.

إذا كانت النوايثا سليمة فعلا من قبل هذه الدول لدعم الاستقرار في العراق يمكنهم ترجمة ذلك بإرسال التجهيزات العسكرية والسلاح فقط، ذلك السلاح الذي سيجهزوا به قواتهم التي ستذهب للعراق، وسيتولى العراقيين أمر إستعماله بدلا منهم، فالشعب العراقي تعداده أكثر من ثلاثين مليون نسمة وفيه من الرجال المقاتلين ما يكفي لحماية بلدهم، وقد خاض العراقيين حروبا متواصلة عبر ربع قرن، فهم خبراء باستعمال كل أنواع السلاح.

بهذا الأسلوب من الدعم سوف لن يضطروا لخسارة في الأرواح المسلمة لجنودهم وبذات الوقت سيخدمون العراق الذي يعرف دروبه وأولوياته، ولهم بما فعلت دولة الإمارات مثال على حسن النوايا حين اقترحت مساعدة العراقيين بإرسال تجهيزات عسكرية وطائرات لحماية الحدود ومنع تسلل الإرهابيين، وتجهيزات أخرى لحماية خطوط أنابيب النفط من عمليات التخريب الذي تتعرض له كل يوم على أيد الإرهابيين الذين يدعمهم الأخوة العرب أو المسلمين الذين مازالوا يعتبرون قتل العراقيين بالعمليات الانتحارية مقومة شريفة وهي بذات الوقت أعمال إرهابية لو حدثت في الدول العربية الأخرى. فلو فكرنا بهذه المبادرة لوجدناها هي الأكثر جدية ومصداقية من بين كل المبادرات الكاذبة، فهي الدولة الوحيدة التي تعاملت مع العراق بصدق حين أرسلت المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومستشفيات دون ضجيج أو منة، بل بروح التعاون الأخوي الشريف، فيما أرسلت باقي الدول كل أنواع الموت والدمار للعراق وزجت بالمرتزقة والانتحاريين نحو العراق. دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تعاملت مع العراق بصدق حين تبرعت بكامل تكاليف التعداد السكاني في العراق الذي يعتبر من أهم شروط إقامة نظام ديمقراطي وإجراء الانتخابات الحرة في العراق، في حين تآمرت الدول العربية مع عميلهم الإبراهيمي على منع إجراء الانتخابات، بل وتوفير الأرضية اللازمة لمنع حدوثها لأسباب صار يعرفها الجميع. دولة الإمارات هي الدول الوحيدة التي قامت بتدريب العراقيين الشرطة وعناصر الجيش الجديد وعناصر الحفظ الأمن والإداريين للموانئ العراقية من دون مقابل أو مساومة رخيصة كما حصل مع دول أخرى، وهي الدولة الوحيدة التي ألغت كامل ديونها على العراق بالرغم من أن هذه الديون لم تكن سلاح لصدام أو بناء لقصوره، فهي ديون ذات طابع تجاري شريف، وهي الدولة الوحيدة التي سخرت كامل إمكانيات موانئها لدعم العراق ونقل ما يحتاجه العراقي من دون مساومات رخيصة أو ضجيج إعلامي أو شراء ذمم أو مؤامرات أو سلاح يمد الإرهاب تحت المواد الغذائية أو مخدرات تتسرب للعراق كما تفعل الدولة الإسلامية جدا والجارة جدا للعراق، ولم تكتفي دول الجوار بكل ما فعلت، بل راحت تستغل حسن النوايا لدولة الإمارات ومساعدتها للعراق وذلك بالإساءة لها من خلال تسريب المخدرات لسفنها التي تنقل البضائع والمسافرين للعراق. لم أستطع أن أتخيل كيف يتعامل نظام ديني بأخس الوسائل وأكثرها وضاعة ضد شعب مسلم وجار لمجرد أن تسيء لعدو أجنبي؟؟!!! فقد تم الكشف عن المصدر الحقيقي لتلك المخدرات وكيف تم تسريبها لتدخل للعراق، وبهذا يضرب النظام الإسلامي البعيد تمام البعد عن الإسلام والدين والشرف، يضرب عصفورين بحجر واحد هو أن يسيء للعراقيين وأن يسيء للإمارات الداعم الشريف للشعب العراقي.

فإذا كان الدعم العربي والإسلامي من نوع الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات، وعلى هذه الشاكلة فنحن كعراقيين نرحب به كل الترحيب وسنصفق له ولا ننظر له بريبة. ولا يجب أن ننسى مواقف هذه الدولة ورئيسها من الحرب في العراق قبل سقوط النظام الهمجي، فهذه الدولة هي الوحيدة التي حاولت حقن دماء العراقيين بدعوة الشيخ زايد قبل سقوط النظام لخروج صدام من العراق كمحاولة لوقف الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق، بينما الدول الأخرى كانت تقاتل من أجل دمار العراق وقتل أبناءه فأجهضت المبادرة بصلف وسوء سلوك من رئيسها الإرهابي عمرو موسى، ولم تكن تلك المبادرة الوحيدة التي تقدمت بها هذه الدولة مخلصة بمشاعرها ونواياها نحو العراق، فقد سبقتها وتلتها مبادرات كانت من الجدية والوضوح وحسن النوايا ما وجده الآخرون يتعارض تماما مع رغبات الدول العربية الأخرى ونواياها الشريرة نحو العراق، لذا قاتلت الدول الإسلامية والعربية والجامعة العربية من أجل إجهاض جميع المبادرات الإماراتية الشريفة لأنها لا تنسجم مع نواياهم الجبانة التي تهدف إلى الغدر بالعراقيين.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجتثاث الفكر الشمولي 3 -4 المجتمع المدني على أعقاب النظام ال ...
- إجتثاث الفكر الشمولي 2 -4 المجتمع المدني على أعقاب النظام ال ...
- إجتثاث الفكر الشمولي 1-4 الفاشية والنازية والفكر الشمولي بإخ ...
- خطف الدبلوماسي المصري والعمالة الأجنبية في العراق
- إيران العدو الأكبر
- محللون سياسيون أم إرهابيون
- الدعوة مكشوفة المقاصد لخروج قوات حفظ السلام من العراق
- المعايير المزدوجة بالشأن العراقي
- دقيقة واحدة تحدث بها صدام امام القاضي
- على الفضائيات أن تعيد أرشيف التلفزيون العراقي المسروق
- محاموا صدام، الخصاونة والخرابشة والعرموطي!
- إنه حقا ليوم عظيم
- الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد
- سمير عطا الله والأيام العصيبة في العراق
- ملاحظات حول الخطة الأمنية للحكومة
- بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟
- بلاد العجائب وعصا موسى!!!
- الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
- ليتنا نكمل المسيرة
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار


المزيد.....




- عناصر من شرطة نيويورك تدخل جامعة كولومبيا
- شرطة مدينة نيويورك تبدأ اقتحام حرم جامعة كولومبيا وتعتقل الط ...
- لقطات فيديو تظهر لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كولومبيا ...
- اتفاق بين جامعة أميركية مرموقة والحركة الطالبية المؤيدة للفل ...
- شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض الاعتصام الداعم لغزة ...
- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - الدول الإسلامية تتولى مهمة تقسيم العراق