أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - المعايير المزدوجة بالشأن العراقي















المزيد.....

المعايير المزدوجة بالشأن العراقي


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 893 - 2004 / 7 / 13 - 07:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الإرهاب في العراق يعتبروه مقاومة، وحتى بعد تسليم السلطة والسيادة للشعب العراقي لم ياخذ إسمه الحقيقي في الخطاب العربي عموما، بالرغم من أنه قد تغير إلى ما هو افضل قليلا ولكن مازال يعتبر الإرهاب في العراق عملا بطوليا ولكن بتحفظ حين يسمي الأشياء بغير مسمياتها، فالإرهابيين يسميهم مقاتلين مجهولين أو مقاتلين عراقيين، وحين يقتل منهم احد، يقول فقد قتل عراقيا مهما كانت هويته شرطيا أم إرهابيا وحتى لو كان عربيا او أفغانيا فإنه صار مقاتلا عراقيا، حتى لا تدري من قتل من ولا من هاجم من؟ إلا إذا كان الأمر يتعلق بالأمريكان أو باقي قوات حفظ السلام. في حين سمي الإرهابي بمسماه الحقيق في السعودية أو أي مكان آخر، وبقي على ذلك دونما تغيير.
طالما الإرهابي يعمل في العراق، فهو عمل مبارك وإن كان لا يرضي العراقيين وهم الضحية، وهو عراقي حتى ولو كان افغانيا. هذه الإزدواجية بالمعايير كون الوضع قد تغير بعض الشيء في العراق، وإن بقي الحلم والعمل العربي كما كان عليه قبل تسليم السلطة داعما للإرهاب في العراق بكل أنواعه، وهم لا يتحفظون من العمل عليه في العلن وخصوصا سوريا وإيران، اللتان مازالتا لا تستطيعان ظبط حدودهما مع العراق كما تدعيان، وفي واقع الأمر تدفعان بقطعان الإنتحاريين ليموتوا في العراق ومعهم كل بريء.
بالأمس يصدر قرار من محكمة لاهاي، الغير ملزم لأحد، بهدم الجدار الذي تبنيه إسرائيل، مجرد قرار غير ملزم على هدم جدارن يعتبرونه إنتصارا للقضية الفلسطينية والعرب جميعا على أمل أن يستعينوا به لأستصدار قرار من الأمم المتحدة، ايضا غير ملزم، بهدم الجدار، ولكن بالرغم من هذا وذاك، فهو بالفعل نصرا للقضية الفلسطينية بلا أدنى شك. ولكن بذات الوقت أو قبله بقليل، يصدر قرار من مجلس الأمن ملزم للجميع بإنهاء الإحتلال في العراق وتسليم للسلطة والسيادة للعراقيين، وتسلم السلطة والسيادة بالفعل للعراقيين وتشكل الحكومة الإنتقالية، وكل هذا لا يعتبرونه ذا جدوى وليس ذو قيمة تذكر، بل وحتى لا شرعية فيه!!!! في الوقت الذي يعتبر قرار المحكمة في لاهاي نصرا عربيا مؤزرا!!!! التباين في المواقف واضح وضوح الشمس، فالمعايير المزدوجة صارت لغة الحوار وحتى المحافل بكل ما يتعلق بالشان العراق. لابد ان يكون هناك سببب وراء هذه الإزدواجية بالمعاير للعربان.
ويدعون ليل نهار الولايات المتحدة أن تبعث بقوات لحفظ السلام للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن حين يتعلق الأمر بالعراق يكون الأمر معكوسا تماما!! فهم لا يعترفون بقرار مجلس الأمن الذي ينهي الإحتلال ويعتبر القوات الموجودة على أرض العراق قوات متعددة الجنسية لحفظ السلام، ويذهبون أبعد من ذلك ويدعون هذه القوات إلى الخروج فورا من العراق، حيث مازالوا يعتبرونها قوات إحتلال. كيف يمكن أن نفهم مثل هذه المواقف ما لم يكون هناك نوايا مبيتة من قبل دول الجوار لإجتياح العراق في حال خروج هذه القوات؟ أما الحجة، فهم من يخلقها ايضا، حيث هم من يشيع الفوضى في العراق وهم من يدعم الإرهاب وستكون الحجة مقبولة جدا لغزو العراق، ومن ثم تأتي بالضرورة تلك التداعيات التي لا تخفى على أحد والتي ستنتهي بتقسيم العراق.
الإزدواجية بالمعايير تذهب بعيدا إلى التفاصيل، فالفلسطيني (عذرا للأخوة الفلسطينين على أخذ حالتهم كمثال وذلك للتقارب من وجوه كثيرة بين الحالتين) الذي يعمل في بناء الجدار االفاصل يعتبر باحثا عن لقمة العيش، حقا هو التوصيف الصحيح لهذه الحالة، ويذهبون أبعد من ذلك، فحين يوقف أحد الأخوة الفلسطينين عن العمل سواء بالجدار او في اي مكان من إسرائيل، التي يعمل بها يوميا ما يزيد على ثلاثمائة ألف عامل فلسطيني، فإن ذلك يعتبرا تجاوزا على حقوق الإنسان، وتقوم الدنيا ولا تقعد، في حين لو إنضم شاب عراقي للخدمة العسكرية أو إلى قوات الحرس الوطني يعتبر ذلك الشاب عميلا للأمريكان حتى بعد إنتهاء الإحتلال الأمريكي رسميا، وبذات الوقت يحق للإرهابيين الذي يزجون بهم إلى العراق أن ينتقموا منه وأن يقتلوه، بل ويحق لهم أن يقتلوا كل عراقي مهما كان وأينما كان، فقد قتل من الشرطة العراقية، على قصر عمرها، لحد الآن ما يقرب من ثلاثة آلاف شرطي وعنصر من الدفاع المدني. كل هذه الإزدواجية في المعايير والخطاب يشترك به كل الحكام العرب وشعوبهم، بل هم الأكثر حماسا للتطوع من اجل قتل العراقيين!!! ولا ندري ما إذا كان بيان ناشطي حقوق الإنسان العرب في مؤتمرهم الأخير يتضمن بالنص تحريضا على قتل العراقيين أم لا؟ فهم لم يصرحوا للصحفيين به؟؟ إذا لم تكن هذه الإزدواجية بالمعايير تهدف إلى تحقيق نوايا خبيثة فلم كل هذا الخلط بالأوراق والزعيق ليل نهار وشراء الذمم للعراقيين للذين نسوا إنهم، يوما ما، كانوا عراقيين بحق؟
العراق يرزح تحت الإحتلال، عبارة سمعناها منذ سقوط التمثال وكنا نظن إننا سوف لن نسمعها بعد الثامن والعشرين من نيسان الماضي، ولكن الذي حدث هو العكس تماما، فإننا صرنا نسمعها حتى من الدول التي وقعت على قرار مجلس الأمن وليس الدول العربية والإعلام العربي فقط، وعلى العراقي ان يستمر بمقاومة الإحتلال في حين إن الإحتلال قد إنتهى إلى غير رجعة، بظل هذا الوضع، نجد من يصف العراقي بالمكبل بأغلال الإحتلال وهو من تحرر تماما من أي قيد في الوقت الذي به بقيت الشعوب العربية ترزح تحت نير الإحتلال العسكري لنخبها العسكرية المسيطرة على السلطة، وتحكم بالحديد والنار وتكمم الأفواه وتملئ السجون وتستبيح المقدرات وتتحكم بالموارد المالية لبلدانها، على أنها املاك شخصية للرؤساء والحاشية المحيطة بهم، وتصادر الحريات، بإختصار تفعل كل ما يسيء للإنسان، ولكن في النهاية هو العراقي فقط من يرزح تحت الإحتلال ومكبل، وباقي العرب احرارن في حين إن العكس هو الصحيح تماما، فالعراقي هو الوحيد من ابناء الشرق الأوسط، سواء الكبير أو الصغير، من يمتلك إرادته بالكامل.
فإذا لم يكن من وراء هذا الأمر غايات شريرة، فماذا إذا؟؟؟؟؟؟
دول الجوار هي الوحيدة التي لم تتجاوب مع رغبة الحكومة العراقية بوقف الدعم المطلق للإرهاب ولم تكتفي بذلكن بل تذهب أبعد، فتدفع نحو إنهيار العراق امنيا وسياسيا وإقتصاديا. والدول العربية وخصوصا الجوار، هي فقط من إمتنع عن المساهمة بدعم جهود إعادة البناء، بل يمتنعون من إعادة أموال العراق التي تركها النظام المقبور في بنوكهم، والأكثر من ذلك هم من يساهم يحتظن فلول النظام المقبور ويمد لهم يد العون من أجل التخريب وإشاعة الفوضى في البلاد، ويحيكون المؤامرات تلو المؤامرات في السر والعلن من أجل ان يجهضوا العملية الديمقراطية في العراق، يعملون بلا كلل من خلال أذنابهم في الداخل من خلال مرتزقتهم الذين زجوا بهم عبر الحدود، التي لم يستطيعوا حمايتها من ناحية العراق في حين يستطيعون حمايتها مع الجيران الآخرين، ويعملون على شراء الذمم العراقية للترويج لخطابهم المظلل الغبي.
إزدواجية المعايير لم تقف عند حد لدى العرب، فكثر المدافعين عن صدام ويريدون له ماكمة عادلة في الوقت االذي لا يعترفون بجرائمه بحق الشعب العراقي، ولا يعترفون بشرعية المحكمة ولا بأهلية الحكام ولا بشرعية السلطة بالكامل!! ويريدون لنا أن نحاكم صدام محاكمة عادلة!!! وكأن العراقيين سيحاكموه محاكمة غير عادلة!!!! والعرب وحدهم من يعرف العدالة!!! في حين أن سجونهم ملآى بالبشر، الذين لا يعرفون لحد اليوم التهم التي وجهت لهم. بالطبع بيان ناشطي حقوق الإنسان العرب لم يتطرق لهذه السجون، ويدعون فقط لخروج القوات المتعددة الجنسية من العراق!!!
وإن لم يعلن الإيرانيون إن صدام رئيس شرعيا للعراق كما تفعل العرب، ولكنهم يفعلون المستحيل من أجل إبقائه على قيد الحياة وأن يخرج أمره من أيد العراقيين ليصبح دوليا كما هو الحال مع ميلوسوفج، والوسيلة التي إبتدعتها قريحتهم هي فتح ملف الحرب التي طال أمدها ثمانية سنوات. فهم يعرفون تماما أن هذا الملف لو تم فتحه، فإن المحكمة ستكون دولية لأنها جريمة ذات طابع دولي، وستطول لسنوات قد تصل إلى عشرة أو أكثر، وهذه الفترة أطول من الفترة المتوقعة التي يمكن ان يعيشها صدام إبن السابعة والستين عام، فإنهم، وكما يدعون، لا يبغون من خلال هذه المحاكمة أية تعويضات مالية، ربما هذه المزاعم صحيحة، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلم إذا لا يتركون أمر الملف للمؤرخين والكتاب والدارسين؟ وإذا لم يكن الهدف من هذه الدعوى القضائية إطالة عمر صدام وتخليصه من أيد العراقيين؟ فماذا يمكن أن يكون؟ حيث بقائه على قيد الحياة يعني الإبقاء على أمل فلول صدام بالعودة للسلطة بمساعدة دول الجوار وسيستمروا بالإخلال بالأمن، وهذا ما سيشكل الذريعة الأساسية لإحتلال العراق بعد خروج قوات حفظ السلام، التي يبدوا إن فترة بقائها في العراق ستطول، وعلى هذا الأساس يعتبر بقاء صدام على قيد الحياة جزءا مهما لإدامة العنف المسلح في العراق وهو ما يشكل أهم عنصر من عناصر مخططات دول الجوار التآمرية المكشوفة. وما يؤكد هذا المسعى لأيران هو الدعوة التي خرج بها المرجع الديني الشيرازي المؤيد لإيران بالعفو عن صدام بحجة تحاشي الغضب العربي بسبب محاكمته إضافة إلى موعظة العفو عند المقدرة!!
عندما يكون الخطاب مزدوجا ومعوجا ولا يتطابق والواقع الموضوعي والمنطق، فإن في الأمر ريبة وغايات لابد من كشفها.
أليس هذا هو الهدف يا دول الجوار؟؟؟؟



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقيقة واحدة تحدث بها صدام امام القاضي
- على الفضائيات أن تعيد أرشيف التلفزيون العراقي المسروق
- محاموا صدام، الخصاونة والخرابشة والعرموطي!
- إنه حقا ليوم عظيم
- الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد
- سمير عطا الله والأيام العصيبة في العراق
- ملاحظات حول الخطة الأمنية للحكومة
- بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟
- بلاد العجائب وعصا موسى!!!
- الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
- ليتنا نكمل المسيرة
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال


المزيد.....




- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...
- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - المعايير المزدوجة بالشأن العراقي