أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - ليتنا نكمل المسيرة















المزيد.....

ليتنا نكمل المسيرة


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب لي أحد الأخوة العرب عن شكوكه بصدقية الأمريكان والتشكيل الجديد للحكومة التي أعتبرها لا تمثل العراق، وما هي إلا حكومة عميلة، أما تنصيب رئيس الجمهورية ونوابه ما هو إلا نوعا من ذر الرماد في العيون. الرسالة كانت تتفق تماما مع رأي الكثيرين من العرب الذين التقيت بهم وحاورتهم خلال اليومين المنصرمين، فكان لابد لي أن أقف عند هذا الرفض أو التشكيك باحثا عن السبب، ولم أستطع أن أفهم أيضا سبب عدم الرضا أو الفتور في ردود الفعل الرسمية للدول العربية والإسلامية لهذا التشكيل، والتي لم ترحب بالحدث الذي طال انتظاره. لكن لو فكرنا قليلا لوجدنا إن السبب واضح جدا.
لديهم ملوك أو رؤساء أغلبهم لا علاقة لهم بالعلم والمعرفة، كلمة الحق الوحيدة التي يقولوها ولا يعرفون معناها، وهي "العلم عند الله". لديهم رؤساء يمثلون أنفسهم وأبنائهم فقط، وفي أحسن الحالات عشائرهم. التصقت الكراسي بأعجازهم ولا ينفع حتى العمليات الجراحية لفصلها عن الأعجاز، فهم اليوم يصنعون نعوشا تتسع أيضا للكرسي الرئاسي، وقبورا تم تصميمها على غرار قبور الفراعنة وملوك ساسان، فيها متسع للكرسي الملتصق ومتسع لمتاع الحياة للدنيا والآخرة، من كنوز فاقت كنوز الملوك النمرود. ملوكهم والرؤساء لا يعرفون عن علم السياسة سوى الادعاء بمعاداة أمريكا وهم منها الأخ الصديق والحبيب والعشيقة والبهلول، هذا عن السياسة الخارجية، أما السياسة الداخلية فهي أن الشعب في غاية السعادة واليمن الرخاء ومن يعترض على ذلك فهو من لا أب له ولا متسع له تحت الأرض كقبر يستريح به، ومن كان له عم أو خال، فلا مانع أن يكون له قبر ولكن لا شاخص له كي يستدل عليه.
لدينا رئيس وله نائبان تم تعينه ليس برغبة من أمريكا، الطوطم العربي والإسلامي، ومن أختاره ممثلونا، ونحن فقط من يستطيع أن يقول إنهم ممثلونا، ولا أحد يستطيع أن يزايد علينا مهما كان موقعه أو علمه أو دينه أو عرقه أو بلده الذي ينتمي له، فنحن فقط من يستطيع أن يقول اليوم كلمته. الرئيس لدينا من عشائر عربية مسلمة ومختلطة مع الكورد من حيث النسب والمصلحة والجغرافيا والدين والمطر. وإن كان الباججي أكثر خبرة من الرئيس الجديد وكان يمكن أن يفيد العراق في هذه المرحلة القادمة بشكل أفضل، ولكن لا أحد يشك بوطنية الرئيس، فهو من الذين قارعوا الدكتاتورية على مدى عقود، متعلم على درجة عالية من المعرفة والعلم، شاب متفتح ولم يمضي على وجوده على الكرسي سوى شهر واحد ولم يجلس على الكرسي أربعة عقود متواصلة، يحب أبناء شعبه دونما تمييز لعرق أو مذهب أو انتماء سياسي.
لرئيسنا نائبان كلاهما على درجة عالية جدا من التعليم والمعرفة والماضي السياسي النظيف ولم تتلطخ أيديهم لا بمال سرقوه ولا بدم سفكوه ولا بحرمة استحلوها ولا بعرض انتهكوه ولا بحق سلبوه ولا خبيثة دنوا منها ولا ذنوبا صغيرة كانت أم كبيرة قد ارتكبوها. الثلاثة يمثلون الطيف الأوسع من شعب العراق، عرب أم كورد، سنة كانوا أم شيعة، ويمثلون الأطياف السياسية العراقية الأوسع من يسار أو يمين، من علماني أو متدين، من مستقل أو متحزب، وهذه الأطياف تمثل الشعب العراقي بأطيافه.
من الناحية السياسية: الرئيس عربي يحسب على التيار القومي، النائب الكوردي يحسب على اليسار العلماني ونائب الرئيس العربي يحسب على التيار الديني العلماني، فهم يمثلون الطيف القومي سواء كان كرديا أم عربيا، ويمثلون العلمانية والتدين ويمثلون المذهبية الأوسع ويمثلون اليسار واليمين والمستقلين في المجتمع العراقي.
مهمة هذا الفريق الرئاسي من حيث الأساس برتوكولية وتشريعية، ولا يوجد لأي منها فضل على الآخر حيث لكل منهم حقا مطلقا بالقبول أو الرفض، كلهم يملكون الفيتو المكفول بقرارات الأمم المتحدة، أي الشرعية الدولية، ورغبة الشعب العراقي.
السؤال أي من الدول العربية أو الإسلامية تملك طاقما رئاسيا كهذا؟ أريد دولة واحدة فقط لديها ما لدينا، بل دولة لها مشروعا كهذا؟
كل هذا من أجل فترة تمتد لسبعة أشهر فقط، بعدها ستكون الحكومة منتخبة والرئيس منتخب وسيكون لدينا برلمان منتخب ودستور وسيخرج المحتل نهائيا من البلد بعد أن يجد له على أراضيهم قواعد ثابتة.
لدينا رئيس وزراء قد أختاره ممثلونا، وله نائب محنك ووزراء كلهم من التكنوقراط والسياسيين العريقين، لدينا مجلس وطني استشاري بمثابة برلمان انتقالي في غضون شهر من الآن، لدينا لجنة تحضر لدستور دائم في البلد وتأخذ استشارة من الدول التي سبقتنا بهذا الشأن، وجميع أعضاء هذه اللجنة ممن لهم أياد بيضاء ويمثلون جميع أطياف التركيبة السكانية في العراق، لدينا الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل تعداد سكاني متطور وعلى أسس علمية منصفة ليحقق أهم مستلزمات المرحلة الديمقراطية القادمة، وكذا يحقق كل ما يحتاجه المخططون من أجل عراق متطور، لدينا لجنة لصياغة قانون وآليات الانتخابات من أكثر الناس مصداقية وحرفية في العراق يرافقها لجنة استشارية من الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف على أحسن ما يكون، ولدينا سلطات كلها تستمد شرعيتها من الشعب والتخويل من الأمم المتحدة والعالم أجمع، لدينا قضاء مستقل عن السلطة بالكامل، لدينا أحزاب لا علاقة للسلطة بشؤونها، على أن لا تكون أحزابا تعتنق فكرا شموليا أثبت التاريخ عدم صلاحيتها وتجاوزتها المجتمعات التي بنت أنظمتها الديمقراطية، لدينا نقابات لا علاقة للسلطة بها، حرة تماما وقيادتها منتخبة من قبل الأعضاء وتعمل على صيانة حقوق أعضائها وصيانة الديمقراطية في البلد، ولينا أيضا معارضة سياسية حقيقية وإن كانت تطمح أن تعيد عجلة التاريخ وأن تعيد الدكتاتورية للعراق أو أي حكم شمولي هم يجدون به مصلحة للعراق، مع ذلك فهم يعملون بحرية تامة، ونحن لا نخشى وجود هذه الأحزاب، ذلك أن العراقيين صار لديهم حصانة تامة من أي حكم أو فكر شمولي، وهذه الحصانة قد جاءت بعد معانات لمدة أربعين عاما من أنواع الحكم الشمولي للحزب الواحد الذي وصل إلى قيادة المجتمع عن طريق الانقلاب، لدينا أيضا صحافة حرة ولا دخل للسلطة فيها حيث أول مظاهر الحرية في العراق هو صدور ما يزيد على مائتي صحيفة ومجلة يومية أو أسبوعية أو شهرية، وليس لدينا إعلام موجه تملكه السلطة، وليس لدينا سجون سرية، وليس لدينا عشيرة واحدة تحكم البلاد، وليس لدينا دكتاتور ولا مخابرات تحسب علينا أنفاسنا، ليس لدينا رئيس يعين ابنه خلفا له وهو مازال صبيا، ليس لدينا دستورا كقطعة قماش يفصل ويعاد تفصيله على مقاسات وموديلات مختلفة، وليس لدينا رجال دين يصدرون الفتاوى إرضاء للسلطان، وليس لدينا مهرجين للسلطان، وليس لدينا أبناء عمومة للسلطان، بل وليس لدينا سلطان، وندخل بلدنا ونخرج منه كما نشاء، ونعمل ونبني ما شاء لنا أن نبني، وننتقد من نظن إنه على خطأ.
ومع ذلك مازالت الفضائيات تنعت الديمقراطية في العراق بالزائفة، والحكومة غير شرعية!!!!!!!!!
والذي يغيظهم حقا هو أن نفط العراق صار للعراقيين فقط وسوف لن يحصلوا منه على كبون واحد، بل ولا حتى قطرة واحدة، خصوصا تلك الدول التي استباحت أموال العراق المودعة في بنوكها، تلك الأموال التي سيعيدونها إن عاجلا أم آجلا، ولا أحد يملك الحق بالتنازل عن هذه الأموال حتى وإن كان حكومة منتخبة، هكذا الحقوق، لن تضيع وإن طال الزمن. أقول هذا لمن لا يعرفون معنى الحقوق.
لم يبقى لي سوى أن أسأل، لم لا يموتون كمدا من هذا العراق العظيم؟ وهم في النهاية من الخاسرين؟



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - ليتنا نكمل المسيرة