أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم















المزيد.....

مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جريمة جديدة يضيفها الحاقدون على الشعب العراقي بذبح المصلين بأحد مساجد الكوفة لتدعي الفضائيات ومرتزقتها إن الذي ذبحهم هو الجيش الأمريكي.
لو لم يكن العراقي واع تماما لما يجري بالضبط، لكانت هذه الحادثة كافية أن تجعل الجنوب بكامله يثور بدون إستثناء، ولكن تركوا الأمر وكأن شيء لم يحدث لأن الجميع يعرف إن من ذبحهم هم الوهابيين والمرتزقة العرب والبعثيين من أجل إشعال الفتنة الطائفية. وحاولت الفضائيات الحقيرة أن تثير العراقيين، فخاب ظنهم كما خاب من قبل مليون مرة.
كان حلم فلول النظام من البعثيين والمرتزقة العرب والوهابيين الذين يدعون إنهم يقاتلون الأمريكان في العراق، وفي الواقع إنهم يقتلون أبنائنا، كان حلم هذه العناصر هو نقل المعركة إلى النجف وكربلاء تحديدا ولكن لم يستطيعوا ذلك لسببين، الأول هو حالة الحياد التي إتخذها العراقيين إزاء ما يجري، لأن أهم ما كان يتمناه العراقي، هو التخلص من نظام صدام الذي إستعصى على العراقيين إزالته بأيديهم لأسباب يعرفها الكثيرين، والسبب الثاني للحياد و القيادة الحكيمة للمراجع الدينية والمرجعيات المختلفة للمجتمع المدني، تلك القيادة الحكيمة التي منعت أن تنقل المعركة ضد الأمريكان إلى مدن الجنوب. بالتأكيد كان الهدف منها هو الشعور بالإمتنان من الأمريكان لما فعلوه بنظام صدام، والثاني إنهاء الإحتلال بطرق سلمية وأن يكون لنا نظام ديمقراطي تعددي تتمتع به كل أطياف الشعب العراقي بدور يتناسب والثقل الديموغرافي لكل منها، بعد أن كان غالبية الشعب العراقي مهمشين منذ زمن بعيد.
ولكن بعد توقف المعارك في الفلوجة، أشارت إيران للصدر أن ينهظ ويسيطر على المدن العراقية الجنوبية، وهذا ما كان لهم خلال يوم أو بعض يوم، كان ذلك قد أنهى حالة الحياد، أو هكذا يظنون، وقد خاب ظنهم، فكان مفاجئة للجميع كون المنطقة ليس فيها ما يدعوا للتمرد مادام الأمر يجري بشكل ما إلى صالحهم. وهكذا فجأة إنتقل القتال إلى الجنوب، ولكن سرعان ما تم إخراج الصدر من كل المدن ما عدا كربلاء والنجف، وإلى حد ما تم تحييدهم في البصرة.
هنا فقط إنتقلت الحرب إلى المدينتين المقدستين، وهذا حق ويعد لهذه اللحظة إنتصارا لهم، فالسلاح الحقيقي الذي كان بيد الصدر هو إتخاذه من الناس دروعا بشرية له والعتبات المقدسة متاريس له ولجيشه. الأمر لم يقف عند هذا الحد، فما لا يعرفه الناس ولم تتحدث عنه وسائل الإعلام العربية المنحازة للبعث من خلال موقف مبني على أساس طائفي عنصري، من ناحية ومن ناحية ثانية على أساس من المصلحة، وهو عدم إنتقال المعارك من أجل الديمقراطية إلى بلدانهم، حيث إنهم يعتقدون إن وجود نظام ديمقراطي في العراق يهدد كياناتهم وربما سيكون السبب بإنهيارها أمام ضربات المجتمع المدني، وذلك بظل الرغبة القوية لدى هذه الشعوب بالحصول على أنظمة ديمقراطية. أعود وأقول إن الأمر قد ذهب إلى مدى أبعد من هذا، إذ بعد أن دخل كل المقاتلين من فلول البعث ومقاتلي القاعدة والوهابيين إلى النجف وكربلاء وتمترسوا مع مليشيا الصدر بداخل المدينتين وهم يحملون أسلحة جديدة ومتطورة وبأعداد كبيرة جدا، وهذا ما جعل من الصدر صغيرا جدا أمام نفوذهم المتعاظم، ولم يعد يمتلك ناصية القرار، فمهما توصل المتفاوضين من أصحاب المساعي الحميدة إلى صيغة إتفاق، سارع المقاتلين الأغراب عن المنطقة إلى إفساده، وسوف لن يستطيع أحد أن يتوصل إلى أي إتفاق بأي حال من الأحوال. ليس هذا وحسب، فإن هذه العناصر تتخذ الآن من آيه الله السيد السيستاني رهينة عندها ولكن بطريقة غير معلنة، حيث إن مليشيا الصدر ومن إلتحق به يتمركزون بداثر نصف قطرها حوالي إثنين إلى ثلاثة كيلو مترات ومركزها مقر إقامة السيد السيستاني الذي أصبح اليوم معزولا عن الناس تماما، وكذلك يقع ضمن هذه الدائرة مرقد الإمام علي عليه السلام.
وهكذا صار المرجع الديني الأعلى وأهالي النجف رهائن، وكذا العتبات المقدسة محتلة من قبل الوهابيين والمرتزقة العرب الذين وصلوا للعراق تحت مسمى الجهاد في سبيل الله، وهم أبعد ما يكونوا عن الجهاد، حيث إن ورائهم مشروع سياسي طائفي واضح المعالم.
هذه هي المشكلة اليوم في النجف، فلم يعد بإستطاعة الصدر ولا إيران التي دفعته ولا حسن نصر الله الذي يدعمه أن يفعلوا شيئا بأي حال من الأحوال، وهذا بإفتراض حسن النوايا لهذه الجهات، أما الواقع فإن جميع هذه الجهات تجد إن ثمن حماية النظام الإيراني من الخطر الأمريكي يستأهل هذا الثمن، وهو إبادة النجف والمراقد المقدسة وأهالي المدينة والمدن الملاصقة لها. في حين يعلن الجميع عكس النوايا تماما، وقد سوغوا لأنفسهم مسألة التدخل المباشر بالشأن العراقي تحت ذريعة حماية المقدسات الشيعية، في حين هم من إنتهكها، بل وجعل منها الآن رهينة بأيد الوهابيين والمتطرفين الإسلاميين العرب وفلول البعث، إي القوى الحاقدة على البشرية جمعاء وليس حقدهم الطائفي فقط.
إذا كان نصر الله لا يعرف كل هذه الأمور، فأنا على يقين من أن الرسائل التي وصلته كانت كافية جدا أن تجعله يأخذ موقفا آخر، ولكن التمادي بالخطأ والدعوة لذبح العراقيين، هو ومحمد حسين فضل الله المرجع الديني اللبناني، ما هي إلا مواقف معادية بصراحة شديدة وواضحة ضد الشعب العراقي، الذي سوف يحاسبهم وسوف لن ينسى الشعب هذه المواقف المعادية بكل ما للكلمة من معنى، كل هذا لصالح العمائم الإيرانية التي تضمخت بدماء العراقيين الذي ذبحوا على أيديهم النجسة، ألم يقول السيد السيستاني إن السلطة مفسدة للدين، فأي دين بقي للعمائم الإيرانية المسيسة بعد هذه الأفعال الغادرة بشعب مازال يضمد جراحه العميقة التي تركها النظام البعثي البهيمي الهمجي؟
بكل أسف كنت بالأمس القريب من أشد الناس حماسا للسيد نصر الله والمرجع المزور للدين محمد حسين فضل الله، لهم ولأسلوبهم بالعمل، فنصر الله لم يتخذ من الأهالي اللبنانيين رهائن أو دروعا بشرية له ولمقاتلي حزب الله، ولكن مقتدى يفعل ذلك، ونصر الله وفضل الله يعرفون هذه الحقيقة، ولم يتخذ نصر الله في لبنان بيوت السكان المساكين سواتر له ولمقاتليه، والصدر يتخذ من دورهم سواتر له، بل أكثر من ذلك يتخذ من العتبات المقدسة سواتر له ولمقاتلي القاعدة والوهابيين الذين قتلوا من الأبرياء الشيعة الآلاف تحت مسمى الجهاد، ونصر الله وفضل الله يعرفون بذلك حق المعرفة. كان السيد السيستاني قد نصح نصر الله برسالة خاصة له أن يكف عن دعم الصدر وأن يتجنب التدخل بالشأن العراقي ولكنه لم يمتثل، بل إمتثل إلى طلب عمائم إيران العفنة بالتدخل تحت إدعاء الدفاع عن العتبات المقدسة، ونصر الله لم يستجب إلى نداءات المرجعيات الدينية من علماء الحوزة في النجف الذين شرحوا له كل شيء برسالة مفتوحة نشرت نشرت على مواقع الإنترنت، ولكنه في اليوم التالي يخرج هو وفضل الله بتظاهرة الأكفان المشهورة ويرسلون آلاف المقاتلين ليدعموا قتل أهالي المدينتين المقدستين ويشعلوا فتنة طائفية، كنا جميعا قد عملنا على تحاشيها وبذلنا كل جهد لكي لا ننزلق بها ونكون نحن فقط الضحية لها.
حسن نصر الله قد أعاد بناء كل البيوت التي هدمتها الغارات الإسرائيلية في لبنان وأعاد أهاليها إليها معززين مكرمين، والصدر يفعل العكس تمتما من ذلك في النجف وكربلاء وعموم مدن الجنوب، ولكن نصر الله يدعمه دعما معنويا وماديا وبالسلاح والرجال، ألا تجدون إن نصر الله قد تعامل مع اللبناني بشكل يختلف تماما عما تعامل به مع العراقي؟ فهناك كان الباني والمضمد للجراح والمطعم وووو، أما موقفه في العراق مغاير تماما. الكيل بمكيالين وخصوصا لو إن الأمر يتعلق بأرواح الأبرياء من الناس، بلا شك من أكبر الجرائم بحق البشرية، فلو كان الأمر من شخص بسيط مثلي، لكان الأمر بسيطا، ولكن هذا الدجل الديني من مراجع مسموعة، ربما ستجعل من الدماء العراقية غزيرة على أرض العراق، فأي إثم تتحمله هذه العمائم الإيرانية التي بات واضحا أن لا علاقة لها بالدين ورب العباد؟
والسؤال الأهم إلى أين يريدون الذهاب بمسيرتهم وأكفانهم؟ هل لتحرير السيد السيستاني من الأيدي الآثمة؟ أم لدعم الصدر وقتل السيستاني والشعب العراقي وهدم العتبات المقدسة في النجف وكربلاء؟
أي عمائم تلك التي تعلو رؤوسهم؟! إن لله في خلقه شؤون!



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة
- انتفاضة الحياد - خامسا
- انتفاضة الحياد - رابعا


المزيد.....




- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم