أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - إنه حقا ليوم عظيم














المزيد.....

إنه حقا ليوم عظيم


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان كما الحلم حين سمعت إن السلطة والسيادة عادت لعراقنا الحبيب بعد ذل السنين تحت وطأة أسوأ حكم عرفته البشرية، فتحسست جسمي والمكان الذي من حولي كي أتأكد إنه لم يكن حلما، بل إنه الحقيقة بعينها، فكان حقا إنه اليوم الموعود. بالرغم من أن هذا اليوم كان ماثلا أمام أيعيننا منذ دخول قوات التحالف لتدك حصون الدكتاتورية الخربة المتهاوية في العراق فتكتب بذلك حدثا تاريخيا لم ينساه العراقي أبدا وهو التاسع من نيسان من عام 2003 .

مخطأ من يتصور إن الآلة العسكرية وحدها من أسقط النظام البهيمي الهمجي في العراق، فإنتفاضة الحياد الجبارة للشعب العراقي بكامله والتي إنظم لها حتى جنود الدكتاتور وشاركوا بها ليمضي التغيير في طريقه نحو سقوط الطاغوت، ومن ثم لكل حادث حديث، وهكذا سقط التمثال.

كان ذلك هو الحدث، فكان للعراقي بعد ذلك حديث، بعد أن إنتهت مع سقوط التمثال عقود من الجور والطغيان بلا حدود، وبقي التحدي العظيم الذي يجب أن نواجهه بكل عزم وقوة وهو أن نعيد للعراق سيادته وإستقلاله بأسرع وقت رغم كل التحديات. فقد كان كما المستحيل أن نرى عراق حرا بلا دكتاتور ولا إحتلال، بالرغم من حملات التشكيك التي عانينا منها طيلة عام وأكثر، فلم يكن يخامرني شك أن هذا اليوم آت بلا ريب، ولكن حقا لم أكن أتوقع أن يكون بهذه السرعة، وقبل الموعد الذي أعتبر أكبر تحد للعراقيين عبر تاريخهم النظالي الطويل.

خلال أقل من أربعة عشر شهر فقط، عبر العراقيون خلالها مراحل لم تستطع شعوبا عظيمة أن تتخطاها بأقل من أربعة سنوات ومنها ما إحتاجت لعقود لتحقق الإستقلال والسيادة الكاملة على أرضها.

تحت وابل الصواريخ العمياء والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وأحزمة المتفجرات لإنتحاريين لا يعرفون لمذا يقتلون أنفسهم والآخرين، وتحت وطأت كل حملات التضليل الإعلامي المكثفة التي شارك بها كل أجهزة الإعلام في العالم، وليس العربية فقط، وذلك للتشكيك بقدرة العراقيين على نيل السيادة والإستقلال، والمؤتمرات للنيل من وحدة العراق وأرضه ووحدة شعبه، فحيكت المؤامرات تلو المؤامرات من دول الجوار القريب والبعيد، ونفذت المؤامرات بإبداع، ولكن سحقتها إرادة الشعب، ورغم الجوع والحرمان والمرض والموت والدمار الذي خلفه نظام صدام الهمجي البهيمي، ورغم تعدد أطياف الشعب العراقي وتنوع قومياته وأديانه ومذاهبه، ورغم إن ممثلي الشعب من أحزاب سياسية بقيت مغيبة في المهجر طيلة ثلاثة عقود أو يزيد، وحين عادت لتجد الفراغ السياسي المطلق إلا من فلول النظام المقبور، ورغم تحالف كل قوى الشر في العالم مع مجرمي النظام المقبور وهم من يملك آلة الموت والأموال والتي سخرت للقتل وإشاعة الفوضى في البلد. بالرغم من هذا وذاك، فالعراقيون أثبتوا للعالم إنهم أكبر من كل التحديات، وتم اليوم لنا ما أردنا وحققنا الإنجاز العظيم، فكان هذا هو اليوم الذي كنا معا قد راهنا عليه، وأنه سيكون حقيقة رغم كل شيء ومهما كان الثمن، بالرغم من أننا لم يعد لدينا ما نملك كي يكون ثمن لو خسرنا الرهان.

ما أعظمك من شعب جبار صابر مكابر متحد مصارع للأهوال رغم كل الجراح!!!!!!!

لقد إنتقلت السلطة والسيادة للعراقيين ورحل رمز الإحتلال الحاكم المدني لسلطات الإحتلال من العراق ولم يبقى إلا قوات لحفظ السلام بتفويض من الأمم المتحدة وسترحل وقتما نشاء ونرى أن لا حاجة لها.

كان هذا هو الحدث وكان الحديث، ولنا بعد هذه المحطة من دربنا الطويل تحديات أكبر لابد لنا أن نجتازها بجدارة كما إجتزنا ما هو أصعب وأكثر خطورة علينا. لعلها إستراحة المحارب، ولو لبرهة من الزمن، ربما سويعات أو حتى دقائق، لنلتقط الأنفاس ونحد السيف لجولة جديدة قد تطول، فإن التحدي ربما سيكون أكبر بعد أن أصبح الحلم حقيقة وأصبح العراق للعراقيين، وصار لنا كل القول ونحن أصحاب الكلام والفعل، ولابد أن نكون نحن من سينتصر بأقرب وقت، ولابد أن يكون لنا عراقا ديمقراطيا موحدا فدراليا يشارك الجميع برسم أحلامه وصياغة حلله التي ستتزين بها صبياتنا ونسائنا، وأن نعيد البسمة التي نسيها العراقي منذ زمن بعيد. نعم يحق لنا أن نبكي فرحا ونحن نلتقط الأنفاس.

التحدي الكبير الذي أمامنا هو أن نقطع دابر الجريمة، وأن نسحق كل وغد وعتل وزنيم جاء أرض العراق ليقتلنا ويمحوا البسمة من فوق الشفاه، وأن نردع كل عابث بأمن العراق. ليس هذا وحسب، فأمامنا تحد أكثر خطورة هو أن نقيم صرح الديمقراطية التي طالما حلمنا بها وأن يكون لنا من يمثلنا في مركز القرار، فالزمن قصير والدرب مازال طويل، فهل سننجح كما نجحنا في المراحل التي مرت علينا؟ فإنها والله رغم قصرها كانت كما الدهور؟

[email protected]



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد
- سمير عطا الله والأيام العصيبة في العراق
- ملاحظات حول الخطة الأمنية للحكومة
- بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟
- بلاد العجائب وعصا موسى!!!
- الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
- ليتنا نكمل المسيرة
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - إنه حقا ليوم عظيم