أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد















المزيد.....

الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يبدوا أن وزارة الخارية البريطانية غاية بالسذاجة والبعد عن الواقع الموضوعي حين تطلب من البي بي سي ""هيئة الإذاعة البريطانية"" أن تطلق فضائية يراد لها أن تنافس فضائيات الجزيرة والعربية!!!!! ويبدوا إنها مغيبة حتى عما يجري بداخل بريطانيا نفسها!!!!! ولا تدري ما الذي تفعله البي بي سي من كوارث على السياسة البريطانية وكأن بريطانا هي من يروج للإرهاب ومن يدفع له ومن يهيء له كل أسباب النجاح والبقاء، فالجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب والبي بي سي تؤكد، والعربي يقول ""وشهد شاهد من أهلها"" وهذا الدور أكبر خطرا على بريطانيا من الإعلام العربي المظلل.
حين أستمع للبي بي سي العربية كأني أستمع إلى أي إذاعة عربية أو فضائية عربية، فهي تحتكم لذات القناعات التي خلقها إعلام مظلل مزيف للحقائق تقف من ورائه مصالح القادة العرب ودول الجوار تحديدا، ولم يساهموا بخلق قناعة جديدة على المستوى الشعبي غير ترديد تلك الأكاذيب التي خلقوها للشارع العربي. فإنهم بهذا يقولون أولا إننا نعمل على مبدأ الراقصات ""الجمهور عايز كدة"" ولا يستطيعون المس من قناعات الجمهور الخاطئة جملة وتفصيلا، بل يعززون تلك القناعات المدمرة، ليس هذا وحسب، بل ذهبت الب بي سي إلى ما هو أبعد من ذلك كثيرا، فراحت تروج للعنف وتدافع عن المجرمين كأقطاب النظام البعثي في العراق وصدام نفسه، وكأن صدام كان حملا وديعا، وما نراه اليوم، حسب رأي البي بي سي، ما هو إلا إذلال للعراقي كون صدام في قبضة العدالة وسيحاكم، وإن من يذل العراقيين هم الجنود البريطانيون قبل الأمريكان، وهذه مفارقة عجيبة مقنعة جدا للشارع العربي وتؤكد قناعاته التي خلقتها الفضائيات المريضة الجزيرة والعربية وغيرها كثير، بل إن هذا الدور أكثر تأثيرا من أكاذيب الجزيرة فهم يؤكدون، وسمعت أكثر من عربي يردد القول العربي المأثور ""وشهد شاهد من أهلها"" وهذا ما يسقط من يد المحاور ويفل من عضده. وتسمع ما يتردد دائما على ألسن العرب من إن البريطانيين أنفسهم يدينون جنودهم الذين يمارسون أعمال القمع المنظم للعراقيين ويستبيحون كل محرمة، وهذا الدور مخالف تماما لمساعي الحكومة من أجل تحسين صورتها امام الشعب العراقي، الذي ظلم ألف مرة من قبل البريطانيين عبر التاريخ، والأكثر غرابة من هذا وذاك، نجد لهجة التحريض واضحة بإعلام البي بي سي ضد الجنود البريطانيين!!!!!!
على سبيل المثال وليس الحصر، الب بي سي لا تجد أن هناك من يستطيع أن يحاكم صدام وتبحث مستميتة على إيجاد الذرائع والمبررات التي تدعم هذا المسار من التفكير، فهي لا تجد من تقابله من العراقيين الشرفاء، تجد فقط فلول النظام المقبور وتقابلهم من أجل إستبيان وجمع الحقائق حول موضوع محاكمة صدام، فما الذي نتوقعه من ذلك البعثي أن يقول؟ أما باقي الذين تقابلهم فجلهم من العرب، ونحن نعرف مدى حب العرب لصدام وكرههم للعراقيين، فما الذي سيقوله ذلك العربي بهذا الشأن؟؟؟ ومن عادات البي بي سي اليومية ان تستضيف مفكرا أو سياسيا يتابع ما تطرحه من مواضيع، وله في العادة آخر القول، وهو الحكم النهائي على المسألة، لأنه الأكثر ثقافة ومعرفة من الآخرين، فقد دأبت هذه الإذاعة على إستضافة سفلة العرب من أمثال مصطفى البكري، ومحمد المسفر وعبد الباري عطوان وصحفيين معروفين من أمثال هذه النجاسات ومعروفين بتوجهاتهم ضد العراق تحديدا، هذا لو كان الشأن الذي تريد أن تناقشه هذه الإذاعة أمرا عراقيا، فما الذي سيقوله عبد الباري عطوان أو المسفر أو البكري بالله عليكم؟ وهم من قبض الملايين من صدام ومازال يطمح لعودة هذه الملايين مرة أخرى؟
البي بي سي لا تمثل بريطانيا بل تمثل رأي معدي البرامج والمذيعين فيها وإنتمائهم، فهم عموما يغلبون قناعاتهم وأهوائهم على الموضوعية، ويجبرون المستمع على تلقي جرعة من السم الزعاف لا يشفى بعدها أبدا. معظم المذيعين ومعدي البرامج من الجنسيتين المصرية والفلسطينية وكأن العراقيين لا يستطيعون التحدث بالعربية، بل ربما من كوكب آخر ويتحدثون لغة لا يفهمها أحد على الكوكب الأرضي. فالمحطة دأبت على ترديد عبارة التعريف المعتادة في لغتها للخطاب بوصف مجلس الحكم العراقي السابق من أنه المجلس المعين من قبل الإحتلال، ولم تصف الإرهاب في العراق، ولو مرة واحدة، على أنه إرهابا بل منحته الشرعية المطلقة بوصفها له بمسمى المقاومة، ولم تصف الزرقاوي لحد الآن على أنه إرهابي، ولم تصف أعمال تفجير السيارات المفخخة على أنها اعمالا إرهابية، بل وصفتها بأنها أعمال مقاومة، وإن العرااقيين الذين يسيرون في ركاب الأمريكي المحتل هم الذين يصفون السلفيين الذين يقومون بهذه الأعمال على أنهم إرهابيين. بذات الوقت، نجد هذه المحطة تصف الإرهاب في الأردن وسوريا والسعودية لنفس الجماعة على أنه إرهابا، وتلتزم باالخطاب الرسمي للدولة وما تطلقه من مسيات على أرضها لهذه الجماعات، على العكس تماما عما تفعله بالشان العراقي. لي حكاية كنت قد ذكرتها مرة في إحدى كتاباتي، عن مقابلة إذاعية للبي بي سي مع أحد المسؤولين السعوديين يتحدث بأسى عن أحداث الرياض الأخيرة والمروعة كنتيجة لتفجير سيارة مفخخة، كان المذيع الذي يجري المقابلة مصريا وقد أبدى تعاطفا مع المسؤول السعودي الذي كان يتحدث بأسى ولوعة واضحة عن ضحايا الحادث القذر، كنت حقا متعاطفا معه ومع شعب السعودية الشقيق الذي روع من قبل هذه الجماعات الإرهابية. لحد هذه اللحظة والمقابلة ممتازة وتبشر بالخير من أن العراقي يمكن ان تعنيه المسألة، ولو بشكل غير مباشر، وسيتم التعاطف مع العراقي الذي هو الآخر ضحية لمثل هذه الأعمال، وعلى يدي نفس هذه الجماعات السلفية المارقة، لكن الذي أذهلني هو إستدراك المسؤول السعودي بعد أن شدد على لوم هذه الجماعات بالعديد من الأسئلة، وكان يردد لماذا يقتلون الأبرياء من الناس الآمنين، لماذا، وبألم أشد، ونزداد تعاطفا معه أكثر من المرة السابقة، حتى إنتهى بسؤال على شكل نصيحة قدمها للإرهابيين، لماذا لا تذهبون وتفجروا في العراق، فها هو العراق قريب منكم، فإذهبوا هناك وفجروا ماشئتم!!!!!! لماذا تفجرون السعوديين الآمنين؟!!!!!!!! بقي المذيع المصري متعاطفا معه في الوقت الذي وقع الحديث على رأسي كما الصاعقة. كنت وقتها أقود السيارة في شارع مزدحم جدا وسط المدينة، كدت أن أعمل حادثا مرويا مروعا لولا إن الله ساعدني على أن أتمالك نفسي وأستجمع أفكاري وأسيطر على السيارة من جديد لكي أوقفها في أحد مواقف سيارات التاكسي، التي يمنعني القانون من الوقوف بها، ولكن كان يجب أن أقف لكي أتحاشى حادث مروي من هول ما سمعت، والمذيع المصري بقي متعاطفا معه. حدث ذلك يوم الجمعة الأولى التي تلت آخر تفجير لسيارة مفخخة في الرياض قبل بضعة أشهر، بإستطاعة مسؤولي البي بي سي المحايدين، وليس المعادين للشعب العراقي من الأخوة العرب الأعداء للعراق والعراقيين، أن يراجعوا هذه المقابلة، فإنها لابد مسجلة وموجودة في الأرشيف، فتاريخ آخر تفجير في الرياض معروف جدا، وبالتالي تاريخ الجمعة التي تلت هذا الحدث ستكون معروفة أيضا. هذا مثال صارخ من إعلام هذه الإذاعة المنحازة للإرهاب ضد العراق والعراقيين وتروج لثقافة العنف المسلح ضد الشعب العراقي، وتمنح الشرعية للقتلة وتعتبرهم محررين، وتتعاطف مع النظام البعثي الهمجي البهيمي المقبور، وتفعل بالخبر ما لم يفعله المشعوذ لقلبه كما يشتهي المذيع والمعد للبرامج في هذه الإذاعة الحقيرة التي لم أعد أحترمها، أما المذيعين فيها قد أثبتوا حقارة متناهية وحقد على الشعب العراقي مخيف جدا.
إذا كانت الفضائية التي ستطلقها البي بي سي من هذا النوع، فلا داعي لها، وستزيد من حقد الشعب العراقي على بريطانيا التي هي أصلا مكروهة من قبل أبناء شعبنا، وقد إزدادوا كرها لها بسبب هذه البي بي سي الكريهة، فما الذي سيحدث لو تعزز هذا النهج الإعلامي في الفضائية؟؟؟؟؟؟ فلا تحرير العراق يعود أمرا مجديا لتحسن صورة بريطانيا، ولا تحركاتهم الدبلوماسية الممتازة ستعيد الثقة للشعب العراقي ببريطانيا، وحتى لو فعلوا المستحيل لما إستطاعوا أن يجدوا من يكن لهم الإحترام.
لذا فإني أنصح البريطانيين أن يعيدوا النظر بهذا المشروع الخطير وأن ينسوا موضوع الفضائية تماما، لأن لو سألنا أنفسنا من سيكون العاملين في هذه الفضائية؟ لابد أن يكونوا من تلك النوعيات من العرب الأعداء للمشروع العراقي والعراقيين عموما، وربما سيجد الكثير من عجائز الإذاعة من معدي برامجها ومذيعيها فرصتهم الذهبية في هذا المشروع الكارثي، ولن نتوقع أن يكون هناك عراقي يرطن بلغة غير مفهمة، كون العراقيين لا يتكلمون اللغة العربية كما تريد لنا أن البي بي سي أن نعرف، ولا يتمتعون بشكل يسمح لهم بالظهور امام الجمهور، ولا يملكون من الثقافة الكافية ما يسمح لهم أن يكون لهم دور بإيقاف النزيف الذي يزداد تدفقا من الدم العراقي، والذي يساهم به كل مذيعي ومعدي البرامج في البي بي سي بشكل مباشر غير مبالين بدمائنا، بل سيكون فرحهم غامرا لو كان الدم أكثر غزارة.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير عطا الله والأيام العصيبة في العراق
- ملاحظات حول الخطة الأمنية للحكومة
- بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟
- بلاد العجائب وعصا موسى!!!
- الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
- ليتنا نكمل المسيرة
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - الجزيرة والعربية تصنعان الأكاذيب،والبي بي سي تؤكد