أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (12)















المزيد.....

مذكرات أنثى لاجئه (12)


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


-56-

الرجال لا يبكون إلا على وطنهم و أمهم ,,, لا ثالثة لديهم ليبكوها !...
تنحيت عن سؤالي لهُ ,,, مات سؤالي ,,, ولكنني تمتمته بإقصى قلبي ,,, ألم أكن وطنك ووجه أمك ؟
لا أطالبك بأن تبكيني ,,, فـ قضيتي معك هي الأنتظار...

أنتظارك قتل ربابة ضحكتي ,,, أشم ريحك بندف الياسمين ,,, مشدوهة ببياضها - بياضك...
ربما ,,, كانت قوتي مصطنعة ,,, فتمزقت كلما ركعتُ على وهن قصتنا الشتائية...
وربما ,,, مازلتُ قادرة على حمل قضيتنا لسنوات عدة ,,, أو حتى يشيب رأسي حزناً...

ورب الألهة ,,, ورب الشمس والقمر ,,, أشم ريحك ,,, أنك آتِ...
دعني أبصرك ,,, فـ أنا مشتاقة إليك...


" ياصاحب السمو والرفعة
مازلتُ أكتب عن أنتظارك...
مع حبي ,,, سيدتك القديمة "..


31 يوليو - 2009 م

* * *

-57-

يومان أحارب النوم ويحاربني ,,, هزمني ككل مرة ,,, نمتُ نوم متقطع,,
أشبه بنوم العجائز الخائره !...
متعبه حد الموت ولا أستطيع الغرق بالنوم كـ أختي التي تضع رأسها فوق الوسادة وتنام سريعاً !...
أهو مرض نقص النوم الحاد الذي يأكل قواي ويزيدني حدة في العصبية...
أم هو هوس بجعل حواسي مشتعلة أربعة وعشرون ساعة !...
ليس خوفاً بأن لا تستيقظ مجدداً ,,, وأيضاً ليس تحداً ,,, لا أملك وصف لحالتي...
ورب السماء متعبة ,,, أريد النوم ,,, ولكنه يلازمني ,,, ويلازم سكناتي وتحركاتي ,,, كيف لي أن أنام وهو برفقتي أينما أتجهت ؟!...

أحارب كل شيءً به بالكلمات ,,, أمارس هوايتي المفضلة " لصق الكلمات على جدار الخيبة بحبر مائل إلى زرقة البحر "...
تحدثنا طويلاً ذات يوم عن هذا اللون ,,, وعن الصوت المنبثق منه ,,, وكيف يحرك مسامات العشق المغلقة...
أخبرتهُ أنني كنتُ أحبهُ ذات يوم ,,, ولكنني متلونة ,,, لا أستقر على لون معين ,,, فـ كل مرحلة من حياتي لها لون خاص ,,, يلونني وألونه ,,, و يصبغ دواخلي بنكهات مميزة...

يومان وأنا أحاول أقناع طيفه بـ أنني أنزلتهُ إلى مرتبة الأشياء العادية ,,, كي يبقى عادياً ,,, وكي يلازمني طويلاً...
كانت الفكرة غير ناضجة بالنسبة لهُ ,,, أما بالنسبة لي فـ قد كانت ناضجة نضوج كلي ,,, بل هي رائعة لو تعمق بها كثيراً...
كنت سأطرح عليه سؤالي : ألم تكن تكرهُ الحزن بي ؟
ألست أنت الذي على الدوام تكره حزني ؟
إذاً ,,, حلت هذه القضية ,,, فـ لن أحزن بعد اليوم ,,, فـ جميع الأشياء أنزلتها إلى المرتبة العادية ,,, مرتبة لا أحزن عليها أن فارقتني ...
هل توصلت إلى مقصدي يا حبيبي ؟
أرجو ذالك...

" أطلعي من رأسي ",,,, ألم تكن تلك هي عبارتك ؟
ها أنا " طلعت " من رأسك...
ليس فقط من رأسك ,,, أيضاً أخرجتك من رأسي الصغير الذي يحمل الكثير من الجنون...

ليتك تعلم كم أنا جائعة ,,, جائعة جداً ولا أريد الأكل...
أترقب يوم أستقلالي ,,, الأستقلال النهائي عن جميع الرجال الذين أحببتهم ,,, والذين لا أحبهم فـ تنتصب رجولتهم بمجرد سماع أسمي - صوتي !...
أضحك حزناً وليس فرحاً ,,, أجل أنهم رجال مملؤين بالمياه التافهة !..
ولستُ حوضاً للمارة والعابرين كي يفرغون مافي ظهورهم - جيوبهم ,,, ولن أكون...


" يعض قلبي بـ أنيابه الصدئه
يعضه فرحاً - حزناً ,,, وأنا
تتغبش أيامي بـ أفعاله "...


أغسطس - 2009 م

* * *

-58-

أ كل النساء عاهرات كما وصفهن نابليون ؟
لا ,,, أنه كان يريد أن يقول كان النساء خائنات ,,, لأنه رأى جوزفين تستضيف رجلاً آخر فوق شراشف حميميته !...
أنت يا نابليون الذي حكمت فرنسا ,,, وحكمت أناسها الفقراء والأغنياء وقدرت أن تسيطر عليهن بـ ساعات قليلة ,,, لم تستطع أن تحكم جوزفين!!...
أنت الحكيم الذي يخطب بـ ألآف الجيوش ,,, لم تستطع أن تخطب بـ جوزفين !!..
إذ كنت حكيماً لماذا لم تستشعر وتتيقن أنها لم تخنك ,,, وأنها كانت تجرب عضواً ذكرياً آخر لتتحقق من كونها عقيمة أم لا ,,, لتتأكد من عقمها أو عقمك...
أنها خيانة مفتعلة ,,, وليس شهوة ماجنة...
لماذا لم تدرك حسرتها حين تتحسس بطنها وأنت تريد أبناً يخلفك ,,, ويكون الوريث لعرشك...
أعتقد أنك كنت تستحق أكثر من الخيانة المفتعلة يا نابليون ,,, وطلقتها لأنها لم تمنحك أبناً يرث طمعك - مالك - عرشك...
أنا أيضاً ,,, أتحسس بطني حسرة ,,, أتراني سـ أفعل فعلة جوزفين ؟!...
لا أعلم حقاً أن كنت سـ أفعل هذا ,,, كل ما أعلمه أنني أحدق بالنساء اللاتي يمشين وكروشهن متدلية يحملن بـ أحشائهم طفلاً صغيراً بحجم الدمية...
البعض منهن كـ البالونات ,,, والبعض الآخر كـ أنهن دسسنا كرة تحت ملابسهن الفضفاضة ,,, وجزء بسيط منهن يضعن أيديهن حول خصورهن كـ الأفلام البيضاء والسوداء التي كنت أشاهدها وأنا طفلة...
لم أرى أمي يوماً وهي تحمل طفل بـ أحشائها واضعة يدها حول خصرها ,,, لم أتجرأ وأسالها لماذا لا تضعين يدك حول خصرك كـ التي تظهر بالتلفاز...
وبعد أعوام وهذا السؤال مازال بمخيلتي ,,, تجرأت أن اسألهُ أختي المتزوجة ,,, ضحكت ثم قالت : ما ترينه بالتلفاز مجرد تمثيل...
جميع الصور التي تحملها ذاكرتي صعقت ,,, بل حرقت حرقاً حتى أصبحت رماد...
أيعقل أن كل ما تحمله ذاكرتي أشياء مزيفه ؟!...

كل الأشياء عقيمة حين تترتب فوق أرفف الصمت ,,, حين تؤثث بيت شاحب الألوان...
عقيمة ,,, حين تتسرب إلى حلم شرس ,,, يوقضها بصفعة مميتة ,,, أو صفعة تجعل نصف الوجه مشلول والنصف الآخر يتطلع إلى حياة بائسة !.
وكل الأشياء تتطلع إلى العقم كي تتربص بالحرية المرتبطة بالذبول !..
لا أريد أن أتعمق أكثر بهذه الفكرة ,,, فـ كل أفكاري الآن وبهذه الساعة عقيمة ولا أريدها أن تكون حبلى...


" سـ أكنس حزني ,,, فـ هو
سيخرج من رحمي ,,, لـ يكون
عشيقي و طفلي "...


8 أغسطس - 2009 م

* * *

-59-

" كل يوم عند العازبة عرس " ,,, أستفزني هذا المثل حتى غدوتُ أقول : عرس من دم تخضب بها يداها وقدماها...
فـ تمشىي بخطوات لاهي سريعة ولا هي بطيئه ,,, تمشي وصوت خلخالها مقتول - مذبوح...
أشعر بها وهي منذعرة ,,, صارخة بوجه رجولته " بلا ربي ماراك لامسني "...
أشعر بجسدها التفاحة ,,, يقتطفه بعنف شديد ,,, يغتصب حلاله الأحمق ,,, كيف لهُ أن يفعل ذالك !...

أتمنى أن تصبح جميع أيام العازبات أعراس متواليه ,,, ولتضرب السلطة الجاحفة رأسها بعرض الحائط...
أرقصوا .. أرقصوا .. أيها العازبات ,,, فـ الرقص الجميل لا يدوم طويلاً...

أرى حسرة تعتلي وجوه كثير من النساء المتزوجات ,,, والأغرب من هذا أنهن يحسدن العازبات ,,, ويتمنين بسرهن وجهراً " ليتنا أطلنا العزوبية قليلاً "!...
أرى نساءً يعشن حالة ترقب ,,, شيء مخيف ,,, لدرجة التقزز والقرف...
عموماً ,,, النساء كلهن هكذا ,,, يحببن العبودية ,,, يعشقن الأسر ,,, ربما لجهلهن ,,, لهذا أنا أحسد النساء الجاهلات...

" باهي شطحك ,,, نبغي تشطحي من الصبح لليل " ,,, قالها وهو متكئ على أريكتهُ الزرقاء ,,, ودخان يخرج من فمه وأنفه...
المنفضة بعيدة ,,, بعيدة جداً ,,, أقرب منفضة كانت بجواره ,,, منفضة جسدي ,,, هز سيجارة حلمه فوق تضاريسي ...
أحرقني لهيبها قليلاً ,,, وكمن يعتذر على أقتراف ذنب ,,, طبع قبلة بيضاء وقال " تصبحين على خير"...
ذهب للنوم ,,, وترك " العرس " والمعازيم والعروسه ذاتها كلهم خلفه...
أغلق الباب بهدوء ,,, كأنهُ خائف أن يوقظ شيءً ما !...
أغلقهُ ,,, وراح يغرق بالنوم والأحلام الجميلة ,,, وأنا غرقت بكوابيس اليقظة !...


" الأوكسجين ضئيل جداً بهذه الغرفة
لذا فـ أنا أستنشقه ,,, ويستنشقني...
على أمل أن نبقى على قيد الحياة "...


إن ماتزوجنا بـ بيروت بنتزوج بالشام !..
9 أغسطس - 2009 م

* * *

-60-

يانسيم الريح قولي للرشا
لم يزدني الوِرْدُ إلا عطشا
لي حبيبٌ حبُّهُ وسْط الحشا
إن يشا يمشى على خدي مشا...
وسط معبدي ,,, ووسط طقوسي الخاصه ,,, هتك صوت مرسيل جزءً من دمعي ,,, وجزءً من روحي المعلقة بـ ذالك الغائب...
أتراه بخير ؟
أجل يا غبية ,,, أنه بخير ولا يحتاجك...

لماذا يضعني ضمن قائمة محظياته ؟
لماذا لا يخلو سبيلي ,,, فـ ينساني ,,, وأنا ربما أنساه بسهولة نسيانه لي...
تباً لجميع العشاق ,,, ولجميع الرجال الذين يحترفون لعبة الحب الكاذبة...

كم تمنيت أن يكون عابر أبدي ,,, ولكنه كان مطراً من العناء ,,, وشهقة أدهشني لبرهة ثم قسمتني إلى أثنان ,,, واحدة بكامل قواها العقلية ,,, واخرى مجنونة به وبتقاسيم يصنعها لنفسه أولاً ثم لي ثانياً !...

أتدحرج قليلاً صوب تفاصيله ,,, يااااه كم من الوقت قاومت رجولته ؟
وكم من خدع الأنبهارات قيدتني نحو فلاشات الخيالات الساحرة !
أجل ,,, كنتُ مستمتعة حد اللذة الفاضحة ,,, وكان مستمتع بلياه التي
تجهز كل شيء أمام مرأى عيناه...
أتدحرج وكأنني طفلة صغيرة تتعلم بـ لعبة الليغو ,,, تراكيب بعضها غائمة والبعض الآخر باهت قد فقد جزءً من ألوانه !...
أشعر بهذه الصورة التي تحتضر أمامي ,,, مشهد بائس ,,, كثير من الشحوب ,,, وكثير من الدموع ,,, كم أكره الدموع..
وكم أرغب من أن أتخلص من بقايا حرب حب ,,, و خيبات ,,, وبعض من روائح الصباح - المساء التي علقت بـ ملابسي وجميع مستلزماتي العادية والغير عادية...

اطفأتُ صوت مرسيل ,,, واطفأت معه الكثير من الذكريات...


" فراسخ تفصل بيننا ,,, وكثير من المدن
وقليلاً من الأصوات الصاخبة - الهادئة..
أكتسح ما أستطعت منهم
فـ ربما تجدني "...


أغسطس - 2009 م



#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات أنثى لاجئه (10)
- مذكرات أنثى لاجئه (6)
- مذكرات أنثى لاجئه (7)
- مذكرات أنثى لاجئه ( 5 )
- مذكرات أنثى لاجئه ( 4 )
- مذكرات أنثى لاجئه (3)
- مذكرات أنثى لاجئه (1)
- مذكرات أنثى لاجئه
- مائة رسالة برجوازية (2)
- مائة رسالة برجوازية (1)
- يوميات غجرية (3)
- يوميات غجرية (4)
- إلى من أحب (2)
- إلى من أحب (1)
- يوميات غجرية (2)
- يوميات غجرية (1)
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (12)