أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (3)















المزيد.....

مذكرات أنثى لاجئه (3)


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


-11-

خذلني !...
ولا آبه بقساوة قلبه...
" أتخيلهُ " مع امرأة شقراء ,,, ناصعة البياض ,,, طويلة القامة ,,, رشقية ,,, ذات أنامل رقيقة...
" أتخيلهُ " يمارس معها طقوس جنونه...

لستُ حزينة كما يعتقد...
ربما أنا حزينة أنا لأنني لاجئه ,,, لا أجد وطن يحتضنني ,,, ولا أجد صدرً بشغف ينتظرنني طوال اليوم ثم يحتضنني عندما آتي
إلى المنزل متعبة - منهكة من الأشغال !...

ربما مازلتُ أحبه !
فـ بعض الناس يقولون : الرجل الذي يجعل المرأة تبكي ,,, يعني أنه حاز على قلبها !
أجل ,,, جعلني أبكي مراراً...
تارة وأنا أبكي أكرهُ ,,, وتارة أعلن حبي مع تلك الدموع البائسة - الساخنة....

أكرهُ أن أكون ضعيفة...
ربما قساوتهُ جعلتني أكثر قوة...
وربما زادتني عنادً فوق عنادي !...
وربما جعلتني أنزعهُ موقتاً من ذاكرتي....

21 مارس - 2009 م
* * *

-12-

لا طاقة لدي !
اتهمني بأنني أراقص ألف رجل بالدقيقة !...
اتهمني بأنني امرأة غير متزنة - طائشة !...
اتهمني عدة اتهامات خطيرة ,,, ولم يفكر لدقيقة أنني لاجئه ,,, لا أملك طاقة لـ إحتمال اتهامات باطلة ....

يتفنن بـ صفعاتي !
بالصباح يصفعني وهو يشرب قهوتهُ المفضلة ,,, وبـ المساء أيضاً مع فنجانهُ الثاني !...
أعلم أنه يراني امرأة حانة رخيصة
وأعلم أنني مزروعة بـ زوايا جرائدهُ ,,, يراني بـ جميع الأعلانات ,,, بـ جميع المقالات ,,,, بـ زوايا الصحة والمطبخ
والأثاث والديكور...

لا يا رجلي الغائب ,,,, لستُ رخيصة ولستُ امرأة حانات...
أنا مجرد امرأة لاجئه ,,, تمكث وحيدة بعدما رحلت عنها....
أنا وبالرغم مافعلتهُ بي ,,, لم أعاشر رجلاً غيرك ,,,, ولم أقدم جسدي هدية لـ شاب يتمتع بمزايا تحلم بها الفتيات ,,, ولا لـ رجل ثري
طاعن بالسن....
أنا قوية جداً كما أعتدت أن تراني ,,, لا أحتاج إلى صدرً غير صدرك
ولا أحتاج لـ رجل يساندني - و يقدم لي العون والشفقه...

شفقة الرجال أمقتها...
وشفقتك أنت تحديداً يا رجلي الغائب لا آبالي بها ,,,, ولا أنظر إليها....

ثق أنني لن أجد وطن يحتضنني
وثق أنني لن أستبدلك بـ شاب - رجل أفضل منك أو أنت أفضل منه....

ربما أكتفيت بـ الطعنات ,,,, لهذا لا أحبذ أن يشاركني رجل بـ حياتي....
وربما قلبي سـ يغفر لك عندما تعود ,,, لهذا أنا أنتظرك...
وربما سـ أموت أنتظاراً وأنت لن تأتي !!...

24 مارس - 2009 م
* * *

-13-

أحببتهُ بطهارة لا مثيل لها...
أحببتهُ لأنه هو ,,, وليس لأنه يملك كم هائل من المال....
ليتني أحببت ماله ,,, كي أخذ منه القليل أو الكثير وأرحل عنه...
ليتني كنت امرأة متصنعة المشاعر...
ليتني لم أعشق عيناه...

ما يجعلني امرأة حاقدة ,,, ما يجعلني مقهورة حد الموت ,,, ما يجعلني شاردة الذهن وقت طويل ,,,, هو ...
هو الذي منحتهُ الحب العذب ومنحني العذاب الكبير....

عذابه بات يؤرقني ,,, بات يجعلني امرأة جحيمة ,,, لا أطاق....
اليوم ,,, تمنيتُ أنني لم ألتقي به...
تمنيت أنني لم أعشقه....
تمنيت أنني لم أكتب له حرفاً....

سـ أحاول أن أنسى ,,, كي أعيش قليلاً بسلام...
سـ أحاول أن لا أجعل طيفهُ نصب عيني....
سـ أحاول جميع المحاولات ,,, كي أبقى أنا....

27 مارس - 2009 م
* * *

-14-

منذُ أيام وأنا وقلبي على مايرام...
أستطعتُ أن - أتناسى - بعضاً من ملامحهُ ,,, وبعضاً من أحرفهُ المرتسمة فوق شفتاي...
أستطعتُ أن أبقى - كـ قطعة ثلج - لا تذوب سريعاً...
أستطعتُ أن أبقي - عيناي - عصية على الدمع...
أجهضتُ جميع تساؤلاتي ,,, فـتهتُ بما أنا به ,,, تهتُ بهذا المنفى الذي يقرضني تارة ,,, ويسيلُ
لعابهُ تارة أخرى فوق جسدي ,,, وأحترق ألماً ,,, وأحترق شوقاً إليه وإلى وطني الذي خذلني !...

منذُ أيام وأنا أفاوض قلبي ,,, كي يختار رجلاً من جديد...
كي ينتعش انتعاش مريض الربو في الهوا المغبر...
لا يهمني كيف سيكون هذا الرجل الجديد...
لا يهمني اذا كان رأسمالي أو علماني أو طائفي...
لا يهمني اذا كان مدمن نساء وخمرة ودخان...
لا يهمني اذا كان عادلاً أو ظالماً...
لا يهمني كيف تكون مواصفاته...
مايهمني هو أن أكون سعيدة معه...
مايهمني أن أبقى بخير ورأسي فوق كتفيه...

منذُ أيام وأنا أرتب حروف لوحات جميع السيارات المارة...
اليوم ,,, وتحديداً ,,, رأيتُ لوحة تليق به...
" ع , س , ل " ألتقطت عيناي تلك اللوحة ,,, مرتبة - جاهزة !...
ضحكت ضحكة خفيه...
تليق بمن يا شقيه ؟
بالأول أم الثاني أم الجديد الذي سأختاره...
لا يهم لمن ,,, المهم أنها تليق به .... تليق به....

4 ابريل - 2009 م
* * *

-15-

حين أتحدث عن الخيبات ,,, أضحك بتهكم واضح ....
ولكن...
حين أتحدث عن خيباتي أنا ,,, وهنا في هذا المنفى ,,,, لا يسعني إلا أن أضحك من صميم قلبي....
آخر خيبة لي ,,, ذالك البرجوازي التافه الذي علق بذاكرتي ليومان....
لا ,,, لم يعجبني قط...
ولكن...
استعنتُ به كي أتسلى قليلاً !....

جميع الناس يقولون أن الوحدة تقتلهم ,,,, وأنا لستُ منهم ,,, فالوحدة تجعلني أكثر تحدي !....
سـ أتحدى ذالك البرجوازي ,,, وسـوف أغير من تفاهته التي تفوح من أميال بعيده....

جائعة ... جائعة ... جائعة....
وذالك التافه ألتقط سماعة الهاتف ,,,, دعاني إلى تناول العشاء برفقته !....
أجبت : نعم !!!
أنني ممنوعة من تناول الوجبات الدسمة ليلاً ,,, سـ أتناول زعتر جبلي ,,, شكراً لك....
ضحكت كثيراً حين أقفلت السماعة ,,,, وقلت بصوت جهوري : وأيضاً ممنوعة من مرافقة
برجوازي لا يحسن أستخدام الشوكة والسكين فوق الطبق !!
عاهدتُ نفسي أن لا أخرج معه بعد ذالك الموعد الذي أسمعني فيه " طقطقة أسنانه " و " طقطقة الشوكة والسكين " !....

جميع الرجال يشكلون بـ النسبة لي رعب !...
سـ الدخن الرعب ,,, ولن أنفثه ,,, وأما أختنق أنا أو ذالك الرعب يختنق بداخلي....
مدمنة الدخان ورائحتهُ ,,, هكذا كانت تقول لي أختي...
أيضاً كانت تقول : يا مجنونة ,,,, كفاكِ ... كفاكِ .... كفاكِ....
أضحك بقوة ,,, لم أكتفي يا أختي ,,, لم أكتفي بعد !....

هل حقاً أنا أدخن كي أتناسى خيباتي - رعبي - وجميع الرجال ؟!...
أم لأنني لاجئه فـ أنفث الهموم المتكومة فوق سرير قلبي ؟!...
لا أعلم أين هو الصواب ,,, وأين هو الخطأ !...
وكيف أمضي بصورة صحيحة نحو الصوب ,,, وكيف لا أقع أرضاً منكسرة فـ يقولون لي هذا هو الخطأ !...
كيف أعالج شيئاً مبهم المرض ؟!...
مللت حقاً من جميع الأستشارات الطبية ,,, وجميع من يقولون نحن علماء - حكماء...
مللت حقاً من التسكع ,,, كي أجد أرضاً ورجلاً يستحقاني....

5 ابريل - 2009 م



#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات أنثى لاجئه (1)
- مذكرات أنثى لاجئه
- مائة رسالة برجوازية (2)
- مائة رسالة برجوازية (1)
- يوميات غجرية (3)
- يوميات غجرية (4)
- إلى من أحب (2)
- إلى من أحب (1)
- يوميات غجرية (2)
- يوميات غجرية (1)
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال
- فتاة العشق
- صدري عار!
- قهوة المساء
- أرحل.. لروح الشاعر محمود درويش
- امرأة تموز


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه (3)