أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - يوميات غجرية (1)














المزيد.....

يوميات غجرية (1)


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


1
ينسدل على كتفيها شعر أسود دامسً كالليل ..
يرن من رجلها خلخالاً ذهبي .. تعكسُ أشعة الشمس عليه فتحجب عنك رؤيتها .. فتغطي عينيك...

غجرية
تمارس طقوسها فوق الغيم .. فوق العشب .. فوق الجبال .. فوق الطبيعة بلا أسوار ..
صباحاتها تفوح منها زهر البرتقال ..
ومساءاتها مكحلة بمكحلة المطر ...

غجرية
تنظر إلى وجهها فتشتهي العودة إليها كل مساء .. حين تنام العيون .. وما من مستفيق سوى العاشق..
عاشق تلك العيون ..
فتأتي إليها .. تتلوى بقيثارتك .. تغني .. ترقص .. تساءل نفسك " سوف تراني أم هي نائمة مع باقي العيون ؟! " ...

غجرية
تعيشُ داخل مساحات البراءة .. تضيعُ بين ابتسامتها وبين لفتتها ..
فتشتهي تقبيل وجنتيها .. محمرةً كالتفاح .. ناعمةً.. ملساء ...

غجرية
هائمةً في جميع الطرقات .. تبحث عن غجري .. عن عيون زرقاء .. عن ومضة نور تشعلُ بها الأيام فلا ينسدل الظلام ولا تسقط النجوم من السماء !...


2

حديثنا اليوم مؤلم .. كجراحات ملوك الطوائف .. كعار بني الأحمر عند تسليمهم مفاتيح الأندلس .. وسقطت غرناطة ..
أنت اليوم سقطت ..
بيدك أنت سلمت المفاتيح لرجل آخر ..
صافحته .. قبلته .. وودعته بجمله " أنتبه للغجرية السمراء " ..
يالسذاجتك .. يالغباءك .. سقطت من عيني ألف مره ..
اليوم لا يهمني أمرك ..
اليوم ستلفحك ريحاً سوداء وسوف تسقط عليك غمامة سوداء .. ستبللك .. ستشعر بأنك وحيد وبأنك أضعت الغجرية ..

غجريتك اليوم أصبحت حره .. حرةً في الصباح .. وحرةً في المساء ..
يلفحها أريج الياسمين فتحرك في قلبها الوشايات والأحزان ..

غجريتك اليوم استفاقت وسط حفلة الهزيمة .. ذبائح .. غنائم .. شجار بين أثنين .. " أنا لي الجزء الأكبر من الغنائم " ..
بعنف واقتتال يرد الآخر " كلا أنا الذي أستحق الجزء الأكبر من الغنائم " ..

غجريتك اليوم لا تحركها طواحين الهواء .. ولا ينعش ذاكرتها كأس من نبيذ معتق .. ولا تستهوي قطف السنابل وزرعها أمام نافذتها ..

غجريتك اليوم أقفلت الدفاتر والأقلام .. ووضعت قصة عشقها في إحدى صناديق عتيقة .. خلفت القصة ورائها ورحلت ..
رحلت بعيداً .. حيث الشمس !..


3

منفاي أنت ..
لن تولد قصة عشق بعد قصتنا ..
ٍسأوزع الورد احتفاءً بقدومك ..
وسأقطع قالب حلوى كبير ..
ستبتسم لي وجوه البراءة .. وجوه الطفولة ..
ستشكرني أيادي كثيرة .. بسببك أنت ..

منفاي أنت
ولستُ خائفة من يوم غد ..

يا غجري
تشبه مُـهراً رأيتهُ داخل حديقة ..
يمتطيه فارسً بزي إمبراطور ..
تشبه بحيرةً بها أسماك ملونة .. أسماك زرقاء ..
وأسماك حمراء .. عجز الصياد عن اصطياد واحدة منها ..

يا غجري
أين قررت أن يصبح منفانا ؟
أنا مرهقة .. أريد أن أسمع القرار
أريد مدينة بلا أسوار .. وحدائق مليئة بالأزهار ..
بالعصافير .. بالفراشات ..
أريد مدينة نصفها مالح ونصفها حلو ..
بها كثير من البحار .. من الأشجار ..
و بها مراكب شراعية تستقلنا وسط البحر .. نشرب النبيذ .. نسمع أصوات النوارس ..
تحلقُ أرواحنا فوق السماء الزرقاء ..
نغني .. نرقص .. نشبع رغباتنا حتى الممات ..

منفاي أنت
أمارس طقوس جميع الديانات في حضرتك ..
أرسمُ جميع الحضارات وجميع العصور ..
وأقدم اللوحة لك ..

يا غجري
تطاردني أحلام اليقظة
تطاردني رائحة تبغك
تطاردني رائحة عطرك
أقتلُ ألف ألف مرة وأنت لا تشعر ..
وأنت لا تشعر !...

***
آب - 2008 م



#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال
- فتاة العشق
- صدري عار!
- قهوة المساء
- أرحل.. لروح الشاعر محمود درويش
- امرأة تموز


المزيد.....




- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - يوميات غجرية (1)