أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه ( 5 )














المزيد.....

مذكرات أنثى لاجئه ( 5 )


رباب العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


-21-

والله العظيم توحشتك برشا...
كيف راك اليوم ؟

اعتدتُ أن أستمع إلى الموسيقى ,,, وأنا بجانبه ,,,, ورأسي ملقى فوق كتفيه بعشوائية وخصلات شعري تداعب وجهه....
اليوم ,,, كلما أستمعت لتلك الموسيقى التي جمعتنا ,,,, رغماً عن أنفي تتساقط دموعي...
رغماً عن أنفي أريد أن أصرخ ,,, أريد أن ألقى براسي فوق كتفيه...
وأصرخ : أريد أن أراك .... أريد أن أراك .... أريد أن أراك....
منفاي يغتالني كل دقيقة
مجرم هذا المنفى يا حبيبي...
وأنا متعبة حد الأختناق ,,, حد الموت انهزاماً...

كيف لي أن أبقى مستريحة ؟
كيف لي أن أمارس يومي بشكل طبيعي وأنا مازلتُ أحبك ؟
سـ أكف عن التفكير فـ الصداع بات يأكل رأسي...
و سـ أكف عن الكتابة لأنني مستاءة كثيراً...

فقط ,,, أبقى بخير...

12 ابريل - 2009 م

* * *

-22-

سمرة وهران سحرتني...
وذالك الوهراني الجذاب ,,, بضحكتهُ الساحرة قال لي : " بنموت على عيونك الكحلة ,,, مانبغيش تغيبي دقيقة "...
كيف أغيب عن تلك السمرة ؟
مازلتُ بعيدة عنك ,,, مازلتُ بـ أرض الأنبياء...
وأنت هناك ,,, تقبعُ حيث الأشياء الجميلة...

يدخن ,,, يدخن ذالك الثلاثيني...
ويلقي بنصف سيجارتهُ أرضاً ,,, سريعاً ألتقطها وبعفوية أقول لهُ : " نبغي كل أعواد الدخان متاعك "....
أشربها بشراهة المدمنين ,,, حتى جعلتُ ذالك الوهراني يضحك بشدة !...

أربكني قليلاً ,,, وغطيت ارتباكي بإبتسامة طفيفة...
وحتى لا يجعلني مسترسلة في الخجل ,,, قال لي : " بنموت على جنونك ,,, وبنموت عليكي وأنتي بتدخني "....
نظرتُ إلى عيناه ,,,, وخاطبتهُ بلهجتهُ وقلتُ له : " ونحنا بنموت عليك "...

يبهرهُ انطلاقي ,,, وحبي للحياة....
يبهرهُ رقصي المتواضع فوق طاولة قلبه...
يبهرهُ جنوني المختزل بجميع نقاط جسدي...
وأنا...
بهرتني تلك السمرة والضحكة...
بهرتني تلك الكلمات التي يقولها بعفوية وإسترسال ,,, كأنهُ قراء كتاباً في الغزل وجاء يصبهُ فوق مسامعي !...
بهرتني تلك القوة التي لم أعهدها في الرجال...

14 ابريل - 2009 م

* * *

-23-

ثلاث ليالِ وأنا أفكر بـ أقتراح صديقتي المفضلة...
قالت لي : أصبحنا بعداد العوانس ,,, دعينا نصبح راهبات...
ضحكت بقوة ,,, أعجبتني كلمة راهبات شكلاً ,,,, أما مضموناً فأنا أرفض هذه الفكرة...
وقطعاً أرفض أن يصبح جسدي زاهداً وداخل صومعة لاترى النور....
قلت : راهبات !
ولكن...
لا يوجد كنيسة هنا داخل قريتنا....
قالت : أنتِ سـ تصبحين صاحبة الكنسية ,,, وأنتِ من سـ يضع القوانين....
ضحكت بقوة ,,,, وتذكرت حين كنا بـ المدرسة ,,, فـ أنا كنت حينها رئيسة " العصابة " كما كانوا يلقبوننا....
لم أتوقف عن الضحك ,,, قلت : سنصبح راهبات ,,,, وسـوف أضع القوانين حالاً....
وقمت بسرد قوانين تفجع الراهبات الحقيقات تلك الليلة ...

ومضت ليلة العانسات - الراهبات بسلام....
وأنا...
مازلتُ أنتظر وجنات الغد كي أقبلها ,,, فـ هي بالطبع جميلة ... جميلة... جميلة...

15 ابريل - 2009 م

* * *

-24-

هو واحد فقط ...
ولكن...
جنوني يراهُ بـ كل الأوطان ,,,, تارة يصبحُ دمشقي ,,,, وتارة لبناني ,,, وتارة وهراني...

عيناي الحادة تراه قد جمع اشلاء جميع الرجال...
مجنونة أنا...
وهو سعيد بهذا الجنون !...

يراني ملتزمة بـ محراب قلبه...
يراني وأنا أقيم آذان حبه خمس مرات...

لا ,,, لا أريدك أن ترحل...
لا لأنك آخر الرجال الذي سوف أصادفهم بغتة ,,,, لأن شي منك هنا داخل جسدي ,,, أحملهُ طويلاً ... طويلاً...
لا ليس نطفة احملها تسعة أشهر و من ثم تخرج من جسدي....
اكثر من هذا ... اكثر من هذا يا غائب...

كن أكثر تألق...
وأقبع بذاكرتي لأجل غير مسمى...
وتجدد...
فأنا أحبك متجدد....

15 ابريل - 2009 م

* * *

-25-

مازلت تحل ضيفاً فاخراً بـ أوقات خلوتي...
مازلت تجول ,,,, وتحادثني حديثاً خفياً ,,, وابتسمُ كأنك أمامي ,,, وفجأة ألتفتُ ولا أراك بجانبي....

جنون ما هو بي ,,,, و ما هو بي جنون....
يتربصني ,,, وأتربصهُ....
آآآه كم أشعرُ بالبؤس وأنت لست بجانبي...
ليت صرختي تصل إلى مسامعك
وليتك تعلم ما حل بي حين رحلت أنت وتركتني هنا بـ المنفى وحيدة....

ما زالت رائحة لفافتك عالقة بـ شالي الحريري ,,, خبئتهُ جيداً ,,,, لم أستطع أن ألقى به داخل فقاعات الصابون...
" لن أغسلهُ " هذا ماقررتهُ....
وكيف أمحو رائحة من روائحك ,,, محال...

مازلتُ أتذكر ملمس أصابعك العشرة المرتعشة فوق يداي...
مازلتُ أعانق طيفك وأعاتبهُ ,,, كيف لك أن ترحل وأنا أحبك ,,,, كيف أستطعت أن تثكل قلبي بك....
هادئ هو طيفك ,,, لا يجيبني ,,, حتى أنني أصبحتُ أخافُ أن يمارس هو الأخر معصية الغياب كـ فعلك أنت...

أريدك أن تكتظ داخل مخيلتي...
أنت وطيفك ضيفان عزيزان...
" أحبك كثيراً"...

16 ابريل - 2009 م



#رباب_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات أنثى لاجئه ( 4 )
- مذكرات أنثى لاجئه (3)
- مذكرات أنثى لاجئه (1)
- مذكرات أنثى لاجئه
- مائة رسالة برجوازية (2)
- مائة رسالة برجوازية (1)
- يوميات غجرية (3)
- يوميات غجرية (4)
- إلى من أحب (2)
- إلى من أحب (1)
- يوميات غجرية (2)
- يوميات غجرية (1)
- أعترف
- محاولات عابثة
- الموطن والخريطة
- الخلخال
- فتاة العشق
- صدري عار!
- قهوة المساء
- أرحل.. لروح الشاعر محمود درويش


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباب العبدالله - مذكرات أنثى لاجئه ( 5 )