أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - دهوك الحلم .. كيلانيات














المزيد.....

دهوك الحلم .. كيلانيات


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


إخلَعي سَجْفَ وجْهِك وعانقي وجْهيَ الملوّثِ بالسنينْ، فالدبابيرُ تخْلع رُقاقِة قلبي الموجوعِ يا دهوكْ، رتّقي بأناملكِ أوشِحَة لَحَظاتي المتهرّئةِ منذُ آلاف الكلماتْ، الفراشاتُ لمْ تَعُدْ تمارس طقسَ الهمْسِ في أذني، وجِبالَك القصيّة أدارت مثاباتها عن لهفتي وحنيني، ربما تتذكّرين، كيف اختلطتْ دموعي بشوارعك النديّة ليالي الشتاءْ، حين كنا أنا وأنت، عاشقانِ حدّ الوَجَع، نروّض أحزاننا بِصَخب السّكون، جَدوَلكِ الوحيد أصابَه الوهْن، وانزوى تحت عباءة السنين، كفَرَسٍ أنهَكَته الغزواتْ، حوافر الوقتْ رسَمَتْ وجهَها على راحتيك، والبِطْنَة أصابتك بالوَرَم، فما عُدْتِ تلقينَ لي بالاً، ولا ترتدينَ ثيابكِ الساحرة حين أجيء إليك محمّلا بالشوق والحنين، حتى صَباياك ما عُدْنَ يرتَدنَ عالمي الحزينْ، وجوه مشذّبة برائحة التحضّر تمرق فوق أرصفة ذاكرتي كل حين، وجوه غريبة لمْ أألفها من قبل، عمارات شاهقة تسدّ عليّ منافذ النسيم، فهلّا تمنحينني فُسحةً من الزمنْ، لألملم شتاتي وأطرق باب صحْوَتِك!!.
رقّاص عمري يَعِدُني بخلود في ثناياك الحبلى بالصباحات العالية علوّ الجبال، بشقاوة الحروف بين صفحات الأحياء العائمة فوق جنح الغيم، أو تذكرين يا دهوك، كم سهرنا سويا، نداعب خصلات القمر، ونشكو للّيل، غياب الربيع عن قلبينا الكَسيرَين؟، تنظرين ألي بعيون الغيرة حين كنا نسير أنا وحبيبتي في ( كري باصي )، هائِمَين في لجّة الحب، أصابعنا المتشابكة ترتعش بشغفْ ، تَعرق، تُقبّل بعضها كعاشقين، نمشي ونمشي، كأن الساعة غادرت لحظتنا، كأن العيون كلّها ترقب مشيتنا، تغار من لهفتنا، تحسد رعشتنا، لم نخش لحظتئذٍ من جنون السنين، لكنَ الخطى بلعت حبيبتي في أعماقها، وبقيت أمشي وحدي وحزني لا يزال يخيّم قرب قلبي.
كل مساء وحين يقترب الضوء من عتمة المكان، أمسّد شعرك الطويل بعيوني الحزينة، أطوّقك بذراعيّ الشائخين، أوشمُ خدّك بقبلة حب، أتنفسك، أشهق عتمتك، أزفر ضياءك، أتنهّد ما مر علينا من صروفٍ وذنوب، أبحث عن وريقاتٍ كنت قد وضعتها فوق رفوف القلب، كتبنا فيها شقاوتنا، أحزاننا، أفراحنا، كيف لا تعرفينني أيتها الساكنة في أحشاء كلماتي؟! ألم نكن نستريح سويا من هفواتنا تحت ظلال الكلام؟، اسألي مقاهيك المدهونة برائحة يقيني، اسألي شوارعك العتيقة عن صدى خطواتي، تعرفين من أكون .



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيلانيات..زلقو
- كيلانيات .. لالش
- كيلانيات.. مطارق نهد
- كيلانيات ( هذيان )
- قصيدة -أنا كاكه حمه فمن أنت-؟
- كيلانيات .. ( غواني وعبيد )
- رحلتْ مع الريح
- هو ذا الحب يا خانم
- أوَ ذنبي أنني من الشرق أتيت ؟!
- أنا ومحمد البان وحكايا أخرى
- نهد مدينتي
- وطنيون غرباء وغرباء وطنيون
- بكائيات في الغربة والاغتراب
- على قارعة العهر الشرقي
- دوائر غامضة
- يا نهر موصليَ الحزين
- أهدأ أيها المفتون بالرضاب
- - سفر السوسن -
- عيناك والقمر
- يا ابنة النهرين


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - دهوك الحلم .. كيلانيات