أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير















المزيد.....

الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 17:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نشرت احدى المجلات العراقية الجديدة .. وما اكثرها - موضوعة عن الراحل سعدي الحلي وحين يذكر الفنان سعدي الحلي لابد ان يذكر صديقه الشاعر الغنائي الكبير محمد علي القصاب ، الغريب ان من يوثق للاخرين ابداعهم لايلم بحياة من يوثق له متناسياً ان التأريخ يسجل كل شاردة وواردة ، يقول كاتب الموضوعة ان الشاعر الذي اعتمده الفنان الراحل سعدي الحلي لاخذ نصوصه الغنائية منه هو الشاعر محمد علي القصاب ، والى هنا صحيح جداً ، اما قوله ان محمد علي القصاب من اهالي الديوانية او الدغارة وهذا مخالف للحقيقة فمحمد علي القصاب ولد وترعرع وانتقل إلى جوار ربه في مدينة الحلة محلة المهدية.
الشعراء الشعبيون حقبة العشرينيات وما قبلها وما بعدها بقليل يسلكون بشعرهم مسلكين ، شعراء رثاء ومديح لآل البيت الاطهار (ع) وهم من الرموز الشعرية الكبيرة امثال الشاعر عبود غفله والشاعر عبد الحسين صبره الحلي وعبد الحسين ابو شبع النجفي وكاظم منظور الكربلائي وغيرهم ، وشعراء غزل ومناسبات فرح (الختان ، الزواج) ومن رموزه الشعرية الحاج زاير الدويج ، المله منفي العبد العباس ونطراؤهم وقلة قليلة من الشعراء تسلك المنهجين. ابتدأ الشاعر محمد علي القصاب حياته الشعرية مرتلاً للقصائد الحسينية التي يكتبها او يكتبها له الاخرون ليؤديها من على المنابر الحسينية ايام عاشوراء ولو استمر على هذا المنوال لحقق نفس الشهرة التي نالها كشاعر غنائي ، ومن الطريف ذكره ان الشاعر الكبير عبد الصاحب عبيد الحلي - سأتناوله لاحقا- قال لاصحابه ان محمد علي القصاب سرعان ما سيترك المنبر الحسيني ويتجه للغزل والغناء لانه صاحب مزاج ومعشر فلا تخشوا من استئثاره بالمنبر الحسيني لعذوبة صوته ، وفعلاً تحققت نبوءته فيه ، ولربما اوحت الحلة لمحمد علي القصاب هكذا ، فمناخها جميل وبساتينها غناء واغلب عوائلها متحضرة قياساً للحواضر الاخرى ، وانجابها لاكثر من شاعر يعد من الرموز الادبية العراقية سابقاً ولاحقاً ، كيف لا وهي عاصمة الفرات الاوسط ومثابة لمثقفيهم ودخولها للصحافة مبكراً عام1927 اذ اصدرت صحيفة الفيحاء ولدينا ما يثبت ذلك ، هذه الاسباب مجتمعة اضف لها تلك المقاهي الشعبية التي تجلب زبائنها بالات التسجيل والحفلات التي تقام داخلها كلها صقلت مواهب شاعرنا القصاب شعرياً وغنائياً فالرجل ذو صوت شجي وهو ملحن فطري لحن كلمات اغانيه ورددها بصوته الجميل . مبكراً تعرف على الصوت الغنائي (محسن الكوفي ) بداية خمسينيات القرن الماضي فوجد احدهما ضالته عند الاخر ، فارتبطا بعلاقة شبه دائمة متنقلين من مدينة لاخرى ومن حفل لاخر، وحين اصيب محسن الكوفي بداء التدرن وبدأ ينخر رئتيه تدريجياً كان محمد علي يعوده كل يوم ذاهباً من الحلة للكوفة متابعاً لحالته الصحية ولحين مفارقته الحياة فكتب يرثيه:
بدليلي النار سعرها ووجهه
هذاك المبتلى ابطوله ووجهه
مومسجون (ابو ظاهر) ووجهه
يواجهنه الهوه حدر الوطيه
ويكنى محسن بابي ظاهر ، وكلما مر محمد علي القصاب على الكوفة تذكر صديقه (محسن) فقال مخاطباً اياه:
بعد بيه لسه روحي شوف املها
ولا ملت صبرهه شوف املها
الكوفة اخلاف محسن شوفه ملها
اثاري جانت ابمحسن زهيه
بداية الخمسينيات من القرن الماضي وفي احدى جلسات السمر التقى المطرب الشعبي الكبير سعدي الحلي بالشاعر القصاب فاستعذب احدهما الاخر وقاسمهما المشترك الغناء والليالي الحمراء ، فهجر سعدي الحلي الاغاني المصرية والليالي التي كان يؤديها معتمداً كلياً على ما يكتبه ويلحنه الشاعر الغنائي محمد علي القصاب ،واغنيا المكتبة الغنائية العراقية بالحان لا تزال ترددها حناجر المطربين، استمرت علاقتهما الفنية اكثر من ثلاثة عقود متنقلين بين المحافظات العراقية رسلاً للاغنية الحلية التي طبعت ابوتها على الغناء العراقي ، متخذين من بيوت اصحاب التسجيلات والمقاهي وحفلات الافراح ودعوات الميسورين لليالي سمر وغناء مسجلة عطاء ثرا للاغنية العراقية ، ولم يكن محمد علي القصاب متكسباً بشعره والحانه فهو يكتب ويلحن من دون اجر والذي يقبض مالا غيره وهو احق به من الاخرين ، والقصاب هو الذي فتح الباب على مصراعيه للفنان الراحل سعدي الحلي حيث دفعه وبالحاح لدخول دار الاذاعة العراقية بداية عام1970 باغنية كتب كلماتها ولحنها محمد علي القصاب:
انه اريديك دوم تدلل
حتى ابكه بيك اتوسل
حتى عن الحال لاتسأل
آنه اريدك دوم تدلل
واجمل ما في تلك التسجيلات التي وصلت الينا تلك المقدمة التي يضعها محمد علي القصاب مدخلاً للتسجيل منوهاً عن اسم المغني والعازفين واجمل ما فيها انها مرتجلة ، ويقول اصحاب التسجيلات ان لم تكن هذه المقدمة موجودة فأن المقتنين (للكاسيت) يرفضون شراءه ومن هذه المقدمات:
سعدي تريد روحي اوياك الاولام
(وبو وجدان) لوحب لامينلام
(بخشبتك دك عدل بالله (يعلام)
(يفريح) حلو ابدك الربابه
لزمنه الولف وتركنه الكرابه
العاذل بعدما نقره بكتابه
وسعدي مطرب امونس احبابه
فرصة طرب وادري ما تفوته
هسه ايغني وتسمعون صوته
ابو وجدان ، صاحب محل تسجيلات ، (علام و فريح) عازفان غجريان، ومنها:
يمحسن تحت هرش الورد غني
وشربني واخذ الكاس مني
ميلي للطرب من زغر سني
احب اسم الفرح
واحب رنة القدح
وغير الطرب محبوبك اشعنده
محسن خوية غني عالموده
ومنها :
حفلة وحضرت الشبان كلها
وحفلات الطرب تحضرها اهلها
واليتعنه للونسه يصلها
يجيني النوم الي امنين
ليالي سهرت العين
مر الحب عليه غني يا سنيه
سنيه مطربة غجرية لها صوت واداء مميز تجيد غناء (الدشت) بطلاقة متناهية.
بعد ان ذاع صيت القصاب كشاعر وملحن ومغن وعلاقته الحميمة بصديق عمره سعدي الحلي بدأت تتوالى عليهما طلبات الميسورين عشاق الليالي والغناء فاهمل عمله كقصاب وربما تعرض لاكثر من خسارة مادية بسبب عدم التزامه بعمله وكثيراً ما كان يغلق محله للقصابة من دون تصريف ذبائحه فيتركها مجبراً لمن يكلفه باداء هذه المهمة، ومحمد علي القصاب صاحب نكتة وبديهة يغبط عليها ، مرة لم يستطع بيع شيء من ذبيحته فما كان منه الا ان يخاطبها قائلاً ( ظلي لتنباعين، منو يجيف اني لو انتي، ايطبج عرج) ، ترك مهنة القصابة وافتتح مقهى شعبياً رواده كل الشعراء الشعبيين الحليين ومحبو الليالي والفرح (والكيف) ومن الطريف ذكره ان شعراء الحلة شاركوا بقصيدة شعبية مشتركة مهنئين الشاعر محمد علي القصاب بمقهاه وكأنه امتلك قصراً في (الشانزليزية) الفرنسية ،افتتح مطلعها شاعر الحلة الفيحاء المرحوم عبد الصاحب عبيد الحلي:
جيناك يمحمد علي
كوم احترم زوارك
انذار اريدك كل وكت
وانه احترم انذارك
**
لا بالكبر لا بالزعز
معلومه من حسباتي
والمثلك ابهاي الصفه
احترمه من عاداتي
حبنه اشتراكي وماسوه
جمع الشمل غاياتي
واهل الزبيبه اتشاركو
وشلون ما نتشارك
(انذار) اخ الشاعر محمد علي القصاب
وكعادته ترك المقهى ولم يستطع الالتزام بمواعيد افتتاحه واغلاقه فالافراح متوالية والتسجيلات من دار لدار ومن مدينة لمدينة واستمرت حياته هكذا من دون عمل ومن دون زواج، حدثته نفسه ان يكتب اغاني باللهجة المصرية ويرسلها الى الراحلة كوكب الشرق ام كلثوم فكتب:
آنه اللي اتمنيت ولأيت وحبيت
وانه اللي وافيت وصافيت وخليت
الايام ايام والليالي ليالي
ايامنه سرور وليالينه نور
كتب محمد علي القصاب بكل الاوزان والفنون الشعبية فاجاد بها ومن جميل ابوذياته
مر ولفي وصحتله وكلت والناس
اكرب يل الي ابدنياي والناس
كتله انطيني بوسه كال والناس
اخو انكلهم يريد ايحب اخيه
وين ناس،اين ذاهب -1
الونسة -2
البشر-3
ومن روائع موالاته وهو اخر ماكتب كاضيهن ابخير مسعد جيتك راحتك
وما بين الاحباب نشوان ابشرب راحتك
ولجل الطرب حيل تصفج راحتك راحتك
لراحاتي دميت تفرك راحتي راحتي
وتسحلك هموم بضلوعي وتون راحتي
اكفرت حبيت هيج انت اسلبت راحتي
الله يعابيك كون وتنسلب راحتك
ترك محمد علي القصاب نتاجاً كبيراً من القصائد الغزلية والوجدانية ومجموعة لا تحصى من الاغاني على مدى ستة عقود ومن عيون ما ترك:
حبك من جهنم نار
راح احترك واتذره
اتصلن بالخدود اسلاك
وعتلكن على الذره
ومنها :
ليش اتبره منك ليش
ليك الشوك دافعني
لابد ما يمر فد يوم
ترضه وبيك يجمعني
عيني بس تصد عليك
تكلي لاتباوعني
يالخدودك شيوعيات
عيني امن تتحره
ويل جيدك حرس قومي
يجوي الحبك بجمره
والبيت الاخير غير موجود بالقصيدة اضافه الناس استهزاءاً .
رحم الله الشاعر الغنائي الكبير محمد علي القصاب الحلي



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديوان العراقي لأبراهيم المصري
- إضاءة البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية
- الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض
- ( الهبش ) ... مفترس الأفاعي
- وداعا أخي أبو عراق
- إضاءة الخيار الأصعب
- تحت ظلال القانون يُغلّب الخاص على العام (شيلني وأشيلك)
- (إمام المايشوّر)
- الأخلاق و الرفقة الشيوعية جاسم الصكر وجعفر هجول أنموذجا
- الدوَل المؤسساتية وصناعة القرار
- قصيدة ( أهنا يمن جنه وجنت) ما قيل فيها وتداعياتها
- الظاهرة الغيلانيه
- متابعة نوابية
- محطات أستذكارية / الشاعر المرحوم رياض أبو شبع
- الجسر ...الخورنق والجنائن المعلقة!!!!
- ضيف فقره
- السكوت أمن الذهب
- هروب جسر الحلة
- دفيني أبعباتج
- حمَد


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير