أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض















المزيد.....

الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 18:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حدثني السيد حسيني السيد يوسف العلاك رحمه الله عن الشاعر الحسيني الكبير المرحوم عبد الحسين صبره الحلي قائلاً، حفظت عن ظهر قلب اغلب قصائد الشاعر المرحوم عبد الحسين صبرة ولربما يعدني البعض احد رواة اشعاره كنت استمع اليه وهو يقرأ قصائده الحسينية لخادم آل البيت الاطهار الحاج اسماعيل الجيلاوي والملقب بـ( الحاج اسماعيل التتنجي) لتعاطيه بيع التبغ، وكانا يجلسان في محل الحاج اسماعيل وفي احيان كثيرة كنت استمع للشاعر عبد الحسين صبره وهو يردد ملحناً مطلع القصيدة التي يقراها الحاج اسماعيل ليتأكد الشاعر من أن الاخير قد حفظ طور القصيدة التي سيؤديها على المنبر ،في احد الايام كنت جالساً معهم والحديث للسيد حسيني السيد يوسف واذا بالشيخ حسن العذاري مر من امام ذلك المكان- الدكان- وما ان رآهما وقف مسلماً ودخل ليستمع لتلك القصيدة الجديدة التي يتدرب عليها الحاج اسماعيل - الرادود- بحضور شاعرها عبد الحسين صبره الحلي ومطلع القصيدة يقول :
ينعه راس حسين جسمه
والجسم عالراس ينعه
هذا من نحره ونينه
وهذا من العين دمعه
ولما استمع الشيخ حسن العذاري وهو الشاعر الكبير لهذه القصيدة الرائعة لعبد الحسين صبره ثارت ثائرته وتمنى بداخله ان تكون القصيدة له فانتهض مغادراً المكان وهو يقول ( عجيب امرك هل كنت حاضراً فاجعة الطف) ويؤكد السيد حسيني السيد يوسف العلاك ان الشاعر عبد الحسين صبرة والرادود الحاج اسماعيل الجيلاوي شكلا ثنائياً رائعاً للمنبر الحسيني لان الحاج اسماعيل يمتلك صوتاً رخيماً ساحراً ياخذ الالباب ويستدر العيون اضافة لشاعرية كبيرة ممثلة بالشاعر عبد الحسين صبرة وهكذا نجحا في هذه الثنائية الرائعة والغريب ان هذا الشاعر الحسيني الكبير لم تؤرخ حياته بشكل جيد لانه لم يعقب الا ولداً واحداً لم يتحمل هذه المهمة الجليلة ،ومن النادر ان نجد منبراً حسينياً في كافة العالم الاسلامي وهي لا تردد قصائده من على منابرها في عام2001 اتصل بي المرحوم الشاعر والمهندس والاديب والفنان المرحوم شوقي جابر شعابث طالباً مني الحضور لمطبعة المحقق الواقعة في شارع ابي القاسم- في الحلة- وهو الحاج شوقي وضيوف اخرين بانتظاري وعلى عجالة لبيت طلبه فوجدت شخصان يجلسان بقربه في مطبعة المحقق وبعد السلام عرفني بهما وهما من الجنوب اللبناني حضرا للحلة الفيحاء وارشدا للحاج شوقي جابر للبحث عن قصائد الشاعر المرحوم عبد الحسين صبرة الحلي وفعلاً جلسنا لمنتصف تلك الليلة بعد ان جلبت ما احتفظ به من قصائد لهذا الشاعر الكبير والغريب ان كل القصائد التي قرأناها لهم سواء انا او الحاج شوقي جابر كانت موجودة لديهم جلباها معهم من لبنان ومصدرها من العراقيين الذين يزورون لبنان وجنوبه ايام عاشوراء وكان لهما حس نقدي رائع بحيث انهما يقولان ان هذه القصيدة لعبدالحسين صبره لانها طريقته بالكتابه هكذا وهذه القصيدة لا نعتقد انها له وخبرتهما هذه لمعرفتهما القاطعة بنتاج شاعرنا عبد الحسين صبره الحلي ولم اعرف هل انجزا ديوانه وطبع في لبنان ام لا وسنترك ذلك للسنين لانها مفتاح الحل الذي نجهل وحسناً فعلت جمعية الرواد المستقلة واخرجت قصائد هذا الشاعر الكبير للنور وجمعها بديوان ، ولقد كرس الشاعر عبد الحسين صبره الحلي جل قصائده الحسينية لما يسمى بقصيدة اللطمية او الوكفه ومن لا يذكر قصيدته التي ترددها المنابر الحسينية في العراق والدول الاسلامية ايام عاشوراء وليومنا هذا
شحال بينك يعباس وبيني
ماني خوك حسين كوم احميني
**
كوم سل سيفك علي دارت الناس
واعلم امن الناصر اكطعت الاياس
امحشم ونخاي جيتك يعباس
كوم شوف العسكر موازيني
***
وفي قصيدة اخرى لطميه ايضاً يخص بها أبا الفضل العباس(ع) يقول بمطلعها
جي عيونك يعباس ينامن
والحرم سوم العبيد نسامن
و( جي عيونك) يقصد كيف تنام عيناك يا أبا الفضل العباس (ع) وعيالك سبيت واسرت الى ان يقول:
يعباس وليك كصدن من بعيد
يعاتبنك والعتب حك عالعميد
يعباس الحرم ما تعذر تريد
ولو عليك اعتبن ما ينلامن
ما يكولن دونه العباس مات
منك يريدن مثل ما بالحياة
يعباس وهاي من شان الخوات
عد اخوهن يشكن الينظامن
وله من المولات لآل البيت الاطهار درراً ترصع نتاجه العزيز وقد خص بموالاته لامير المؤمنين علي (ع) واذكر له موالاً -زنجيل- يقول مطلعه (يمكلم الميت يمعيد الشمس والفلك) ولانه طويل يقع في سبعة اقفال ساتركه وادون
دخلك يبو حسين روحي بالاجل لوبدت (حشرجة الموت)
وبحساب الاملاك باجر شعتذر لو بدت (البداية)
يالمنك حيود فرسان الوغة لو بدت (ختلت منها)
دخلك وبحماك من عصرت ضريحي شمس (كيف امسي)
وجسم اليواليك من نوع العذاب اشيمس (ماذا يمس)
الليل ذنبي واسمك بالصميده شمس (الشمس)
والشمس لليلي تمحي ياعلي لوبدت (اشرقت)
والى غير ذلك من القصائد التي لا تزال حية يرتلها الرواديد من على المنابر الحسينية في كافة العالم الاسلامي.
ولو تركنا القصائد الحسينية وتوجهنا صوب ما ترك من قصائد وابوذيات وموالات ودارميات اجتماعية واخوانية وغزلية لعرفنا قوة سبك قصائده وجماليتها ورصانتها رغم قلة ما وصل الينا منها ونبدأ بهذا الدارمي ذو الكلمات القليلة والصور الزاخرة التي يحملها من الصراع بين العاذل والرد عليه معرجاً لحالة نفسية حيث البكاء تخفيفاً لآلام تنازعها النفس البشرية
يكلولي بطل بجاك عينك بها املاح
وادري البجه اعله هواي بيه كلبي يرتاح
ولعبد الحسين صبره مساجلات كثيرة مع مجايليه من الشعراء ومن اجملها مساجلة الباجة التي ابتدأها واختتمها هو وهذا من شروط المساجلات الشعرية ويذكران الشاعر محمد علي بنيان الجبوري دعى اصدقائه الشعراء لوجبة غداء (باجات) في بستانهم الواقعة في محلة الخسروية / بابل وانذاك لم تكن الطباخات الغازية وقدور الضغط متوفره بل تنضج على النار الحطب وشاءت الصدف انها لم تنضج وتأخرت لما بعد صلاة الظهر بمدة طويلة واستدرك مضيفهم وجلب كيشة تمر فاكلت عن أخرها ولم يتهيأ الغداء الا بعد حين فانشأ عبد الحسين صبرة قائلاً:
شلون باجه وينذكر تأريخها
بين سيد تو كعلنه وشيخها
والقصيدة طويلة والحضور لتلك المأدبة هم عبد الصاحب عبيد، عبد الحسين صبرة الحلي والشيح حسن العذاري ، السيد محسن العميدي، محمد علي بنيان والقصيدة ارتجالية للجميع.
ولو درسنا ابوذياته رغم قلتها او قلة ما وصل الينا لوجدنا انه
قد تميز بين مجايليه بهذا اللون الجميل فهو يختار الجناسات الصعبة وغير المطروقة بهذا اللون ليؤكد قدرته بهذا المجال
ونيني حرك دلالي يفاره جعله يغلي
اعله خل الحافر الخله يفاره حفره
غاب الكط حله لعبج يفاره الفار
اعلى كيفج والديار امست خليه
ولو تمعنا بفنية الجناس الذي يستخدمه في هذا الابوذية والذي تلاعب بالمفردة الجناس ليطوعها لما يريد
حبيبي كون شمامه ولجفاك التلقف
بديه وبهذا الساني ولج فيك اللجاجة
بجميع العلل عذبني ولاجفاك الصدود
العلل تبره وجفاك العم عليه
واجد ان اجمل ابو ذياته ذو الجناس طلعنه فالجناس الثاني في الابوذية عمر بهواك كظينه طلعنه بمعنى طال عنائنا لو جدنا انه قد فتح بابا جديدا لمحبي هذا اللون لكي يتصرفوا بالجناسات لاحقاً واعني بهم الشعراء الشعبيون
ترف بكتاب هجرانك طلعنه المطالعة
وعمر بهواك كضينه طلعنه طال عنائنا
احنه اهل الخلف بالله طلعنه خرجنا
نفع ما صابنه غير الاذيه
(بحشاشتي سهمك مض)
في السنين الاخيرة لحياة المطرب الذي لا يتكرر رياض احمد وصلت اليه قصيدة الشاعر عبد الحسين صبرة بحشاشتي سهمك مض والتي نظمت عام1912م وغناها الفنان الراحل رياض احمد نهاية الثمانينات او بداية التسعينات للقرن المنصرم وما ان غناها الراحل رياض احمد حتى رددتها بعده حناجر المطربين العراقيين وسمعتها بصوت مطربة غجرية اردنية والغريب ان الشاعر عبد الحسين صبرة لم يكتب هذا القصيدة عن تجربة عاطفية ولكنه كتبها تحدياً لشعراء جيله حيث قالوا ان جناس حرف الضاد قليل ولا يمكن ان يبني به قصيدة جميلة فكتبها وهي من وزن الجلمه ونص كما يصنفها العروضيون الشعبيون
بحشاشتي سهمك مضه
وعكبك علي ضاك الفضه
اللي حظه بوصلك حظه
والما حظه ياول حظ
***
حظه ردي وعمره خسره
اللي الشخصك ما يره
جفني امعيّ امن الكره
ما استلذ ساعة واغمض
***
عبد الحسين ببلوغرافيا
*ابو غطريف عبد الحسين عليوي سلمان الشجيري ولقب بصبره نسبة لاسم والدته
*متزوج وله ولد واحد وثلاث بنات جاوروا ربهم جميعاً
ولد في الحلة محلة الطاق ولم نقف على تأريخ ولادته
* توفى عام1942 عن عمر قدر فوق الثمانين ودفن في النجف الاشرف .
*عاش فقر الحال ولم يكن له عمل يذكر ولحسن حظه عمل بكتابه العرائض.
المصادر:
1- ديوانه الصادر عن جمعية الرواد،2- فنون الادب الشعبي علي الخاقاني.
3- معلومات مدونة من السيد حسيني السيد يوسف.4- الابوذيات مصدرها الشاعر والباحث سليم العزاوي (متفق عليها) .5- الموال والدارمي مصدره الشاعر السيد علوان السيد غالب العلاك (متفق عليها) .
ملاحظة: يرى البعض من الباحثين ان مساجلة قصيدة الباجة افتتحها مضيفهم الشاعر محمد علي بنيان وكما اورده الباحث علي الخاقاني.



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الهبش ) ... مفترس الأفاعي
- وداعا أخي أبو عراق
- إضاءة الخيار الأصعب
- تحت ظلال القانون يُغلّب الخاص على العام (شيلني وأشيلك)
- (إمام المايشوّر)
- الأخلاق و الرفقة الشيوعية جاسم الصكر وجعفر هجول أنموذجا
- الدوَل المؤسساتية وصناعة القرار
- قصيدة ( أهنا يمن جنه وجنت) ما قيل فيها وتداعياتها
- الظاهرة الغيلانيه
- متابعة نوابية
- محطات أستذكارية / الشاعر المرحوم رياض أبو شبع
- الجسر ...الخورنق والجنائن المعلقة!!!!
- ضيف فقره
- السكوت أمن الذهب
- هروب جسر الحلة
- دفيني أبعباتج
- حمَد
- إيكولون غني أبفرح
- حلم الماضي وخيبة الحاضر وأستشراق المستقبل في رذاذ على جبين غ ...
- رؤى ورقَةُ القوافي في زمكانية (وتَر المنافي)


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض