أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أمين أحمد ثابت - جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية (2)















المزيد.....

جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية (2)


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 10:57
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


(2) غرائبية الـنـشــأة :

إن هذا البعد يمثل مفصلا من المفاصل الأساسية لمنتج الغرائبية الراهنة لما هي عليه جامعة تعز اليوم وغدا ، والذي بإدراكنا لحقيقة هذا البعد نقوى عند ذاك أن نفهم راهن الجامعة غير السوي وحقيقة ماهي عليه من إعاقة وما يتطلبه الوضع من أسس تصحيح وقدرات وجهود يلزم أن تبذل . إن غرائبية النشأة – أي بمعنى مولود غير طبيعي – تقوم على مرجعيتين ، الأولى تعد مورثة من غرائبية نشأة الأم – جامعة صنعاء – والأخرى غرائبية ذاتية موصولة بالسمات الاجتماعية البيئية لمنطقة تعز ، حيث أن نشأة جامعة صنعاء ترجع لقسرية العصر وما يفرض على الدول أن يكون لديها جامعات أو جامعة واحدة بفروع متعددة ، مع توفر الممول والراعي للجامعة المقامة – دولة الكويت آنذاك – والذي يعني أنها لم تنشأ لضرورة اجتماعية فرضها الواقع في ذلك الحين ، وهو ما جعلها جامعة عربية في طبيعتها التقليدية لمحتوى الجامعة الأكاديمية ، ورغم ذلك بقدر التحرر النسبي الإداري والمالي للجامعة – وهو ما كان ينتج درجات من التقاليد والأعراف الأكاديمية إضافة إلى تحقق درجات من القيم الأكاديمية والتحرر العقلي عند الدارسين ومنتج من الحريات الأكاديمية – رغم ذلك بكون أن الجامعة يمنية وإن كانت دولة الكويت راعية لها أخضعت الحياة الجامعية لتسلط جهاز الأمن عليها لقمع الحريات وإعاقة العقول المتحررة من الدارسين والنشطاء السياسيين من التحصيل التعليمي الجامعي السوي ومن تجاوز حد الإعاقة هذه وضعت أمامه مصدات التحصيل العلمي العالي بعد الجامعة .
ومنذ أن رفعت يد الكويت عن جامعة صنعاء بحيث تصبح يمنية كاملة السيادة ، تعمق جهاز الأمن في السيطرة الكلية على الجامعة الأم ، بحيث أخضع الآليات والتعيين والمقررات والمناخ الحياتي داخل الحرم الجامعي لإرادته مما قاد إلى عسكرة الحياة الجامعية ، وحتى مجيء مرحلة أخرى تم تحويل العسكرة الأمنية إلى عسكرة سياسية لواقع الصرح الجامعي ، فلم يعد الأساتذة المعارين للتدريس في الجامعة منتقين وفق القدرة والسمعة الأكاديمية ودرجة الخبرة ، ولكن منتقائين وفق أغراض الإدارة السياسية وتوجهاتها ، ومثل ما أعدت السيطرة الأمنية السابقة خداما لمن ترضى عنهم ليعودوا أساتذة جامعيين ، فإن مرحلة السيطرة السياسية أعدت خداما عسكريين بزي مدني يعودون كأساتذة جامعة يديرونها كجهاز وظيفي مثل بقية الأجهزة الحكومية دون أية خصوصية ، وتصبح الجامعة لا تخضع لأية تقاليد أو أعراف أكاديمية مثل غيرها في البلدان الأخرى ، بقدر ما تخضع لذات المنطق والآليات والموقف والعمل التي يحكمها السياسي المسيطر على السلطة النافذة على المجتمع ، ويسيد عليها الروح الأخلاقية والمصلحة التي تعبر عنها تلك السلطة السياسية بدلا عن أخلاق المهنة والمصلحة التنويرية والمعرفية والخدمية للمجتمع ، ولإحكام القبضة السياسية على الجامعة قيدت الجامعة ماليا بالسيطرة التحكمية المطلقة لوزارة المالية عليها ، وسيطرة الجهاز الإداري الخدمي على الجهاز الأكاديمي ، الذي نشأ مع استبدال السيطرة الأمنية على إدارة الجامعة إلى سيطرة – شبه عسكرية – من خلال الخدمة المدنية وخضوع فرص التعيين إلى معبرات السلطة السياسية الحاكمة – من الجهات النافذة الحكومية أو الأفراد النافذين من القادة العسكريين أو المشايخ أو ذوي الحظوة لدى السلطة النافذة . ومع تسيد الفساد في المنظومة النافذة وغياب الرقابة والمحاسبة ، ولفعل السيطرة الكلية لوزارة المالية على الجامعات اليمنية كان لفعلها التحكمى هذا أن تفرض واقع الفساد على الحياة الجامعية عبر منتسبيها المتحكمين بوضع الجامعات ، حيث عملت هذه المنظومة الفاسدة جنبا إلى جنب مع المنظومة السياسية الفاسدة لإدارة الجامعة أن تعمم أخلاقا مشوهة لدى الأستاذ الجامعي ، الذي لن يجد فرصة للتسلق إلى المواقع القيادية إلا عبر تحليه بالوضاعة والممارسات الانتهازية ومترجمات الدونية من النفاق إلى كل أساليب الممارسة الرديئة التي تكون على حساب حقوق زملائه ، وبالحصد السريع اللامشروع- أخلاقيا للمناصب يتوافق راهنا وحدة التنسيق الإداري والمالي لصناعة شبكة مافوية للإثراء غير المشروع على حساب ميزانية الجامعة ودخولاتها المختلفة التي تكون خارج الموازنة العامة ولا يكون عليها رقيب .
إن غرائبية جامعة تعز الراهنة من خلال البعد ألإرثي هو ما سبق عرضه ، ويتكشف ذلك بأن الغالبية المطلقة من الجهازين الأكاديمي والوظيفي الخدمي منتمين لحزب السلطة الحاكمة المطلقة ، والترقي وغيرها من الفرص لا يتم خارج هذا الانتساب -وإن كانت تفاوت فرص الترقي ونيل الدرجات إضافة إلى حجم المال المنهوب يخضع إلى اعتبارات أخرى محكومة من خارج الجامعة – وهذا ما فرض واقعا تحلل القيم الأكاديمية للجامعة اليمنية ونتوجه كواقع لا يختلف أبدا عن واقع الفساد في الدوائر الحكومية وتحلله عن قيم العمل والإبداع الحال بدلا عنها قيم الرياء والخداع والكذب والفهلوة وسيادة السلوك في المسارات غير المشروعة لتحقيق الأغراض الشخصية – هنا لا نجد غرابة أن واقع الدمار للجامعة اليمنية لا يجد من يقف له بالمرصاد ، فأحسن العناصر من الغالبية المنتسبة للحزب الحاكم التي لا تمتلك طريقا لحصد المكافآت تفضل الصمت ولا تعترض على أي

شيء عسى سيأتي وقتا ينظر إليها وتعويضها عن فترات عدم الاهتمام بها ، وفي أسوأ التقديرات أن صمتها وعدم اعتراضها على أي شيء مسيء أو مدمر يجنبها وضعها في خانة الاستهداف . أما الغرائبية في الوجود الراهن في جامعة تعز من حيث بعد الغرائبية في ذاتية النشأة فإنه مبني على تلك الفترة لتحويل فرع تعز التابع لجامعة صنعاء الذي يحتوي على كليتي التربية والعلوم ناقصتي الاحتياج في العديد من الجوانب ، والمنتج لنقص الاهتمام الرسمي – إن لم يكن آنذاك في حكم الغياب مقارنة بالجامعة الأم - وإذا بقرار يحول هذا الفرع ( المفتقر إلى الكثير من المقدرات والتجهيزات لما يتناسب مع أصل كليتين لا أكثر ) يحول وغيره من الفروع الناقصة إلى جامعات ، وبارتفاع الميزانية الممنوحة للتشغيل من فروع إلى جامعات ، إضافة للأموال الضخمة المقدمة لبناء المنشآت والتوسع فيها لتحويلها من فروع إلى جامعات ، ولسيادة الفساد وغياب الرقابة والمحاسبة تكالبت على هذه الجامعات عناصر النهب غير المشروع واللهث وراء نافذين خارج الجامعة للحصول على المناصب القيادية ، وعمم واقع غير مسؤل من قبل الجميع كون أن الجامعة مثلها مثل أية وظيفة حكومية يسيرها واقع الحكم السياسي بخصائصه – لا أن تسير وفق معايير وأعراف وتقاليد وأخلاق كونية متفق عليها عالميا – وفي وسط هذا المنتج المشوه لنشأة للجامعات الجديدة وتشوه منظومات وجودها وعملها تأتي الخصوصية البيئية – التعزية – المستهدفة مع إنسانها لعمر طويل ماضي بفعل أدوارها لصناعة تحولات الانتقال إلى المدنية – على صعيد الشمال سابقا – وهو ما يجانب التحولات السياسية لنظام الحكم من بعد انقلاب نوفمبر1967م. ، ذلك التطويق الإستهدافي فرض واقع الضعف ألقسري على أبناء تعز وعمق لديهم روح الدونية التي كان لها أن تتجلى لاحقا عند البعض بنزعة الانهزامية والهروبية التبريرية عن تحمل المسؤولية الاجتماعية العامة والنظر تجاه الحفاظ على أبسط الحقوق الممنوحة للخائف الجبان ، وتتجلى هذه الدونية بصورتها الأخرى لدى الآخرين بالنزعات الوصولية الانتهازية ، الظاهرة بصورها المتفاوتة من بيع الضمير ومسح الجوخ والنميمة والوشاية والقبول بدرجة خادم الخادم مع التفاني لإظهار أعلى درجات التعبير عن الولاء بما لا يفعلونه أسياده ذاتهم مقابل فتاة لا تذكر من المنح . من هنا فإن غرائبية ما تظهر عليه جامعة تعز أنها تمتاز بتفاني الخدمة عبر مصطرعات قروية وذاتية وأحيانا سياسية ضيقة ماضية أو أحقاد شخصية أو أسرية ماضية أو حتى حسد ، تعلم تعز بلا منطقية مرجعية تلك الإصطراعات الإستهدافية بين أبناء تعز فيما بينهم – هنا نجد جامعة تعز معلمة بتآمر البعض على بعض ، وحسد كل واحد للآخر ، وتشويه كل واحد الآخر أو التسلط عليه لإحداث الضرر به دون رحمة ، ويتماس مع كل هذا – في مسار تحكمه الغاية تبرر الوسيلة – جوع روحي وفقر أخلاقي لاهث مجنون لتحقيق الأغراض الشخصية هي بين أبناء تعز بالضرورة أن يتحقق الغرض عبر إحداث الأذى أو الضرر للغير عن سابق قصد وترصد بشك دائم دون أي استثناء في أية إمكانية لتحقيق الغرض بدون إضرار استهدافي مقصود للغير أو حتى بحسن نية .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يامجور . . يظل لنا وطن
- جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية
- في الثقافة ... مقدمة لما قبل النص
- المسألة الإسلامية. . وجدل الضرورة ( الجزء الأول )
- المجتمع العربي . .قراءة في الدوران في الفراغ خارج مسار التار ...
- مجموعة أغنيات مرتبكة . . لبغداد 2000 - 2004 م. نثر شعري
- بيعة . . لباحث عن ثمن نثر شعري
- وحدك . . ايقونتي نثر شعري
- اغاني حزينة في المقابلة اقصوصات نثر شعري
- حين . . . نثر شعري
- القادم مع الشروق قصة قصيرة
- بغداد . . اغنيات مرتبكة ( 1 )
- صاحبي يفتقر للعروس - قصة قصيرة
- ماذا لو ؟ ! . . قصة قصيرة
- في رداء امرأة . . لن يغادر المسيح قصة قصيرة
- أغنية مرتبكة . . لزهرة الاقحوان نثر شعري
- السياسي .. قصة قصيرة
- تسريب
- حلم الورد المتعب قصة قصيرة
- احلام الفراشة قصة قصيرة


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أمين أحمد ثابت - جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية (2)