أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - القادم مع الشروق قصة قصيرة















المزيد.....

القادم مع الشروق قصة قصيرة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 16:37
المحور: الادب والفن
    


كثيرون من قال عنه شخصا غريب الاطوار ، اخرون يعتقدونه مجنونا و . . غالبا من هذا
وذاك كان يخشى ان يلتقيه في الطريق او حتى ان يراه من بعيد .
اسم الطفولة مقبل – خلال فترة غيابه الطويل اعلن ان لاإسم له كل ماكان يقوله : . . أنا صديق الحياة !!..
لم يحدث ان صادفه انسانا يوما متبرما او . . ان يجد في حديثه ولو جزءا يسيرا من التشاؤم .
وفي احد الايام حيثما كنا جالسين تحت ظلال شجرة شبه معمرة . . كان قادما من بعيد بقميصه الابيض
النظيف – رغم مايبدو عليه من قدم – مع كل خطوة من الاقتراب تماهى إلينا حركات شفتيه الموزعة
بشبه إنتظام في المواضع على جانبيه ، بدا ان هناك مايتعامل معه بشفرات من الاشارات ، ركزنا مع
قدومه البطيء المسترسل في متابعة تلك الاطالات الجانبية التي تكشف محادثات غير منقطعة . . لم
نجد اثرا لمخلوق يتبادل معه الحديث – تبادلنا النظرات فيما بيننا . . لم يسعفنا النطق لكشف ماكان
يدور في اذهاننا – لكن نظرات كل واحد منا تشي بتعابير من الاندهاش والبعض تمتزج الدهشة
بحركة استخفاف او . . خوف . . . ! ! – ايعقل ان يوجد انسانا في هذا العصر لايمتلك حالة من
التفاؤل المطلق - دون تمثيل مبتذل كما يفعله موالي نظام الحكم الديكتاتوري . . بتجميل الحياة القائمة
وهي لاتتعدى حقيقة ان تكون رقعة ارض متسخة محفرة الطرقات متفجرة المجاري . . منعدمة خمات
المياه والكهرباء – ارض تنعدم فيه المواطنة يلوث فيه لصوص السلطة النافذة كرامة الانسان و . . ولم
يبقوا على حجرة او شجرة او مياه بحر الا وباعوه – ان يرتفع صوت يعترض متبجح – حتى لو كان
صعلوكا – خرجت عليه الهراوات من الجوعى مقابل ثمن ربطة قات رخيصة ، او بعسكر مدججين
بأوتاد من الاسلحة الاتوماتيكية وحاميات اجسادهم المرتجفة من الخوذات والهراوات الكهربائية
والتروس العاجية المقاومة لرد فعل مقاوم لانسان بسيط يكتشف ان قادة المعارضة ولوا الادبار وتركوه وحيدا كلقمة
سائغة لوحوش البطولة العسكرية الذين ماان يستشعرون قلة عدد المتظاهرين ونظافة ارض المعركة
الا من بعض عدد من الناس . . يتسابقون لاستخدام كل فنون الضرب والاعتداء التي دربوا عليها – انك ترى
تلك المتعة المنتصرة عند المنتصرين من ذوي البدلات المموهة او ذوي الطاقيات الحمراء ساعة اسعاف
للمضروبين من الناس ، أي مساحة اكثر وحشية تفنن بها هذا المدجج بالسلاح . . اوذاك ، وقد تسمع بقرب
منهم من مجندين يلوذون بخزيهم بكونهم لم يصلوا في اختبارهم الواقعي هذا لكسر اضلع او فلق اكثر من
رأس من رؤوس المحتجين – مابالك في شعور المجند الذي استخدم هراوته بكل مايستطيع ولكن عمله
لم ينتج سيلان دماء – تسمع منهم من يهمس مايستدعي الامر لهذه الدرجة من العنف مع مسالمين – بالطبع
هو حديث هامس بين الراسبين في الاختبار ، ماان يرى الواحد منهم ضابطا او عسكريا شجاعا
اظهر حنكته في تطبيقات التدريب وزاد عنه . . قادما الا صال وجال شاتما ومهددا أي كان
واقفا او عابرا للطريق – تململ سامح في مكانه مكررا : إنه يقترب منا . . انه . . ماذا يريد ؟ ! –
الغريب رغم توهان كل منا في عالم يشغله ترائى لي ان الاشجار المتناثرة في الجوار تبدو كما لو
انها باسمة ، وبعض منها راحت تراقص اغصانها مع كل لفتة منه . . حتى ان المكان لم تكن تعبر فيه
ولو نسمة هواء عابرة .

. . . هذا الشخص غير ممكن ان يكون انسانا . . قد يكن شيطانا في هيئة انسان . . لذا يظهر بهذه الاطوار
الغريبة – انه يحادث الشجر ، يبتسم في أي اتجاه يتحرك رأسه ، انه لايفتعل كل ذلك ، عندما يتحدث
ليس مجنونا في كلامه او حركات جسده ن لم نسمع يوما من احد انه ساحر . . أ. . أ – قد يكون
من كل ذلك مايدور في رؤوسنا عندما يصادف عبوره أي مجلس من المجالس التي نرتادها ، كما
ولايعرف اهل البلدة ان حضر مجلسا في احد البيوت من مجالس تناول القات . . . .

لم تزل نظرات الذهول موجهة اليه مع اقترابه الساكن ، عندها بادرنا زميل بالحديث الهامس :
- هل ممكن يكون الانسان النموذج . . الذي تطرحه الكتب ؟ . .
رغم قوله . . الا ان فرائصه كانت تزداد ارتعاشا ويظهر تدفق الادرينالين بوتيرة عالية
بما يجعل وجهه ينقلب من الاحمرار الى السواد مع كل اقتراب لرجل الاستفهام خلال حديثه .

- صباح سعيد على الـشـــباب .

كان الرد متوقفا في حناجرنا ، لم يستطع الخروج حتى بهيئته المتقطعة من فاه أي من القاعدين . كان
الجدل قد احتدم بيننا في الاونة الاخيرة في تحديد ماهيته . . سلوكه الجامح بين غرائبية ميله
التعامل مع كل شيء . . كإنسان ، وبين البساطة الرقيقة المهذبة مع الناس ، رغم ان أي كان يعرف مكان
اقامته . . ولكن لم نسمع احدا انه جالسه ولو لمرة واحدة او. . تزاور مع احد ، لم يكن له صديق او
اهل ن او حتى صودف مرة من بعيد يسير الى جانبه احـــد .

- هل رأيتموه ؟ ! يتحدث الى أي شيء يصادفه . . لااعتقد انه مجنونا . . ربما – تتوقف الاخيلة عندها
- ربما . . ربما هو من عالم اخر . . في هيئة انسان . (توفيق هامسا في اذني )

انه اعتقاد بدأ يتناقله اهل البلدة ، خاصة وقد شوهدت الكثير من افلام الخيال العلمي في الفضائيات
وسكان الفضاء ونزولهم الى الارض بهيئة الانسان – انه شعور من الازدواجية ، ان تجتمع فيه صفات
المطلق . . حتى ماكان يتنبأ به بين الحينة والاخرى خلال عبوره المجالس . . يتحقق . . حتى . . في
الاجل الذي كان يحدده ، ومن جانب اخر كل مايحيط به من غموض . . لاشيء فيه او في حياته
يتصل بالواقع . . كأي انسان . . كان ! ! . . .

- قـريــبا وجوهكم سـتــضيء . (قال جملته وهو يوزع ابتساماته في جميع الاتجاهات) .
- مـن انت ؟ . . و . . ماذا تريد ؟ ! . . (احد الاصدقاء منفعلا)
- ليس مهمــا . . ولكن مااستطيع قوله انني . . اعرف نقصي واحاول تجاوز نفسي . . !
مااريـده . . ان تحبوا الحياة ، ليس هناك اجمل من حب الحياة .

ككل المرات السابقة ماان يرمي بكلماته ومع اول خطوة يتجاوز مجلسنا تركبنا حالة الذهول المعتادة ن
رنة مفرداته تظل عالقة كالجرس ، تنتقل بين خلايا الدماغ وفق ايقاعه لاخراج المفردات ، بل ربما
ببطيء اكثر . . عساها تصطاد متأثر بها ، عساها الا تضيع في الفراغ الذي علمت بها هذه البلدة
وعلم ناسها بفقدان الذاكرة – تنبه وقبل العودة الى احاديث الافتراض عن رجل الاستفهام . . تردد
الى مسامعنا بعض من مفرداته التي يترنم بها اثناء المسير ، والتي كانت تجردنا عن لنغوص في
العوالم التي وراء مفرداته . . دون ارادتنا . .

: لـيــلة وقـمــــــر

راقــصـتني النجوم

وعـيـــون السماء

اهـدت اليكم . . بسمة حب

وقـمـحــــــا

باقة للحـــــــــــــــــياة .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد . . اغنيات مرتبكة ( 1 )
- صاحبي يفتقر للعروس - قصة قصيرة
- ماذا لو ؟ ! . . قصة قصيرة
- في رداء امرأة . . لن يغادر المسيح قصة قصيرة
- أغنية مرتبكة . . لزهرة الاقحوان نثر شعري
- السياسي .. قصة قصيرة
- تسريب
- حلم الورد المتعب قصة قصيرة
- احلام الفراشة قصة قصيرة
- وعد قصة قصيرة
- المعذبة قصة قصيرة
- غرباء – نحن – في بلد الجنرال ( قصة قصيرة )
- المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة
- مؤتمر لندن - مكشاف عورة العقل السياسي اليمني ( الجزء الاول )
- صنعاء .. أتا ... والرقص البحري نثر شعري
- الشتاء . . البلاد نثر شعري
- تعب المدار نثر شعري
- زمن . . بلا نوعية قصة قصيرة
- ليس للجنوب ان ينتظر الشمال
- جامعة تعز . . مسار للانهيار


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - القادم مع الشروق قصة قصيرة