أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 01:15
المحور:
الادب والفن
شـتــــــــــــاء . . والـمــديـنــة
شـتــــاء وبـيــوت طين راكعــــة
على حـطــام شوارع تـنــام في الـقـــذارة
يجادلها العيش انـســـانتم مـمــزق
. . بين الرياء والخـمــــــول
. . والوعــــود الزائـفـة
شـتـــــــــــــــاء واطـفـــــال عــــــــــراة
لالحــــــاف يغـــطـي اجسامهـم المنهـكـــة
. . بـوقـع الصـقـيـع
لامـــــلاعـب للتسلـيـــة
. . ولاابـــــــــاء يـبـذرون مـتــضـــادات الـعاصـفــــة
شـتـــــــــــــــــــــــــــاء وجــــــوع
صـمــت يـكـســـي الـمـــــــــــــكان
حـتـى . . تـغـيـب الحــقـيـــــقـــة .
صدى . . على شـرف المديـنة
. . ورضعت وهم الايــــام القادمة
حين فـكـكـــت الحـــــروف المتشابكة
وجـزمـت ان رقـصـــــــك الـغـجــــري
- سـيقـلـب الـعـاصـفة -
سـكـيـنـة للـقـلوب . . البائـــســـــة
وســـــــماء صافــية لمن لم يـحـضرهم الغـنـــــاء
- وعلى الزناد ضغـطـت الامـــاني
- تـســمرت على روحـك المعـلقة . . في مدخل الـمــديـنة
وســــألـت أيـــــــن ســعـــدا ومالك
والـرجـال الذين لم تـنـتـه اثارهم
لـكـن الحــــصى ردد كلمات عقرت في الـحـلوق
: ال . . كــــــــل ذهــــــب
. . ذهـــــــــــــــــــــــــب
. . لن تـلــــقى . . من يـكـــــون مـعـك
ال . . كــــــــــل ذهـــــــــــــــــــــــــب .
تـســـــــــــريـب
مـثل نـســـــــمـة عاطــــــــرة
مثــــل غـيــــــــــــمة مـاطــــــــرة
مثل الايـــــــــــــائل والنـســــــــــور
تـفــــرز الميلاد في ثـغـــــور الجـبـــــــال
مثل عـشــــــــقي حين اخـفـيـه عن البداوة
واصدح بالتلاوة . . حين يـعـم التكفير عـمــــوم المديـنة
اسـقـطـت رأســـــه . . امــــــه
في الزاويـــة البعـيـــــــــدة . . من الارض الـيــــــبا ب
اخـفــت ميــــــــــــــلاده عن الـقـبـــــــــــــــائـل
. . وماكـنــــــــــــات البوليــــــــس
. . عن الـنـخـبة البائــــعة اصـــداف بيتـها
. . وعـنــــــــــا النائحـــــــــون بصمـت
. . والداعـــون وقت الـصـــــلاة بمنحة من السمـــــــاء
والـشـــــــكر للإمـــــــــام ماإن حضـــــر الـمــخبرون
اخفت مـيــــــــلاده عن القدر المـبــــــــاغـــت
. . وعـــــــن نفــــــسـها
القت بالذاكــــرة بئرا عمـيـــــقا
وتاهت كـــــــــكل النائـمـــــــــون .
فـيــــد وبـحــث
ارخى رأسه على فرش صديء بالزمن
- كان البرد قارصا -
طـوته بأذرع من ربيـــــع
. . فـنــــام
كانت القبيلة ذاهنة في فـيــد الاراضي
ولــوط المستضعفين برافـعة الاميـــــر
امير اتى البلاد خلســـة . . كعابر سبيل
ضرب المداميك واحاط الخيام بالعرافين . . والساقطات
والمدينة خاط لها حلة من الجيش والعسس
. . وابى الــــــرحيل
- والى الطـفـــــولة
اتى خلاسي خلـســــــة
كانت قد احرقـت المدن
دوي . . نـهــب . . وصـقـيــــع
إن وصلت إلـيـنا
لم تصل إليه اذرع الشتاء
او لوثة الفراغ بعقل الامـيــر
نـــم ياصغيــري
فالوقت يقهــر الحالمين
نـــم ياصغـيــــــــــري – مثل حالنا –
ولترحل في صمت المدينة
إلى ارض بعـيــــدة
او إرحل في دمي
. . حتى لايجدك الفاسدون
ولاتراهن القبيلة على استحضارك . . الكفن
. . حتى تأتي القيامة – قريبا –
تعصف المضـــــــاجع
. . وتفتح الذكريات
. . حينها نلـتـــــقي
نقـيــــم الحســــــــــــــــــــاب
. . فإرحـــــــــل في دمـــــــــــــــــي .
ذهـــــــــــــول
من ارض هربت به الشــــواطـيء
. . الى نهــر بعـيــــــــد
ضـــــــــــــــــاق الوعيـد . . وفـلـول العـشـــــــــــائر
- رفع رأسـه على اريــــــكة بغداد
فهللت اذاعة بسقوط العـراق
حط ترحاله على ضـــــــفاف نهر كازان العــــظيم
فسقط التاريــــــــــــــخ المعاصـر
ارسل التحايا لمتحف العرب القديـــم
فأسـكنوه غرف تعـذيب . . لاتغـــــادر
بـكــــــــــاء يحاصر المكان
حـصـــــــــــا ر
وطـفـــــــل غادر البيت لشـــــراء اللبان
. . فأنخره الــــــرصا ص
الى متى ترميـنا الطائــــرات بالسموم
وتزرعـــــنا الصواريخ بركا من الدمـــــــاء
الى متى ياصاحب القدر المبجل
نظل امة تكذب على نفسها
وتفتح عورتها على الاخرين
انا سئمنا ايامنا العابرة
فأرض الفراغ لاتعرف الرجولة الا علينا
وتبيع ذات الرجولة للمانحين . . من كل صوب
إنا سئمنا هذا المدار
فأي ارض ترتضينا
تمنحنا اسما . . دون صك
انا لم نـعـد نحتمل الوعيد .
ارض تحاصر الحصار
قالـــــــوا الموصل نكـس اعلامـه
والبصرة اضحت مدينة اشباح في وضح النهار
- اعتقد ( الواهمون في السر ) اهل بابل تبولوا في محافظهم الداخلية
وارتخت الاعناق عند المسير . . حتى الركب
- فاجـــأته القاذفات
وصوت ابوشيمــاء ينهض للـعـمــــــل
وعبدالله لم يحفل بسلاح التمشيط في الازقة
ظــل يعاكس العابرين الطريق
ويصرخ بغداد لــنا
- كانت الحياة تعـــم با بــل
. . لشعب يناضل
- اطــل برأسه خلف النافـذة
كانت حنين باسمة
تهديه تحية الصـبــــاح .
بـــــــكاء معـارض
بكيت بغداد . . في الـسـر . . كثيرا
- ماحال الشيوخ والطفولة الحالمة
- ماحال جميلات بغداد
. . حين تكتسي وجوههن الساحرة دمار المدينة
- ماحال البلد الذي انتظرناه . . طــويلا
وجد تـني احاصر في داخلي
ابـــكي سفر سـبــــأ – في البعيد والقريب –
وعـبـــــــور ازمان من التـذرع
على طرق ليـس لها قرار
- حـصـــــــــار -
متى ننتهي من اذيالنا
- إنـا نبكيك
ولتبكي علينا – نحن البائسين تحت نيل القبيلة –
لـتـبكي علـيــــنا . . ياعراق .
توســـــــــــل
سـلام ام الـمدائن
هل تمنحيني فيض الامومة
كابن هاشم حين ارضعته اما ثانية
. . حليب الفضيلة
- هل تنزعيني عن شرك القبيلة
- إني احب بلادي
لـكنــــــها . . حين ارخيت نفسي عليها
واعلنت التــــــــــحرر
حفرت قبرا لأبي
وعـلـــقتني على مشنقة
حتى اقامت طـقوس الحـبــــور
والـعـبـــــــور على جثتي .
ســـــــــــــــــلام
لارض الرافدين . . سـلام
من بنت يعقوب حدثت عن الذاكرة
: كيف يفيض الخير عنها
. . وتفيض على الجوار
كيف يبسق النخل اعالي السماء
والكبرياء لايطأطيء رأسا
والاغاني لاتنقطع عن الساحات
وصدى المكا ن يردد ضحكا ت غنجى
لنساء لاتغادر اوتار العود اناملها
وتذوب ان يعشقها الرجال
- إني وجدتني تسحرني الحكايا
ولم اجد لطفولتي في الجزيرة . . حـمـــاية
لم اجد سوى اناشيدا للحاكمين
وجيوشا تـطــأ الكرامة . . بأمر الحاكمين
لم اجد عن ســـــبأ . .
عن بن الفضل
. . او الصليحية
. . سوى الاحاجي
. . وبعض اعمدة يتيمة في الخلاء
لم اجد سوى وحشية البدوي
وقطاع طرق لايشبعون
لم اجد سوى السلاح يشغل المكان
وارضا خاوية عن أي عرش تناقلته الحكايا
- إني بحثت وعدت إليك يافرات
عساك تطهر ماتبقى
- رغم انك تلوذ الان لنفسك بالطهارة -
اغسلني جسدا من ضوء
وانثرني روحا على ارضي التائهة
انثرني نسمة صبح باسمة . . على البائسين
. . في وطني
عـســـــاني اورق الحـــــلـم فيهم ثانية
عساني استنبت ارضا بديلة
لاتنقطع السحاب عن زيارتنا
ولايجوب الازقة فيها العسس
. . عـســـــــــــــــــــــــــــــــاني ! ! ! !
مـقـاســـــة
بين ارض وارض
مـســــا فة لاتقاس بالرحيل
بين صنعاء والعراق
اغنية احملها منذ الطفولة
لربـيــــع عساه يأتي - ولم يأتي بعد –
منذ قرون عبث العـشــــيرة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
بين ارض وارض
تطرح الذاكرة اسـمـــــال حزن
. . وقـهــــر
وفي ظلالها الخفية
توشي بأيام قـــــــدوم
انتظرناها طـــــــــويلا
. . لم تأتي بعد
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
بين نفسي وبيني
عـنـــــــــد مـــــضــــــج
- ضـعــــف -
اقـــــــاوم
بين حقيقتي وظل الذاكرة
حـريتي . . للقياس .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟