أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - السينما العربية من ضياع الحلم الى استعادته














المزيد.....

السينما العربية من ضياع الحلم الى استعادته


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 14:45
المحور: الادب والفن
    




إن الكتابات الحافلة حول السينما العربية، كانت تفترض دائما أن هذا المصطلح يضم تحت جوانحه كل ما يُصنع فى العالم العربي من أفلام. واليوم بعد انهيار صناعة السينما القومية، بما يعني المصرية تحديدا، نرى اننا في حالة مواجهة تحليلية مع تلك الكتابات التي لم تقم بتقديم تفسيرات واضحة فكريا وجماليا حول السؤال التالي: لماذا اضمحلت السينما المصرية، ولم تزدهر السينماءات القُطرية العربية الأخرى؟
اننا لا نريد ان نقول أن السينما الحقيقية هي ابتكار مصري خالص، بل ربما العكس هو الصحيح. فالتونسيون والسوريون والجزائريون ومن ثم المغاربة، كانوا أيضا من أوائل من اجترحوا صيغا مثلى للسينما في الفضاء العربي. لكنهم وبإصرار غريب، لم يغادروا أبدا الندرة في الانتاج والاستبعاد المتقصد للجمهور عبر تناول موضوعات بعيدة عنه وطرق اساليب تعبير سينمائية مليئة بالتنطع الثقافي النخبوي. أما الذي انفردت به "هوليوود العرب"، أي مصر، التي اقترح ان نسميها من الآن "موليوود" تكريما لتاريخها في الصناعة السينمائية وأسوة بنظيرتها الشرقية الاخرى "بوليوود" أي الهند، أقول، ما انفردت به السينما المصرية كان تمسكها بالرؤية الصحيحة وحدها دون غيرها في مجال التصنيع السينمائي متمثلة في الثنائية المتراكبة مع بعضها البعض جدليا، ألا وهي الكثرة والجمهور، ولم تسمح أبدا بالخروج على هذا النهج إلا فى حدود ضيقة جدا من الإبداع المتقون على أيدي فنانين قلائل كبار. وللأسف فإنه ما إن تبلورت موليوود (مصر السينما) كتيار رئيس للصناعة السينمائية، حتى جاء رد الفعل العكسي من الجميع في باقي العواصم العربية، فذهبوا يعملون فى صيغ إنتاجية وجمالية بديلة تحت شعارات مثل الوطنية والتاريخية والشاعرية والتجريبية والتجديدية وسينما المؤلف خاصة، وهى مبادرات جميعها لم تولي اهتماما لا للكثرة في الانتاج ولا لاجتذاب الجمهور لصالات السينما، بل وجمعها شىء آخر، اضافة الى الاعتياش الطفيلي على الدعم الحكومي في تلك البلدان العربية، ألا هو الفشل الحتمي وغير القابل للنقاش .
لقد تفننت "موليوود" عبر تاريخها العتيد في تقديم كل أنواع الخطاب السينمائي الموجه الى الجماهير داخل مصر وخارجها. وهكذا شاهدنا الفيلم الكوميدي والفيلم السياسي والأفلام الحربية وأفلام الدراما والرومانسية والأفلام الاستعراضية والغنائية وأفلام المقاولات وأفلام الانفتاح الاقتصادي وأفلام الهشك بشك حسب التوصيف المصري الذكي اللماح. وأصبح الممثلون المصريون والممثلات نجوما ونجمات من المحيط الى الخليج، يتبارك الناس بأسمائهم ويطلقونها على مواليدهم الجدد. بل وأضحت اللهجة المصرية بفعل هذه السينما الشعبية هي اللهجة التي يفهمها ويتكلمها كل العرب في كل مكان.
واليوم لا يختلف اثنان على ان السينما المصرية (موليوود) تتراجع بشكل لم يسبق له مثيل من جميع النواحي البشرية والتقنية والفنية والتجارية والفكرية. ولكن في الجهة المقابلة لا نشهد تقدما يذكر في السينماءات العربية الاخرى بخلاف اشتراكها في جل المهرجانات الاقليمية والدولية والقارية، الكبيرة والصغيرة حتى المجهولة منها، وحيازة بعض أفلاهمها على جوائز وتنويهات وتقريضات نقدية لكن بلا جمهور.
ان البعض من المتابعين يعزون هذا التراجع وذلك الركود الى أسباب متعددة لعل من أهمها صعود المد الديني في المنطقة بأسرها وغلبة التلفزيون ومسلسلاته، وضعف القدرة الشرائية للمواطن وتزايد سطوة الرقابات في البلدان العربية وبشكل خاص في مصر. لكنني أرى اننا مدعوون الى اعتبار ان السبب الرئيسي لانهيار السينما العربية انما يعود في الاساس الى غياب الحلم وانحساره على الشاشة الكبيرة. لقد بات الواقع المعاش بكل قرفه وشؤمه وانحطاط مستواه اللغوي وسقوط قيمه الانسانية هو المادة الرئيسية لأفلام السنوات الاخيرة مما أدى الى عزوف المشاهد العائش في واقع مرير قاتل للاحلام، عن سينما تحاول ان تعيد انتاج واقعه المرير مرة اخرى بلا حلم ولا أمل.
ان النقاد والكتاب والاعلاميين وكل العاملين في الشأن السينمائي العربي والمعنيين به مدعوون الى تحديد معنى التفاهة والسطحية في السينما وتمييزها عن العمق والأصالة على وفق فرز وتصنيف يضع الحلم الانساني المشروع مقياسا لذلك. وعندما نصل جميعا وعلى سبيل المثال الى القناعة بأن أفلام مخرجين مثل يوسف شاهين وخالد يوسف وايناس الدغيدي هي أفلام تافهة وسطحية مليئة بالكذب وخالية من الحلم نستطيع عندها أن ندشن عهدا جديدا لعودة الجمهور الى السينما وصالات العرض السينمائية. ليس لمشاهدة أفكار سقيمة تتراقص على القماشة البيضاء الساحرة، فالأفكار متناثرة على الطريق كما قال الجاحظ ذلك قبل أكثر من ألف عام، بل لمشاهدة أحلامه وآماله تتجسد أمامه بشكل درامي عميق او كوميدي ساخر انما في هذا وذاك بتعبير فني كله تشويق وسحر وجذب للانتباه. وإن من البيان لسحرا.
_________________________________________
* ناقد من العراق يقيم في لندن



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شامة على خد المشموم جديد الفنانة زهرة الأجنف لكل عشاق التراث
- قليل من الرغبة في رواية عن الحب والموت والوطن
- العقل المختل - كتاب جديد عن نقد الذات العربية وحروبها
- كتاب الايجنغ الصيني iChing لأول مرة بالعربية حوار مع المترجم ...
- في كتاب الاستخارة
- حوار مع جليلة بكار
- كتاب التغيرات
- المتجردة : بضعةُ أسئلةٍ
- حوار مع الكاتب الفلسطيني توفيق فياض
- زيارة السيدة العجوز والمسرح الرأسمالي
- أرواح مهاجرة... أرواح مقيمة
- حوار مع الشاعر التونسي عبد السلام لصيلع
- حسنات أو القصيدة الموصلية
- هل نكتبُ أدباً تاريخَ الرذيلة؟
- أميرة الرويقي .....الشاعرات العربيات يرفضن أن تقاس قصائدهن ب ...
- قراءة نقدية في الإنسان الإله
- لقطتان من شارع عربي
- الطريق الثالث في الرواية التونسية المعاصرة: نور الدين العلوي ...
- البحث عن رفاعة وتدشين سينما الارتجال
- الشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح في حوار مع حكمت الحاج: الجي ...


المزيد.....




- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - السينما العربية من ضياع الحلم الى استعادته