أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - صفحات مجهولة من تاريخ حسن البنا















المزيد.....



صفحات مجهولة من تاريخ حسن البنا


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يكشف الدكتور رفعت السعيد المؤرخ السياسى المعروف ورئيس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى فى مصر عن صفحات جديدة ومجهولة فى حياة حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين وعلاقة الجماعة بالملك والقصر مؤكدا ان الإخوان الذين شربوا من بئر الأستاذ حسن البنا لم يزالوا يمارسون ذات لعبة المناورة رغم نتائجها المريرة0 فهل هم لا يتعلمون؟ أم أنها جينات وراثية إخوانية لا يمكن التخلص منها؟ أم أن هذا هو الاعتقاد بأن الجماعة لا تخطئ ولم تخطئ؟
يقول رفعت السعيد فى مقالته عن هذا الموضوع والتى نشرت جريدة " الاهالى " الحلقة الاولى منها :
لابد أن الأستاذ حسن البنا قد تأمل الخريطة السياسية في مصر الثلاثينيات، تأملها وأطال التأمل في مختلف تضاريسها، ثم اختار0
وكان اختياره علي ماهر باشا0 وعلي ماهر شخصية طموحة لعبت أدواراً بالغة الخطورة في الحياة السياسية المصرية، وكان يناصب الوفد العداء، ويحتقر أحزاب الأقلية، ويحاول أن يتلاعب بها، وأن يصوغ من ذلك معادلة تحاول تعبئة الجماهير المصرية في صف السراي0
ومعه في ذلك كله.. كان حسن البنا الذي اتخذ من علاقته بعلي ماهر سلماً سريعاً ليجعل من جماعته التي كانت تعاني من عزلة خانقة، ملء السمع والبصر0
وعلي نغمات علي ماهر بدأت جماعة الإخوان تتحرك وسريعاً في الساحة المصرية0
ونتحدث قليلاً عن علي ماهر، يقول عنه دافيد كيلي رجل المخابرات البريطانية العتيد ومستشار دار المندوب السامي «وقع فاروق في مرحلة مبكرة من حياته تحت نفوذ علي ماهر باشا الذي أصبح صاحب النفوذ الأول في السراي، إن علي ماهر رجل ذكي جداً، لكنه كان طموحاً جداً، وكان طموحه يستهلكه، ولهذا فقد سارع في أن يصب في نفس الملك الجديد ذات الكراهية التي كانت تملأ نفس والده ضد الوفد ».
ويكتب السفير البريطاني لوزارته تقريراً عن علي ماهر يقول فيه «وعلي الرغم من أنه بقي الجانب الأكبر من عام 1937 بعيداً عن المناصب الحكومية، إلا أن الملك فاروق كان يستشيره ، وهكذا فإنه بعمله من خلف الكواليس استطاع أن يحقق لنفسه نفوذاً كبيراً علي سياسة القصر».
وبرغم أن علي ماهر كان يتظاهر دوماً بصداقته للإنجليز فقدكان علي علاقات سرية وثيقة بالألمان0
وفي القضية التي اشتهرت باسم قضية الاغتيالات السياسية، وقف علي ماهر ليدلي بشهادته متباهياً بأنه «كان صديقاً للإنجليز، وإنه كان علي ولاء تام لهم، والمجاملات الشخصية كانت لأقصي الحدود»0
ولكن وعندما تصاعد المد الفاشي وتصور البعض من الساسة أن الألمان قادمون استعدوا وعلي رأسهم علي ماهر لاستقبال السيد الجديد0 يقول الدكتور «الطيب الناصر» في مذكراته «أن الكونت ماتزوليني آخر وزير مفوض لإيطاليا الفاشية في مصر قد أبلغه أنه اتفق شخصيا مع علي ماهر علي أن تثور مصر علي الانجليز في الوقت المناسب لتمهيد السبيل لجيوش المحور».
وتنفيذا لهذا المخطط، وفي أعقاب الهجوم العنيف والذي تبدي كاسحاً باتجاه مصر، واستولي علي بني غازي في 29 يناير 1942 قامت في مصر مظاهرات أغلبها من الأزهريين (بتأثير من الشيخ المراغي حليف علي ماهر) وتعالت هتافاتها «إلي الإمام يا روميل» و«علي ماهر رجل الساعة»0 ثم يضع جورج كيرك علامة استفهام كبيرة عندما يقول «أن المخابرات البريطانية اكتشفت في الوثائق الألمانية بعد الحرب أن علي ماهركان يحصل علي مبالغ مالية عن طريق بنك درسدنر».
هذا هو علي ماهر الذي فتح الباب الملكي أمام حسن البنا، ومنحه دعما سياسياً ومادياً غير محدود وتحول به وبجماعته من رجل مغمور وجماعة مغمورة إلي قوة سياسية وجماهيرية ذات خطر0
والحقيقة أن علي ماهر كانت تحركه رغبة نهمة في تدمير حزب الوفد وتقليص جماهيريته0 ومن ثم فقد سعي إلي ضخ الدماء في جماعتي الإخوان ومصر الفتاة كي يحركهما ضد الوفد، ويستقطب من خلالهما جماهير الشباب التي اعتادات علي أن تكون وفدية0
ويبقي أن نتأمل جيداً المفردات السابقة، فيها ومن خلالها تحرك البنا في طريق العلاقات المشبوهة0 مع الاحتلال ومع الألمان0
التوجه نحو ألمانيا
ولنبدأ بمسألة العلاقة مع الألمان0 فقد بدأ الإخوان في دعم التوجه نحو ألمانيا مستفيدين من كراهية الشعب للانجليز ورداً علي هذا التوجه يكتب عباس العقاد « في مصر دعوة دكتاتورية ليس في ذلك جدال، والذين يقومون بهذه الدعوة ويقبضون المال من أصحابها هم الذين يشنون الغارة علي الدول الديمقراطية ويثيرون الشعور عليها باسم الدين، وباسم سوريا وفلسطين، ولا يثيرون الشعور علي الدول الأخري (ألمانيا وإيطاليا) باسم ألبانيا وبرقه وطرابلس والصومال0 ويسير علينا بعد ما تقدم أن تعرف من أين تتلقي تلك الجماعات المتدينة أزوادها ونفقاتها00 أنها جاسوسية مأجورة تتواري بالإسلام للإيقاع ببلاد الإسلام لأن سيادة الدكتاتورية لن تنتهي إلي مصلحة المسلمين ولا إلي سيادة المسلمين وإنما تنتهي إلي ضياع المسلمين».
ويكون تقارب القصر الملكي مع المحور ثمرة لجهود علي ماهر، ولاشك أن فاروقاً قد تشجع في السير في هذا الاتجاه أذ وجد دعما جماهيريا من جماعتي الإخوان ومصر الفتاة0
وفي 23 فبراير 1939 كتب الكونت شيانو وزير خارجية إيطاليا في مذكراته الخاصة إنه «تلقي نبأ من أتوليكو السفير الإيطالي في برلين عن مقابلة جرت بينه وبين مراد سيد أحمد باشا وزير مصر المفوض في برلين استفسر فيها الوزير المصري باسم مليكه عما إذا كان المحور سيكون علي استعداد لمساندته إذا أعلنت مصر حيادها وترتب علي ذلك تدخل مباشراً أوغير مباشر من جانب بريطانيا».
وتتواصل العلاقات، وتتعدد سبلها0 ففي 14 ابريل 1941 اتصل يوسف ذوالفقار باشا (والد الملكة فريدة وسفير مصر في طهران) بالسفير الألماني لدي طهران راجيا إياه أن يبلغ هتلر «أن فاروقا وشعبه لا يرغبون في الحرب ضد ألمانيا، وأنهم يأملون في رؤية القوات الألمانية منتصرة ومحررة لهم من الاحتلال البريطاني».
ثم«وفي 29 يونيو 1941 أرسل فاروق برقية إلي السفير المصري في طهران يطلب منه أن يبلغ السفير الألماني أن لديه معلومات تشير إلي أن الانجليز سيحتلون مناطق البترول الإيرانية لكي يحموها من الهجوم الألماني من ناحية روسيا».
وكان «عزيز المصري باشا صديق وحليف علي ماهر، والمتطلع إلي علاقة مع المحور بهدف طرد الانجليز من مصر هو صاحب فكرة توحيد جماعتي الإخوان ومصر الفتاة معاً في حزب إسلامي منظم علي النمط الفاشي ومدعوماً بنفوذ القصر، ليعلن العداء للإنجليز الذين يحتلون الوطن».
وقد تحمس أحمد حسين لهذه الفكرة، وتمهيداً لها أعلن تغيير اسم حزبه إلي «الحزب الوطني الإسلامي» 0 ويبدوأن ضغوط عزيز المصري وعلي ماهر تزايدت علي البنا بما دفعه إلي أن يفرد في «رسالة المؤتمر الخامس» باباً خاصاً بعنوان «الإخوان ومصر الفتاة» جاء فيه : «أن كثيراً من الناس يود لو اتحدت جماعة مصر الفتاة مع الإخوان المسلمين وهذا شعور ما من شك في أنه جميل نبيل، فليس أجمل من الوحدة والتعاون علي الخير0 ولكن هناك من الأمور ما ليس يفصل فيها إلا الزمن وحده، فلنترك للزمن أداء مهمته، وإصدار حكمه، وهو خير كفيل للصقل والتمييز» وليس معني هذا أن الإخوان سيحاربون مصر الفتاة بل إنه ليسرنا أن يوفق كل عامل للخير ولا يحب الإخوان أن يخلطوا البناء بهدم، وفي ميدان الجهاد متسع للجميع».
وهكذا استخدم البنا كل خبرته في المناورة ليرفض مبدأ الوحدة مع مصر الفتاة0 وأن كان قد قبل الشق الآخر من المهمة وهو العمل لصالح القصر، العداء للوفد، التقارب مع الألمان0
وقد وثق حسن البنا علاقته بعزيز باشا المصري، ولدي عودة عزيز باشا من لندن عام 1937 توجه حسن البنا علي رأس وفد من كبار الإخوان لاستقباله في المطار.
وفي عام 1940 نجح حسن البنا في ترتيب لقاء سري بين عزيز المصري وعدد من ضباط الجيش في عيادة طبيب من الإخوان هو د0 إبراهيم حسن.
وقد أدت هذه العلاقات بين البنا من ناحية وعلي ماهر وعزيز المصري من ناحية إلي حدوث انشقاق خطير في جماعة الإخوان، ووجه المخالفون لهذا الاتجاه إنذاراً للبنا بضرورة قطع علاقاته بعلي ماهر 0 لكن البنا يتمسك بموقفه ، ويصدر قراراً بفصل كل معارضيه من صفوف الجماعة، بل ويهددهم بإبلاغ البوليس ضدهم إذا هم أفشوا أسرار الجماعة0 ولست أدري أية أسرار هذه التي يحميها البوليس؟ والحقيقة أن شواهد عديدة أكدت أن البوليس كان يمنح البنا اهتماماً وحماية بتعليمات عليا وتقول باحثة في تاريخ الجماعة «أن هذه الأيام قد شهدت أكثر فأكثر الطابع الديكتاتوري لتصرفات حسن البنا تجاه مخالفيه من أعضاء الجماعة، وأصبح واضحاً تصميمه علي أن يحدد وحده التوجه السياسي للجماعة».
ولعل هذا توجه طبيعي ففي جماعة كهذه وفي ظروف سياسية كهذه يصعب كثيراً اقناع الأعضاء بتوجه لصالح القصر ولصالح المحور0
مساعدات مالية
المهم أنقسم المخالفون، وكونوا جماعة «شباب سيدنا محمد» واستولوا علي مجلة «النذير» فقد كان ترخيصها مملوكاً لواحد منهم0 وظلوا لفترة طويلة يهاجمون البنا مؤكدين إنه حصل علي أموال طائلة من علي ماهر.
ويكتب أحد زعماء هذا الانشقاق (الأستاذ محمود أبو زيد عثمان) في مجلة النذير محدداً أوجه الخلاف مع البنا قائلاً إنها: موالاة البنا للقصر وعلي ماهر، التلاعب بأموال الجماعة- رفض مبدأ الشوري- حماية بعد الشخصيات غير الأخلاقية ( صهره الشيخ عبد الحكيم عابدين)0
ولأن كل شيء يجب أن يكتسي برداء إسلامي عند حسن البنا، فإن تقلبات المواقف السياسية، ومناوراتها كانت تكتسي هي أيضا برداء الإسلام، وحتي العلاقات المريبة بأعداء الوطن كانت كذلك0
وفي مجلة «النذير» قبل أن تخرج عن يديه زف حسن البنا لقرائه ما يبرر به علاقته بالنازيين والفاشست قائلاً: «ذكرت بعض الصحف أن إيطاليا وألمانيا تفكران في اعتناق الإسلام، وقررت إيطاليا تدريس اللغة العربية في مدارسها الثانوية بصفة رسمية وإجبارية، ومن قبل سمعنا تفكير اليابان في الإسلام، وقد تجددت هذه الإشاعة في هذه الأيام، ولاشك أن هذه الدول الثالث قد وضعت في برنامجها التقرب التام إلي العام الإسلامي، والتودد إلي العرب والمسلمين، وقدمت لذلك مقدمات كبناء المساجد ودعوة الشباب العربي إلي المدن والعواصم عندهم» ثم «وهذا استعداد طيب تعلنه هذه الدول، إذا أضفنا إليه موقف الدول المسيحية منها من الكنيسة، وخروجها علي تعاليمها، وموقف اليابان من ديانتها الوثنية وتبرعها بطقوسها، وأضفنا إلي ذلك كله أن هذه الدول إنما تعجبها القوة والكرامة والفتوة والسيادة، وأن هذه هي شعائر الإسلام»0
ويضيف وكأنما ينسب هذا الفضل الوهمي إلي نفسه «لقد كتب الإخوان المسلمون إلي ملوك المسلمين وأمرائهم وعلمائهم وحكامهم بوجوب التبليغ رسمياً إلي هذه الأمم باسم الإسلام» ولمزيد من حبك هذه الأكذوبة يكتب الأستاذ البنا- وفي ذات العدد- رسالة إلي شيخ الجامع الأزهر يدعوه فيها إلي تبليغ ألمانيا وإيطاليا واليابان بالإسلام، وضرورة دراسة الإسلام دراسة علمية صحيحة، مع إمدادهم بالعلماء لشرح مفهوم الإسلام، أو أن تمنحنا حق التبشير بالإسلام وحق إقامة المؤسسات الإسلامية».
ثم كانت الشائعة التي تناثرت في كل أرجاء مصر عن إشهار هتلر لإسلامه عن إنه تسمي باسم الحاج محمد هتلر وهذه الأكذوبة التي تفوق كل ما يمكن أن يتصوره عاقل يمكن اتخاذها نموذجاً للمدي الذي يمكن أن تصل إليه عملية تسييس الدين، أو طلاء المواقف السياسية الخاطئة، بل والمعادية لمصالح الوطن بطلاء ديني زائف كي تكتسي الخيانة ببريق ديني0
ففيم كان ذلك كله؟ تناثرت شائعات بأن البنا لم يعد يكتفي بالعلاقة مع ممثلي ألمانيا في السياسة المصرية علي ماهر وعزيز المصري، وإنما أقام بنفسه ولنفسه جسورآً مع الألمان أمدته بدعم مالي كبير يمكنه أنيفسر الإمكانات المالية التي انهالت فجأة علي البنا، والتي كان يغطيها بالدعوة لفتح باب التبرع، ثم يعلن بعدها بأيام قليلة أن التبرعات فاضت عن المطلوب0 وقد فعلها الأستاذ البنا مرات عديدة منها الدعوة لجمع 8500 جنيه لشراء مقر للجماعة، ثم وبعدها بيومين أعلن المبلغ المطلوب قد تمت تغطيته0
وتتحول الشائعات إلي تقارير رسمية «ففي لقاء بين السير والتر سمارت المستشار الشرقي للسفارة البريطانية مع وكيل وزارة الداخلية المصرية حسن باشا رفعت صرح وكيل وزارة الداخلية بأن معلوماته تقول إن الأستاذ البنا قد تلقي إعانات مالية من الإيطاليين والألمان والقصر» وفي زيارة أخري يكرر محمود غزالي مدير الأمن العام ذات الاتهام وأن كان قد أضاف إليه أن الأستاذ البنا قد احتفظ ببعض من هذه الأموال لنفسه شخصياَ»
وتظل هذه الاتهامات معلقة بلا دليل جدي، ونظل نحن معتقدين أنها مجرد إدعاءات أو شائعات سياسية يطلقها الأمن ليبرر بها مواقف ما ضد خصم سياسي0
حتي أتيح لنا أن نمتلك وثائق ربما تؤكد صحة هذه الاتهامات0
أخيراً، وبالمصادفة، وخلال البحث في الأرشيف العام للخارجية البريطانية يتم العثور علي برقيتين من السفير البريطاني إلي وزارة خارجيته تحتويان علي ترجمة انجليزية لبعض أوراق مكتوبة بالألمانية ضبطت لدي ولهلم ستلبوجن Herr Wilhelm Stellbogen0 ونقرأ :
F.O 371-23342.
22 -10 - 1939
مكتب الأمن العسكري - مصر
الهر ولهلم ستلبوجن مدير مكتب الدعاية النازية (D.N.B) بمصر، بالإضافة إلي توليه مسئولية الملحق الصحفي بالبعثة الألمانية بمصر بشكل مؤقت وهو لا يتمتع بأية صفة دبلوماسية0
عثر عنده لدي تفتيشه علي مذكرة مكتوبة بالاختزال ومؤرخة في 18 أغسطس (والمعتقد أنها كتبت عام 1939) تقول :
> لقد أرسلت البعثة إلي حسن البنا(الإخوان المسلمين) مرة أخري ذات المبلغ بذات الطريقة» لكن الإخوان المسلمين طلبو ا مزيداً من المال رغم أنني سلمتهم مبلغ الألفي جنيه التي وصلت باسمهم من ألمانيا ، والتي وعدناهم بها0
> ثم ترجمة لورقة أخري مكتوبة بالآلة الكاتبة الألمانية مؤرخة 16/8 وتقول0
> أن دفعة جديدة من الأموال لجماعة الإخوان المسلمين قد أصبحت في اعتقادي ضرورية جداً0 لابد من الاتصال ببرلين فوراً عن طريق البعثة لطلب ميزانية إضافية0 أن المحادثة التي جرت مع ح 0ب (حسن البنا) حول المسألة «ب» كانت مرضية تماماً وقد أعرب عن كامل رضائه عنها0
في حماية الملك
أما البرقية الثانية فتتضمن ترجمة عن الألمانية لأوراق أخري ضبطت لدي ذات الشخص وفيها:
F.O371-23343
مكتب الأمن العسكري - مصر
عثر لدي المذكور علي المذكرات التالية0
1 - لقد أكد مؤتمر الإخوان المسلمين أن الوضع الراهن سيئ للغاية، وأعلنوا باسم العرب أن القتال في فلسطين هو حرب مقدسة، وأن واجب كل مصري هو مساعدة المقاتلين هناك0
2 - قرر المؤتمر البدء في حملة تبرعات لدعم القتال في فلسطين0
> مذكرة بالاختزال تقول : أرسلت البعثة مرة أخري لحسن البنا ذات المبلغ بذات الطريقة0 هؤلاء الناس يمكنهم فعل أشياء كثيرة0
ومثل هذه الوثائق لا تحتاج إلي أي تعليق0
ويكون طبيعياً أن يستشعر الإنجليز الخطر من علاقة كهذه0 وما أن تمكنوا من الإطاحة بحكومة علي ماهر باشا حتي بدأوا في الضغط علي رئيس الوزراء الجديد حسين سري باشا لاتخاذ إجراء ضد حسن البنا، ويروي د0 محمد حسين هيكل وكان آنذاك وزيراً للمعارف في مذكراته «ابلغت السلطات البريطانية حسين سري باشا أن حسن البنا يعمل لحساب المحور ورأت ضرورة الحد من نشاطه، ورأي سري باشا أن ينقل الرجل من القاهرة إلي الصعيد، فحدثني في هذا الأمر وطلب إلي نقلة إلي قنا ولم أجد بأساً من إجابة طلبه» لكن أمر النقل ما لبث أن ألغي فوراً بأمر من القصر0
لكن السلطة البريطانية عادت فطلبت القبض علي حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وعدد آخر من الإخوان
وبالفعل ألقي القبض عليهم في 19 أكتوبر 01941
ويروي شاهد عيان وهو الأستاذ أحمد حسين زعيم مصر الفتاة وكان معتقلاً في معتقل الزيتون «اعتقل حسن البنا وقادة الإخوان في مستهل الحرب كغيرهم، فما راع المعتقلين إلا أن حضر إلي المعتقل الاستاذ حامد جودة (الوزير السعدي في حكومة حسين سري باشا) واجتمع بحسن البنا عدة ساعات، ثم ما لبث أن افرج عنه بعد بضعة أيام ، ويفسر أحمد حسين ذلك بأنه تعبير عن رغبة حزب السعديين في استغلال حركة الإخوان لدعم نفوذه0 ويقول «وخرج الشيخ من المعتقل وقد ازداد جاهاً ونفوذاً، ومضي في دعوته حراً طليقاً يجوب البلاد، يؤلب الشعب وينظم الاجتماعات، واشتهر في البلاد أن الإخوان المسلمين في حماية الحكومة وفي حماية السعديين بصفة خاصة»
لكن جورج كيرك يقول «إن الإفراج عن حسن البنا قد تم بضغط من القصر الذي ساد الاعتقاد أنه يقدم للبنا مساعدات مالية شخصية».
ويعزز هذا الرأي الاستاذ محمد صبيح أحد قادة مصر الفتاة الذي قال في مناقشة مع د0 عبد العظيم رمضان «إن فاروقَ قد حمي حسن البنا، وضغط للإفراج عنه»0
ومن الألمان إلي الانجليز 0 فلقد استمر البنا دوماً في حالة بحث عن حاضنه تمده بالمال وتضفي عليه حماية ومساندة، وكالعادة، فإن البنا لم يجد ما يبرر أن يرتمي في أحضان طرف واحد، فلا بأس من يد تمتد هنا وأخري تمتد هناك0
ففي عام 1937 يصدر الاستاذ البنا رسالة «نحو النور» وقد مثلت بدايات اقتحامه ميدان السياسة، وقد اشتملت هذه الرسالة علي خمسين نقطة تمثل رؤية البنا للإصلاح00 تناولت كثيرا من المسائل مثل «القضاء علي الحزبية وتوجيه قوي الأمة السياسية في وجهة واحدة- تقوية الروابط بين الأقطار الإسلامية وخاصة العربية منها تمهيداً للتفكير الجدي والعلمي في شأن الخلافة الضائعة- إعادة النصر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم». وهكذا أشياء كثيرة في نواح متعددة، ولكن لا حرف واحد عن الاستعمار أو ضد الاحتلال00
ويعلق صلاح عيسي علي تكتيك الإخوان إزاء الاحتلال البريطاني قائلا «ثبت أن ذكاء الإخوان السياسي فوق مستوي الشبهات وهو ما تأكد من الطريقة التي تعاملوا بها مع الاحتلال، إذ تعاملوا معه بحجمهم الحقيقي لا بأهدافهم التي اعلنوها تدريجيا وفيما بعد0 وكما نجحوا في خديعة شركة قناة السويس وحصلوا منها علي منحة وصلت إلي خمسمائة جنيه، رغم أنها شركة تعمل لمصلحة الاحتلال، فقد اثروا أن يكفوا عن أي نشاط سياسي خلال سنوات الحرب يعرضهم للعصف بهم، بل علي العكس أخذوا فرصة للانتشار والتوسع وتصرفوا بذكاء جعل سلطات الاحتلال الانجليزي في مصر ترضي عنهم رضاء تاماً، ففي بداية الحرب العالمية الثانية ضيقت هذه السلطات علي كل القوي السياسية الوطنية ولم ينج من هؤلاء سوي الإخوان».
ونلاحظ هنا أن السفارة البريطانية التي لم تتعود التراجع عن قراراتها ضد خصومها السياسيين وخاصة في فترة الحرب قد تراجعت أو تظاهرت بأنها تتراجع مرتين أمام ضغط القصر الملكي لحماية حسن البنا0 فهل كان هذا الشد والجذب، أو لنقل هذه المرونة بداية لعلاقة من نوع خاص؟
وعلي أي حال فقد مضي البنا ينسج لنفسه علاقات أخري مع قوي أخري غير الألمان هي تحديدا النقيض أي هي الاحتلال البريطاني0
ونقرأ في بحث عن جماعة الإخوان ، يقول worth DunneHey استناداً إلي ما اسماه مصدر إخواني كان علي علاقة بالسفارة البريطانية «أن حسن البنا قد ألمح خلال الاتصالات مع السفارة ومن خلال عناصر وسيطة أنه علي استعداد للتعاون، وأنه سيكون سعيداً لو أن مساعدة مالية قدمت إليه» ويلاحظ باحث آخر أن البنا قد تسحب من علاقته مع الألمان في الوقت المناسب «ولم يسمح لرجاله بأن يشاركوا في المظاهرات التي هتفت عام 1942 إلي الإمام يا روميل».
التحالف مع صدقي
ولأننا لنأخذ بالشبهات فإننا نلجأ إلي المواقف السياسية الفعلية فهي الأكثر قدرة علي التعبير عن حقيقة ما كان0 عندما وضعت الحرب العالمية الثانية نقطة نهايتها كتب حسن البنا ليطالب الدول الغربية بمنح الشعوب العربية حريتها واستقلالها ثم يقول «إن الشعوب العربية والإسلامية تدرك أنه من المستحيل الآن علي أمة من الأمم أن تعيش في معزل عن العالم0 ولهذا فهي مستعدة تمام الاستعداد للتعاون مع غيرها، بل أنها لتذهب في هذا التعاون إلي أبعد حدوده».
ثم يلتقي الاستاذ البنا بمستر سبنسر المراسل الحربي الأمريكي ويدلي له بحديث نشرته مجلة الإخوان المسلمين وفيه أبدي البنا استعداده للتحالف العسكري مع الغرب، وقال «أحب أن يفهم الغربيون إنه إذا اعطيت الحريات لنا بواسطة الدول الغربية فسوف لا نستغني نحن عن الغرب في تقوية كياننا».
وعبر قنوات عديدة تقارب البنا مع الانجليز ومن هذه القنوات الأمير محمد علي ولي العهد الذي ظل علي الدوام ورغم تقلبات الملك فاروق ظل مقيما علي عهد الولاء للانجليز0 وكتعبير عن صداقة جديدة أهدي ولي العهد مكتبة إسلامية ضخمة للمركز العام للإخوان المسلمين في الحلمية الجديدة»
ونتوقف فقط لنتأمل فحسن البنا الذي ظل علي مدي طويل علي علاقة وثيقة جداً بالملك فاروق، كان أيضاً علي علاقة حميمة مع خصمه الدائم واللدود الأمير محمد علي0
ثم بدأ البنا في تقديم خدمات فعلية للإنجليز، لتقديم البرهان علي قدرته علي تقديم تلك الخدمات علي مستوي جماهيري فقد اتفق البنا مع وزارة الداخلية في تحجيم المظاهرات التي كان مقرراً أن تندلع يوم 2 نوفمبر 1945بمناسبة ذكري وعد بلفور ، وقام البنا بنفسه بنصح المتظاهرين بالانصراف والتفرق0 وبهذه المناسبة يكتب والتر سمارت المستشار الشرقي للسفارة البريطانية «يشعر الوفد بالسخط تجاه موقف الإخوان الذين قاموا بتهدئة أعمال الشغب التي وقعت بين صفوف الطلاب، واعتبر الوفد هذا الموقف نوع من الخيانة0 وعلي أي حال فإن حكومة النقراشي تبدو كما لو أنها نجحت في استمالة الإخوان، سياسة الإخوان تتحاشي وقوع أي صدام مع الحكومات المتعاقبة بينما يدعمون هم مواقعهم»0 ثم يقول «وعلي نحو مشابه نجدهم يحاولون استمالتنا خوفاً من أن نقوم بالتحريض علي أي عمل ضدهم».
00 كذلك فقد تحالف الإخوان حلفا وثيقاً مع إسماعيل صدقي الذي كان حليفا وثيق الصلة بالانجليز0 بل وتعاونوا معه في ترويج معاهدة صدقي - بيفن0 ودون أدني حرج يقف القائد الطلابي للإخوان مصطفي مؤمن معلنا تأييده لإسماعيل صدقي مستخدماً الآية الكريمة «وأذكر في الكتاب إسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان صديقاً نبياً»0
وترويجاً لمعاهدة صدقي- بيفن التي رفضها الشعب المصري رفضا كاملاً واسقطها واسقط صاحبها تحدث الإخوان طويلاً في تبريرها مستندين إلي «صلح الحديبية».
ويروي الاستاذ صلاح الشاهد وكان أحد العاملين في القصر الملكي في مذكراته «عندما توصل صدقي باشا إلي مشروع اتفاقية صدقي - بيفن توهم أن الإخوان المسلمين يمثلون قاعدة شعبية ذات وزن فاستدعي المرشد العام بعد وصوله من لندن بساعتين، وأطلعه علي مشروع الاتفاقية قبل أن يطلع عليها النقراشي وهيكل المشاركلن له في الحكم، وحصل علي موافقته علي المشروع، ولما اشتدت المظاهرات الشعبية ضد هذه المعاهدة طلب صدقي باشا من المرشد العام أن يركب سيارة سليم زكي مساعد حكمدار القاهرة المكشوفة ليعمل علي تهدئة المظاهرات واستجاب المرشد العام لطلب صدقي باشا ».
ودهش المصريون إذ شاهدوا صورة البنا تملأ صحف اليوم التالي وهو يركب سيارة سليم زكي محاولاً تهدئة المظاهرات، لكن هناك مفارقات بالغة الأهمية وبالغة الدلالة0
فما أن اختلف البنا مع إسماعيل صدقي حتي حرك جهازه لنسف أقسام الشرطة وترويع العاصمة بهدف ترويع صدقي باشا، كما حرك جهازه السري لنسف سيارتي شريكي صدقي في الوزارة هيكل باشا والنقراشي.
أما المفارقة الأخري والبالغة الدلالة فهي أن السيارة التي ركبها البنا صحبة سليم زكي خدمة لأهداف الامن في تهدئة المظاهرات00 هي ذاتها تلقت فيما بعد قنبلة حارقة من أحد طلاب الإخوان لتحرق السيارة وتقتل سليم زكي0
00 ومرة أخري نعود إلي علاقة البنا بالانجليز ، يقول ريتشارد ميتشيل «وبعد الإفراج عن البنا في أكتوبر 1941 قامت اتصالات بين السفارة البريطانية ولا أحد يعلم من قام بهذا الاتصال ولا متي تم»
وعلي أي حال فإننا ولكي نكون منصفين نعود إلي كتابات الإخوان أنفسهم فهو يقولون وبلا حرج أن «الاتصال قد تم بناء علي الانجليز الذي خشوا من التقارب بين الإخوان والقصر، وبعد مناقشة أفكار وبرنامج الجماعة أبدي الطرف الانجليزي استعداد السفارة البريطانية لتقديم مساعدة مالية للجماعة لمساعدتها علي أداء رسالتها» يؤكدون أن الاستاذ البنا قد رفض ذلك» وقد سبق للإخوان أن اعترفوا أن إسماعيل صدقي عرض عليهم مساعدة مالية لكنهم رفضوا0
ولكن ولكي نقترب اقترابا موضوعياً من الحقيقة يتعين علينا أن نتأمل سؤالا كبيراً وملحاً0
لماذا الانجليز بالذات؟ ولماذا إسماعيل صدقي بالذات يعرضان مساعدات مالية للإخوان بالذات؟
وهذا السؤال يحتاج إلي إجابة0
وعلي أي حال فإن شهر العسل الإخواني - الإنجليزي لم يكن بلا معني فكري ومغزي سياسي، فالمؤرخ الأكثر تأييدا لجماعة الإخوان د0 اسحق موسي الحسيني يقول مبرراً هذه العلاقة الإخوانية بالانجليز «أن تحرير وادي النيل كله من النفوذ الأجنبي كان مطلباً يلي في الأهمية لدي الإخوان مطلب إقامة الحكومة الإسلامية»
التوجه نحو أمريكا
00 وحتي أمريكا تلقت هي أيضا غزلاً كثيراً من الإخوان فالاستاذ مصطفي مؤمن يتوجه نحو أمريكا بأعلي صوت «أيها الأمريكيون انتم الشعب الحر وقواد الديمقراطية»
ولم يكن الأمر مقصورًا علي الاستاذ مصطفي مؤمن، فالاستاذ لمح تصاعد النفوذ الأمريكي في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ولاحظ اهتمام أمريكا بالأوضاع في المنطقة، وفي مصر علي وجه الخصوص، فقرر كعادته أن يجدف بقاربه في اتجاه هذه القوة الصاعدة، وأن يناور معها هي الأخري0
ويورد الأستاذ محسن محمد في كتابه «من قتل حسن البنا» عديداً من النصوص المنقولة عن وثائق الخارجية الأمريكية المودعة بمكتبة الكونجرس نطالع بعضا منها معاً0
«التقي الأستاذ حسن البنا مع «فيليب ايرلاند» السكرتير الأول للسفارة يوم 29 أغسطس 01947 وعندما أشار إيرلاند إلي المظاهرات الحاشدة التي وقعت هذه الأيام، أراد البنا أن يوهمه بقدرته علي إشعال المظاهرات وإخمادها 0 فقال في بساطه «لن تكون هناك اضطرابات جديدة فإن بوسعي بدأها وانهاءها، ورد عليه ايرلاند: من المشكوك فيه أن نتمكن من إنهاء الفتنة بعد اشتعالها».
وقد استخدم البنا كأداة للتقارب مع أمريكا سلاحاً مهماً فهو عدو للشيوعية التي كانت قد ظهرت علي سطح الأحداث المصرية آنذاك مدركاً أن هذا الأمر شديد الإغراء بالنسبة للأمريكيين0 وطلب البنا مقابلة ثانية مع إيرلاند وتم اللقاء في بيت ايرلاند وحضره محمد الحلوجي من قيادات الجماعة و الدكتور محمود عساف مدير إعلانات صحيفة الإخوان ، وأشار «حسن البنا» إلي خطر الشيوعية في الشرق الأوسط وأن الإخوان المسلمين يحاربونها بكل الوسائل الممكنة ويضطر أعضاء الجماعة أن يتركوا عملهم الأصلي لدخول الخلايا الشيوعية للحصول علي المعلومات، وعندما يفعلون ذلك فإنهم يتركون وظائفهم وبذلك يفقدون مرتباتهم (!) ، وإذا أمكن تعيينهم علي أساس أنهم محققون وباحثون فإن هذه المشكلة يسهل حلها»0 ثم اقترح «انشاء مكتب مستقل مشترك بين الإخوان والحكومة الأمريكية لمحاربة الشيوعية» وقال ايرلاند أنه فهم من هذا العرض أن تتولي الولايات المتحدة إدارة المكتب وأن يكون اعضاؤه- في الأغلب- من الإخوان0 وقال ايرلاند إنه رفض العرض فقال البنا «لا أريد إجابة الآن، ولكني ارغب فقط في عرض الفكرة وسيجري محمود عساف معك محادثات تفصيلية»0
لكن هذا الرفض الأمريكي اغضب البنا الذي قرر الضغط علي أمريكا كي تقبل، فقد كان يتوقع مالا وفيرا من مثل هذا المكتب0 فنشرت جريدة الإخوان في اليوم التالي مباشرة مقالاً بعنوان «أمريكا والعالم العربي» شنت فيه هجوماً عينفاً علي الأمريكيين0
وفيما كان ايرلاند في زيارة لصديق مصري، تعمد البنا أن يحضر المقابلة، وقال ايرلاند «اشعر بالدهشة لأنك عرضت بذل جهود مشتركة بين الإخوان والسفارة، وفي اليوم التالي مباشرة نشر عمر عزمي مقالاً في جريدة الإخوان حمل فيه بعنف علي أمريكا وسياستها ووصفها بأنها مخادعة، وهاجم نزاهة الأمريكيين عامة» ورد البنا رداً «سابق التجهيز» قلل فيه من قيمة المقال وكاتبه وقال أنه مجرد رد فعل متحمس لما يشعر به الإخوان إزاء أسلوب أمريكا في فلسطين» ثم قال00 وهذا هو المهم- «وعلي العموم آمل ألا يؤثر هذا الحادث علي اقتراحاتي السابقة».
00 وتداهم الأحداث الجميع، فالجماعة كانت علي أبواب محنتها، ولكن ما أن تستعيد الجماعة انفاسها حتي تبدأ في عام1953 محاولة جديدة للتقارب مع أمريكا وهي محاولة رتب لها المرشد العام الجديد المستشار حسن الهضيبي عن طريق شقيق زوج ابنته
00 ويبدو أن الأمريكيين في كلا الحالين لم يبتلعوا الطعم الإخواني ، فالتعليقات في النصوص الكاملة للوثائق توحي أحيانا بعدم الثقة، وأحبانا أخري باعتقادهم بأن الإخوان يبالغون في قدراتهم أكثر من اللازم0 وقد كان تعليق مندوب C.I.A علي قول ممثل المستشار الهضيبي «أن الإخوان يدرسون إمكان إزاحة عبد الناصر وعبد الحكيم عامر من السلطة»0
ولكن وإذ يتجدد موج الأحداث يبدو أن من حقنا أن نتساءل هل ستبتلع أمريكا 2004 الطعم الإخواني؟
وعلي أي حال ، فإن الإخوان الذين شربوا من بئر الأستاذ حسن البنا لم يزالوا يمارسون ذات اللعبة في المناورة رغم نتائجها المريرة0 فهل هم لا يتعلمون؟ أم أنها جينات وراثية إخوانية لا يمكن التخلص منها؟ أم أن هذا هو الاعتقاد بأن الجامعة لا تخطئ ولم تخطئ؟



#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ الى وزير الداخلية المصرى :من يواجه فساد مافيا رجال الاع ...
- حيوانات فى نعيم
- الحقيقة الغائبة فى التغيير الوزارى الجديد ... حكومة مصر بدون ...
- ظاهرة جديدة : العمال المصريون يتظاهرون من أجل الخروج الى - ا ...
- أمريكا أكبر بلطجى ولص فى العالم .
- 25 عاما من السياسة الاسكانية الفاشلة لحكومة الانفتاح فى مصر
- اعتصام عمالى كبير يطلب تدخل الدولة لانقاذ المال العام من قبض ...
- التعذيب صناعة حكومية
- السرطان يلتهم عمال مصر
- على هامش فوضى التغيير الوزارى الغير مرتقب ..مواطن مصرى : الف ...
- انتصار عمالى ساحق علي أصحاب الملايين في الحزب الحاكم المصرى
- الحكومة تطرد العمال من المساكن الادارية !!
- أيام وليال من التعذيب واهدار حقوق الانسان
- الماركسية ليست كل ما قاله ماركس
- رسالة الى الرئيس مبارك
- العائدون من السجون اللبنانية : خرجنا من سجن الفقر المصرى لند ...
- المجلس القومي لحقوق الإنسان فى مصر يرفض إلغاء حالة الطواريء. ...
- حكاية الصفقة المشبوهة مع عمال شركة الدلتا للغزل والنسيج فى م ...
- !-خبطة صحفية :ننفرد بنشر وقائع تعذيب مصريين فى السجون اللبنا ...
- أنقذوا عمال مصر من عمليات الفصل التعسفى


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - صفحات مجهولة من تاريخ حسن البنا