انتصار عمالى ساحق علي أصحاب الملايين في الحزب الحاكم المصرى

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 07:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

بإرادة الجماهير، وفي القلب منهم عمال حلوان والتبين قلعة الصناعة الوطنية، وفي ظل الإشراف القضائي.. تحققت آمال الناخبين واستطاعوا أن يفرضوا إرادتهم لينجح عبدالرحمن خير مرشح العمال ومرشح حزب التجمع في مواجهة مرشح الحزب الحاكم، كما نجح المستشار شبل همام المرشح المستقل ليسقط أيضاً مرشح الفئات عن الحزب الوطني.

قبل الانتخابات بأيام، سئل خالد محيي الدين، زعيم حزب التجمع، عن توقعاته عن فرصة عبدالرحمن خير في النجاح، فقال بحسم: «100% لأنه عامل يحبه العمال ولأن العمال يعرفون طريقهم بعد أن فاض بهم الكيل، كما أن خير ينتمي لحزب يدافع عن هموم محدودي الدخل، وفي القلب منهم العمال».

صدق خالد

صدق خالد محيي الدين وسهر العمال حتي الصباح بعد أن حققوا نصراً ساحقاً علي أصحاب الملايين الذين اعتقدوا أنهم امتلكوا كل شيء بأموالهم التي نهبوها من عرق هؤلاء الكادحين.. ولكن العمال قالوا كلمتهم.. فالصبر له حدود.

نجح مرشح حزب التجمع في انتخابات الإعادة لمجلس الشوري بدائرة جنوب القاهرة علي منافسه بالحزب الوطني، وذلك بفارق كبير من الأصوات، وراهن عبدالرحمن خير نفسه علي النجاح، فكان يمتلك ثقة غير مسبوقة لأي مرشح آخر ينتظر النتيجة.. ولم لا؟ ألم يكن العمال معه في كل خطوة يخطوها؟

ارتباك

ومنذ الصباح الباكر ليوم الانتخابات التي أجريت يوم السبت الماضي، حدث ارتباك لمرشحي الحزب الحاكم عندما شاهدوا ورديات العمال بمصانع الإنتاج الحربي والشركات الأخري تتوافد علي اللجان الانتخابية. وتقول: نعم «للمسدس»، رمز عبدالرحمن خير، والذي يحمل بداخله طلقات سلمية لمواجهة كل أشكال الفساد الذي يلتهم قوت يومنا منذ سنوات طويلة، وسمعنا أحد العمال يهتف أمام إحدي اللجان، قائلاً: «شكراً.. شكراً.. للي اخترنا.. بكره نكمل بقي مشوارنا»، وبالطبع معه حق فالمشوار مازال طويلاً، ولكنه بدأ بالفعل.

سقوط التلاعب

سقطت كل أساليب التزوير والتلاعب أمام قوة الجماهير من العمال والموظفين و النساء، ولكن رجال الحزب الحاكم رفضوا أن يبقوا علي ورقة التوت الوحيدة التي تستر سياساتهم فقرروا الانتقام من هؤلاء العمال ووقف مرشح الوطني أمام إحدي اللجان ووجه شتائمه للعمال، وشاهدنا حشوداً من البلطجية والفتوات الذين بدأوا يستعرضون عضلاتهم أمام المارة واعتدوا بالضرب علي سيدات مصنع «63 الحربي» والناخبين أمام مدرسة هدي شعراوي وحدائق حلوان وقاموا بتكسير بعض السيارات لإرهاب المواطنين.. ولولا تدخل الشرطة لحدثت صدامات عنيفة.

كل شيء

وإذا كان هذا الشعب بلا قيمة عند مرشحي الحزب الحاكم، فهم كل شيء بالنسبة لحزب التجمع كما قال عبدالرحمن خير في المؤتمر الذي عقده عقب الإعلان عن فوزه مباشرة بين أهله وعشيرته بمنطقة الدواجن بحلوان، وقال خير: إن ما حدث هو انتصار عمالي كبير علي الفساد وردد الآية القرآنية: «قل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً». وأكد نائب التجمع الجديد في مجلس الشوري أن ما فعله جماهير جنوب القاهرة رسالة واضحة إلي صانعي القرار في مصر تؤكد رفض هذا الشعب للظلم والفساد، وردد العمال خلف نائب التجمع أغنية: «يا أغلي اسم في الوجود.. يا مصر.. يا اسم مخلوق للخلود يا مصر.. نموت لمصر ونعيش لمصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».

وهتفوا قائلين: عاش كفاح الطبقة العاملة.. عاش نضال الشعب المصري.

طلوع الفجر

حقاً فرح العمال حتي الصباح، فقد شاهدوا طلوع الفجر لأول مرة، واصطفت اللافتات بطول المسافة من مصر القديمة حتي حلوان، لتتمايل مع هواء كورنيش النيل ونسيم الحرية المقبل.

إن طريق عبدالرحمن خير واضح من أجل مواطنين يدفعون ضريبة فقرهم عدة مرات من أموالهم المنهوبة وكرامتهم المسلوبة، فالمشوار مازال كما ذكر نائب التجمع الجديد طويلاً من أجل مصلحة العمال والذي سيبدأه خير بتكثيف مجهوده من أجل تحسين الخدمات في الدائرة والعمل من أجل إصدار لائحة لعمال المصانع الحربية والتصدي للجور علي حقوق العمال في مشروع قانون العمل الموحد وتوفير الرعاية الإنسانية لأصحاب المعاشات وتحسين أوضاعهم وتشكيل اتحاد عام لهم يدافع عن مصالحهم، وتعديل قانون العاملين المدنيين بالدولة وحماية العاملين بعقود مؤقتة ووقف مسلسل ضرب الصناعة الوطنية وضمان الحريات النقابية وحق المواطن في الاجتماع والتظاهر، والتصدي للفساد، وحماية الوحدة الوطنية وحرية إنشاء الصحف والجمعيات دون قيد، ومواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي بكل الطرق من أجل تحرير الأرض العربية.. إنها مطالب مبدئية لعبدالرحمن خير أعلنها في لقاءاته مع الناخبين.

حقاً.. كان يوماً تاريخياً للجماهير في دائرة جنوب القاهرة من المنيل إلي التبين في حلوان والمعادي ومصر القديمة الذين أعطوا للحزب الوطني درساً لن ينساه، وتظاهروا في فرحة كبيرة مرددين: «مع خير الإيد في الإيد.. مجلس شوري جديد في جديد.. وعايزين نائب قاري كتاب.. يقرأ ويكتب في القوانين.. يبقي منارة لأهل الحارة.. يبقي شرارة علي الظالمين.. وعايزين نائب هنا من بينا .. دايماً حاسس بمشاكلنا»، وكانت النتيجة أن جاء مرشح حزب التجمع لينتصر للديمقراطية والحق والحرية التي طالما اشتاقت إليها الجماهير المقهورة، وفي القلب منهم العمال، الذين يأملون تحقيق مطالبهم خاصة بعد أن خرج الحزب الوطني من هذه الانتخابات بلا حمص.

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات