أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - الشيوعيون المصريون وضربة المعلم















المزيد.....

الشيوعيون المصريون وضربة المعلم


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 05:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وصلنى بيان ممهور من ثلاثة تنظيمات شيوعية " سرية " فى مصر وهى الحزب الشيوعى المصرى ومنظمة الاشتراكيين الثوريين وحزب الشعب الاشتراكى المصرى , وهو بيان نادر من نوعة ورسالة واضحة تؤكد على أهمية التنسيق بين تلك الاحزاب المهمة والتى تحمل فى برامجها هموم هذا الشعب الفقير وتتزامن مع ظروف مترديه تمر بها الطبقة العاملة فى مصر خاصة العمال والفلاحين , ومن وجهة نظرى ان هذا البيان المهم هو بكل المقاييس ضربة معلم ولكنة يحتاج الى دعم وتواصل حتى يتحقق الحلم الذى طالما حلم به أعضاء وقيادات الثلاثة تنظيمات فى هذا الوقت بالغ الصعوبة ,
لو اننى كنت عضوا فى احد تلك التنظيمات لقررت فورا تشكيل لجنة مشتركة للتنسيق والعمل المشترك ووضع مصلحة الوطن فى المقدمة وأن يكتب على تلك اللفتة الحمراء شعار واحد .

جاء البيان تحت عنوان " لنجعل من أول مايو نقطة انطلاق فى مسيرة النضال الشعبى من أجل الغد الافضل "ويؤكد البيان على الظروف السيئة التى تمر بها الطبقة العاملة فى ظل اخضاعها فى كل ارجاء العالم لضوابط ومعايير جديدة تستهدف تكثسف الاستغلال الرأسمالى وفى ظل ايضا الاستعمار الامريكى الجديد والذى بدأ فى العراق وكذلك الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية ,

قال البيان ان الرأسمالية فى العالم تنهش فى الطبقة العاملة وتتلاعب بالاجور وتصدر تشريعات معادية للفئات الفقيرة لصالح الاغنياء والاثرياء ورجال الاعمال وتخنق الديمقراطية وتعتقل السياسيين المطالبين بانهاء الاستبداد والاستغلال ولا تحترم القانون .

ويطلب البيان من الطبقة العاملة أن تشدد نضالها من اجل انتزاع حقوقها المنهوبة والمسلوبة فى كل مكان وخاصة فى مصر وكسر الحواجز البوليسية وينتهى البيان بعبارة " : ان الشيوعيين المصريين ادراكا منهم لثقل مسئوليتهم المشتركة تجاه الطبقة العاملة المصرية والجماهير الشعبية الكادحة والوطن , يقطعون العهدعلى انفسهم بان يجعلوا من اول مايو 2004 نقطة انطلاق فى مسيرة نضال الشعب المصرى من أجل غد أفضل .

ومن وجهة نظرى فان الحصار المفروض على الشيوعيين فى مصر يتطلب منهم تنسيقا أكثر من ذلك وتواجدا وسط الجماهير بحق من اجل انتزاع حقهم الشرعى فى الوجود وهذا لن يحدث الا عن طريق الجماهير والتواجد الفعلى معهم وبالتنسيق طالما الهدف واحد ولون الرايه مشترك وذلك لانقاذ من مصر من الفساد الذى انتشر فى كل ركن من اركانها .

وحول الوجود الشرعى للشيوعيين المصريين يكتب اليسارى محمد الجندى قائلا :الشيوعية موجودة في مصر كفكر وحركة. وهي موجودة أيضاً في مختلف بلاد العالم. وقد مرت بمراحل صعود وجذر كان من أبرزها سقوط الاتحاد السوفييتي ولكنها موجودة قبل هذا السقوط وستستمر بعده. وفي كل بلاد العالم تقريباً توجد أحزاب شيوعية تعمل علناً ويعترف بها القانون، ولها تأثيرها ودورها في الحياة السياسية. وحتى الدول التي تحرم النشاط الشيوعي يوجد بها هذا النشاط، ولكنه يعمل بشكل سري. وحتى السعودية يوجد بها حزب شيوعي سري.
وفي مصر تم منع النشاط والتنظيم الشيوعي بقانون صدر بعد حملة 11 يوليو 1946 "التي سميت بالحملة ضد الشيوعية" التي قام بها إسماعيل صدقي باشا لتمرير محاولاته لعقد صفقته مع إنجلترا (مفاوضات صدقي بيفن) التي كانت تحاول ربط مصر بالمصالح الاستعمارية البريطانية، الأمر الذي عارضته الجموع الشعبية من طلبة وعمال ومختلف الأحزاب. ومع ذلك ورغم الاعتقالات لم ينجح في تمرير الاتفاق. وتفنن المشرعون في وضع القوانين التي تحرم الشيوعية مضمنين قانون العقوبات مادتي 98أ و98ب، المستوحاة
من القانون الفاشي في عصر موسوليني. وتحايلوا ليطبقوها على النشاط الشيوعي زاعمين أن هذا النشاط يفترض ركن القوة. وقد رفضت غالبية المحاكم بما فيها محكمة النقض هذا التفسير، وكانت تفرج عن المتهمين الذين كانت تقدمهم النيابة تحت بند هاتين المادتين.

وكان في مصر حزب شيوعي علني نشأ عام 1922، ولكنه أثناء الاضرابات العمالية التي قامت في الإسكندرية اصطدم بحكومة الوفد عام 1924 وتم حله، وقبض على قادته، وظلت أجهزة الأمن تمنع قيام أي حزب شيوعي حتى الآن ووصلت العقوبات لمن يحكم عليه بالقيام بنشاط شيوعي إلى السجن لمدة تصل إلى 15 سنة. وأمضى الشيوعيون المصريون عشرات السنين في السجون والمعتقلات.

وحاول أنور السادات في عهده أن يبدو ديمقراطياً وعصرياً عندما ألغى الاتحاد الاشتراكي وسمح بتكوين ثلاثة منابر (يمين ووسط ويسار). وسمح بتكوين الأحزاب وكون اليسار حزب التجمع. وفي حديث للسادات إلى أجهزة الإعلام الغربية تحدث عن حزب التجمع مسمياً إياه الحزب الشيوعي. وهذا غير حقيقي فمازال الحزب الشيوعي ممنوعاً، ويقدم أعضاؤه للمحاكمة وتصدر ضدهم الأحكام الشديدة. ولكنه حاول بهذا القول أن يتظاهر بأننا دولة ديمقراطية بدليل أن لدينا حزباً شيوعياً.وعندما أفرج جمال عبد الناصر عن الشيوعيين عام 1964 والذين كان قد اعتقلهم منذ أول يناير 1959، واتجه للتعاون مع بعضهم وضم البعض منهم إلى التنظيم الطليعي وأجهزة الإعلام والصحافة، وتحدث عن وحدة كل القـوى الاشتراكيـة، وتعاون مع الاتحـاد السوفييتـي والبلاد الاشتراكية في المجالات المختلفة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فإنه ومع ذلك رفض أن يكون للشيوعيين تنظيمهم، والحقيقة أنه كان يرفض وجود أي تنظيم آخر بخلاف التنظيم الذي أنشأه وكان يسمى الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت. وتعاون مع عدد من الشيوعيين داخل الاتحاد الاشتراكي.
ويعترف الجميع الآن بوجود شيوعيين في المجتمع المصري، ويمنع الدستور والقانون إدانة الفكر. فحرية العقيدة مطلقة كما ينص الدستور. ومع ذلك فحتى الآن لم يسمح بوجود حزب شيوعي.
ومازالت وزارة الداخلية في مصر تضم قسماً يُسمى قسم مكافحة الشيوعية يتبع مباحث أمن الدولة. هذا في الوقت الذي توجد فيه أحزاب شيوعية شرعية في غالبية البلاد العربية (سوريا ـ لبنان ـ الأردن ـ فلسطين ـ تونس ـ المغرب ـ السودان ـ العراق ـ اليمن). أما في بلاد الخليج فمازالت الأحزاب كلها محرمة. فهل يعقل أن تكون مصر وهي أكبر دولة عربية، وهي دولة رائدة في الوطن العربي، يكون لها موقف متخلف عن باقي البلاد العربية.يقال أن في مصر حزباً لليسار، وصحيح أن الحزب يضم شيوعيين سابقين، ولكنه ليس حزباً شيوعياً، وهو يعتبر تجمعاً لقوى يسارية مختلفة (مثل الناصريين والقوميين واليسار الديني المستنير وغيرهم إلى جانب الماركسيين).

في الفترة من 1959 حتى 1964 اعتقل المئات المئات من الشيوعيين، وكان بينهم شخصيات بارزة تولى بعضهم الوزارة مثل الدكتور فؤاد مرسي وهو لم يغير فكره حتى آخر حياته والدكتور إسماعيل صبري عبد الله الذي مازال يعلن أنه ماركسي. ويستضيف التليفزيون المصري الكثيرين من الذين ضمتهم المعتقلات في هذه الفترة باعتبارهم شيوعيين مثل محمد سيد أحمد الكاتب والصحفي ومحمود أمين العالم المفكر المعروف والكثيرون غيرهما وأي منهم لم يعلن تخليه عن الفكر الماركسي ويؤكده في مختلف المناسبات.
ونشأ بعد هؤلاء جيل من الشباب ينتمي إلى الفكر الماركسي ويعمد بعضهم إلى تكوين منظمات تنتمي لهذا الفكر مع اختلاف التسميات. بل ومازال هناك تنظيم باسم الحزب الشيوعي المصري لم يحصل على شرعيته، ويشترك ممثلوه في الاجتماعات المختلفة مع ممثلي الأحزاب العلنية. فلماذا يعتبر الشيوعيون محجوبين عن الشرعية رغم أنهم في بلد يردد قادته أنه بلد ديمقراطي.والحركة الشيوعية في مصر جزء أساسي من الحركة الوطنية المصرية والشيوعيون لهم دور بارز كذلك في الأربعينيات ولعبوا دوراً لا ينكر في تحديد التوجه الوطني والاجتماعي الذي تبنته الحركة الوطنية المصرية بعد الحرب العالمية الثانية. وكان هو التوجه الذي قامت عليه ثورة يوليو 1952. ومما له دلالته أن أول تنظيم سياسي أعلن تأييده لحركة الضباط الأحرار في 23يوليو 1952 هو الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) "أكبر تنظيم شيوعي في ذلك الوقت" وكان يعمل بشكل سري. وكان هذا أمراً طبيعياً فقد كانت مطبوعات الضباط الأحرار قبل الثورة تطبع لدى "حدتو".
وإذا كان قد حدث خلاف بعد ذلك بين الشيوعيين وقيادة ثورة يوليو في عامي 1953 و1954 ثم في يناير 1959 حتى منتصف الستينيات، فقد تغير بعد ذلك موقف قيادة الثورة من الشيوعيين المصريين وإن لم يصحح ذلك الموقف بشكل كامل. وظل هذا الموقف حتى وفاة جمال عبد الناصر. ووقف الشيوعيون بعد ذلك ضد الارتداد عن أهداف ثورة يوليو الوطنية والاجتماعية. وهذا لا يلغي دورهم الأساسي في تاريخ مصر بحيث لا يمكن الاستمرار في منعهم من حق الوجود الشرعي.
وللشيوعيين المصريين دور بارز في الحركة الثقافية المصرية. وكثير من الأسماء برزت في مجال الرواية والشعر والكاريكاتير والسينما والمسرح. بحيث لا يمكن التعرض لتاريخ الحركة الثقافية المصرية منذ مدة طويلة دون الحديث عن دور الشيوعيين في الحركة الثقافية. ولا يمكن أن نقبل استمرار السلطة في التعامل مع الشيوعيين المصريين من ناحية أمنية. فأمن المجتمع وتقدمه لا يمكن أن يتحقق دون الاستفادة من هذه القوى رغم الاختلاف.
يجب الكف عن السماح فقط بالنشاط السياسي للقوى التي تدور في إطار المفاهيم التي تحددها السلطة وأجهزة أمنها.
والوجود الشرعي للشيوعيين هو قضية ديمقراطية هامة يجب الكفاح لانتزاعها، وأن تناضل الجماهير من أجل تحقيقها إذا كنا نريد حقاً أن يحدث تطور ديمقراطي حقيقي.

ان البيان المشترك الذى صدر من لحظات هو بدايه حقيقية للتنسيق وانتزاع حق الوجود الشرعى .



#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة غير لائقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
- حزب التجمع المصرى يرشح - خير - لعضوية مجلس الشورى فى أكبر من ...
- مصر تخسر 1ر3 مليار جنيه سنويا بسبب برنامج الخصخصة وتوقعات بض ...
- الحكومة تتلاعب - بقوت - الشعب
- هنا مصر : بأى حال عدت يا عيد ؟؟
- من المسئول عن تدهور صناعة الغزل والنسيج فى مصر ؟
- غدا الخميس .. مؤتمر فى نقابة الصحفيين المصريين للدفاع عن أمو ...
- مستشار أتحاد الفلاحين المصريين للحوار المتمدن: حكايات الفلاح ...
- صورة الاقتصاد المصرى فى 2003 /2004
- فى مؤتمرصحفى : حزب التجمع يطرح مشروع للتغيير الوطنى فى مصر
- أفاق اشتراكية - وموقف اليسار المصرى من قضية الديمقراطية
- عجز الموازنة أم عجز الحكومة ؟؟
- المعارضة المصرية تضع ملامح - الاصلاح الوطنى - المنشود
- عاجل الى د/ مختار خطاب وزير قطاع الاعمال المصرى
- حكومة مصر تصنع من - الفسيخ - شربا ت !!!
- دولة الرئيس !!
- مصر واسرائيل
- سلاح البطالة فى مصر
- قراءة فى الملفات السرية للحزب الشيوعى المصرى
- عاجل الى الحكام العرب


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - الشيوعيون المصريون وضربة المعلم