أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - مستشار أتحاد الفلاحين المصريين للحوار المتمدن: حكايات الفلاح المصرى مع الحكومة والاقطاعيين واليسار















المزيد.....



مستشار أتحاد الفلاحين المصريين للحوار المتمدن: حكايات الفلاح المصرى مع الحكومة والاقطاعيين واليسار


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عاش الفلاح المصري -ولا يزال- في إطار معادلة ثلاثية مأساوية: منتجاً .. رغم فقره. مضطهداً .. رغم إنتاجه. مناضلاً .. رغم اضطهاده. هكذا بدأالقطب اليسارى الكبير "عريان نصيف "مستشار اتحاد الفلاحين المصريين كلامة حول أزمة الفلاح والزراعة المصرية فى ظل الظروف الراهنة وأضاف :

.. أما أنه "منتج"، فذلك أمر لا يحتاج تدليل. فهو أول إنسان -في الجماعات البشرية الأولى- "يخترع" الزراعة، مقدماً لمصر -منذ مطلع التاريخ وحتى اليوم- إمكانات خيرها ونمائها وحضارتها.

.. وأما أنه "مضطهد"، فلعله ليس من الخطأ -التاريخي أو المنهجي- أن نقول أن تاريخ التطور الاجتماعي في مصر قد تحدد -أساساً ومنذ آلاف السنين- كنتاج لحركة الصراع الطبقي بين الفلاحين وبين القوى القاهرة لهم، مصرية كانت أو غازية أجنبية.

.. وأما أنه "مناضل"، فهذا ما ندعيه ولكن أرواح شهدائه ودماء مكافحيه وعرق منتجيه، هي التي روت أرض مصر الطيبة، مسجلة له هذا الشرف.

واضاف نصبف :كان المصريون هم أول جماعة بشرية تمارس الزراعة منذ أكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد. ولم تستقر الزراعة وتصبح مجال الإنتاج الوحيد -ثم الرئيسي- في مصر، إلا

نتيجة الجهد الجماعي الشاق الذي بذله الفلاحون الأوائل من أجل الاستفادة بمياه النيل ومنه تسربها في رمال الصحراء.

ومع نمو الجماعة المصرية، ونمو احتياجها إلى الاستقرار والتطور، كان لابد من القيام بعمليات "كبيرة" في نظام الري واستغلال المياه. ومن هنا نشأت "الدولة" المصرية. وكان أهم وأول وظائف هذه "الدولة" المقدرة على تنظيم استغلال المياه في الزراعة بما يعنيه ذلك ويستلزمه من التحكم فيه حتى لا يغرق البلاد (وذلك بإقامة السدود). ومن وضع وسائل توصيل مياهه إلى أرض الصحراء (بإقامة الترع والجسور).

وفي الوقت الذي أقيمت فيه هذه المنشآت التي أدت إلى نمو الزراعة بفضل التضحيات الجماعية للفلاحين المصرين، استغلت "الدولة" مهمتها تلك لتصبح أداة قابضة متحكمة مالكة لكل الأراضي المنزرعة، مسيطرة عليها وعلى حياة من استصلحوها واستتزرعوها وانتجوا خيراتها بدمائهم قبل عرقهم.

وأصبحت الدولة -ممثلة في الفرعون- هي المالكة الوحيدة للأرض، أما الفلاحون فيعملون بالسخرة حتى يستولى الملك وحاشيته وأٍسرته وكهنته، على الريع الناتج عن كدهم ومعاناتهم طوال العام.

وهكذا تحدد الصراع الطبقي في مصر -منذ بدايات التاريخ- بين من يملكون الأرض ولا يعملون عليها، وبين من يكدحون فيها ولا يملكون منها شيئا.

ومع توالي العهود على مصر.. من غزو الفرس واليونان والرومان، ومع الفتح العربي، والاحتلال العثماني، وسيطرة المماليك، وحكم محمد علي.. لم يتغير الوضع كثيراً، بل كان كل حاكم أو محتل يحرص على استمرار علاقات الإنتاج الزراعي كما كان وضعها في مصر القديمة، مع بعض الاستثناءات المحدودة -وخاصة في مرحلتي حكم محمد علي ومن قبله الفتح العربي- التي لم تغير كثيراً -ولا قليلا- من النمط العام للإنتاج والاستغلال والاضطهاد.

ولم تتوقف -وان كانت قد قامت في مراحل مختلفة- حركة النضال الفلاحي في مصر منذ عهد الأسرة السادسة في مصر القديمة .. وتوالت الهبات والانتفاضات الفلاحية ضد السخرة والاستغلال ومن أجل حق الحياة الكريمة، أو ضد الاحتلال الأجنبي لأرض الوطن. وكان الفلاحون هم الوقود -الواعي- لكل مراحل الثورة المصرية في تاريخها القديم أو الحديث.

?

احتكار الدولة

مع التطور الاقتصادي ونمو النظام الرأٍسمالي عالمياًأكد عريان نصيف أنه، كان من الصعب أن يستمر احتكار الدولة لملكية واستغلال كافة الأراضي الزراعية في مصر، وقنن -لأول مرة- حق الملكية الفردية للأراضي الزراعية اعتباراً من عام 1894.

وفي الواقع لم يستفد من إقرار هذا الحق سوى كبار الملاك، والمغامرين الأجانب الذين أغرقوا مصر/ الخديوي بالديون ثم تملكوا أرضها وفاء لهذه الديون.

أما فقراء وصغار الفلاحين، فحين تقرر هذا التقنين، كان قـد انتزع منهم -وهم الأغلبية الساحقة من فلاحي مصر- حق الانتفاع بالأرض الزراعية، لتسلم إلى هؤلاء الملاك الجدد، ليبدأ معهم نمط جديد للإنتاج ولاستغلال الأرض والفلاح، وتتضح بالتالي معالم مرحلة جديدة ليست أقل سوءً واستغلال للفلاحين مما سبقها من مراحل، وتشكلت الصورة الجديدة للصراع الطبقي في القرية المصرية تمثلت فيما يلي:

ـ تركز الملكية في أيدي عدد قليل من الملاك.

ـ استغلال -أقرب للسخرة- للفلاحين من خلال عملية تأجير الأرض لهم.

00 وتواصل نضال الفلاحين.

?



الاشتراكية ..

تدخل كهوف الفلاحين

وقال نصيف :على عكس ما توقع وابتغى الملاك والحكام -منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين- كان للاستغلال والقهر الذي مورس على الفلاحين رد فعله الإيجابي على حركة النضال الطبقي في الريف المصري.

فلقد أدى الوعي الطبقي التلقائي للفلاحين -المتزايد بقدر ما يعانونه من عسف واضطهاد- والذي ازداد إدراكا وإصرارا بدخول الفكر الاشتراكي والحركة اليسارية المصرية إلى كهوف فقراء الفلاحين والأجراء بعد الحرب العالمية الثانية، إلى قيام حركة نضالية فلاحية متسعة تستهدف استرداد حقوقهم الطبيعية في الأرض والكرامة والحياة الإنسانية.

ولقد تعاظمت هذه الحركة في الفترة من عام 1948 حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتجسدت في معارك الفلاحين ضد الظلم والسخرة في "بهوت وكفور نجم وساحل سليم وميت فضالة والسرو ودراوة والبدارى ودرين وأبو الغيط".. والعشرات من قرى مصر شمالاً وجنوباً. واستشهد في هذه المعارك والانتفاضات الكثيرون من القيادات المناضلة من أجل حق الفلاح في الحياة، سواء من الأجراء ومعدمي وفقراء الفلاحين أو من أبنائهم المثقفين، أمثال الشهداء، عناني عواد وغازي أحمد والمحامي عبد الحميد الخطيب.

?

مرحلة جديدة



مرحلة جديدة ومعقدة للنضال الفلاحي بعد الإصلاح الزراعي وعنها يقول مستشار ااتحاد الفلاحين :

لا يمكن أن يختلف كل من عاش في مصر قبل 23 يوليو 1952 -مهموماً بأوضاعها وعاملاً أو آملاً من أجل تغييرها- على حجم ما أحدثه الإصلاح الزراعي من تغييرات إيجابية كبيرة للتربة وللفلاح بل وللمجتمع المصري بأسره، من خلال:

? إعادة تركيب هيكل الملكية الزراعية

? نمو الحركة التعاونية الزراعية وتعميق دورها في خدمة الزراعة والفلاحين.

? إقامة توازن نسبي بين الملاك والمستأجرين للأراضي الزراعية.

.. ولكن ..

? نتيجة للنظرة "الإدارية الفوقية" للإصلاح الزراعي.

? وللتوجه "الطبقي" الذي يعرقل تحويله إلى واقع اجتماعي متطور لفقراء الفلاحين.

? ولعدم وضع مقدرات هذا الإصلاح-تحت دعاوى مختلفة في أيدي الفلاحين الحقيقيين والقوى الاشتراكية..

قام حلف غير مقدس مشكل من كبار الملاك السابقين، والقوى الاستغلالية الجديدة بالريف المصري، والعناصر البيروقراطية التي وضعت نفسها في خدمتهم، محاولاً -بكل الوسائل- ألا يصبح هذا الإصلاح في خدمة أصحاب المصلحة الحقيقية فيه من جماهير الفلاحين.

.. ومن هنا كانت الانتفاضات الفلاحية الجديدة -منذ أواخر الخمسينينات وحتى منتصف الستينيات- ضد هذا الحلف وتوجهاته واستغلاله للفلاحين، وقامت المعارك في "كمشيش وأوسيم ومطاي وبني صالح وشبراملس والحوانكه وسجين".. وغيرها من قرى مصر في بحري والصعيد، واستشتهد من مناضلي الفلاحين "صلاح حسين والدسوقي أحمد علي وعبد الحميد عنتر وأبو زيد وأبو رواش"، وغيرهم من القيادات الفلاحية.

?



التكيّف الهيكلي .. والنضال الفلاحي منذ السبعينيات



واضاف نصيف :قامت سياسات التكيف الهيكلي التي فرضت علينا منذ منتصف السبعينيات في المجال الزراعي، على عدة محاور أساسية:

1ـ تفكيك المؤسسات الفلاحية والزراعية (وهذا ما حدث للحركة التعاونية الزراعية).

2ـ إتباع سياسة ما يسمى "التصدير من أجل الاستيراد" (كزراعة الفراولة لاستيراد القمح).

3ـ رفع يد الدولة عن العملية الزراعية على كافة محاورها (الائتمانية والإنتاجية والتسويقية).

4ـ إطلاق العنان لقوى السوق بالنسبة لحيازة الأرض (مما كان وراء صدور قانون الإيجارات الجديد).

5ـ الاعتماد الرئيسي ـ وخاصة تجاه المتطلبات الغذائية على معونات المانحين (وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية).

وكان من الطبيعي أن يترتب على هذه السياسات:

? تقلص المساحات المنزرعة بالمحاصيل الغذائية أو اللازمة للصناعة الوطنية.

? ازدياد معاناة وهموم الفلاحين من السوق السوداء وحاشيات الاحتكار.

? تدهور الناتج الزراعي والاعتماد على الاستيراد من الخارج.

وابتدأت -منذ ذلك التاريخ- مرحلة جديدة -ومريرة- من نضال الحركة الفلاحية والقوى اليسارية المناصرة لها.

فالأمر لم يعد مجرد مواجهة استغلال كبار الملاك (كما كان الوضع قبل ثورة يوليو)، ولا مقاومة التآمر على الإصلاح الزراعي (كالخمسينيات والستينيات)، ولكنه أصبح مواجهة لمخطط عدواني أمريكي شرس للهيمنة على زراعتنا وغذائنا ومقدرات مجتمعنا..

.. وتواصل النضال الفلاحي/ اليساري، وسيظل متواصلاً لحين الخلاص من هذه السياسات المدمرة للزراعة والمهدرة للفلاحين.



???





الفلاحون ..

والكفاح الوطني



وعن الكفاح الوطنى للفلاحيين قال :كان الفلاحون المصريون -على مدى التاريخ- هم القوة الرئيسية في كتائب النضال الوطني ضد كل المعتدين والغزاة.. من الهكسوس حتى الصهاينة.

فلقد ارتبطت دائماً في وجدان الفلاح المصري، قيمة "الأرض" كمجال للعمل وللإنتاج للرزق له ولأسرته، بقيمة "الأرض" كوطن لابد أن يكون متحرراً من أي دنس استعماري.

وإذا كان التاريخ القديم يوضح لنا أن الذي حسم أي تردد لأحمس وحكومته لمواجهة الهكسوس، كان إصرار الفلاحين على حربهم وطردهم، فإن شهادات قيادات الاحتلال بعد ذلك تؤكد الدور البارز للفلاحين المصريين في معارك التحرير الوطني.

? فيكتب "ريبو" في كتابه "التاريخ العلمي والحربي للحملة الفرنسية.." كان الوجه البحري -على الرغم من احتلاله- غير خاضع ولا مستسلم. وكثيراً ما تمردت القرى التي مر بها الجيش الفرنسي ورفع الفلاح علم الثورة.

? ويقول "الجنرال ديزيه" قائد الحملة على الصعيد في أحد تقاريره.. "إننا نعيش هنا عيشة الضنك، فإن جميع القرى تفتقر من السكان كلما اقتربنا منها، ولا نجد فلاحاً واحداً يدلنا أو يأتينا بأخبار".

? ووكيل وزارة الخارجية البريطانية، يعجب أمام مجلس العموم، من التضحيات غير العادية التي قدمها الفلاحون المصريون في أسبوع واحد من مقاومتهم للاحتلال (من16-23 مارس 1919) والتي رصدها فيما يلي:

× ألف شهيد × 1600 مصاب

× 7300 سجين سياسي × 149 حكماً بالإعدام

? وقبل ذلك .. وبعد تواطؤ بعض كبار الملاك الزراعيين مع الاستعمار وخيانتهم للثورة العرابية، لم يجد عبد الله النديم -داعية الثورة وشاعرها ولسانها الشعبي- الحماية والأمان والقدرة على مواصلة النضال إلا في أحضان الفلاحين، الذين أُضطهد الكثيرون منهم بل وأُعدم بعضهم (مثل فلاح الغربية يوسف أبو ديّا) وهم مصرّون على حمايته وتمكينه من استكمال مسيرة الثورة بعيداً عن أعين الأعـــداء.

? وبعد ذلك .. تواصل نضال الفلاحين وتضحياتهم في كافة المعارك ضد أعداء الوطن، ومن الأمثلة الأخيرة في هذا الشأن :

ـ الشهيد سيد زكريا خليل .. الشاب الصغير الصعيدي الـذي أفنى -وحده بعد استشهاد باقي فصيلته- كتيبة كاملة من الصهاينة في حرب 1973.

ـ الشهيد ميلاد العبيس -الفلاح الفقير من الدلنجات- الذي استشهد وهو يحاول عام 2002 العبور إلى أرض فلسطين الحبيبة ليشارك أخوته الفلسطينيين معركتهم المقدسة ضد العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً.

?



صور متميزة للنضال الفلاحي



? الإضراب عن العمل

في حفر قناة السويس



وحول النضال الفلاحى ذكر نصيف :فبعد أقل من ستة شهور منذ كتبت جريدة "اسنرودنت" الإنجليزية في 15 يوليو 1861 "إن الفلاحين المصريين يسحبون سيراً على الأقدام إلى بور سعيد، وقد ربط بعضهم إلى بعض كالجمال أو مثل قطعان العبيد"، كانت الانتفاضة التاريخية للفلاح المصري في يناير 1862، بالتمرد الذي قام به آلاف الفلاحين ضد السخرة، وقيامهم بالإضراب عن الحفر، والهروب المنظم -والمسلح- من الموقع، مما اضطر المستغلين إلى تحديد أجر (رغم ضآلته) للفلاحين، والتحسين النسبي لمعيشتهم وخاصة بالنسبة لمياه الشرب.

? ثورة "همام"

ضد المماليك

استمرت هذه الثورة الفلاحية المسلحة في صعيد مصر لأكثر من ثلاثين عاماً، وهي رافعة شعار "مصر للمصريين والأرض للفلاحين".

ورغم الأصول الأعرابية "لهمّام" -قائد هذه الثورة- إلا أن هدف حركته وتشكيل جيشها وامتزاج الأصول الفلاحية بالاعرابية طوال نضالها، يؤكد أنها صورة مشرقة وهامة للنضال الفلاحي المصري.

? جمهورية زفتى

سنة 1919

أعلن الفلاحون والمثقفون الوطنيون -أثناء ثورة 1919- الاستقلال عن السلطة وشكلوا مجلس وطني لحكم الإقليم وتسيير أموره وحمايته من القوات الإنجليزية والسلطة التابعة، لمدة وإن لم تكن طويلة بعدد الأيام، إلا أنها بطولية من ناحية الصمود الثوري في مواجهة الضغط والحصار.

ولقد كانت مجالاً للاستلهام والاحتذاء بها في بعض أقاليم محافظتي أسيوط والدقهلية طوال فترة النضال الوطني الشعبي عام 1919.

الفلاحون ..

ليسوا وحدهم



مع تواصل حركة النضال الفلاحي، كان من الطبيعي -موضوعياً- أن تكون المسألة الفلاحية/ الزراعية، موضع اهتمام القوى الوطنية والديمقراطية في المجتمع، مع الاختلاف البديهي في درجات مواقف هذه القوى وفق تركيب كل منها الطبقي.

? فبالإضافة لدور ثورة 23 يوليو 1952 تجاه الفلاحين، وإصدارها لقانون الإصلاح الزراعي بكل ما يتضمنه من مكاسب وما ينتجه من آفاق للفلاحين.

فإن التاريخ الحديث والمعاصر يؤكد أن الفلاحين .. لم يكونوا وحدهم.

? الثورة العرابية، تضع في صدر برنامجها :

ـ إلغاء السخرة التي يفرضها الباشوات الأتراك علـى الفلاحين.

ـ القضاء على احتكـار كبار الملاك لمياه النيل والتحكـم فيها.

ـ حماية الفلاحين من المرابين الأجانب.

ويؤكد عرابي انتماء ثورته للفلاحين، بل يطلق عليها "حركة الفلاحين".

? والحزب الوطني (وخاصة في مرحلة قيادة محمد فريد له) :

يتبنى قضية الفلاح، مدافعاً عن حقوقه، مطالباً برفع الغبن عنه المتمثل في "تدهور مستوى معيشته نتيجة العائد الضئيل الذي يحصل عليه بعد مجهود شاق" مهتماً بتشكيل الجمعيات التعاونية والنقابات الزراعية والمدارس الأهلية لأبناء الفلاحين.

? وحزب الوفد :

يدعو عام 1935 إلى استصلاح الأراضي وتوزيعها قطعاً صغيرة على الفلاحين. ويقدم للفلاحين -في سنوات حكمه المحدودة- عدداً من الإنجازات الهامة، وخاصة بالنسبة للائتمان الزراعي ومجانية التعليم ومنع تملك الأجانب للأراضي.

? والحزب الاشتراكي :

يرفع طوال عامي 1950-1951 شعار "الأرض لمن يفلحها"، ويتقدم نائبه في مجلس النواب (المهندس إبراهيم شكري) بمشروع قانون بتحديد الملكية بخمسين فدانا.

? والعديد من الكتّاب والأدباء والشخصيات السياسية والقانونية والاجتماعية، تهاجم أوضاع الفلاحين -قبل 1952- مطالبة بضرورة حصولهم على حقوقهم الإنسانية مثل :

ـ الدكتور طه حسين، وكتابه "المعذبون في الأرض".

ـ الدكتور عبد الرازق السنهوري، وكتابه "الإيجار".

_ الأستاذ خالد محمد خالد، وكتابه "من هنا نبدأ".

ـ ولشد ما كان "الأب هنري عيروط" واعياً بأبعاد القضية، مدركاً لحلها الحقيقيي/ شجاعاً في طرح هذا الحل، حيث يكتب في كتابه/ المرجع "الفلاحون".. "إن الدولة مسئولة عن بؤس الفلاح، لأنها -وحدها- التي تستطيع علاج حالته، ولكن البرلمان والحكومة يتشكلان من كبار الملاك، ومن ثم يجب تغييرهم".



?



الشيوعيون واليسار المصري

.. والحركة الفلاحية ..

وحول علاقة الحركة الفلاحية بالشيوعيين قال :تميز دور المنظمات والأحزاب الشيوعية تجاه القضية الفلاحية/ الزراعية، بأنه لم يقتصر على وضع قضايا الفلاح والأرض كجزء من قناعات وفكر وبرامج هذه التشكيلات، ولكنها جعلت من نضالها الفعلي مع الفلاحين -في سبيل تحقيق هذه البرامج والأفكار- محوراً رئيسياً لحركتها. وقدمت في هذا المجال الكثير من التضحيات الغالية.

? فالحزب الشيوعي المصري -في بداية العشرينيات من القرن العشرين- يناضل مع الفلاحين المصريين من أجل حقهم في الأرض والحياة الإنسانية، مستهدياً ببرنامجه الفلاحي التالي :

1ـ إلغاء نظام ملكية "العزب".

2ـ مصادرة ما يزيد من الملكية الزراعية للفرد عن 100 فدان، وتوزيع الأراضي المصادرة على الفلاحين أو إقامة "مزارع الشعب" بها.

3ـ إعفاء ملاك 10 أفدنة فأقل من الضرائب، وإلغاء الديون المتراكمة على ملاك 30 فدان فأقل.

4ـ إنشاء بنوك تعاونية لصغار الزراع.

5ـ تنظيم فقراء الفلاحين في نقابات تدافع عن مصالحهم، وإيجاد الصلات بينها وبين النقابات العمالية.

6ـ تمثيل فقراء الفلاحين (والعمال) تمثيلاً صحيحاً في البرلمان.

? والمنظمات الشيوعية منذ منتصف الأربعينيات وخاصة "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني"، تخوض نضالاً شاقاً مع الفلاحين، وبكافة وسائل وآليات النضال :

1ـ برنامج فلاحي يطالب بتحديد الملكية، وحقوق عمال الزراعة، وقيام المزارع التعاونية الاختيارية، وتوفير سبل الحياة الإنسانية للفلاحين.

2ـ تربية كوادر حزبيـة متخصصة -فكرياً وحركياً- للنضال الفلاحي.

3ـ إصدار المجـلات والنشـرات -السرية والعلنية- تدعو الفلاحين إلى تنظيم صفوفهم لمقاومة الاستغلال من جانب كبار ملاك الأراضي.

4ـ تشكيل لجان ديمقراطية للفلاحين (كلجان المستأجرين، ولجان فقراء الفلاحين) في العديد من المحافظات والمواقع الفلاحية.

5ـ العمل على إبراز وتدعيم القيادات الفلاحية "الطبيعية"، القادرة على قيادة معارك الفلاحين وتنظيم صفوفهم والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم.

6ـ دعم كتائب الكفاح الوطني المسلح عام 1951، بالأنصار من فلاحي الشرقية ومنطقة القناة.

? وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وصدور قانون الإصلاح الزراعي :

تواصل نضال الحركة الشيوعية واليسارية، مع الفلاحين من خلال:

ـ كشف مؤامرات كبار ملاك الأراضي على القانون، ومحاولات تهريب الأراضي.

ـ الوقوف ضد الرأسمالية الريفية المتخلفة، في تآمرها لوراثة طبقة كبار الملاك وحرمان الفلاحين الحقيقيين من مكاسب الإصلاح الزراعي.

ـ مواجهة القيادات الحكومية والأجهزة البيروقراطية التي حاولت حرمان الفلاحين من ثمار الإصلاح الزراعي، وتفريغه من مضامينه وتوجهاته التي في صالحهم.

? منذ منتصف السبعينيات، واصل اليسار المصري -بمختلف توجهاته- حركته النضالية مع الفلاحين، على ثلاثة محاور أساسية:

1ـ الدفاع عن حقوق الفلاحين -من عمال زراعة ومستأجرين وصغار ملاك- ضد الهجمة الشرسة على كل مصالحهم ومكتسباتهم.

2ـ التصدي لمحاولات إهدار الزراعة المصرية لصالح سياسات "التكيف الهيكلي والتصدير من أجل الاستيراد"، المفروضة من البنك والصندوق الدوليين والهيئة الأمريكية للتنمية، وكذلك للمخططات "التطبيعية" مع العدو الصهيوني في المجال الزراعي.

3ـ التحرك العملي الجاد نحو توحيد الفلاحين في منظمتهم الديمقراطية "اتحاد الفلاحين".



?



تحالفات يسارية / ديمقراطية

في سبيل مصالح الفلاحين والزراعة المصرية



وعن التحالفات اليسارية قال :بعد أن طالت السياسات الزراعية الخاطئة والمهدرة العديد من الطبقات والفئات الفلاحية، بل وواقع ومستقبل الزراعة المصرية ومقوماتها الرئيسية، كان من الطبيعي أن تقوم -في مجال النضال الفلاحي والزراعي- العديد من التحالفات ومراحل العمل المشترك بين اليسار المصري والعديد من الأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية، ولعل أبرزها:

? الجبهة الواسعة التي تصدت -في نهاية السبعينيات- لمحاولة الرئيس الراحل أنور السادات مدّ إسرائيل بمياه النيل المصرية، والتي شملت بجانب الأحزاب القوى السياسية الكثير من المفكرين والكتاب بمختلـف توجهاتهـم، وكذلك علماء مصـر فـي المجال المائي -الحكوميين مع غير الحكوميين- وكلل لحركتها النجاح.

? التحرك المشترك من مختلف القوى الديمقراطية في سبيل عودة الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي بعد حله بتوصيات من البعثة "الرئاسية" الأمريكية عام 1976.

? اللجنة المشتركة لتنسيق الحركة في مواجهة عملية طرد المستأجرين عام 1997، والتي ضمت أحزاب: التجمع والشيوعيين والناصري والعمل والقوى اليسارية وكثير من المنظمات الديمقراطية.



×××



.. وهكذا، فالفلاحـون المصريون لم -ولن- يكونـوا أبـداً .. وحدهم ..











اتحاد الفلاحـين المصريين

تجربة ديمقراطية هامة



وعن تجربة اتحاد الفلاحيين المصريين قال :منذ منتصف السبعينيات، دخلت الحركة الفلاحيـة مرحلـة جديــدة -ومريرة- من النضال، في مواجهة محاولات الانتكاس بكل المكاسب الفلاحية، وإهدار كل الحقوق الدستورية والإنسانية للفلاح المصري، على كافة المحاور الحياتية والإنتاجية. ووقعت العملية الزراعية -تحت دعاوى "التحرير والخصخصة والانفتاح والتكيف الهيكلي"- بين هيمنة السوق السوداء ومافيا الاحتكارات من ناحية، وبين رحى التبعية للتوجهات الأمريكية والتطبيع مع العدو الصهيوني من ناحية أخرى.

وأمام كل هذه التحديات الكبيرة والخطيرة التي أصبحت تواجه الفلاحين والزراعة، أدركت حركة النضال الفلاحي أنه لابد للفلاحـين المصريين -حتى يستطيعوا مواجهتها- من قيام اتحادهم الديمقراطي القوي القادر على التصدي لهذا المخطط التدميري، وحماية مصر من مخاطره، وعلى التعبير المنظم -وبالوسائل الدستورية- عن هموم الفلاحين والمطالب بحقوقهـم.

? نشأة الاتحاد

كتحقيق لحلم كبير للحركة الفلاحية واليسارية - ناضل وضحى من أجله الكثيرون من قيادات الحركة الفلاحية، وكتتويج لحركة عمل ميداني مكثف لمدة ثلاثة أعوام شملت أرجاء الريف المصري وقراه في وجه بحري وصعيد مصر ..

00 اجتمع يوم 30 أبريل عام 1983 -يوم ذكرى شهداء الفلاحين- 316 فلاحاً كمندوبين مختارين من اللجان التحضيرية المشكلّة في 15 محافطة.

وأقروا - بعد حوار ديمقراطي جاد (وحاد أحياناً)، مشروعات الوثائق التأسيسية للاتحاد (البرنامج واللائحة وخطة العمل)، ثم قاموا بانتخاب ديمقراطي لرئيس الاتحاد ومجلس إداراته، وباختيار هيئة مستشارين له.

وأعلن بذلك قيام أول اتحاد للفلاحين المصريين.

وفي 15 يناير 1985، عقدت الدورة الثانية للجمعية العمومية، وشارك في أعمالها مندوبون مختارون -وفق لائحة الاتحاد- من المواقع الفلاحية المختلفة في 17 محافظة. وكانت دورة ذات توجّه عملي (وليس وثائقياً)، حيث تم مناقشة أهم القضايا الفلاحية آنذاك، وتحديد وسائل نضال الاتحاد -مركزياً ومحليا- تجاهها.

ومن خلال هاتين الجمعيتين العموميتين، تكرست للفلاحين المصريين نواة جيدة لمنظمة ديمقراطية تسعى لتبني قضاياها والدفاع عن مكتسباتهم والمطالبة بحقوقهم .. وهي "اتحاد الفلاحين المصريين".



عشرون عاماً من الحركة المتواصلة

واضاف عريان :على الرغم من أن "اتحاد الفلاحين المصريين"، ينفرد -بين باقي الاتحادات العربية والعالمية- بالاوضاع التالية:

? ليس حكومياً، وليس -في نفس الوقت- قطاعاً من أي حزب سياسي.

? لا يتلقى دعماً أجنبياً أو محلياً، وتتم حركته بصورة تطوعية.

? لا يوجد به أي تفـرغ، وليس لـه -بالتالي- جهاز إداري متخصص.

00 على الرغم من ذلك، فإن حركة الاتحاد -على مدى العشرين عاماً- لم تتوقف (بشكل أو بآخر)، ولم يتقاعس عن النضال في سبيل أي مشكلة فلاحية أو زراعية، بل وأيضاً -ورغم كل الظروف الموضوعية والذاتية- تمكن من تحقيق بعض النتائج الهامة، ومن أمثلتها:

ـ في مجال المشاكل اليومية للفلاحين:

× تسعير قصب السكر لمزارعي الصعيد.

× تعويض الفلاحين عن خسارتهم في زراعة الأرز "الريهو" في وجه بحري.

ـ في مجال القضايا الزراعية العامة:

× القيام بدور ملموس في إيقاف مخطط مدّ إسرائيل بمياه النيل.

× الإسهام الجاد في الحركة الديمقراطية التي أدت إلى عودة الاتحاد التعاوني المركزي.

ـ في مجال الحركة الإعلامية:

× إصدار أكثر من 40 عدداً من النشرة غير الدورية للاتحاد، بجانب مئات المقالات -في الصحف المختلفة- التي تتناول أهم المشاكل القائمة.

ـ ولعل دور الاتحاد بالنسبة للقانون الجديد للإيجارات الزراعية، كان شديد التميز -على كافة المحاور- وخاصة من خلال نجاحه في عقد مؤتمر فلاحي مركزي غير مسبوق - في مقر حزب التجمع بالقاهرة - شارك في حضوره وأعماله أكثر من خمسة آلاف فلاح من جميع قرى مصر، ليعلنوا للحكومة رفضهم للقانون 96 لسنة 1992، الظالم لهم والمهدر لإنتاجهم.









تجربة هامة يجب ألا تهدر



واضاف :لا شك في الدور الإيجابي للاتحاد -تجاه الفلاحين والزراعة المصرية- ليس فقط من خلال هذه الإنجازات أو غيرها، ولكن أساساً من خلال استمراريته وتواصل حركته، بكل ما تحتويه من سلبيات وأوجه قصور. ولكن، لا شك أيضاً أنه حتى يستطيع مواصلة دوره ومهامه -مع ضخامة التحديات التي عليه مواجهتها- فإن هذا يتطلب (وحتى لا تهدر هذه التجربة الديمقراطية الهامة) من كافة القوى اليسارية والديمقراطية -المدركة أن القضية الفلاحية هي قضية وطنية على أعلى درجة- المزيد من الدعم والاحتضان والمساندة.







آفاق المستقبل للزراعة والفلاحين في مصر

نحو إصلاح زراعي جديد



وحول كيفية المواجهة قال :00 استشرافاً لآفاق المستقبل للزراعة وللفلاحين في مصر.

00 وفي مواجهة محاولات تدمير الزراعة وإهدار الفلاح.

فإن الحركة الفلاحية -والقوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية المناصرة لها- تناضل من أجل البرنامج التالي:



أولاً - برنامج "الإنقاذ" العاجل :

(1) قيام حركة تعاونية زراعية ديمقراطية، من خلال :

? قيام بنك خاص بالتعاون الزراعي، يمكّن الحركة التعاونية من القيام بدورها تجاه الزراعة والفلاحين إئتمانيا وانتاجيا وخدميا وتسويقيا.

? صدور قانون جديد يحمي ويطور وييسر حركة التعاونيات الزراعية ويكرس ديمقراطيتها بعيداً عن تدخل الجهات الإدارية.

? إعطاء الأولوية -والنسبة الأكبر- من الأسمدة والبذور وجميع مستلزمات الإنتاج المحلية للحركة التعاونية الزراعية، مع إعفاء آلات الميكنة الزراعية المستوردة لحسابها من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات.



(2) تلافي الآثار السلبية للقانون 96 لسنة 1992، بما يتطلب :

? تدخل الدولة -ولو لفترة انتقالية- بتقنين حد أقصى للقيمة الإيجارية، وحد أدنى لمدة سريان العقد.

? الالتزام الحكومي، بما هو وارد في نصوص ذات القانون، بشأن توفير أراض جديدة مستصلحة للفلاحين المضارين من القانون.

? إيقاف التدخلات الإدارية والأمنية التي تسعى لفرض إرادة الملاك على المستأجرين.



(3) توفير سبل الحياة الإنسانية للفلاحين، بما يعني :

? نشر مظلة التأمينات الصحية والاجتماعية -بشكل جدي- على جماهير الفلاحين.

? كفالة ظروف العمل الملائمة -اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً- لعمال الزراعة والتراحيل، مع الاهتمام -بشكل خاص- بالأطفال والفتيات العاملين في هذا المجال.

? الحماية الصحية والبيئية للفلاحين، وخاصة بإنجاز مشروعي: الصرف الصحي والمياه النقية.



(4) وضع المقومات الرئيسية للتنمية الزراعية، وذلك يستوجب :

? منع تملك أو استغلال غير المصريين للأراضي المصرية المنزرعة أو القابلة للاستزراع أو الصحراوية.

? الإيقاف الكامل لكل ما يُسمى "علاقات التطبيع الزراعي" مع إسرائيل.

? إعادة النظر في قضية "التركيب المحصولي"، حرصاً على توفر المحاصيل الغذائية اللازمة للاستهلاك والمحاصيل الضرورية للصناعة الوطنية.

? الحرص على الثوابت الوطنية للسياسة المائية والتي تتمثل فيما يلي:

لا خصخصة لمجاري المياه في مصر، أو بيع مياه الري للفلاحين، أو انتقال المياه المصرية خارج حدودنا، أو الانتقاص من حق إدارة الري المصرية في الانفراد بمقدرات مسئولياتها.

? تطوير مراكز ومعاهد البحوث الزراعية، وتقديم الدولة كل صور الرعاية والدعم لعلماء وخبراء مصر الزراعيين، بما يمكنهم من حماية وتحديث الزراعة المصرية.



ثانياً - البرنامج الاستراتيجي (طويل المدى) :



(1) تنفيذ شعار "الأرض لمن يزرعها"، لكفالة ما يلي :

? الحل الجذري لمشكلة العلاقة الايجارية الزراعية.

? للتناغم مع شعار "تصفية العلاقات الطفيلية" في المدينة.

? لزيادة الإنتاج الزراعي، وتضييق الفجوة الغذائية والمحصولية.

(2) قيام المزارع التعاونية الإنتاجية الاختيارية، بما يمكن أن يؤدي إلى :

? تشغيل الطاقات العاطلة من العمالة الريفية، وحل مشكلة المستأجرين المطرودين من الأرض.

? تمكين صغار الملاك -وقطاعات من متوسطيهم- من الاستمرار في عملية الإنتاج الزراعي.

? زيادة الإنتاج والإنتاجية، لاستخدام الميكنة الزراعية والوسائل الحديثة للزراعة.

? التصدي للمخطط الأمريكي / الصهيوني، للهيمنة على الأرض ومقدرات الزراعة.



(3) التنسيق الزراعي العربي :

كبديل طبيعي -ومتاح الإمكانية- لمشروعات "الشرق أوسطية وكافة توجهات المخطط الأمريكي/ الصهيوني للسيطرة على أوضاعنا الزراعية والغذائية، بكل ما لذلك من مخاطر اقتصادية وسياسية.



(4) دعم الحركة الفلاحية الديمقراطية المنظمة :

وتتأكد ضرورة الدعم والمساندة -من جانب كل القوى الوطنية- لمؤسستين رئيسيتين:



? الحركة التعاونية الزراعية: التي يجب أن تمثل الجناح الاقتصادي للإصلاح الزراعي الجديد.

? اتحاد الفلاحين المصريين: الذي نأمل أن يكون الجناح الديمقراطي لهذا الإصلاح.







***













بيرم التونسي

ما يزال يدافع عن الفلاح المصري



وانهى عريان نصيف كلامة قائلا :كان الشاعر العظيم "بيروم" تونسيا -بحكم المولد والمنبت- وفي نفس الوقت -بفكره ووجدانه وانتمائه- مصرياً حتى النخاع.

وعلى الرغم من أن حياة بيرم في مصر، كانت في أحيائها الشعبية بالقاهرة والإسكندرية، إلا أنه كان مدركاً أن الريف -بأبنائه الفلاحين- هو العمق الحقيقي لمصر.

ومن هنا، كان اهتمامه -منذ عشرينيات القرن العشرين حتى خمسينياته، ومن خلال العديد من قصائده وأزجاله- بالفلاح والأرض.

ولم يكن ذلك بمجرد كلمات منظومة تتغنى بجمال الريف وهوائه النقي، ولكن بكلمات وصور صادقة منحوتة من هموم الفلاحين، أسيانة بمواجعهم، عامرة بحبهم، كاشفة ومهاجمة لكل من يحاول المساس بحق الفلاح في الحياة الكريمة، وفي ثمرة مجهوده، وفي كرامته الإنسانية.

? يتعجب بيرم -على لسان الفلاح- من كبار الملاك الزراعيين وأتباعهم، الذين يتنعمون ويحيون في رفاهية بفضل جهد وشقاء الفلاح، ثم يسخرون منه، بل و"يعايرونه" بأنه "فلاح" وفقير :

" الأولـه عيرونـي إن انـا فـلاح بدفيّــه 00 وعيش حاف

والثانيه أزرع وأقلع للي نام وارتاح في دهبيه 00 بميت مقداف"

? ويتأس الفلاح -بقلب بيرم- ممن يدمرون حياته رغم ما يقدمه لهم من خير :

" ليه تهدمونــي وأنا اللي عزّكم باني

أنا اللي فوق جسمكم قطني وكتانـي

عيلتي في يوم دفنتي مالقتــش أكفاني

حتى الآســــيّه .. وانا راحل وسايبكم

? ولأن بيرم يحب الفلاح، فمن الطبيعي أن يحب أرضه الطيبة ويتغنى بها :

" رحيمه .. فاضت لنا بالخير أنهارك

جميلة .. متزوقه في وشي أزهارك

طروبه .. تعزف لنا الأنغام أطيارك

كريمة .. ما ينقطع نخلك ورمانك "

? ويمتد حب بيرم إلى مياه النيل (رغم ما بها من عكارة وطين) :

"عطشان يـــا صبايـا عطشان يا مصريين

عطشان والنيل في بلادكم متعكر مليان طيـن

ولا نهر الرون يروينـي ولا مية نهر السين"

? ويبكي بيرم على أطفال فقراء الفلاحين الذين يشقون في أعمال التراحيل :

"في كل روضــه الطفولـه خدهـا ينباس

وانتم خدودكــم على سفح التراب تنداس"

? ورغم إدراك بيرم أن ثمرة كدح الفلاح وأسرته طوال العام، ليست له بل للملاّك، إلا أنه يحتفي ويفرح بنمو المحاصيل ناتج جهد وعرق الفلاحين :

" فايت على القطن كان لسه ورق ع العود

واقفه عليه العدارى تحرسه م الـــدود

شقـا موسـم بحالـه والأجـير مكدود

قلـت قـادر إلهـي يجعـلك في صعود"

? ويأسف بيرم لأن القطن -كمحصول رئيسي للبلاد- لا يحصل الفلاح منه سوى على الجهد والكد طوال الموسم الزراعي، بينما الناتج الحقيقي يتخم جيوب الآخرين :

" والقطن برضه لمزراحي

ولقرداحــي

وابن البلـد يقعـد ماحي

في بلاده يتيم "

? ويؤكد بيرم على أن المتمتعين بثمار عمل الفلاح -والثروة الناتجة عنها- هم جماعات من الطفيلين والسماسرة وقابضي الريع، دون أن تربطهم بعملية الإنتاج الزراعي سوى جني الأموال دون تعب أو عمل :

" لا هو بيحرث ولا بيبدر .. ولا بيحصد ولا بيجمع

وبالتليفون يجيب مليون .. وميت مليون ولا يشبع"



? وكان وعي بيرم بالقضية عميقاً، حيث يدرك أن الموضوع كبير ومخطط له جيداً، فلم يكن الهدف فقط هو استغلال جهد "الأجراء"، ولكن أيضاً الاستيلاء على أراضي صغار الملاك بعد إيقاعهم في شرك الديون. ويزداد الخطر عندما يقوم الأجانب بهذه المؤامرة :

" حاسب من اللي داخل بالشنطة يا فلاح

جايب شبك من بلاده والجوع طـرّاح "

? ولم يكتف بيرم بالدفاع عن الفلاحين والهجوم على من يستغلون جهدهم، بل وضع أمامهم حلولاً كفيلة بحماية أرضهم وحقوقهم، مركّزاً على أمرين طالب الفلاحين باتباعهما :

" بدّل البنك مصري ينقضي دينك "

دعماً لبنك مصر ولبنك التسليف الزراعي للحصول على الائتمان الزراعي اللازم، بديلاً عن البنوك الأجنبية ومؤامراتها على الأرض والفلاح.



" أدخل نقابة الزراعة وهي دي تعينك "

داعياً الفلاحين -منذ ستين عاما- لتشكيل نقاباتهم المدافعة عن حقوقهم.



× × ×



00 واليوم، ومع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلاح المصري، ومع تزايد همومه ومشاكله، ومع تنامي صور استغلاله وإهدار إنتاجه وحياته تحت الشعارات المراوغة .. "تحرير الزراعة، التكيف الهيكلي، الارتباط بالسوق العالمي.. الخ."، نجد أن كلمات بيروم الصادقة مازالت حية خالدة وهي نصف معاناة الفلاح، وتحذره من المخاطر، وتدعوه للتكتل في نقابته.




#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الاقتصاد المصرى فى 2003 /2004
- فى مؤتمرصحفى : حزب التجمع يطرح مشروع للتغيير الوطنى فى مصر
- أفاق اشتراكية - وموقف اليسار المصرى من قضية الديمقراطية
- عجز الموازنة أم عجز الحكومة ؟؟
- المعارضة المصرية تضع ملامح - الاصلاح الوطنى - المنشود
- عاجل الى د/ مختار خطاب وزير قطاع الاعمال المصرى
- حكومة مصر تصنع من - الفسيخ - شربا ت !!!
- دولة الرئيس !!
- مصر واسرائيل
- سلاح البطالة فى مصر
- قراءة فى الملفات السرية للحزب الشيوعى المصرى
- عاجل الى الحكام العرب
- لماذا لا نعيد النظر فى العلاقات المصرية ألامريكية ؟؟
- فخامة الرئيس مبارك ... هل هذا الكلام صحيح ؟؟
- أنا والاحزاب وفيفى عبدة
- خلافات وانقسامات فى البرلمان المصرى قبل السفر الى اسرائيل
- مهدى عاكف – حبيب العادلى – عزت حنفى .. ثلاثى أضواء الاحداث !
- الاشتراكيون الثوريون أمام محكمة أمن الدولة اليوم
- من الذى يشوه سمعة مصر فى الخارج ؟
- أه يا بلد !


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - مستشار أتحاد الفلاحين المصريين للحوار المتمدن: حكايات الفلاح المصرى مع الحكومة والاقطاعيين واليسار