سلاح البطالة فى مصر

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 799 - 2004 / 4 / 9 - 10:42
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

فى صورة كاريكاتيرية رسمها الفنان حسانين فى جريدة " الاهالى " المصريه يظهر شاب مصرى فقير واقفا امام باب وزير القوى العاملة , حاملا خلف ظهره سلاحا مكتوب عليها " البطاله " حيث يقول الشاب لمسئول الامن الذى يقف على باب الوزير : قول للوزير فيه " باحث" عن عمل عايز يقابلك .

الصورة تعبر بصدق عن الواقع المؤلم لغالبية الشباب المصرى الذى يتصارع مع الحياه كل يوم حتى يستطيع أن يأكل فقط حتى " عيش حاف " , ويحلم بامور بديهيه مثل المأكل والمشرب والسكن والزواج , وهى أحلام بعيدة المنال حقا فى هذا الزمان , وفى هذا العصر الذى يستحوذ فية 20 % فقط على الثروة فى مصر .

قد يبدو للقارئ العزيز من كل انحاء العالم أن الامر بسيط وعادى وهو ليس كذلك فحال الشاب المصرى يصعب على الكافر كما يقولون ولكنه لا يصعب على حكومة مصر المحروسةفهناك 4 مليون عانس و7 ملاين اعزب ! .

القطاع الخاص فشل فى حل مشكلة البطالة بدليل هرولة بعض الشباب المصرى الذى يعمل فى القطاع الخاص الى تقديم اوراقهم عند الاعلان عن وظائف وهميه من جانب الحكومة, فلا أمان فى القطاع الخاص ولا يحزنون .

4 ملاين عاطل فى مصر هم خيرة ابناء الوطن سقطوا من حسابات الحكومة , فعل يشعر المسئولين فى هذا البلد بمواجع هذة الفئة المظلومة والمقهورة , فكيف بشاب تخطى الاربعين عاما دون زواج أو سكن أو وظيفة محترمة أن يكون لدية انتماء لهذا الوطن , واذا حدثت معجزة بالفعل ونجح اى شاب مصرى فى الحصول على العمل الحكومة ترى ما هى ملامح راتبة الشهرى الذى يتبخر فى الايام الاولى من الشهر بسبب ارتفاع الاسعار الذى لا يتناسب ابدا مع الاجور والمرتبات .

حقيقة لاول مرة يعجز قلمى عن التعبير بصدق ونقل صورة الشاب المصرى المطحون والمخنوق فالكارثة اكبر من أى كلمة .

فيا من تسكنون البروج المشيدة والفيلات الكبيرة و " تتمرغون " على الاثاثات الفاخرة وتشربون المياه المعدنية وتأكلون الهامبورجر واللحوم بكافة انواعها بل وتستوردونها من الخارج من دم ابناء هذا الشعب , يا ايها اللصوص والحرامية ناهبى أموال البنواك وقوت الشعب بقوانينكم , يا من تسيطرون على كل الاشياء والمؤسسات وتبيعون مصر بتراب الفلوس وتفبركون القوانين .. الشباب يموت ويتألم ويبكى بسببكم وغير قادر حتى على الحصول على العيش بكرامة .. كفاية تعبنا حرام ارحلوا .



ويجب ان تعلموا أن ذلك لن يطول وأن الشباب المصرى قادر على استرداد حقوقة بكافة الطرق فكلما زاد ظلمكم وفسادكم اقتربت نهايتكم حتى ولو بسلاح البطاله .. أليس كذلك ؟

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات