التعذيب صناعة حكومية

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:37
المحور: حقوق الانسان
    

رصدت منظمات حقوق الإنسان في مصر 41 حالة تعذيب لمواطنين داخل أقسام الشرطة من بينها 15 حالة وفاة نتيجة التعذيب وسوء المعاملة، وذلك خلال الفترة من إبريل 2003 حتي إبريل 02004

تزامن صدور هذه البيانات الجديدة مع اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا التعذيب، والذي احتفلت به منظمات حقوقية في عدد من دول العالم، في ذكري توقيع الدول علي الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب0

ويوم السبت الماضي نظمت اللجنة المصرية لمناهضة التعذيب مؤتمرا جماهيريا تحت شعار «وطن خال من التعذيب »، وذلك بالمقر المركزي لحزب التجمع تحدث فيه عدد من السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان وقدمه الزميل محمود حامد، أمين الحريات بحزب التجمع0

أولويات «التجمع»

افتتح خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع المؤتمر بكلمة قال فيها إن حزب التجمع مؤمن منذ البداية بقضايا حقوق الإنسان وجعلها علي رأس أولوياته، وأنشأ من أجل ذلك لجنة الدفاع عن الحريات منذ بدايات تكوين الحزب في النصف الثاني من السبعينيات0

وأضاف زعيم حزب التجمع أنه انطلاقا من القناعات الأساسية للحزب، أكد برنامج التغيير الوطني علي ضرورة إلغاء القوانين والمواد القانونية المناهضة للحريات العامة وحقوق الإنسان، ووضع حد نهائي لممارسات التعذيب ومساءلة مرتكبيه0

وأكد خالد محيي الدين في كلمته أن نقطة البداية هي أن تحترم الحكومة توقيعها علي الاتفاقيات الدولية فيصبح من الضروري محاكمة مرتكبي جريمة التعذيب الذين يشوهون بأسلوبهم صورة مصر وحتي يكونوا عبرة للآخرين0

وأشار زعيم «التجمع» أنه إذا كانت النصوص القانونية قاصرة فإننا ندعو إلي تعديل قانوني يضع تعريفا محددا وواضحا لمفهوم جريمة التعذيب وتغليظ العقوبة علي هذه الجريمة التي يجب ألا تسقط بالتقادم0 وأنهي خالد محيي الدين كلمته قائلا: إن ملاحقة أي مرتكب لجريمة التعذيب ضرورة إنسانية قبل أن تكون واجبا سياسيا حتي يشعر المجتمع بالأمان0

وفي كلمته قال محمد فائق أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان أنه لا بديل للديمقراطية لمواجهة كل أشكال التعذيب، فبالديمقراطية سيتم تقديم مرتكبي جرائم التعذيب من الضباط أو المسئولين للمحاكمة0

وأضاف فائق أنه يجب ألا نفصل بين حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية وبين التعذيب فالنظام واحد وأنه لن تستقيم الأحوال إلا بإصلاح جذري0

أدوات حكومية

من جانبه قال عادل عيد المحامي وعضو مجلس الشعب أن التعذيب جريمة حكومة فهي تمارس بإيد حكومية وبأدوات حكومية وفي أماكن حكومية0

وتعجب عيد من إنكار الدولة لعمليات التعذيب المستمرة داخل السجون ومراكز الشرطة والمعتقلات علي الرغم من تأكيد ذلك من جانب لجان ومنظمات مصرية ودولية وخاصة لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة0

وحذر عادل عيد من استمرار ضباط الشرطة في تعذيب المواطنين وهدد باللجوء إلي المحاكم الدولية0

الطوارئ

وحول ظاهرة التعذيب أيضا قال محمود أباظة نائب رئيس الوفد إن استمرار قانون الطوارئ يوقف العمل بأي ضمانات دستورية للحريات العامة، وأضاف أن النظام المستبد لا يمكن أن يستغني عن التعذيب وكبت الحريات ومحاصرة الحياة السياسية ومصادرة الصحف، وطالب أباظة بسرعة محاكمة الضباط المتورطين في قضايا تعذيب0

تنديد

وفي كلمة كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة والتي ألقاها نيابة عنه د0 عبدالله دوراني مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة جدد فيها التزام الأمم المتحدة بالتنديد بمثل هذه الأعمال ودعا إلي الانتصاف لضحايا التعذيب واحترام القوانين الدولية0

طريقة منهجية

بينما أكد أمير سالم وطارق خاطر عضوا اللجنة المصرية لمناهضة التعذيب علي أن التعذيب في مصر أصبح ظاهرة ويمارس بطريقة منهجية فأدوات التعذيب يتم استيرادها رسميا وطالبا بالإصلاح السياسي والدستوري لمواجهة الظاهرة0

رسالة

رسالة المؤتمر كانت واضحة فهي رافضة للتعذيب ومطالبة بالقضاء علي أسبابه والمتمثلة في استمرار قانون الطوارئ وقانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937، والصلاحيات الواسعة لضباط الشرطة، ولم يبق سوي مواجهة تلك الأسباب قبل فوات الأوان0

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل