أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين علي الحمداني - مسؤولية الأسرة














المزيد.....

مسؤولية الأسرة


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 00:13
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


رغم أن الأسرة تعتبر أصغر مؤسسات المجتمع إلا أنها ذات أهمية قصوى في تهيئة أفراد المجتمع منذ الصغر للعيش والاندماج مع المجتمع ومعرفة مكوناته وكيف التعايش فيه والتعامل مع أفراده، وقد بلغ من تأثير الأسرة في الفرد أن رسول الله (صل الله عليه وعلى آله وسلم)، يقول: "ما من مولود إلا ويولد على الفطر، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه"، هذا دليل على أن الأسرة مسؤولة عن سلوك أفرادها سواء كان سلوكاً إجرامياً أو سلوكاً سوياً، فالدور الإيجابي الذي تلعبه الأسرة في حياة أفرادها وفي وقايتهم من الانحراف والجريمة، لا يمكن تعويضه عن طريق أية مؤسسة اجتماعية أخرى. فالأسرة هي المسؤولة عن تكوين نمط شخصية الفرد وأخلاقياته بوجه عام. فعند البحث عن أسباب الجريمة والانحراف لا يغفل الباحثون عن دور الأسرة ومدى الترابط الاجتماعي بين أفرادها لذا على الدولة ان تهتم بالعمل على دعم الأسرة داخل المجتمع وتحسين ظروفها الاجتماعية وتقديم الدعم اللازم لها لكفالة التربية السليمة للنشء والشباب الذين يولدون فيها، حيث يتعلم هؤلاء النشء الأدوار الاجتماعية واللغة والتقاليد والقيم والسلوكيات المقبولة، لتكون مخزوناً ثقافياً كبيراً من المعايير والسلوكيات القيمة التي تشكل إطاراً مرجعياً في السلوك والعادات مستقبلاً، وذلك يعني أنه مهما تعددت المؤسسات الاجتماعية التي يمكن أن تقوم بوظائف الأسرة، فإن هذه المؤسسات لا تعتبر بديلاً للأسرة، بل مكملة لعملها التربوي، فالأسرة السوية أساسها المودة والتراحم واحترام كل من الزوجين للآخر، والشعور لدى كليهما بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقه، حتى يسود المنزل جو من التفاهم والتسامح والرضا، فإذا ما جاء الأبناء كانت التربة والمناخ صالحين لنمو النبت الطيب ورعايته وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وزرع القيم والمثل العليا الموجودة لدى كل من الأبوين في نفوس هؤلاء الأبناء في جو أسري يسوده الحب والاحترام من قبل القائمين عليه، الأب والأم، بعد أن جعلهم الله سبحانه وتعالى ولاة في أسرهم لقول الرسول (ص) "الرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"، فالمسؤولية على القائمين على شؤون الأسرة وتربيتها جسيمة دون إفراط أو تفريط في متابعة أبنائهم وتفقد أحوالهم ومعايشة مشكلاتهم وحاجاتهم المتكررة والعمل على إشباعها والمساواة والعدل بينهم عند التعامل، حتى في أصغر الأشياء حتى لا يكون عدم العدل مدعاة لحصول خلاف أو حقد أحدهم على الآخر أو الشعور بالظلم، الذي يؤدي للميل إلى العزلة والانطواء، فعلى الأبوين توفير الحضن الدافئ لأفراد الأسرة، حتى يكون حصناً واقياً من الوقوع لا قدر الله في الانحراف الخلقي أو الفكري المؤدي إلى الإرهاب، خاصة في ظل الظروف التي تتجاذب فيها التيارات الفكرية عقول الشباب نتيجة التفكك الأسري عند البعض، أو البعد عن التمسك بالدين، أو الفهم الخاطئ له كأفراد ويستغل البعض ظروفهم الأسرية، وانشغال ذويهم فتغرر بهم وتنفث سمومها وأفكارها الهدامة في عقولهم، ثم تحولهم بعد ذلك إلى أجساد مفخخة قابلة للتفجير. فالأسرة تتحمل مسؤولية عظيمة في تحصين ووقاية أبنائها من أي انحراف فكري يؤدي إلى الغلو والتطرف، بمراقبتها لأبنائها دون أن تشعرهم بذلك، خاصة في ظل هذا الغزو والبث الإعلامي المباشر، الذي يسعى جاهداً في هدم كل القيم والمبادئ لديهم، فالأسرة ليست مهمتها توفير الضروريات لأفرادها ومستلزمات الحياة من مأكل ومشرب وحمايتهم والحفاظ على أمنهم وحياتهم فقط، ولكن هي مطالبة بمشاركة مؤسسات المجتمع الأخرى بحفظ الأمن ولابد أن يكون لها دور استباقي ووقائي من خلال علاقة تفاعلية مع مؤسسات المجتمع الأخرى، لتذليل ما يعترضه من مشكلات ومحاولة الإسهام في حلها، وبذلك تكون قد عملت على إيجاد دور فعال لها بين هذه المؤسسات، بل إن إهمال الأسرة أو فشلها في تحقيق التربية والتوجيه الذي تريد والذي يمليه عليها دينها لأبنائها قد يؤدي إلى ضياع الأبناء وانحرافهم، فالأسرة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالمشاركة مع مؤسسات المجتمع الأخرى "المدرسة، والمسجد، والمؤسسات الإعلامية، والأمنية، والدعوية" بتكوين المفاهيم الصحيحة والقيم والمثل العليا وإيجاد علاقة قوية ومتينة بين الأسرة وهذه المؤسسات وتعزيز الأمن الفكري والقيم الاجتماعية في أذهان أبنائها. مثل حثهم على وجوب التمسك بتعاليم الدين دون غلو أو تفريط، والأمانة والصدق في القول والعمل، وحب الفضيلة والحث عليها والبعد عن الرذيلة واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم ولو كان هناك اختلاف في الرأي، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، "الدين المعاملة” وأن تغرس الأسرة في نفوس الأبناء حب الخير للآخرين والدعوة إليه وحثهم على مكارم الأخلاق وحب الوطن والانتماء إليه ووجوب الحفاظ على ما تحقق من منجزات حضارية. مع تعويدهم حب النظام ووجوب احترامه والعمل به وتطبيق ذلك عملياً أمامهم، فقد قيل من قبل: "الولد سر أبيه". فالأبناء يتأثرون بشكل مباشر وكبير بسلوك الآباء ويحاولون تطبيقها، فهم المثل الأعلى لهم. فالأسرة مطالبة ببناء سياج فكري آمن لأبنائها، حتى يكون درعاً وحصناً واقياً لهم من اختطاف عقولهم، وتوصية أبنائهم على حسن اختيار الرفقة الصالحة. فتهاون الأسرة في متابعة أبنائها قد يؤدي أيضاً إلى كثير من السلوكيات والأمراض داخل أفراد هذه الأسرة مثل التوحد والرهاب الاجتماعي، والتسرب من الدراسة والتشرد وعدم الشعور بالمسؤولية واللامبالاة والوقوع في براثن المخدرات والجنوح والانطوائية والعزلة، فالمتتبع لسيرة الإرهابيين من خلال وصف المقربين منهم يجد أنهم كانوا في عزلة وانطواء عن المجتمع ما سهل التغرير بهم.من هنا علينا جميعاً أن ندرك أهمية الأسرة ودورها في تربية المجتمع بصورة عامة.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الباطل
- من يدعم الارهاب
- قمة سرت والعراق
- الهوية الثقافية هل في خطر؟
- الحكومة الائتلافية
- الديمقراطية خيار الشعب العراقي
- عراقيون رغم كل شيء
- البحث عن صنم
- تعالوا ننتخب
- انتهاء ثقافة الخاكي
- في مدرستنا مطبق
- 7 آذار
- الخالص 2010
- المواطنة وبناء الدولة
- الخالص مدينة الأدباء
- منظمات المجتمع المدني وبناء الدولة
- كيف نبني حكومة قوية؟
- عنك ما منعنه الخوف
- موازنة بلا وظائف
- لو كنت مرشح


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين علي الحمداني - مسؤولية الأسرة