أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - انتهاء ثقافة الخاكي














المزيد.....

انتهاء ثقافة الخاكي


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


نستخدم دائما مصطلح الأزمة وسمعنا عن الأزمة المالية التي عصفت بدول العالم وقبلها سمعنا بأزمات عديدة نقلتها لنا وكالات الأنباء والصحف والفضائيات التي نشاهدها يوميا , وما لم نناقشه ونعطيه الأهمية الحقيقية والمطلوبة هي أزمة الثقافة وما هي أسبابها وسبل معالجتها , و نحن لا نريد أن نعالج أزمة الثقافة والمثقفين في عموم البلد بقدر ما نريد أن نعالج أزمتنا في حدود محيطنا في محافظة ديالى وأقصيتها ونواحيها وقراها المترامية الأطراف , فلا زالت الكثير من الأفكار القديمة البالية مترسخة في أذهان البعض الذي يتصور وجود أكثر من صالون أدبي في قضاء معين هو تشتيت للأدباء والمثقفين والعكس هو الصحيح فوجود أكثر من صالون ومنتدى أدبي يعني فيما يعنيه وجود أكثر من مدرسة فكرية في هذه المدينة أو تلك وبالتالي نحتاج إلى أكثر من صالون أو منتدى , هذه الثقافة أي ثقافة تعدد المنابع تحتاج إلى أرض خصبة تنمو فيها وأن لا يتم إصدار أحكام مسبقة بموتها قبل أن تزرع , سقت هذه المقدمة بعد أن تخوف البعض من مثقفي مدينتي من إمكانية وجود منتدى آخر للمثقفين والفنانين والأدباء والمبدعين ومنبع تخوفهم ناجم من حرصهم على وحدة كلمة المثقفين والأدباء في مدينتنا , وأنا أقول هذا التخوف لا مبرر له طالما أن هذا سيرفد نهر الثقافة بالمزيد من الطاقات التي ربما لا تجد مكانا لها في هذا الصالون أو ذاك فتأسس صالونا ثالثا ورابعا فلا تخوف ولا تعجب , ولمن يتابع البناء الاجتماعي لأية مدينة في العراق بعد عام 2003 سيجد إن لا أحد يستطيع استيعاب الجميع لأن ( الجميع ) متنوع الأفكار والمدارس الفكرية وحتى الأيدلوجيات السياسية وبالتالي إذا كان المثقف يتخوف من التنوع والتعدد الفكري فكيف يؤمن بالديمقراطية كخيار للحياة ؟؟ باعتقادي الشخصي بأن أزمة الثقافة والمثقفين تكمن في عدم إيمان البعض من المتسلطين بهذا التنوع في محاولة منهم لفرض أرائهم ومصادرة آراء الآخرين أو تهميشها ونجد هذا يمارس في قمة الهرم الثقافي في البلد ونسمع دائما بحل نقابات وجمعيات ذات وزن لأنها لم تستطع تمثيل الجميع واستيعاب الجميع لأنها لا زالت تستخدم ذات الآليات التي كانت تستخدم في حقبة ماضية عندما كانت المدارس الفكرية والثقافية ترتدي اللون الكاكي فقط . اليوم جاءت الألوان الأخرى تمتزج مع بعضها البعض قد تتجانس وقد تختلف ولكن اختلافها بحد ذاته تجانس لأنه اختلاف بعيد عن العنف و ( نظرية المؤامرة ) طالما إن الهدف هو مزيدا من الإبداع لا الحصول على كرسي أو مال , والمثقف حتى في داخله يتصارع مع أفكاره يرفض بعضها ويقبل البعض الآخر وما نريده من مثقفي مدينتنا أن يجلسوا مع أنفسهم برهة ويفسحوا المجال لأفكارهم ذات اللون الرمادي المشوش أن تخرج غير مأسوف عليها كي تبقى الأفكار الناصعة التي لا تلبدها الغيوم الرمادية فتعكر صفوها وأن يؤمنوا بان الآخر قد تكون لديه أفكار تتقاطع معي ولا بأس بهذا فيا ليت كل منا يجد من يتقاطع معه فكريا لنخرج بأفكار جديدة تديم الحياة في مدننا التي تترنح من تلوننا المؤدلج , فنجد أن كل ما لدينا هو مساهمات فردية متميزة هنا وهناك بحكم زمنها وحالتها وليس بحكم تقنياتها، ولكن لا توجد ((مدارس فكرية)) متجددة الروافد، راسخة الأقدام فجميع أدبائنا ومثقفينا يأتون لمدنهم قادمين من علو شاهق يصعب علينا رؤيتهم .أو حتى السلام عليهم فهم ينظرون إلينا من قمة عالية تسبقها تضاريس الحروف الهجائية التي الصقوها أمام مسمياتهم وحين يتحدثون الينا يلغون حتى شخصياتنا وإنتاجنا لا لشيء إلا لأنهم يجيدون التلون ويجيدون حفظ أسماء المفكرين في دول العالم ولكنهم لا يحفظون أسماء محلات مدنهم وأزقتها وهو يعود إلى السلوك الإقطاعي لبعض كبار المثقفين ، حيث تحدث عملية ((تأليه)) لأئمة الفكر، يقابلها عملية ضعف التأهيل الفكري للبراعم الجديدة، فيريدونهم أن يتحولوا إلى نفر من المريدين يدورون في فلك النجم الأكبر ولا تكتمل الدائرة أبداً! إذن نحن لا نعيش أزمة ثقافة ولا أزمة مثقفين بل نعيش أزمة تضاريس الحروف الهجائية التي يختبأ ورائها البعض .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مدرستنا مطبق
- 7 آذار
- الخالص 2010
- المواطنة وبناء الدولة
- الخالص مدينة الأدباء
- منظمات المجتمع المدني وبناء الدولة
- كيف نبني حكومة قوية؟
- عنك ما منعنه الخوف
- موازنة بلا وظائف
- لو كنت مرشح
- البعث دعاية إنتخابية
- الانتخابات والنظام الديمقراطي
- مراهنات وتطلعات
- قانون حماية الصحفيين
- العراق والعرب والحوار المطلوب
- أنفلونزا الحصانة
- ممارسة الديمقراطية حق وواجب
- انعدام التخطيط التربوي
- تمويل الأندية العراقية
- القاعدة تضرب حلفائها


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - انتهاء ثقافة الخاكي