أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - البحث عن صنم














المزيد.....

البحث عن صنم


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 21:47
المحور: الادب والفن
    


البعض يتصور بأن المثقف هو ذلك الرجل الذي يرتدي (قاط لماع) ويمسك محفظة أو أجندة ( مفكرة) ويضع في جيب سترته العلوي نظارات وقلم , , هذا هو التعريف الخارجي لمثقفينا , أو ما يروج هذه الأيام في الشارع الثقافي المحلي , والغريب في الأمر بأن ذات الأدوات كانت تستخدم في الزمن الغابر حيث وجدنا في سنوات القحط الثقافي الممتدة من بداية الثمانيات حتى بداية الألفية الثالثة بان الثقافة تعني مدى قربك من السلطة .. أنت قريب منهم وتمدحهم وتجعل منهم أبطالا فأنت مثقف وتجزل لك العطايا كأي شاعر أو كاتب أو أديب من العرب الذين افتضح أمرهم بكوبونات النفط مقابل الشعر والتأليف , فامتلأت صحفنا آنذاك بقصائدهم ودراساتهم التي حولت هزائم الحروب إلى انتصارات وعكست صورة مشوهة لشعب عانى كثيرا من الظلم والاضطهاد , حتى إننا عانينا في إقناع الأشقاء العرب بعد 9 نيسان 2003 بان المقبور صدام قد ضرب حلبجة المدينة العراقية بالأسلحة الكيمياوية و قمع انتفاضة الجنوب المباركة , فشلنا في أعناقهم لأن مئات القصائد قد كتبها ( النشامى ) تؤكد بان هؤلاء أعداء عبروا الحدود طمعا بحضارتنا , هؤلاء لم يكن يهمهم رأي المثقف العراقي ولا تهمهم رؤى النقاد بل جل ما كانوا يطمحون إليه هو رضا الأستاذ أي كان منصبه حتى لو كان رئيس الجمعيات الفلاحية فهو يأمر وينهي ويرفع التقارير ويجزل العطاء لحظة العطاء , وهؤلاء ربما لم يدركوا انهم جلبوا الخراب الثقافي للبلد برمته وعكسوا ثقافة أحادية عكست وجهة نظر الحاكم المتسلط فجنوا على الثقافة والمثقفين , كنت أتصور إن هؤلاء سيندثرون بمجرد سقوط ملهمهم في ساحة الفردوس , وتصورت إن قصائدهم ستحرق نفسها خجلا أمام الشعب لحظة السقوط المدوي , ولكنني وجدتهم بذات أساليبهم يبحثون عن أصنام جديدة يعبدونها في زمن الحرية , فإن لم يجدوا هذه الأصنام عمدوا إلى تنصيب احدهم صنما فيمجدوه , هؤلاء الذين ساهموا بخرابنا ودمارنا وتزييف تاريخنا فكتبوا القصائد المزيفة والدراسات المنمقة والاطاريح المسروقة والشهادات العليا التي نالوها بحب الصنم تكريما منه لهم جراء جهودهم اللامحدودة في تلميع صورته والتغزل باهتزاز شواربه , هؤلاء لازالوا يتكاثرون بين منتدياتنا واتحاداتنا ونقاباتنا وثقافيات صحفنا ويحاولون فرض أنفسهم أوصياء على ثقافتنا ومثقفينا ومحاولة انعاش ذاكرتهم الخاوية بجرعات جديدة . ربما هم يتصورون بأن ذاكرتنا صدأت ولم تعد قادرة على استذكار تجنيهم بحق الثقافة في بلدنا بكافة أمواجها القوس قزحية , ليتهم كانوا قد منحوا أنفسهم لحظة تأمل ومحاسبة للذات وجلدها وإحالة أنفسهم طواعية لمحكمة الضمير ليحاسبوا أنفسهم عما اقترفوه بحق المثقف العراقي , ولكن لم يفعلوا هذا بل تهافتوا كالجياع باحثين عن منافع أخرى ومكاسب أخرى متناسين بان ذاكرتنا لا زالت تحتفظ بما قالوه ونعتو به صنمهم الذي تهاوى ولم تشفع له قصائدهم وهوساتهم وملايين المقالات التي مجدوه فيها , فمتى يسقط هؤلاء في امتحان الوطنية الحقة لا وطنية القائد الضرورة .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا ننتخب
- انتهاء ثقافة الخاكي
- في مدرستنا مطبق
- 7 آذار
- الخالص 2010
- المواطنة وبناء الدولة
- الخالص مدينة الأدباء
- منظمات المجتمع المدني وبناء الدولة
- كيف نبني حكومة قوية؟
- عنك ما منعنه الخوف
- موازنة بلا وظائف
- لو كنت مرشح
- البعث دعاية إنتخابية
- الانتخابات والنظام الديمقراطي
- مراهنات وتطلعات
- قانون حماية الصحفيين
- العراق والعرب والحوار المطلوب
- أنفلونزا الحصانة
- ممارسة الديمقراطية حق وواجب
- انعدام التخطيط التربوي


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - البحث عن صنم