أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - كأس شاي معتق














المزيد.....

كأس شاي معتق


البتول المحجوب

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


إليك حيث كنت وحيث تكون …,إليك أنت ذات مساء حزين جمعنا معا,,
الى(…)

في ذاك المساء الممطر جدا،أمسك أناملها المرتعشة بين دفء كفيه مودعا.نظر طويلا في عينيها ومسح دمعتها المتدفقة في صمت.ثم رحل ملوحا بيده-من وراء زجاج سيارة سميك-لعينيها المحدقتين في فراغ كبير.عادت أدراجها إلى بلدتها الحزينة،تحت وقع أمطار باردة ذاك المساء.أمطار أجبرتها على الاحتماء بشراشف سريرها بحثا عن دفء مفتقد.يجافيها النوم،تفتح النافذة يمطرها الهواء البارد،بقبلة أكثر برودة على خدها الشاحب.تغلق النافذة وتعود مسرعة إلى سريرها.تضج ذاكرتها بك،بحضورك المسائي الجميل ..تشم رائحة عطرك بين أوراقها و بين صفحات كتابك.كتاب تربكها كلماته،كما أربكها حضورك،وأربكتها كلماتك الشعرية أيضا.تغمض جفنيها، تستجدي نوما،يستعصي أمام برودة ليالي الشتاء الطويلة.بخطى متثاقلة تنهض نحو مطبخ مهمل لتعد الشاي،بحثا عن لذة في طعم شاي معتق.بدأت في ارتشافه بوتيرة بطيئة،كعادتها في شرب الشاي.كل رشفة تذكرها بعشقكما لشرب الشاي معا و من نفس ألكأس أيضا.مجنون أنت بها،برائحتها،بعطرها،بملامحها الحادة وبارتشاف الشاي معها.فلطعم الكأس المشترك لذة عندك.
رغم المسافات الطوال،يطل وجهك الحزين،على ذاكرتها المهمومة بثقل الغياب،عند طلوع كل شمس وعند كل غروب.تكتب بحثا عنك بين الكلمات وبين السطور.تزحف على بياض الصفحات،مستأنسة ببريق الحبر الأسود.حين تكتب إليك،تكتب قسمات وجهك في ملامح وجهها الحزين،تكتب جرأتها على صفحات الورق.تمزق ماخطت يمناها خجلا..تفتح علبة بريدها فتجدها صقيعية،صقيعية حد الجرح.يغضبها غيابك، تكتم غضبها صونا لأنفتها الطاغية.تنتابها هواجس أنثى جبلت على القلق والسؤال المحير.تهاتفك كي تطمئن نفسها،ترد عليها علبة صوتية،باردة تنبئ بالغياب.تصمت قليلا وتردد بداخلها..كل شئ بارد هنا.ليالي الشتاء الطويلة،الغرفة ذاتها،والعلبة الصوتية أكثر برودة.ومنفاك البعيد علمك أن تكون باردا وموغلا في الغياب.
تبحث بين طيات ذاكرتها عن قسمات،وجهك الحزين وصوتك الشجي،الملئ بجراح زمن قذف بك على أرصفة المنافي الباردة.إحساس بالفرح الجميل يجتاحها كلما ضجت الذاكرةبك،تبحث عنك،هنا وهناك.عبر لقاءاتك،نجاحاتك،إخفاقاتك، كتاباتك وصوتك الشجي الذي أسرها ذات مساء.صوت جعلها تقتفي آثارك حلما، رغم برودة ليالي الشتاء الطويلة.ورغم مرارة انتظار من رحل ذات مساء حزين،ملوحا بيده من وراء زجاج سيارة سميك.



#البتول_المحجوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنزانة رقم 3
- الارض السمراء
- منفضة سجائر
- رائحة ضفائر أمي
- جزء من حكاية الوجع
- ايام معتمة
- رائحة الوطن
- صمت المدن
- سر الحكاية
- الكوخو
- السبحة
- ذكرى
- حكاية امراة
- اوتار
- برودة المنافي
- الجمعة الحزين
- علبة بريد
- مساء احد منسي
- الحلم الجميل
- الثامن عشر من ايار


المزيد.....




- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...
- وفاة المخرج الإيراني الشهير ناصر تقوائي عن 84 عاما
- أَسْئِلَةٌ عَلَى مِشْجَبٍ مَنْسِيٍّ
- إعلان أوائل -توجيهي 2025- في غزة: سلمى النعامي الأولى على -ا ...
- رافض القيود الصارمة.. وفاة المخرج الإيراني ناصر تقوائي
- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - كأس شاي معتق