أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - مساء احد منسي














المزيد.....

مساء احد منسي


البتول المحجوب

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


..في ذاك الركن من أركان غرفتي الباردة عبر مساء أحد منسي تاقت روحي للا بحار معه في محيط صاخب بمده وجزره..عشقت الإبحار ليلتها وأنا الخائفة من ركوب البحر، دعاني لتناول فنجان قهوة على ظهر الباخرة، قدم النادل يحمل فناجين القهوة رميت قطعتي السكر بدأت في تحريكها.. أما هو أخذها دون سكر.. ابتسم قائلا:
-الا تتحملي طعم القهوة..؟حاولي ان تتعودي على شربها من غير سكر.
لم أرد عليه لحظتها..سرحت بفكري نحو بلدي..نحو كؤوس الشاي الأخضر المعتق..ياللسخرية! يريد مني شرب القهوة المرة وأنا المدمنة على كؤوس شاي بلدي المعتق..؟
-أين سرحت أيتها الشاردة.. ؟
- ………
انطفأت ابتسامته المشرقة أتراه شعر بشرودي ..؟ كلماته دافئة كانت على ظهر الباخرة..أراد ان يعدني لعالمه، عبر قاموس كلمات ..أحس رقة دفئها..مذهولة كنت لحظتها وأنا ارتشف قهوتي بوتيرة بطيئة. وضع يده برفق على يدي قائلا..:

-تناولي كأسك..تمتعي بمنظر الغروب فغروب اليوم قد يختلف عن غروب الغد..انسي العالم من حولك .تذكرت لحظتها أنني فعلا في إجازة...ابتسمت مجاملة له فلنتمتع بالغروب لفظت الكلمات وفكري شارد إلى هناك إلى رؤية الغروب معك أنت على مشارف المحيط على الشاطئ المهجور والنوارس المحلقة وليس على مشارف المتوسط معه - أيها القريب البعيد - تاقت أنفاسي اليك عبر مساء أحد منسي على ظهر باخرة تائهة مثلي..
..غربت شمس ذاك المساء مع مياه البحر الدافئة..غادرت المقهى، جلست في زاوية بعيدة أنصت لصوت فيروز آت من هناك يحمل الدفء والنقاء، أخذني الحنين إلى بلدي..غريبة الديار أنا، تصادفني الوجوه أتذكرك، احن اليك احن إلى وجوه تعبة تركتها هناك،.. أعين حزينة تنتظر من رحل وما عاد من رحلته الطويلة..احن إلى وطن مدفون في الرمال..احن اليك للمرة المليون الفظها فهل تسمعني..؟
..تأخر الليل بي وبحنيني الحزين. من يقهرك يازمن الليل الطويل..؟ بطئ أنت.. أحن إلى مساء حزين ضمنا ليلتها..وأتذكر مدينتي النائمة بين أحضان جبال شامخة..أتذكر كلاب الحي تعوي .. ومدينتي الصغيرة في سبات عميق تحت جنح ظلام يلفها كامرأة من بلدي تحمل حبا، تحمل دفئا وحنانا..لكن الليل طويل هنا في أفق احد منسي...من تؤرقه الكلمات مثلي من تقلقه الأسئلة التائهة..؟
اشعر بالقلق، أوصد باب غرفتي أتسلق الدرج جريا نحو سطح الباخرة العملاق. الوقت يبدو أكثر من متأخر المقهى فارغ الاّ من كراس مرمية بعد سهرة صاخبة، اجلب كرسيا وأتمتع في تلك الساعة المتأخرة ..جميل ليلك أيها الأحد المنسي...
صمت مطبق أضواء البواخر المتراصة على الميناء نجوم في سماء مقمرة، شعرت بيد تحط على كتفي انتفضت خائفة..
ر بت على كتفي قائلا:
- أخائفة؟ مما..؟ما يرعبك..؟أنا الأخر لم اشعر بالنوم وأتيت إلى هنا علّني اقهر الأرق إذن فلنقهره معا،
لكن اخبريني ماالذي يؤرقك وما يقلقك..؟
بدا صوته دافئا شعرت بطمأنينة يشوبها الحذر اقترب بكرسيه أكثر قائلا:
-سأبقى معك حتى يداعب النوم عيونك العسلية..حدثني ليلتها طويلا كنت استمع دون مقاطعة، حدثني عن تجربة فاشلة.. عن أطفال تركهم على الضفة الأخرى...حدثني..عن أشياء وأشياء…
بادرني قائلا :
-أما حان الوقت لتتكلم عن الحزن الذي في عينيك.؟.عن ابتسامتك الذابلة..؟عن قلقك الدائم..؟ عن..؟ وعن..؟ ابتسمت ونظرت في الساعة قائلة له:
-الوقت أصبح متأخرا..النوم يداعب جفني، أجيبك غدا عن أسئلتك القلقة. ودّعني لحظتها على أمل اللقاء على طاولة الا فطار. في فجر ذاك اليوم حزمت حقائبي..رحلت دون ان أحدثه، تاركة له قصاصة ورق كتب عليها:
" معـذرة ياصديقي،سافرت فجأة.."



#البتول_المحجوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم الجميل
- الثامن عشر من ايار
- محطة القطار
- الطيور المهاجرة
- المسافات
- الهاتف
- انتظار
- طنطان:مدينة الوجع
- رحيل امرأة
- سيجارة اخيرة
- مرثية رجل
- قالت اليمامة


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - مساء احد منسي