أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - علبة بريد














المزيد.....

علبة بريد


البتول المحجوب

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


تصل بيتها مساء ذلك اليوم.تدلف نحو غرفة باردة الزوايا جرائد،صور،ملابس مبعثرةهنا هناك.مرهقة من سفر حزين،سفر باك.تستلقي على فراشها،تتذكر صديقة جميلة فقدتها بالأمس القريب.الواحد والثلاثين من يوليو تستيقظ مرهقة بحثا عن مواساة من تهفو له، تمد يدها نحو الهاتف.تهاتفه يأتي صوته دافئا،جميلا، تفرح بدفء كلماته. تمنت لحظتها أن تمعن النظر في عينيه، أن يضمها إليه كي تبكي أحبتها طويلا على صدره ثم تنام كطفلة صغيرة أتعبها النحيب بحثا عن دفء حب مفتقد. ترد بصوت شجي آت من هناك:
-مشتاقةوحزينة..
يرد :
-سأحزم حقائبي نحو الضفة الأخرى..
خبر سفره أقلقها، انتظرت لقائه وحلمت بقبلة دافئة على خدها الشاحب، حلمت وحلمت. حلمت معه بكتابة نص سرد دافئ وعدها أن يقرأ شعرا على مسامعها حتى تنام وأن يترك النور مضائا ليتأمل وجهها البدوي القسمات .
يأتي صوته من بعيد:

-كفى تعبت من أنثى تحمل سؤالا محيرا، هما مثقلا، قلقا مستمرا وانتظار من رمي به في أقبية الظلام ذات صباح ضبابي.
ألم يتعبك الانتظار..؟ أم أنا فقد تعبت من عشق امرأة مدفون في رمال الصحراء.
أريدك فرحة بالحياة أريدك..أريدك بعيدة عن هوسك و قلقك.
يغضبها رده:
-أنا الأخرى تعبت ،سأحزم حقائبي..أجول شرقا وجنوبا بحثا عن نص دافئ وأمسية شعرية أكثر دفئا..ألست حفيدة ابن بطوطة كما زعمت..؟
يرد بحنق:
- دوما تهربين، مستحيل الإمساك بك كسراب صحرائك
أين كلماتك المسائية..؟ أين أحلامك أين عشقك للنوارس و المراكب المنسية.. والشاطئ المهجور الاّ من بحار أتعبه الإبحار ومركب حزين يبحث عن مرفأ..أين حلمنا ..؟وأين عشقك للبحر وزرقة السماء..؟
تحاول مقاطعته، لكنه لم يترك فرصة غير فرصة مساء الواحد والثلاثون من يوليو عبر علبة بريد بارد:
"-هذا يكفي انتهى حلمك الفاشل حلمك أضحى كابوسا مزعجا."
تحبطها كلماته..تذرف دمعا تتحسس ملوحة الدمع على خد أتعبته السنين.تتذكر من رمي به في قلعة الجحيم تلك..من كفكف دمعها ذاك الصباح ورحل بعد قبلة على جبينها الصغير..آه كم أفتقدك ..
بصوت شجي الكلمات، بصوت ألف الشموخ رغم الجراح، تتذكرك أنت. تتذكر برودة المنافي، تتذكر من لفظ روحه الطيبة على إسفلت زنزانة باردة تحت أعين جلاد لايرحم ،تتذكر من ودعها في صباح ماطر..وتلوم نفسها كيف طاب لها أن تفكر في رجل غيرك ،تصمت بشموخ صورتك الغائبة تحتل ذاكراتها لتكمل المسير على ذكراك يامن لفظت روحك وأنت توصي رفاقك خيرا بها.
غصة في الحلق وأعين دامعة على فقدان الأحبة..تتابع قراءة رسالته الباردة جدا..

"أتعرفين..؟ تعبت من حلمك المهزوم..

لن ألتفت، سأحتسي نخبا نسيانك.- يبدو حديثها كالتي تغزل صوفها- ،تتابع قراءة سطوره
"-أنت مجرد امرأة صادفتها عبر حوار عابر، عشقت رائحة الثرى المبتل من خلالها، عشقت فضاء الكلمة العذبة عبر صوتها، قرأت لي سردا دافئا، قرأت لها شعرا وافترقنا..

"م"أنت تلك المرأة.. امرأة الحوار المسائي، امرأة فاشلة أحلامها.
"م"أنت تعشقين الدفء في سرد تكتبينه فقط..لاتعرفين طعم القبل الدافئة الاّ على شفاه شخوص سرد نسجته أناملك الرقيقة على الورق..لاتتقني غير عشق حبر قلمك .الأسود على صفحات بيضاء"م"أنت مجرد فعل ماض ناقص..بهاته الكلمات يسدل الستار عبر مساءا لواحد والثلاثون من يوليو..



#البتول_المحجوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساء احد منسي
- الحلم الجميل
- الثامن عشر من ايار
- محطة القطار
- الطيور المهاجرة
- المسافات
- الهاتف
- انتظار
- طنطان:مدينة الوجع
- رحيل امرأة
- سيجارة اخيرة
- مرثية رجل
- قالت اليمامة


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - علبة بريد