أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال














المزيد.....

الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


من تقاليد الجواهريّ على ما نزعم، مع استثناءات محدودة، ان يخلّد مرة، أو يوّثق أخرى، عاصمة، أو مدينة زارها، وهو يعدو ويعدو في مساحات وفضاءات الدنيا، يحمل منقاراً وأجنحة وحسب، أخف ما لمّ من زاد اخو سفر ِ ... ويتنوع ذلك التخليد، أو التوثيق، الشعري طبعاً، بين اعجاب ببطولات وتضحيات هنا، أو وصف لطبيعة او مجتمع هناك، وما بينهما تغزلاً بجمال الحسان، ومن زن الحياة، باسقات ومشرقات دون مدى...
... و"ليلتان على فارنا" القصيدة التي نعنى بها في هذه الحلقة الجديدة من الايقاعات والرؤى الجواهرية، نظمت عام 1973، خلال زيارة لمدينة فارنا، البلغارية الساحلية الجميلة بامتياز، وجاء مطلعها:
ما لهذي الطبيعة البكر غضبى ، ألها ان تثور ، نذر يوفى
أبرقت ثم ارعدت ، ثم القت ، حملها توسع البسيطة قصفا
اشرق الفجر فوق "فارنا" فأضفت ، فوقه سحرها الخفيّ ، وأضفى
واستطاب الرمل الندي بساطاً ، فمشى ناعم الخطى ، يتكفا
معجباً يمسح الدجى منه عطفاً ، ويهز الصبح المنور ، عِطفا
ثم تكتمل الصورة الباهرة شيئاً فشيئاً: الماءُ ، والخضراءُ ، والوجه الحسن الصبوح لتهز أحاسيس، فراح الشاعر – الشاعر فراح يصدح هائماً بدليلته "اكليك"... "النديم" التي رافقته في تلك السفرة، مندوبة عن اتحاد الأدباء البلغار:
ونديمي وجهٌ صبوح وكاس ، غودرت في مزاجها الصرف صرفا
احتسيها من لاعج الوجد عَباً ، وعلى رفة ِ الشفاه فرشفا
ثم دبت بنا تثقل جفناً ، وتصفي نفساً ، وترعش كفا
يا مزيجاً من ألف كون ترفق ، أن كوناً على ذراعيك ، أغفى
وفي أبيات تالية يزيد الجواهري من مباشرته، ليصدحَ بافتتانه المتبادل، واللامتناهي – شعراً على الأقل ، ومن يدري – مع حسنائه: "اكليك" والتي تصغره بنحو نصف قرن، على ما نسجله هنا للتاريخ وباعتراف صاحب الأمر ذاته:
أنت "اكليك" يا طفيفاً من اللحم ، على العظم ، كاد ان يستشفا
ألف الفن صورة منك ِ تناهت ، في الحسن لطفاً ، وعنفا
دفع الصدر دفعة ً أعجب النهدين منه طيب المُقام فرّفا
الشهيان لملما ، فاستدارا ، فاستثارا ، فاستضريا ، فاستخفا
وبعد ذلك الوصف الخلاق للطبيعة، والتغزل المتفرد بالجمال الأنثوي، يستغرق الشاعر في فريدته ذات الثلاثة والستين بيتاً، متأملاً بأسرار الكون، وتقلباته، ونهايات مطافه ... ملوحاً بالإعجاب حيناً، وممنياً النفس حيناً آخر، وما بين هذا وذاك ايمان بالأمر الواقع، وتساؤلات عن ذلك اللغز الذي مابرح، ومنذ الخليقة، محيراً للألباب، وفقاً لفلسفة الجواهري حول الخلود والموت، والتي بقيّ متبنياً لها باقتناع راسخ على امتداد زمنه الرحيب... أما هو القائل:
لـُغزُ الحياة وحيرة الألباب ، أن يستحيل الفكر محض تراب



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته
- أشباح الغربة تؤرق الجواهريّ
- عن بعض محطات الجواهري اللبنانية
- الجواهري وكارثة الثامن من شباط
- الجواهري عن حسناوات التشيك
- غضب جواهري آخر، عام 1977
- -أم عوف- تستضيف الجواهري.. وتوحي إليه
- من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات
- الجواهري في -المقامة- اليمنية
- الجواهري عاشقٌ في السبعين
- الجواهري والنار… والحياة
- الجواهري والطالباني ... وما بينهما
- الجواهري عن بعض جمال المرأة... وفنونها
- الجواهري عن جياع الشعب
- حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969
- الجواهريّ يستنهض شبيبة وطلبة العراق
- عن بعض مشاعر الغربة والحنين لدى الجواهري
- في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الجواهري الكبير
- الجواهري في -فارونج- الروسية ... فهل تغار بغداد؟
- الجواهري: لواعج ومواجهات - الحلقة العاشرة والأخيرة


المزيد.....




- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال