أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري عاشقٌ في السبعين














المزيد.....

الجواهري عاشقٌ في السبعين


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


في عام 1970 نظمً الجواهري لاميةً فريدة من احد عشر بيتاً راح يزعم فيها: ان اللجاجة في التغزل والحب، عند السبعين، شأن لا "يًجملُ"، وداعياً النفس للتعقل في خوض مثل تلك الغمارات، بعد أن تقضى "الشباب" وراح معه "النصف الأفضلُ" من العمر، حسب زعمه في القصيدة ذاتها...... وإذ شكك العارفون برهافة الجواهري وفلسفته ومواقفه ورؤاه، بما ادعى وزعم، عاد الشاعر بنفسه بعد سنتين لا أكثر، وفي عام 1972 تحديداً، ليضع النقاط على الحروف مجدداً، عبر مقطوعة جديدة تحدثت مباشرة، ودون لف ودوران، عن معاني حب الحياة والجمال والأحاسيس والعواطف الانسانية التي لا تقننها السنوات والعقود، ومما جاء فيها:
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا.. وقرّبي الشَّفتين
لُمّا على جمرتين.. بالموت ِ ملمومتين
يا حلوةَ المشربينِ ، من أين كان .. وأين ِ
من صنع كِذْب ٍ ومَيْن ،ِسمَّوْهُما زهرتين
* * *
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا ..وقرّبي الجمرتين ِ
وباعدي الخَصْلتين ِ..إمّا نظرتُ بعيني
فالموتُ أقربُ ممّا ، بين الجديل ِ وبيني
يا حلوةَ المشربين ِ، من أينَ كانَ .. وأين ِ
أتثأرين بدَيْن ِ ؟أم أنت حتفي .. وحَيْني
* * *
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا وقرّبي الزّهرتين ، جمراً يُقطّّر ، سَمّا
يا ثالثَ الكوثرين .. ما أطيبَ السَّمَّ طعما
شرِبْتُهُ مَرّتين... فزادني "أُفّتين"
دماً .. ولحماً .. وعظما
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا ،وقرّبي "المعبديْن"
ربّينِ مُسْتَعبِدَين ..يُجدّفان عليك ..فيما تجنيتِ إثما
ممّا .. وممّا .. وممّا
ولكي تكتمل الصورة، وبدون مواربة او تورية راحت القصيدة تنطلق في مسارها، ويشتد اوار مفرداتها وعواطفها، فأضافت للجواهري تميّزاً شبابيّاً، عامراً بحب الحياة وجمالاتها، بقي يتفاخر به، حتى أعوامه الأخيرة، على ما نشهد به للتاريخ:
يا حلوة المشربين ..من أين كان .. وأينِ
لا تحذري اللعنتين .. فثَمّ طوعُ يديك
من يُوسِعُ الاثم لثما .. والجمرَ ضمّا .. ولمّا
ويَستنيبُ إليك ..!
* * *
يا بنت هذا البُدّيْن .. يَتيه بالأغيدّين ِ
فُوَيْقِهِ .. والدوَيْن ِ ..أتؤمنين بديْن
أم تثأرين بدَيْن.. أم أنت ِ حتفي وحَيْني
* * *
لمّي لهاتيك لمّا .. وقرّبي الشّفتين
بابين ِ للجنتين.. والموت ما بين بين ِ
يا حلوةَ المشربين .. من أين كان .. وأين ِ
بُلّي بذاك "اللُسَيْن" .. فماً تغشته حُمّى
كسِنِّ رُمح ٍ رُدَيْني ..لم يُروَ إلاّ ليظما
* * *
يا أعذبَ الميتتين ِ ..إن تبدُ وَهْنا لعيني
أسطورةُ الموت وهما .. فالسر في الخُدْعَتَيْن ِ
إني حَبَبْتُك جمّا .. حُبّ الثّرى للمُزَيْن
فما أُبالي بحين .. ما لامست إصبَعَيْن
منك ِ اليدان اليدين
* * *
ثم، وبالشعر وحده على الأقل، ولن نفصل أكثر بهذا الشأن، فالمجالس أمانات كما يُقال، يصرّح الشاعر عن عواطفه العارمة في خاتمة الغزلية المعطاء، كاشفاً دون وجل ٍ او تردد ٍ او خشية ٍ من أحد، ما يجيش لديه من أحاسيس وجدانية وروحية، وعواطف هادرة:
أََقْسًمتُ بالشمعتين .. من عسجد ٍ .. ولجين
بتينك ِ الوجنتين ِ .. نجم يضاحك نجما
أقسمتُ بالقِبْلتين .. بتينك ِ الإصبَعَيْن ِ
زَمّا شفاهي زمّا .. أن تَلْفِظ "الدُّرَّتين"
إني أحبك .. علما .. بِهُجْنَة ِ "الكِلْمتين"!
* * *
أقسمتُ بالكون طُرّا .. صدراً .. ونهداً .. ونحرا
ومرتقى .. ومجرا .. دنيا تُعاشُ .. وأخرى
إني عن الكون أعمى .. وأنت لي ألفُ عين
لقد تلت قصيدة العشق هذه، رديفات أخريات في اللاحق من عمر الجواهري المديد... ولعلّ بعضها أكثر سخونة وانسجاماً وواقعية، ومنها: "مناجاة" عام 1973 و"بعد العرس" عام 1976... أما عن غزليات الجواهري، وحبه للحياة، في الثمانينات، بل وحتى مطلع التسعينات ، فلها وعنها حديث لاحق...




#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري والنار… والحياة
- الجواهري والطالباني ... وما بينهما
- الجواهري عن بعض جمال المرأة... وفنونها
- الجواهري عن جياع الشعب
- حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969
- الجواهريّ يستنهض شبيبة وطلبة العراق
- عن بعض مشاعر الغربة والحنين لدى الجواهري
- في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الجواهري الكبير
- الجواهري في -فارونج- الروسية ... فهل تغار بغداد؟
- الجواهري: لواعج ومواجهات - الحلقة العاشرة والأخيرة
- الجواهري: لواعج ومواجهات (9)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (8)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (7)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (6)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (5)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (4)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (3)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (2)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (1)
- الجواهري في براغ، ومنها ... وإليها *


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري عاشقٌ في السبعين