أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969














المزيد.....

حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


امتداداً لمواقف وقيم الجواهري العريقة، المعروفة منذ عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، انتصاراً للنساء، وحقوقهنّ، ودفاعاً عن دورهن وموقعهن في المجتمع والحياة بكل مناحيها، جاءت قصيدته التي أسماها "رسالة مملحة" عام 1969 ليخاطب فيها نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية آنذاك صالح مهدي عماش، وقد راحت تجيش بالكثير من الانتقادات لقرارات سلطوية تعسفية، طالت حرية فتيات ونساء العراق، ومن بينها منعهن من ارتداء الألبسة الحديثة، وملاحقة "المذنبات" منهن بتلك الجريمة المزعومة... ومما جاء في القصيدة:
نُبئتُ انكَ توسعُ الأزياء عتاً واعتسافا
وتقيس بالافتار أردية بحجة أن تنافى
ماذا تنافي، بل وماذا ثمَّ من أمر ٍ يُنافى
أترى العفافَ مقاسَ أردية ٍ، ظلمتَ أذاً عفافا
هو في الضمائر ِ لا تخاط ُ ولا تقصُّ ولا تكافى
من لم يخفْ عقبى الضمير ِ ، فمنْ سواهُ لن يخافا
وتستمر أبيات تلك "المملحة" التي شاعت في حينها باسم قصيدة "الميني جوب"، ليعيب فيها الشاعر "اسفافات" واجراءات قسرية متخلفة، حدّت من الحريات الشخصية، فراح يوجه المعني، ويقصد من خلاله السلطة كلها، للاهتمام بأمور أكبر وأجدى، تقود لإنهاض المجتمع وبناء الوطن:
طوق جهالات الحمى، والعنعنات به الجزافا
وتقص كل جذورهنَّ.. فلا القويَّ ولا الضعافا
اشع الحياة ولطفها في موطن يشكو الجفافا
ثم يعود الجواهري في مقطع لاحق ٍ مجدداً عشقه للجمال والحياة، والمرأة هنا رمز ٌ لا يضاهى، بل مرآة نيّرة لكل المعاني الانسانية السامية، برأي الشاعر العظيم والذي لم يخف يوماً تلك المباديء والرؤى، بل ويتباهى بها، ويكشفها لكل من بعد او دنا، وعلى امتداد عمره الذي قارب المئة عام كما هو معروف.. وها هو يصف التشيكيات الحسان:
الساحراتُ فمن يردك ان يطرن بك اختطافا
والناعسات فما تحس الطرف اغفى ام تغافى
والناهدات يكاد ما في الصدر يقتطف اقتطافا
هدي المسيح إلى السلام، على العيون، طفا، وطافا
ودم الصليب على الخدود يكاد يرتشف ارتشافا
ثم لا يكتفي الجواهري هنا بكل ذلك الوصف الباهر، والمعبر عن صدق رؤى، وصميم قناعات ورهافة أحاسيس، فراح يضيف، مما قد يُعدُّ كفراً لدى البعض، ممن يحمل وجهات نظر معاكسة وإن كان القولُ غزلاً بريئاً ... ومن يدري:
اني ورب صاغهن كما اشتهى هيفا لطافا
وادقهن وما ونى، واجلهنَّ وما احافا
لارى الجنان اذا خلت منهن اولى ان تعافى
لقد كانت تلكم القصيدة كما اسلفنا عام 1969 وكان الجواهري آنذاك في السبعين من العمر... وقد جدد تلك الرؤى والقناعات في قصائد ومواقف تالية، وحتى بعد ذلك بأكثر من عشرة أعوام، ولنا عندها وقفة وربما وقفات أخرى في حلقات قادمة...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهريّ يستنهض شبيبة وطلبة العراق
- عن بعض مشاعر الغربة والحنين لدى الجواهري
- في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الجواهري الكبير
- الجواهري في -فارونج- الروسية ... فهل تغار بغداد؟
- الجواهري: لواعج ومواجهات - الحلقة العاشرة والأخيرة
- الجواهري: لواعج ومواجهات (9)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (8)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (7)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (6)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (5)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (4)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (3)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (2)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (1)
- الجواهري في براغ، ومنها ... وإليها *
- أسماء وشؤون عراقية في ذاكرة باريس
- أسماء وشؤون عراقية في ذاكرة موسكو
- وقفة أخرى حول التاريخ العراقي في براغ
- لماذا اهمل النقد العربي الجواهري ، شاعر -عصره-؟
- تاريخ عراقي في ذاكرة براغ ... 3/3


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969