أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - عندما يسير كما هي العربة














المزيد.....

عندما يسير كما هي العربة


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 20:00
المحور: الادب والفن
    



ربما أصبح يعرف جيدا الآن ما يجعله يثور غاضبا وما يجعله فاقدا صوابه , وربما لا يعرف ولا يريد أن يعرف ,لأنه لا يمتلك الجرأة للاعتراف بصفعات تلقها رغما عنه طوال عمره فأصبح كئيبا مكفهر الوجه,يدعي ما ليس له ولم يعلم ما يدور حوله من اتهامات تنال من قدره لم يحسب لها حسابا وضعته في مأزق قللت من شأنه بمرور الزمن لما أصابه من الوهن تدفعه الريح دفعا كيفما تشتهي, ولم يبدي مقاومة,تسير به باتجاه معاكس للجهة التي يريدها حاملة إياه برضا من يقول دائما نعم مع الموج إلى غير ما يريد بلا توقف نحو النسيان والمواقف البائسة لدمية تحركها من بعيد أيادي خفية,..مركبه الصغير لم يستطيع الصمود كثيرا بوجه الأمواج المتلاطمة وما تحمله من نذير شؤم يقرئها في التقويم الهجري موضوعا في إطار معدني على عمود صدئ فعلت فعلها الرياح به والأملاح معا يوشك على الغرق في قاع المياه الجوفية لمدن لم يبق سوى أطلالها ,أشر عليه بخط واضح على بعض من أيامه مناسبات لأيام خلت مؤلمة في بعض فصولها عفا عليها الزمن محسوبة بدقة تبعت الضجر على مقدمة مركبه , تشعره بزهو فارغ لأنه لم يخرج عن المألوف في قراءاته لتلك الأيام وما تدعو إليه خوفا من الشتيمة , أو حسب ما يدعي لا ترقى للشك أبدا كما هي قاعدة باسكال .. لكنه لم يعلم ما فعل رذاذ الماء المتساقط عليه كالمطر بين حين وآخر عندما تصدم الأمواج بمركبه مبللة ثيابه كلها تماما , ملتصقة على جسده كاشفة أعضاءه التناسلية بوضوح لم يستطيع إخفائها مهما فعل ,وهيكل عظمي يدعوا للرثاء, يشعر بالخجل من نفسه أذا مر بالقرب منه أحدا , أو حط على شراعه طائر ظل طريقه متقطعة أنفاسه يبحث عن اليابسة , فيهرب مذعورا بعد لحظات من توقفه إذا أصدم نظره خوفا من شباك الغدر, كل ما يخشاه أن يعرف مناصريه إنه أجوف فيفتضح أمره ويذهب كل ما يدعوا إليه رياء , وان كان كذلك ,يبحث ولم يجد ما يرتدي هربا من واقع مؤلم لا يستطيع الإبحار فيه لجهله بقواعد اللغة وأبجديات الحروف لأنه تركها منذ زمن طويل فاقدا صوابه متحدثا بلغة تبعث الغثيان تطربه لأنها ترفع عنه الحياء ولم يعلم إنها غيرت مساره نحو الهاوية متعثرا بكلمات حمقاء للغاية في صخب لا يطيقه فيفتعل الأزمات للهروب من الدنس الذي وقع فيه, يجعله يصم أذنيه كي لا يسمع الأصوات الأخرى خوفا إن تصيبه بالصداع ويفقد توازنه,فيفتضح أمره ,متبجحا أمام ناظريه إنه يمتلك زمام المبادرة وأنه يعرف جيدا كل خطوة لكنه, لم يعرف إي شيء,لأنه لم يمتلك الإرادة كي يقول ما يجول في داخله, ولم يمتلكها يوما , ولا يريد ذلك ,فهو يعرف في داخله انه تابع لأحد الكواكب السيارة وكي لا يعرف انه ظل الطريق ..



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يكن مجنونا ..ولكن
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- وجها لوجه أمام المرآة
- سؤال مشروع جدا
- من ينظر بثقب ٍللعثرات
- علوان الدسم..أمي تنتخب لك
- هو دائما أسير
- فريد ماضي...لن أقول وداعاً
- هي لم تكن وليمة ..ولكن
- انها حدثت حقا
- ثرثرة مجنون على شاطىء الفرات
- دعوة للشحاذين
- خطوات ضائعة
- اعتراف رجل بساق واحدة
- الخطيئة ترصدها النظرات
- ذي قار..ي
- انظروا..
- في قفص الاتهام
- (متهم) .. قصيدة
- أنا أقول نعم


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - عندما يسير كما هي العربة