أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العراق ومنظمة التجارة العالمية














المزيد.....

العراق ومنظمة التجارة العالمية


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 23:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وتنامي حركات التحرر الوطني للبلدان الرازحة تحت نير الاستعمار التقليدي ( العسكري ) ، دأبت الدول الرأسمالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة على وضع تلك البلدان تحت سيطرتها وجعلها سائرة في فلكها من خلال الهيمنة على إقتصادياتها وثرواتها الطبيعية ، حينذاك ظهر مفهوم الاستعمار الجديد ( new colonialism ) هو الاستعمار الاقتصادي ، فقامت بتأسيس البنك وصندوق النقد الدولييَن ، اللذان فرضا الدولار كعملة مكافئة وغطاء للعملات الِوطنية في الدول النامية والفقيرة ، مما أدى الى تأثر انظمتها السياسية والاقتصادية بالهزّات والأزمات التي يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي . وبعد تمكن بعض البلدان النامية والفقيرة الغنية بمواردها الطبيعية من بناء وتطوير إقتصادياتها وبناها التحتية ، قامت باتخاذ إجراءات من شأنها تشجيع وحماية منتجاتها الوطنية ، فمنها مَن مَنع وآخر مَن قلّصَ إستيراد المنتجات الصناعية والزراعية من الدول المتقدمة . إنَّ هذا النهج أثّر سلبياً على عملية تسويق صادرات البلدان الغربية واليابان والولايات المتحدة وأصبحت تعاني من الكساد التجاري ، لذا عليها إيجاد مخرج وحلول من اجل الاستمرار بتسويق أنتاجها الكاسد مرة أخرى الى تلك البلدان ، فبادرت الى تأسيس منظمة التجارة العالمية في 1/1/1995 في جنيف ، والمبدأ الأساسي لها هو ( حرية حركة البضائع ) بين الدول الاعضاء ، فانضمت الكثير من الدول الغنية والفقيرة لعضويتها ، وكانت النتيجة هي أنّ البلدان الغنية أصبحت أكثر غنىً والفقيرة اكثر فقراً وتكبلت الأخيرة بديون لايمكنها من تسديدها أو التخلص منها ، إضافةً الى عدم قبول الدول الغنية التنازل عن ديونها . ابقاء الديون يعني أنّ الدول الفقيرة والنامية لاتستطيع النهوض باقتصادياتها وزيادة معدلات الناتج الاجمالي القومي ، فعوائد الدخل القومي ستذهب لا لتسديد الديون وإنما يادوب لتسديد فوائد تلك الديون . وهكذا تبقى تلك البلدان على تخلفها في كل مجالات الحياة ، وشعوبها ليست سوى تجمعات سكانية إستهلاكية وإتكالية على الغرب في كل شيء ، فما الذي تقدمه تلك المنظمة ( الانسانية النزيهة ) للعراق ؟ . إنَّ العراق في الظروف الراهنة يحمل صفة عضو مراقب في تلك المنظمة ، وقد بلغت استيراداته من السلع الاستهلاكية الصناعية والزراعية ( ليست انتاجية ) في عام 2009 ما قيمته ( 36 مليار دولار ) !! وعندما يصبح العراق عضواً فعلياً ، سيتصاعد هذا الرقم الذي يستنزف عوائد النفط وتسير الامور نحو الأسوأ ، وهذا ناجم عن عدم جدية وكفاءة وخبرة الحكومة و المعنيين بالملف الاقتصادي في إعادة بناء مرتكزات الاقتصاد الوطني الذي أصبح بفضلهم حقل تجارب من خلال تطبيقهم وصفات ( طبية ) جاهزة ، وبسبب ارتباط بعض الاحزاب المتنفذة في السلطة مع طبقة ( الكومبرادورية ) وهي طبقة التجار الطفيليين المتخصصين في ترويج المنتوج الاجنبي وليس الوطني والذين أنعتهم ب ( خنازير الاقتصاد العراقي ) لدورهم التخريبي و لكونهم يشاركون في عمليات غسيل وتبييض الأموال ، لذا فان رؤوس أموالهم مجهولة المصدر ولايمكن الوصول اليها و الكشف عنها !؟ .
كان بالامكان إختزال مرحلة الفوضى الاقتصادية العابثة باقتصاد البلد الذي تحول الى سوق مستباحة ، من خلال الاستفادة من تجارب دول اوربا الشرقية ذات الانظمة الشمولية سابقاً التي دمَّرت إقتصادياتها بيدها عندما طبّقت مبدأ الصدمة العلاجية ( therapy shock ) الذي يعني الانتقال الفوري للاقتصاد الحر من دون خلق المقدمات
الضرورية للنهوض بواقع الاقتصاد الوطني وجعل العراق بلداً مصدراً وليس مستورداً .
أنَّ وضع الخطط العلمية الإنمائية و مستلزمات إنجازها ، المعتمدة على دراسة تحليلية للإمكانيات الاقتصادية المتوفرة ، هو السبيل الوحيد من اجل إيجاد حيّز للاقتصاد الوطني ضمن منظومة الاقتصاد العولمي وكعضو فاعل في عملية إعادة قسمة العمل الدولية العادلة ، حينذاك سيستطيع العراق الدخول في عضوية منظمة التجارة العالمية وستكون شروطها تصب في مصلحة العراق .
الكل يعلم ان الصين أصبحت عملاقاً إقتصادياً قائم بذاته وميزانها التجاري إيجابي ولصالحها ومنتجاتها تصدَّر الى غالبية دول العالم ، لكنها تتريث في مسألة الدخول الى منظمة التجارة العالمية ، إذ أنها أعلنت ستنظم اليها في عام 2020 ، لذا عليكم التأنّي في
مسألة إنضمام العراق لتلك المنظمة في الظروف الراهنة يا أصحاب القرار.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لامجال أمام المالكي سوى التحالف مع القوى الوطنية الديمقراطية ...
- التستر بقناع ( الوطنية ) هو أحد أساليب التشبث بالسلطة
- قانون الاستثمار وحق تمليك الأجانب و تبعاته
- تعقيب مقتضب على مقالة د . كاظم حبيب ( نقاش إقتصادي مفتوح ... ...
- توقف يا وزير النقل ...كفى إستخفافاً بآراء الأكاديميين المتخص ...
- لا بدائل للتنمية في ظل الفساد والفوضى الإقتصادية
- ماراثون المالكي بين تعميق وترسيخ دولة المؤسسات وقرب إنتهاء و ...
- هل أصبحت العملية الديمقراطية في مأمن بعد إنتهاء الإنتخابات ؟ ...
- إحياء أساليب نظام البعث البائد والهيمنة على قطاعي العلم والث ...
- الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم ....حقيقة أم تهريج !!
- لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟
- إنهيار المؤسسات المالية الأمريكية وتلافي الوقوع به
- إستمرار إطفاء شموع الثقاقة الوطنية هو إنذار بعدم العودة !
- قرار تأسيس مجلس أعلى للثقافة ..خطوة في الإتجاه الصحيح ولكن ؟
- مجافاة الحقيقة والتلاعب بالمفاهيم الإقتصادية
- عشرة آلاف بعثة دراسية ....تساؤلات
- دور النفط والغاز في تعزيز الثِقل النوعي الإقليمي والدولي للع ...
- مصير الإقتصاد العراقي بيد مَنْ وإلى أين يسير ؟
- هل ستفرِض الأجندة الوطنية نفسها بعد أحداث البصرة ؟
- سلطة الظل و المخطط الرهيب


المزيد.....




- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...
- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري عنخ آمون؟ وما حقيق ...
- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العراق ومنظمة التجارة العالمية