أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد علي عوض - لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟














المزيد.....

لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أن موضوعة الإتفاقية العراقية الأمريكية أفرَزت مواقف مختلفة ، والتي كان سببها عاملان ، العامل الذاتي والمتَمَثل بالعقليات الضيقة الأنانية لغالبية القوى السياسية والدينية الفاقدة لهويتها الوطنية ، والخارجي المتمَثل بتأثيرات دول الطوق المحيطة بالعراق . العامل الذاتي واضح للعيان ولا يحتاج الخوض ، لذا العامل الخارجي لعبَ ولايزال يلعب دوراً سلبياً بسبب طموحات إيران وسوريا .
الإيرانيون بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الحاكم لديهم ومنذ زمن الأكاسرة والشاهنشاهية إلى الخمينية يؤمنون بنزعة الزعامة والسيطرة ( HEGEMONY ) ، فهم لايرضون بتسميتهم دولة كبرى لسعة المساحة الجغرافية ، وإنما يريدون فرض تسمية جديدة على المنطقة ، وهي أنهم ( دولة عظمى ) ، من خلال إمتلاكهم للسلاح النووي وضمهم أراضي الغير ، كالجزر الثلاثة العائدة للإمارت العربية ومشكلة مناصفة شط العرب والأراضي العراقية من الجهة الشرقية للنهر ، إضافةً إلى إعلانهم الصريح ، بأن دولة البحرين هي جزيرة إيرانية ! . الملفت للنظر والعجيب أن العراق كان دائماً ولايزال هو الخاسر من علاقاته مع دول الجوار ، وهو الذي يعطي ولا يأخذ . فعندما أُطبِقَ الحصار على العراق عام 1991 ، كانت الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها نظام الطاغية الإستبدادي والوسيلة الوحيدة لإتصاله بالعالم الخارجي هي الأردن ، الذي بنى إقتصاده على حساب جراحات وتجويع الشعب العراقي من خلال شحنات النفط المجانية ( الغيرشرعية ) التي كان يحصل عليها . والنظام الإيراني في الظروف الراهنة جعل العراق بوابته إلى العالم الخارجي ، فيما إذا صدرت بحقه عقوبات دولية صارمة بسبب مشكلة ملفه النووي . وهنا نجد أن العراق لم يجني أية فائدة كما حصل مع الأردن ، وإنما هو الخاسر أيضاً بسبب تدخلات أيران السافرة من خلال المليشيات الإرهابية ( عصابات مقتدى الصدر ) والتي أطلقُ عليها مصطلح ( البعث الجديد ) الموالية لإيران وبقايا البعث البائد في آنٍ واحد ، إضافةً إلى الأحزاب الدينية التي ترعرعت في إيران .
الجهة الأخرى هي سوريا ، التي تحتضن بقايا النظام الإجرامي والتي لاتزال ترفع شعارات خاوية لاتمت بصلة للوطنية والتي لها جراثيمها وممثليها في داخل العراق لترويج وترسيخ تلك الشعارات الفضفاضة . فبالأمس القريب ، ظهر على شاشة إحدى الفضائيات أحد أقزام جبهة التوافق معلناً أن ( نفط العراق للعرب ) وليس للعراقيين !! تُرى الى متى يبقى العراق كالبقرة الحلوب ؟ إضافةً إلى تصريحات رسمية سورية تؤكد أن سوريا تلعب دوراً أساسياً ( سلبياً ) في وضع العراق . يا للعجب ، سوريا ( شعب الليرة المختار ) أصبحت تقرر مصير العراق . ولذا ليس من العجب عندما يجتمع تجار العروبة وبقايا البعث الصدامي، فهذان التجمعان تربطهما علاقة جدلية متبادلة ( كعلاقة السمسار بالمومس ) والبعث الجديد ( تيار الصدر ) في دمشق للتنسيق والوقوف ضد توقيع الإتفاقية العراقية الأمريكية . أن التدخلات الإيرانية والسورية فاضحة للعيان ، ووجود الأرضية الخصبة لها ناتجة عن فقدان الحس الوطني والهوية الوطنية للقوى السياسية والدينية العراقية المرتبطة بالبلدين المذكورين . أما قيادات الأحزاب الكردية ، مستعدة لتوقيع الإتفاقية وهي مغمِضة العينين دون تعديلات ، لا بل مستعدة لبناء قواعد عسكرية أمريكية دائمة مدى الحياة ، وهذا ليس بمفاجأة ، بعد تصريحات مسعود البرزاني ، إضافةً إلى النهج الشوفيني الإبتزازي المعادي للوطنية العراقية طيلة السنوات الخمس الماضية . أن القيادات الكردية الشوفينية اللاوطنية مستعدة أن تبيع العراق كما يقال باللهجة الدارجة ( تفصيخ ) مقابل تحقيقها الهدف المنشود ( جمهورية كردستان ) .
وأخيراً يجب أن نقول كلام حق يراد به حق ، لقد أثبت رئيس الوزراء السيد المالكي وطنيته وهو جدير بحمل تلك الهوية المشرِفة ، بعد أن برهن عملياً نهجه الوطني ، فدعمه المادي واللوجستي لعشائر الأنبار وسحقه لعصابات الجريمة في البصرة والعمارة والناصرية وميليشيات المهدي في مدينة الثورة وفضحه جرائم قتل المسيحيين على أيدي الميليشيات الكردية ، كلها أسقطَت عنه تهمة الطائفية ، كذلك إصراره على توقيع الإتفاقية مع الولايات المتحدة جاء ضد رغبة إيران وسوريا ( العروبة والصمود ) ، وبذلك أسقطَ تهمة العمالة لإيران . فعليه مسألة تأييد المالكي في توقيعه على الإتفاقية العراقية الأمريكية هي ضرورة ملحة تفرضها المصلحة الوطنية وبالتالي إنهاء إستباحة الدم العراقي والأرض العراقية وثروات العراق .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهيار المؤسسات المالية الأمريكية وتلافي الوقوع به
- إستمرار إطفاء شموع الثقاقة الوطنية هو إنذار بعدم العودة !
- قرار تأسيس مجلس أعلى للثقافة ..خطوة في الإتجاه الصحيح ولكن ؟
- مجافاة الحقيقة والتلاعب بالمفاهيم الإقتصادية
- عشرة آلاف بعثة دراسية ....تساؤلات
- دور النفط والغاز في تعزيز الثِقل النوعي الإقليمي والدولي للع ...
- مصير الإقتصاد العراقي بيد مَنْ وإلى أين يسير ؟
- هل ستفرِض الأجندة الوطنية نفسها بعد أحداث البصرة ؟
- سلطة الظل و المخطط الرهيب
- الكورد الفيليون و التُهَم المُشَرِّفة
- الذاتية والتخبط الإقتصادي و هدر المال العام تحت ستار القانون
- بإختصار... تأكيد على نداء بناء عراق ديمقراطي مدني
- الإنفاق اللاعقلاني و هوَس بناء المطارات
- الثقافة العراقية وإنتشالها من الإحتضار
- الإنهيار و التحالفات وكشف الأوراق أمام الشعب
- الأقلام الجريئة وعام الحسم والتعرية
- تغييب و طمس ثورة 14 تموز و مشكلة العلم العراقي
- ملاحظة سريعة
- عكس القاعدة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد علي عوض - لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟