|
الأقلام الجريئة وعام الحسم والتعرية
عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 01:36
المحور:
الصحافة والاعلام
عند إستقرائي لكل ما كُتب من تحليلات بشأن الواقع العراقي ، على يد الكثير من الأقلام المبدأية ، والتي تمتلك نظرةً ثاقبة وحدساً صائباً لما سيحدث لاحقاً . وأعني الباحثين والكُتّاب ذوي المكانة الأكاديمية المرموقة وكياسة الإتزان السياسي والخبرة الغنية ، وليست المجاميع التي ظهرت في الآونة الأخيرة ، وكل واحد منهم يطلق على نفسه محلل سياسي إستراتيجي ... والى آخره من التسميات . الذي لاحظته ، أنّ أولئك الكُتّاب عند تناولهم أية مشكلة تخص الشأن العراقي بكل جوانبها ( السبب و المُسَبب والنتيجة ) ، يستخدمون ألأسلوب الرفيع المهذب الناضج في المعالجة ، بعيداً عن المهاترات . لقد أدّى هذا النمط من النقد وتشخيص الأخطاء إلى تمادي الكثير من أصحاب القرار وإستخفافهم بالتشخيص السليم ، لأنه يتعارض مع مصالحهم الأنانية الضيقة ، ولكونهم أناس طارؤون على المرحلة . وللأسف كانت طروحات غالبية المحللين المشاركين في العملية السياسية تتسم بالنقد الخجول وعدم إغضاب الجهة المقصودة ، حفاظاً على مواقعهم وإمتيازاتهم ، بعكس الذين هم خارج العملية السياسية ، فكانت تحليلاتهم تحمل النقد اللاذع البنّاء ، بعيداً عن المهادنة والتوفيقية ، وحرصاً منهم على إيقاف مسيرة الإنحدار نحو الأسوأ . ولا أدري لو كانوأ مشاركين في إدارة الدولة ، هل سيتغيّر أسلوبهم نحو المحاباة ؟ لقد أعلن رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ، أنّ عام 2008 سيشهدالبناء والقضاء على الفساد . هنا يأتي دور تلك الأقلام الوطنية من خلال إشعار رئيس الوزراء بأنها الداعمة له في نهجه ضد المحاباة وترضية أطراف معينة على حساب القانون ، والإلتزام بضرورة تعرية ومحاسبة المتسببين حتى ولو كانوا من المقربين له والمحسوبين عليه ، أفراداً وأحزاب . لذا يتوجب على النُخب الأكاديمية الوطنية معالجة الظواهر التالية ، والتي هي بحد ذاتها أصبحت معضلات مستعصية ، لوجود عامل الإعاقة من قِبل الذين لايرغبون بحلها ، ولكون بقائهم مرتبط بديمومة تلك المعضلات . 1 - الفساد بكل أشكاله وإستشرائه في كل مفاصل الدولة . 2 - تنظيف القوات المسلحة من الميليشيات ومن الولاء الطائفي والإثني . 3 - وضع حد لتصرفات الكثيرمن الذين لايحملون صفة رسمية في الدولة ويتدخلون في شؤونها بصورة سافرة وفظة ، إضافةً الى أنّ رواتب حماياتهم تُصرف من قِبل وزارة المالية دون وجه حق ، وهذا يُعتبَر سرقة للمال العام. 4 - أجراء عملية مسح وتقييم شامل للواقع العلمي والتربوي في البلد ، لما يعانيه من تدهور المناهج العلمية والكادر التدريسي والبُنى التحتية . 5 - تأسيس مجلس إقتصادي أعلى ، تكون مهمته الإشراف على إعادة بناء الإقتصاد العراقي بكل فروعه ، وليس كما هو حاصل الآن . إذ أنّ الذي يقرر ويرسم السياسة الإقتصادية هما وزارة المالية والبنك المركزي . 6 - إسكات أصوات بعض المسؤولين ، الذين يطالبون بالغاء عملية التخطيط الإقتصادي وترك السماسرة الطفيليين يعبثون كيفما شاؤوا بالإقتصاد الوطني ، متذرعين بقوانين السوق ( العرض والطلب ) . لا أدري أي مذهبٍ إقتصادي يعتنقوه و أية نظرية إقتصادية يعتمدونها !! . واقع الحال إنها الفوضى الإقتصادية ، التي يُراد منها خلط الأوراق وعدم التمكن من إكتشاف جذور وتشعبات الجريمة الإقتصادية ، وإرتباطات أولئك المسؤولين بها !! . 7 - تدهور الواقع الأدبي والثقافي والفني ، وهيمنة القوى الطائفية السياسية عليه . 8 - الوضع الكارثي للأمومة والطفولة . 9 - الواقع الصحي وتأمين الأدوية مجاناً للطبقات الفقيرة أو دفع مبالغ نقدية لهم . 10 - الرواتب الخيالية والإمتيازات المادية التي يتمتع بها المتربعون على ناصية الحكم ، وتحولهم إلى قطط سمان ودايناصورات .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تغييب و طمس ثورة 14 تموز و مشكلة العلم العراقي
-
ملاحظة سريعة
-
عكس القاعدة
المزيد.....
-
مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا
...
-
تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
-
سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث
...
-
ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع
...
-
بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع
...
-
بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا
...
-
هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
-
ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
-
عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
-
فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|