أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - شبَّاك















المزيد.....



شبَّاك


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 02:14
المحور: الادب والفن
    





أيتهـا الآلهةُ اللعينةُ ، ماذا فعلنا ..
هـلْ نستحِقَّ كُلَّ هذه اللعنات !؟
أؤلئكَ الجلادونَ الأوغاد ، وهذه المسوخ ؟!
............

أخطأنا ؟
نعم ! غير مرة ..
لكن ليسَ هناكَ تَناسُبٌ بينَ ما أخطأنا به
وبين "القَََصاص"الذي أَنزَلتِه علينا !
فضاضةٌ وساديةٌ لا يُدانيها إلاّ " يَهْوَه " !
.............

ألأنّنا تجرّأنا على الحُلُمِ - الوهم ؟!

جلاّدونا مُتَفَرِّدون ! لا يشبهونَ إلاّ أنفُسَهمْ !!
في جنوبِ إفريقيا ، وبعد إندحارِ النظام العنصري،
مجرمون عنصريون ، أعلنوا التوبةَ ، إعترفوا بجرائمهم ..
بعضهم راحَ يغسلُ أقدام ضحاياه ،
كُفّارةً عن ذنوبه ..

أما عندنا ، فصمتُ القبور!
حتى مثقفوهم متواطئون على الصمتِ معهم !
دَسّوا رؤوسَهم بين المناكِبِ ، ورفَعوا ياقاتِ معاطفِهم ،
كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ !
ولم يكونوا شهوداً، في أقَلِّ تقدير!!
كيفَ يُرادُ للمناخَ أَنْ يتعافى إذنْ ؟!
.........

نعرفُ أَنَّ في جنوب أفريقيا ، ثمّةَ حُكماءَ كمانديلاّ
والقس ديزموند توتو وسواهما ، مِمّنْ لم يمتطوا
"كِديشَ!" الثأر، مما وفَّرَ المناخَ المناسبَ لبدايةٍ
إنسانيةٍ مُتَحَضِّرَة .
لو أَنَّ البديلَ عندنا كان حضارياً وإنسانياً لِما كان سابقاً ،
لأُرغِمَ جلادونا على التوبةِ وطلبِ الغفران ..
لكن ، يا لنَحسِنا وسوء طالِعنا ،
جاء البديلُ مِسخاً ،
ساهمَ فيه المحتل وكل مَنْ وضعَ يده بيده
......
النص التالي ليس دعوةً لإذكاءِ روح الثأر والإنتقام
وسواهما من الغرائز الدونية .... فيما يتعلّق الأمر بي ،
أتنازلُ علانيةً عن حقي الشخصي ، ويبقى الحق العام !
فذاكرتنا ليست مثقوبـةً أو ملساءَ ، كالمرآة ، لا يلتصِقُ بها
سوى قَـذَى الذباب !!
فالصفحُ والتسامُحُ لا يعنيان النسيانَ ولا محو الذاكرة !
فلا القطرةُ تختزِلُ ذاكـرَةَ الماء ،
ولا الخطـوةُ ذاكـرةَ المسير !!





( 1 )

... مثلُ المرايا ، تصدأُ من تكرارِ ذاتِ الوجوه ،
... مثلُ الأنصـارِِ يَعافونَ العدَسَ و"الإستخبارات "( 1 )
... مثلُ علاقـةٍ تنتهي " مدةُ صلاحيتها " فيوصدُ الماضي أبوابه عليهـا ،
هو فـمُ الجُلمـود ،
صـرخةُ الصمتِ ،
إستفهامٍ يَفغَرُ طَلَباً لجـوابٍ
وهـو كُـوَّةٌ فـي العمـى ..

عادةً هو منصةٌ نُطِـلُّ عبرها نحـوَ الخارج او الداخل (داخلنا) ، مسلوبُ الإرادةِ ،
يقعُ عليه وعَبرَه فعلُ النظرِ ، ... يُمرِّرُ الهواء والروائحَ والعشّاق السريينَ ، والمنشورات السرية ،
وكثيرٍ من " المحرَّمات "، وحتى اللصوصَ ، دونَ أنْ يقوى على الردَّ عن نفسه إزاءَ أيِّ فعلٍ ،
لأنـه منفَعِلٌ ، لا يَقوَى على الفعل ، مُنزِرِعٌ هنـاك فقط ...
فعيونه صاغيةٌ ‘ حتى للغة الجسَدِ . هو نافذةٌ للحُلُم وللعشقِ ، والتَلَصُّصِ والسؤال...

من أينَ لي برابونسلْ (2)، تُطِلُّ من شباكها ، تُبَدَّدُ سرابَ "الآن" ووحشته ؟
فتُعيدُ المُخَبَّأ في أنفاقِ الذكرى إلى بُرجِ ما "كان" .. لمَهاوي الذكريات ، لرذاذِ الأحلامِ و" فُتاتِ النذور" ؟!

::::::::::::::::

كُنّـا دهـراً على أُهبةِ الشوقِ للرحيلِ إلى ما " سيكونْ " ،
لكنه ، يا لخيبتنا ، أَدارَ لنا القفى ، وآثرَ أن نتوهَ فـي درابين " الآن " ، فَنَتَفََرَّقَ أيدي سبأ !!
.. تُرى هـلْ كانَ الحلمُ على مقاسِ أمانينا ؟
أمْ اننـا أسرَفنا العمرَ على أضغاثِ "رغبـةٍ " لم تَحِـنْ ساعتهـا ، تأريخهـا ،
فطواهـا الدهـرُ وأعادهـا لِما " كان" سيرتهـا الأُولى ، لأنَّ أوانَ "الآن" لم يكن قد نَضُجَ ؟؟!!

:::::::::::::::

لكننا لن نَتـوبَ !
إزميلُنا ، أظافِـرُنـا ، بهـا نحفُـرُ الوجَـعَ فـي صخـورِ الذاكرةِ ،
لا نُسَيِّرُه على ظهور الماء الجاري ،
ننقُشه على جذوعِ الصندل ،
لا نجـرَحُ بـه وجـهَ الرمـلِ ، تُذريـهِ الرياح ،
لا نرضـى الخنـوعَ ، ولا نثـورُ على وردة رُمَان ،

ولكـي لا ننسى ، كالذئبِ الجريح ، نَلعَقُ الذكرياتِ من جروح الأمس ..
فقوانين حماية البيئة والضواري لا تشملنا..!!
لأَنَّ دَمَنا مُباحٌ ، حتى في الأشهُرِ الحُرمِ ، للأخـوةِ ، للأقاربِ - العقارب ، للأعارِبِ والأعاجم ..!

..............................

.. إيـــه ! يا غداً مراوغاً خلفَ متاريسِ الضباب ، هبْ لنا كفافَ الأيامِ التاليةِ ،
وإكفنا شَـرَّ المتفجراتِ والخناجرِ المُطهَّـرَةَ بالوضوءِ وسورةِ الفاتحـة ،
وسنقبَلُ أنْ نَحُـجَّ لخرائبِ ما " كانْ " ، فارغـةًًً ، إلاّ مـن صـدىً ، نُراوحُ فـي عُسر خاتِمتنـا ...
ِ
فمـا "الآنَ" غيرَ جثةٍ ، كلّمـا نَفَخنا في رماده ، لا وميضَ ،
ولا مـا يُشيرُ لبقايـا جَمـرٍ ... ،

" أيُتهـا العيسُ ، قـدْ خَلَتِ المتاريس !!"
ولكـنْ ... هـلْ سَنَظَلُّ نتبعُ الحُلُمَ ، كنجومِ المجوس ؟ .. وإلى أيَّةِ هاويـةٍ ؟!
نُريـدُ أنْ نتأكَّـدَ!!
لـنْ نسيرَ بعدَ اليومِ ، دونَ " بوصلةٍ " أو " زُوّادةِ طريـق " كمـا "كـانْ" !
فحتى الساعةَ ، لا نزالُ نَلعَقُ نُـدوبَ خطايا مـا " كانَ " ...
فـ" قنديلُ " هوانـا كَـلَّ بَصَـرُهُ ،
قِشَّتُنا إبتَلَّتْ ،
وبِِِتْنَـا على مبعَدَةِ " قابَ حُلُمينِ أو أنأى !"

نحنُ نَكِراتُ البياناتِ ونَشراتِ الأخبـارِ .. نحنُ المجهولونَ المُشَفَّرونَ ، نخُطُّ
حُروفَنـا ، مُرتَعشينَ ،
بعيـداً عن " تُفّاحة نيوتن "، شَـدٌّ يُوَتِّرُ المسافةََ بين "آننا" ومـا نشتهي أنْ " نكونْ"!

ومـع ذلك !
لا نَستكينُ لأنّنـا لسنا " ماءَ سبيلٍ " ، يشربه من شـاءَ ،
أو قِشَّـةً تُذريها الرياح ..
نَكبُتُ غَيضَنـا أمام المرآةِ ، مثلمـا يكبتُ الحاكـمُ " رعيَّته " !

وفـي مباءاتِ الدناءةِ والتردّي ، نرزِمُ حقائبَ الذكـرى ، نحـو وادي مـا
" كانْ" ، لأَنَّ مـا " سيكون " صبوراً ، مثل حِمـارٍ ، يحتمِلُ الإنتظـ....ـــار !!
كـي نعبُرَ أرضَ المجازِ لأرضٍ تجـوز !!
حتى يغار سيزيف من تَحمُّلنا ، وأبو الهـولِ من ثباتنا ، والأعاصيرِ من صمودنـا ...

إذنْ .. "مِـنْ كُـلٍ ، قََدرَ حُلُمِه ، ... ولكُـلٍ ما إستطاعَ حَمْلهُ من حُلُم ٍ !"
بلا تَكَهُّنـاتِ يانصيبِ التأويـل ، " يـومَ تبيَضُّ وجـوهٌ ، وتَسوَدُّ وجـوه "!!




* * * *


(2)



شُبّاكان ، بعينهما ، لا يبرحانـكَ ... "يزورانكَ" في الغربة ، دون دعوة .
شريكُ الأرَقِ ، سميرُ السُهاد ، شُبّاكُ غرفتكـمْ في السطح ، وشباكُ زنزانةٍ
بسرداب "قصر النهاية"...
......................
تصحَو مـرةً ، تبكي فقدانَ حُلُمٍ ، مفزوعـاً من تخيُّلاتٍ معيبة وألفاظٍ نابية ، تضيقُ بهـا ذرعاً ، فتروحُ تَتَصَيَّدُ فرصة للخلاص منها .. وتُعيدُ ترتيبَ زُحام الذاكرة ..

كيفَ تُبدَّدُهـا ؟! أبهجـاء الطقسِ ..؟
أم بشتمِ القوافـي وأصحـاب " المُعلّقات! "؟!
أم بسَفحِ "دمِ" الكلماتِ على بياضِ الورَقِ ، لتُضيءَ سوادَ الذكرى في ذُبالةِ كأس العمـر ؟!
.......................

سترى كيفَ سينقلونكَ من " الباب الشرقي " ، بعـد أن تَتَلقّى ضربةًً بأخمسِ مُسدَّس في موضـع مُحدَّدٍ ، خلفَ الرأسٍ .. لكنكَ ستَعرفُ مـن إتجاه حركـة السيارة ، أنهم ماضون بكَ نحـو " قصر النهاية "...

مكتوفاً ، إلى الخلف ، معصوبَ العينين ... ستَتَلقَّى ركلةًً قويـة ، تُصاحبها دفعـةٌ في الظهرِ ... ستتَدحرَجُ على سُلَّمٍ ، تتكوَّمُ في آخـره ... تُحسُ بسائلٍ دافيء ، يُلصِقُ القميص على الجلد ، لا يستعصي على التخمين والتكَهُّن ! فيَقـدَحُ فـي رأسكَ تفسيرٌ لسؤالٍ كُنتَ تخجـلُ ، وأنتَ صغيرٌ ، مـن طرحـه على أبيكَ ، تفاديـاً لجوابٍ ساخر . كانَ عندما يرفَعُ يديه للدعاءِ جلوساً ، بعد الإنتهاء مـن الصلاة ، يختـم دُعاءه مُتضَرَّعاً " اللهُمَّ ، قِنَـا سَقطََةََ الضَرير !"
الآنَ ، فقط ، ستفهمُ مغزى دُعـاء الوالـد ! إذ لا تَدري ما الذي حلَّ بكَ ، ما الذي
إنكسرَ منكَ ، ومن أينَ يسيلُ دمكَ ...

سيسحلونكَ يمينَ السُلَّم حتى آخر الممر ، يرمونكَ في مكانٍ ، يلسَعُكَ بردُ أرضيته الخرسانة ... فيتناهى لسمعكَ حديثٌ عن " حفلة "!
............................

دون عنـاءِ تفكير ، أوَّل ما يخطرُ على بالكَ ذلك الدرس ، الذي تعلَّمته بسجن الحِلَّة مـن محسن ـ مسؤول تنظيم الصاغة بسوق الإنباريين في الكاظمية ـ كان يقول
" أهمُ شيءٍ أن تصمدَ خلال الدقائقِ الخمسِ الأولى ... إذا تجاوزتَ هذه العَتَبَة ، بعدها لن تشعرَ بألم شديد ، لأن المسوخ سيبذلون كل َّ ما يستطيعون للحصولِِ على ما يريدون خلال تلكَ الفترة .. إصمِدْ ، وسترى أن جسمكَ سيتورّمُ ويُكوِّن ما يشبه المَصدّاتِ الواقية ، فلا تعودُ تشعرُ بشدة الألم !!"

... لنْ يطـولَ الإنتظـار ، ستبدأ "الحفلة " بسبابٍ وبذاءاتٍ تخجَلُ منها المعاجمُِ والقواميس ، يُصاحبُها ضربٌ أعمى بعصى غليظة ، لَكَماتٌ وركلٌ لا على التعيين .. تَتَرنَّحُ وتسقط على الأرضية الإسمنت ، يُوقفونكَ ، ليعيدوا الكرّة مَرَّاتٍ ، وأنتَ تتحاملُ على نفسِكَ ، وتَعضُّ على شفتيكَ .. فجأة ، تسمعُ صوتـاً ليس غليظاً ، لكنه كان واثقاً ، آمراً :" فُكّـوا عيونه ! أريده يشوفني هذا الـ ... !"
يُزيحون العُصابةَ عن عينيكَ . برمشةِ عينٍ ، أوّل ما يقعُ عليه بصَرُكَ ، شبّاكٌ صغير ، يُذكِّرُك أنَّكَ في مكانٍ تحتَ مستوى سطحِ الأرض ... لا تَدري حتى الساعة لماذا أوحى لكَ ذاكَ الشباك ، لحظَتَها ، بوجهٍ عَبوسٍ ..
كانت هناكَ حمامـةًًً تبحث فـي الأرض عندَ الشُبّاك ، عما تأكله ... وقِطّـةٌ لـمْ تَجِـدْ مـا تستظِلُّ بـه ، غير أَنْ تزحفَ على كوعيهـا لَتَتَسَلَّلََ إلى ظِلِّهـا فتفوزَ بالحمامة !

ظِـلٌ يَذوبُ عند تُخـومِ الغَسَقِ ، في لهيبِ المغيب ..
هل سيُطِلُّ القمر من هـذه الكـوة أيضاً ؟
أم سيكونُ مُنشغلاً ، يغسِلُ برذاذِ فضته "كَهْرَبَ" عذوق الخضراوي والبرحي ؟
قَدَمـان كبيران نسبياً بحذائينِ أسوَدين ،
لا ترى ما فوقهما ، أكرشٌ ، أم بطنٌ ضامر؟
جسمٌ مُتَرهِّلٌ ، أم رياضيٌ ملمومٌ على بعضه ... ؟

ولأنكَ أدمنتَ ، صغيراً، حكاياتِ جدَّتكَ ، التي إستقرَّت في صندوق الذاكـرة ، ستروح تنفض غبارَ المادية والعلمية عنها .. فتتأمَّل ، مُسائلاً نفسَكَ ،" متى تظهرُ أشباحُ وأرواحُ العائلة الملكيّة..؟ "(3)
كانت الجـدةُ واثقة مما تَقُصُّ عليكم :"المكان المغُتَصَبُ ، لا تُفارقه أرواحُ أصحابه ..
تظلُّ تطـوف ُ في الليل ، تُردَّدُ عـويـلاً يشبه صفيرَ الريح في ليالي الشتاء !"
فجأةً تَختطفُكَ يـدٌ غليظةٌ ، تُطبَقُ على رقبتكَ من الخلف ، وأخرى تشُدُّكَ مـن الحزام ، فتقذفُكَ بقوة إلى الحائط ... تتكَوَّمُ كأرنبٍ خائف .

لن تدري ما إسمُ ذلكّ السائلَ ، الذي يتقطَّرُ من الحنك ، مزيجٌ من الدمعِ والمُخاطِ والـدم والعَرَق ...
ستحسُّ أَنَّ "أنهـاراً" من العرقِ تصُبُّ في فروةِ رأسِكَ وراحتْ تفيض لتغمرَ حاجبيكَ فتفلِتُ قَطَرات منه ،
تَتَسرَّبُ إلى العين وتُحدِثُ حُرقَـةًً ، تُضافُ لآلامٍ بشعة ...
أنفاسُكَ تهربُ مُسرِعةً ، مثل سجينٍ هرَبَ إلى الحريـة ..
وما بيـن الظلوع ينُطُّ كضبيٍ مذعور....
...........................

دعكَ من هذا كلِّه ، وركِّزْ على ما أنتَ فيه ، كي تجتاز "الإمتحانَ" بجدارةِ إنسان
عاليَ الجبين !

ستجتازُ هـذا النَفَقِ سالماً - مُهَشَّماً ، وستُشفى ، وستكتبُ عن هذا وغيره ..

تَتَطَلّعُ إليـه .. واقفاً وسطَ الغرفة - الزنزانة ، تحتً مصباحٍ يسكِبُ ضوءاً أصفَرَ باهتاً ، كائنٌ ضخمٌ ، لا يَقِلُّ طوله عن مترين ، مفتول العضلات ، عريض المنكبين ... ببَشَرةٍ حُنطيّة . ثمةَ شيء في هيئته يبعثُ على الضحكَ والسخرية . رأسه حليقٌ مُستَدِقُّ قليلاً ، رقبتـه طويلةُ بعرض رأسه ، ممـا يُكسبه شكلاً أشبه بالقضيب ! أنفـه مستقيم ، ينتهي عنـدَ جبهةٍ كثيـرةِ التجاعيد ، وحاجبينِ كَُثَّينِ أشبه بمظلَّـة ماركيزة لعينيه ...!

يصيحُ بكَ إبنُ الخنـى ويأمركَ بالوقوف ، وعندما تهمُّ بذلك ، يقفزُ في الهـواء فيوجِّهُ لكَ ركلـَةً في الوجه ، تُحِسُّ أَنَّ ثمـةَ شيئاً صلباً تًكَوَّمَ في فمكَ .. سيَتَثَلَّمُ الكـلامُ على لسانك .. تقعُ في الحال ويرتطمُ رأسكَ بالحائط ..
من الإعيـاءِ ِ والأوجـاع ، سيَستيقِظُ فيكَ الصمتُ و"يهرَبُ " منكَ وَعيُكَ .... !

.................................

بمنتهى الهدوء والحَذََر ، تنْسَلُّ خارِجَكَ .. تقفُ أمام جسمكَ مثلَ مُصَـورٍ شمسيٍّ ،
خلفَ كاميرته - الصندوق ، المستقِرَّةِ على ثلاثة أرجُلٍ ، لا تملِكُ مقاومَـةَ إغراء وسحرِ أنْ تَدُسَّ رأسَكَ في الجُراب الأسود ، لترى ما بداخله ، مثل "صندوق العجائب"(4) أيام زمان ..
عندما تَدلِفُ برأسكَ في ظلام الجُراب ، ترى ما يُشبِه فَـزّاعةَ الطيور ... كيانٌ يَشبه دُميـةُ قديمة لا تَقـوى على الوقوف ، رأسٌ مائلٌ يتكيء على ذراعه الأيسر .. كَدمةٌ زرقاءَ عندَ نهايةِ الحاجبِ الأيمن مثل بيض العصافير ... أنفٌ مُنتفخٌ ، وحيثُ موضعُ الفم ، لا ترى غير سائلٍ داكنٍ وشفاهٍ مُتوَرِّمة ، كأنَّ سرباً من النحلِ قد تناوَبَ على "تقبيلها"! قميصٌ وبنطلونٌ رماديٌّ ، إنهزَعَ في غيرِ مكان .. هَلَعٌ يُصيبكَ وأنتَ تُشاهِدُ جسمَكَ "الفزّاعة" يرتجفُ بحركاتٍ مُتقَطِّعةٍ ، كجثةِ خروفِ الأضاحي بعدَ ذبحه ...
مذعوراً ، ستنزعُ الجُرابَ الأسوَدَ عنكَ ، وعلى أطرافِ الأصابعِ تعـودُ مُتسَلِّلاً ، مثل لصٍ إلى داخلك ، مُحاذراً أنْ تَمَسَّ جسمكَ ، لئلاّ تُثيرَ مواضع الوجع فتصرخ !
............................
............................

سترى نفسكَ على السُلَّم المُظلمِ بداركـم ، وأنتَ تُحاولُ إختزالَ الدرجات بالقفز على إثنتينِ حتى تصيرَ فوق السطحِ وتسارع بدخول الغرفة إيَّاها ... مُستقرَّكم الليلي ، ثلاثةُ اُخوةٍ ، وأخت ، أنتَ أكبرهم ... كانت الأُخت تنامُ في سريرٍ من جريدِ النخلِ ، وأنتم الثلاثة ، تنحشرونَ في سريرٍ مُشَوّه الحجم ، أعرضُ من سرير لشخص واحد ، وأقلّ من عرض سرير لشخصين ..
في ليالي الشتاء كنتم تلتحفونَ " شَفَّاً "(5) وتتزوّدونَ دفئاً بما تَبُثَّه أجسادكم الصغيرة من حرارة ، يختزنها الشَفّ ...
لم يكُنْ باب الغرفة مُحكمَ الإغلاق ، لا يُسَرِّبُ الهـواء َ الباردَ والغُبـارَ حسب ، إنما
القِطَطَ أيضـاً .. ستتذكّرُ كيف صحوتم ، مذعورينَ ، ذات ليلةٍ شتوية ، على إستغاثة قطةٍ ، حَمَلَتْ جِراءها إلى غرفتكم ، بحثاً عن دفء لها ولصغارها . يومها
" ترجمتم" مُواءهـا :" يالله ! كافي نوم ! إِجَـه سِرانه ، آني وجهالي !"

لاتعرِفُ حتى الآن لماذا إرتسَمَتْ صورةُ شُبّاكُ غرفتكم بمخيَّلتِكَ الصغيرة ، بوجه
ذلكَ الضرير ، يجوبُ الحاراتِ والسوقَ بعصاه وطاسته الفافون (الألمنيوم) يُردِّدُ لازمتَـه بعربيةٍ صافية ٍ فـي مخارِجِ حروفهـا ـ دون تلحين !ـ " عطايـاً قليله ، تدفعُ
بلايـاً كثيـره "!!
أيكونُ مصدر التشبيه عيناه المخسوفتان ؟!
ربمـا ..
فقد كان شباكُ غرفتكم الصغيرة ، مستطيلاً ، ينتصبُ طولياً في الجدار ، بجانب الباب . لـه أربعُ زجاجاتٍ ، إثنتان مربعتان في الأعلى .. وإثنتان مستطيلتانِ فـي الأسفل .. الزجاجتان العلويتان مكسورتان ، كعيني ذلك الضرير.. لم يكترث بهما أحـدٌ ، فكانتا معبراً للحَمَامِ والسنونو ، الذي كان يُقيمُ له أعشاشاً في الفراغات بين جذوع النخلِ بسقف الغرفة ... في الشتاء كنتم تَسُدّون فتحات الشبّاك بقِطَعٍ من المُقَوّى وتشدّونَ بوابتي الشبّاك بحبلٍ لإحكامِ سَداده ... لكن الرياحَ والأمطار تظل تُصلِيه بسياطها ، حتى يهتريء الكارتون المُقوّى فيتساقطُ مثل مُقاتِلٍ هدّته المقاومة والإعيـاء ... ويروحُ الشُبّاكُ يُصدرُ صريراً كأنه يستجيرُ لأنه لم يعـدْ بمستطاعه أن يمنع عنكم رذاذَ المطر ، الذي تحمله الريح الغربية ( الغربي) ...

تسمَعُ ناياً حزيناً .. يأنُّ حنيناً في الليالي لأصله القصب . كُنتَ تُجرِّبُ تقليده ، لكـن الأهـلَ زَجروكَ لأنـه " يُورِثُ السِلَّ "! فرُحتَ تُجَرِّبُ ذلكَ خِلسَةً .. تُخفي الناي تحتَ الدشداشة ، لِتتعرّفَ على سحره في بستانٍ قريب ..

:::::::::::::::::::::::

تصحـو وقد " أخذتَ " دوشاً بارداً من سطلِ ماءٍ سكبوه عليك ، ولمْ يكن في نيَّتهم إعطاؤكَ إستراحةً ، بل المواصلة بشكلٍ مكثَّفِ ، حتى تنهار بأسرعِ وقتٍ ممكن ...
لكنْ تفلِتُ من" المارد"عبارة : " عَلِّكوه .. اليوم راح أَخلِّي بابان وأجداد بابان(6)
يبجون عليه !"

تلتقطها فـوراً .. إذن هـم وراءَ شخصٍ آخـرَ يطلبونه ، ولستَ أنتَ المطلوب ، ...
هـا قد هانت الأمور !!
لكنَّ جُرابَ مثانتكَ اللعين إمتلأ حتى الآخر ، وأيةُ حركة ، ستُدلِقه ..
فماذا أنتَ بفاعلٍ !
إنهمْ يرفضون السماحَ لكَ بالذهاب إلى التواليتْ ، إمعانا في الإذلالِ ، وإنتظاراً
للحظةِ ضُعفٍ قد تَبدُرُ منكَ .. لكنكَ تُقرّرُ مع نفسِكَ " أبولُ عليكم ، أبناءَ مَـنْ لـمْ
يَحفَظنَ فُروجَهُنَّ ، سأدلِقُ قِربـة بَوْلي في وجوهكم ، ولن أسفَحَ قطرةَ الجبين
.. إيـاها ! "

سيُعلِّقونَكَ ، رغمَ ما تُبديه من مقاومةٍ غيرِ مؤثرةٍ وتمَنُّعٍٍٍٍ باهتٍ ، " الإرادة تُريدُ ، لكن اللحمَ لا يَقـوى ! " على ما يقولُ الألمان ..
تَتَدلّى من حَلَقَةٍ غليظةٍ في الحائط ، مشدودَ اليدينِ مثل الخِـراف المُعَلَّقَة في دُكّـان سيِّد علي القصاب .... وفيما أنتَ تُركـِّزُ على تجميعِ قواكَ المُبعثرة ، مُتَسَلِّحاً بنظرةٍ
صارمَـةٍ .. يستكثرونها عليكَ ، ويعتبرونهـا تَحَدِّيا ً إستفزازياً لهم ، يطيرُ صوابهـمُ ، فينهالونَ عليكَ بسياطٍ مـن صنعِ خيالهم الموبوء ... صونداتٌ محشوَّةٍ بسلكٍ
معدنيٍ غليظ ... في البدايةِ تئنُّ ، بيدَ أَنَّ الأنينَ لا يتناسب مع جحيم آلامِكَ ... تَصـرُخُ حتى ينبَحَّ صوتُكَ وتتجرَّحَ حنجرتُكَ ، دون صَـدىً يرتدُّ إليكَ ... مُطوَّقـاً بذئابٍ تَعـوي وكلابٍ تنبح .. تنهشُكَ ، وقد غادرتكَ كلُّ الآلهـة وتبرَّأَتْ منكَ !

يُمعِنـونَ في ساديتهم المَرَضِيَّة ، تسألهم ماذا تُريدون ؟ يأتيكَ الجوابُ زَخّـةًً مـن
الصونـدات المتواترة ويقولونَ " تقيأ كُلَّ ما في دماغِكَ الجايف ، عَمَّن تعرفـه وعمَّـن لا تعرفـه .. المهم فُكْ حلقَكْ ، غَـرِّدْ !"
تَروحُ تُحَشِّدُ نفسكَ لتملأ رأتَكَ بالهـواء ، حتى لو كان فاسداً ، وتُرسلُ بصقةً صمغيّةً بإتجاههم ، لا تعرفُ إنْ كانت "أصابت" واحـداً من الثلاثة ، لكن ردَّ الفعل كان فـورياً بضربةٍ من عمودٍ خشبيٍّ ، يَشُجُّ رأسكَ فتسبحَ بـ"دوشٍ" من دمكَ أنت ...

آه ، يا رفيق محسن ، ثمَّ آه .. فآآآآآآآه !
أين أنتَ الآنَ ، ودقائقكَ الخمس ؟!
دهــرٌ إنقضى ، وما إنتهتْ دقائقكَ !!
تَعالََ ، صُبَّ تِيزابَِكَ على صـوانِ هذا الجحيم ..
علَّـه يصيـرُ دقائقَ رخـوَةً ... !!
....................

تُحسُّ أنَّ عضلاتِكَ إرتختْ ودَخلَتْ في "الإضراب" ، فلم تَعُدْ قادرةً على الإبقاء على الشَدِّ المطلوب ، كي لا تنخلِعَ يداكَ من الكتفين ، فبـاتَ ثقـلُ جسمِكَ مرتكزاً على ما تتحَمَّلُه كَفّاكَ ، وسيغورُ الحبلُ في اللحمِ الحيّْ ..!
سيتنرنَّحُ رأسُكَ ، الذي أصبحتَ تُحِسُّ بثقله غير المعهود ، وتَشعُرُ بالغثيان فتستفرِغُ بطناً خاوياً ، إلاّ من عُصارةٍ صفراء ... وستشعرُ ببردٍ مفاجيءٍ ، يخُضّكَ كأنه الزمهرير .... لـمْ يَعُدْ جسمكَ يعملُ بشكلٍ عاديٍّ ...
واتَتْ "الفرصة" ، على مايبدو ، كل جهازٍ فيه ليُحَقِّقَ "فدراليته!"
عضلاتُ الصدرِ والفَخذينِ ترتجفُ ، بل تختضَّ كسعفةٍ في الريح ، "صنبور"
الأنفِ لا يتوقف ! يداكَ وقدماكَ تنضحان ، كما لم يسبق لك ، عَـرَقـاً .. ونتيجـةً لإحتقان المثانـةِ ، أيضاً ، سيحدثُ لديكَ إنتصابٌ لا إراديٍ .. فَيُجَنُّ جلادوكَ ويهجمونَ عليكَ ، بكلِّ " الشهامةِ القوميّة !"... أحدهم(7) تجحظُ عيناه وترتعِشُ يـده ، يُباعِدُ بينِ رجليه ، يُقَوِّسُ قامته قليلاً إلى أمام ، ويُفرِدُ ذراعيه ، مثلَ مُصارعٍ مُتأَهبٍ ، سيركِّزُ على كعبيكَ بخشبةٍ سميكة ... تُحِسُّ بطوفانِ جَمـرٍ يجتاحُكَ صعوداً نحـو الأعلى ... سيَسوَدُّ المنظرُ في عينيكَ .. وتَتَعَطَّلُ بقيّةُ الحواس ، إلاّ شيئاً من السمع ..
.. سيّانَ إنْ غادرَكَ الوعيُ أو غادرته !!

تندَلِقُ القربَةُ إيـاها ... مثل مطرٍ تَحَـدّر َ من مزريبٍ شوقاً لمُلاقـاةِ الأرض ، لا لكونه مطروداً من السماء !ا


..........................
..........................

... كنتَ تجلِسُ في السرير مُقَرفِصاً ، منكمِشاً على نفسكَ ، رأسُكَ بينَ رُكبتيكَ ، ظهرُك إلى الحائط ، لا تَملِكُ غيرَ أنْ تختضَّ خوفـاً وبرداً.. تُجاهـِدُ في السيطرةِ على إصطكاكِ أسنانِك ، كـي لا يفيقَ الباقونَ ، ويُعاينوا خوفَكَ .. أنتَ أكبرهمْ وعلى عاتِقِكَ تقعُ مسؤولية توفير الأمان لهم ، بَدَلَ الوالدين ، لأنكمْ بعيدونَ ، في غرفة السطح !
لكن مَـنْ سيُهدّيء من روعَكَ ويمتصّ خوفكَ أنتَ ..؟!



إسرافيل المَلاك ، عندما يسوقُ الغَيم َ بسوطه ، فَيَقصفُ الرعد ، تَبرُقُ "عيونُ"
الشُبّاك ، تَتَكَوَّمُ أنتَ على نفسِكَ .. تَعضُّ على نواجذِكَ ، تَتَّقي نظراته بكفّيكَ على
الوجه ... تَـروحُ بعد فترةٍ تُباعِدُ بينَ أصابعِكَ وتختَلِسُ النظرَ إليه ، لتتأكَّدَ فيما إذا
كانَ لا يزالَ يُحَدِّقُ فيكَ ، ويُصدِرُ ذاتَ الصرير ، يقشَعِرُّ له جِلدُكَ ، كما تفعلُه حبّات الرملِ "تَجِزُّ" تحتَ الأسنان ...ُ

غريبُ الأطـوارِ ، شُبّاكُ غُرفتكم ... لا يُطيقُ الوحشةَ ، يحتاجُ مَـنْ يُسامره ، فكُنتَ
ضحيَّتَه في ليالي الشتاء ..

















يحيى علـوان
كاتب عـراقي يعيش في برلين












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خلالَ الحصار، الذي فَرَضه "حُرّاسُ البوابةِ الشرقيةِ للأمة !" على الأنصار، أُفقرَتْ "مائدتهم" الزهيدة
أساساً ، إلى العدس والخبز والشاي .. وحيثما حلَّوا في قرية ، واجهتهم وجبةٌ من الخبزِ ونوعٍ من بقايا الجبن ممزوجةً بالأعشاب ، هو عُدَّةُ فقراء الأرياف للشتاء .. ولأن الأنصارَ الشيوعيينَ لم يكونوا "مُتَطلّبينَ " كغيرهم !!
وإنْ كانوا يحلمونَ بأكلة دسمةٍ شهية ، أطلقوا تسمية مَرِحَةً "إستخبارات"على
تلكَ الوجبة ، لأنها كانت "مبثوثة" في كل القرى مثل إستخبارات النظام . ي.ع.
(2) الأخَوَان غريم مشهوران في الثقافة الأوربية ، كونهما كتبا عدداً وفيراً من الحكايات وقصص الأطفال ،
ومنها حكاية رابونسل ، فتاةٌ تخطفها ساحرةٌ ، تسجنها في برجٍ بلا بابٍ .. له نافذة في الأعلى ،
لا سبيل للولوج إلى داخله ، إلأّ أنْ تُدَلِّي السجينة رابونسل بظفيرتها الطويلة ، فيرتقي حبيبها إليهـا خِلسَةً ! ي.ع
.
(3) " قصر الرحاب" كان قصر العائلة الملكية ، حتى ثورة 14 تموز (يوليو)1958 ، إذ جرى تحويله إلى
مسلخٍ بشري مرعب ، لاسيما ، خلالَ عهد البعث الثاني عام 1968 . ي.ع.
(4) في الخمسينات من القرن المنصرم ، وقبل إنتشار البث التلفزيزني ، كان ما يُسمى بـ"صندوق العجائب"
يستهوينا نحنُ الصغار ، يدفع كل طفل ، فلسان ، يجلس ثلاثة في كل "دورة " أمام "عيون الصندوق" .
كنّا نتفرّجُ ببهجةٍ غامرة على صور "أبو زيد الهلالي" أو "الزير سالم " ونلتهمُ ما يحكيه صاحب الصندوق
من قصصٍ حَفظها عن ظهرِ قلب، وهو يدير بأحدى يديه إسطوانة الصور ... كنا نحفظ القصة والصور ونروحُ
نتباهى على أقراننا ، ممن لم يستطع دفع الفلسين ، فنحكي جزءاً منها ، وعندما يبلغُ إنصاتُ الآخرين أشُدّه ،
نُمسِكُ عن القص حتى ننتزِعُ قطعةَ حلوى أو أي شيءٍ.. بعدها نواصل القصة ! ي.ع.
(5) غطـاءٌ صوفي ، غزلتْ خيوطه وحاكته وصبغته يدوياً جدَّتي لأبي . ي.ع.
(6) كان هناك شخصٌ إسمه يحيى بابان( غير الصديق القاص يحيى بابان ـ جيان ـ ، الذي سكنتُ قريباً منه في كونيَفوفا ببراغ لعامين متتابعين) تخرَّج في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد في نفس السنة الدراسية 68/69 ، من نشطاء جماعة القيادة المركزية ،
كانت لي علاقة ودية معه ، إذ لم يكن إستفزازيا كالبعض الآخر . ي.ع.
(7) هو مثنى الراوي، كان نقيباً في المخابرات ، أُعدِمَ في نفس العام1969 مع وجبةٍ ، بتهمةِ " العملِ والتجسس لصالح العدو"! وعُلِّقَتْ
جثامينهم في ساحةِ التحرير ببغداد . كانتْ عمليةً بشعةً إستهدفتْ ترويع الشارعِ العراقي ، وتدجينه تحضيراً لما سيأتي !
وهو ما حصَلَ لاحقاً .. ي.ع.



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً أيُها الأَرَقُ
- نُثار ( 4 )
- أَسئلةٌ حَيْرى
- نُثار ( 3 )
- نُثار ( 2 )
- نُثار ( 1 )
- ...ومن العشقِ ما قَتَلْ
- شذراتٌ من دفاترَ ضاعت / عفريتٌ من جنِّ سُليمان !
- من دون عنوان
- ما هو !
- تهويمات
- أهِيَ خطيئتي ؟!
- بغداد
- إنْ شاءَ الله !
- قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !
- حكايا مخالفة للاهوت
- ظِلٌ لَجوج
- كَيْ لا تَهجُوكَ أُمُّكَ
- رأيتُ البَلّور
- هو الخريفُ يا صاحبي!


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - شبَّاك