أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - حكايا مخالفة للاهوت














المزيد.....

حكايا مخالفة للاهوت


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


حَكَايا مُخالِفَة للاهوت...(1)

ذاتَ صُبحٍ بَهيٍ من أصباح الجنة ، أفاقت حواء ، صَوّبَت نظرها الى
فوق ، ونادت الخالق :" لديَّ معضلة ، أُ ريدُ عونكَ في حَلّها "!
نظرَ الرب إليها فوجد سحنتها قاسية ، دليلاً على همٍ حلَّ بها :
"ماذا دهاكِ ، يا صغيرتي ؟!"
جَرّت حَسرةً طويلة قبل أن تُجيب " أعرفُ ، يا رب ، أنكَ خَلقتَني ،
وهبتَني قواماً أجملَ مما تتصوره المخيلة . أعطيتني جنة عَدن
مسكناً . أهديتَني كل هذه الحيوانات الرائعة- لاسيما ذلك الكائن
الماكر والكوميدي ، الأفعى - ولكن ، رغم ذلك ، إني لست سعيدة!"
" ماذا ينقُصُكِ ، يا صغيرتي؟"
قالت :" أُصبتُ بالتخمة من التفاح، وما من أحدٍ تلتفتَ نحوي .
أشعُرُ بالوحشة والوحدة ."
فأجابها الرب :"يمكنني أن أُسدي لكِ معروفاً آخرَ بأن أخلُقَ لكِ
شريكاً ، ...رجلاً ."
" ما هو الرجل ؟!" تساءلت مُستغرِبَةً
" الرجلُ مخلوقٌ سأُصنِّعه لكِ ، مشفوعاً بكثيرٍ من الأخطاء ،
والنقائص الشخصية." قال الرب . واضافَ:"سيكون ميّالاً الى الكذبِ والخيانة والعجرَفَة .
بأختصارٍ ، سيتسببُ لكِ في ساعاتٍ مُقرِفَة . لكن من ناحية أُخرى ، سيكون أكبر حجماً منكِ ،
أقوى وأسرع- حتى في.... - سيكون قادراً على الصيد . وسيُستَفَزُّ لأتفهِ الأسباب ، لكنه
سيكون عوناً لكِ في بعض الأمور ، التي ستكونين فيها ضعيفةً .
ونظراً لشكواكِ من العزلة والوحشة ، سأجعله قادراً على تلبية
إحتياجاتكِ الجسدية ، متى شئتِ ، وسيتكلَّفُ بضمانِ بقاءِ خَلَفٍ
لكِ . سيكون أبلهاً بعض الأحيان ، ويهتم بأشياءَ طفولية ، مثل
الملاكمة والمصارعة وكرة القدم ...ولعبة الغولف ...! ولن يكون ذكياً
ما يُغنيه عن طلبِ المشورة منكِ لأتخاذِ قراراتٍ معقولة . "
" يبدو الإقتراحُ أكثرَ من جيِّد . ولكن أين الخلل في الموضوع ؟!"
تساءلت حواء، متشككةً بأن رَفَعَت حاجبيها الى أعلى .
قالَ الرب :" لا بأسَ عليكِ ! يُمكِنُكِ الحصولُ عليه بشرطٍ واحدٍ
لا تَفريطَ فيه أبداً "!
"وما هو الشرط ، الذي ترميه ؟"
" سيكون فخوراً ، مُتَعَجرِفاً ، مُعجَباً بنفسهِ ، يَظنُ نفسه أصل الوجود
، لذلكَ يتعيَّنُ علينا أن نَدَعه في وهمهِ أني خَلَقتُهُ أولاً ، ومن ثَمَّ أنتِ .
عليكِ الا تنسَي إتفاقنا ، يجب أن يبقى سراً بيننا ، نحن النسوان !!"




حَكايا ....(2)

" رَبُّكُم سارق ، لأنه سَرَقَ ضِلعاً من آدم !" أنَّبَ القيصرُ حِبراً .
رَجِعَ الحِبرُ الى بيته مهموماً ، فقالت له إبنته بعد أن سَمِعَت
الخَبَر :" أُريدُ أن أَرُدَّ على القيصر . "
ذهبت وقالت له :" مُر لي بعسكريٍ ، فقد سطا علينا الليلةَ الفائتة لِصٌ ، سَرَقَ منا آنيةً فِضِيَّةً ، وتَرَكَ محلها ذهبيةً "!
ضَحِكَ القيصر وقال :" مثل هذا اللص ، يُمكِنُهُ أن يزورني كلَّ
ليلة ".
بَرَقَت عيناها وأردفَت :" أيها القيصر ، هذا هو ربنا ، الذي تُسميه
لصًا ، أخَذَ من آدم ضِلعاً ، وأهداه مقابِلَ ذلك كائناً يأنسُ لهُ ويحبُّه."




#يحيى_علوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظِلٌ لَجوج
- كَيْ لا تَهجُوكَ أُمُّكَ
- رأيتُ البَلّور
- هو الخريفُ يا صاحبي!
- أَيتامُ الله !
- حنين
- وطن يضيره العتاب، لا الموت!
- تنويعاتٌ تَشبهُ الهَذَيان
- وطنٌ يُضيره العِتابُ ، لا الموت !
- قناديل بشت ئاشان _ نقرٌ على ذاكرة مثقوبة
- تيتانك والجوقة !


المزيد.....




- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - حكايا مخالفة للاهوت