يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 07:39
المحور:
الادب والفن
تَصابَرْ ، أُخَيَّ ،
تَصَبَّرْ ، يا صبري ،
فهذا هو الخريف ...!
و " ما زالَ هناكَ كثيرٌ ممّا لم يُقَلْ " ،
وكثيرٌ مِمّا لم نكتُبْ ، وما لم نحلَمْ به بعد !
.................
..ففي الخريفِ ، يا أبا أصيل ، لا تَسقُطُ الأوراقُ فقط...
إنَّما ذاكَ.. ، أَيضاً.. سَقَط ... مثلَ فاكهةٍ تجاوَزَتِ النُّضجَ !
سَقَطَ لأنَّه يَتَوضأُ بالبول ،
سَقَطَ ، لأنه لـم يَكُــن ذا مشروع ،
سَقَطَ ، لأنه كَســولٌ ، كَســولٌ ،كَســـولْ ،
سَقَطَ ، لأنه أَكسَلَ من أَنْ يَرعــى غَرْسَــةَ حُلــم !
* * *
تَراهُ " يَرتَكِبُ المَعاصـي ، لأَنَّهُ مُولَـعٌ بالتَوْبَــة "*
ففي أَوّلِ نوبَةِ كآبـةٍ وشـعورٍ بالعُزلَـــة ،
تــــابْ ، ولـ" بيتِ الطـاعَةِ " آبْ ،
أَحرَقَ كلَّ مـا قـالَ وكَتَبْ ......
أَحرَقَ اليراعَ والسراجَ ...،
أَغلَقَ " دُكّـانه ، أَنـزَلَ الكَبنْـك "!
عَلّــقَ الرايَــةَ خِلسَــةً في شَــقٍّ بحــائطٍ مهجـور ،
وَسطَ زُقاقٍ مُظلِـــمٍ ، مثلمـا يُعَلِّقُ أَشـقياءُ الأولادِ
" جَلفوطةً "** للقِطَطِ السـائبة !
* * *
أَعياه الإبحــار ، فعـادَ يبحَثُ عـن مَرسـاة - قُل ظَهير - !!
صـاحَ " خُذوني بعورَتي وبعـاري ! " لأنَّـه يَعرِفُ أَنَّ
مكـانه تحتَ " الخيمَةِ " بـ"الأحضـانِ" مضمـون !
أَنتَظِرُ اليومَ ، الذي سـيمدَحُ فيه "ظِلَّ أُوبـامـا الأسـمَرْ " !
.........................
.........................
أَمـا قُلتُ لَكَ ، يا صبـري ، أَنَّ الخريفَ يذهبُ بكُلِّ مـا هو رَخـوٌ ...
بمـا في ذلكَ الأَوراق ....؟
برلين : 23/10/2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أَفورِزِمْ لكاتب السـطور .
** مـا لا يُؤكَلُ من زوائدِ اللحم والشحم وفضلاتهما ، وهي دارِجَة عراقية . ي.ع
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟