أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 4













المزيد.....

مختصرات في الماركسية 4


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 22:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نضال الأضداد ..
رأينا أن الواقع متحرك .. وهذه الحركة الشاملة ترتدي صورتين كمية وكيفية مرتبط كل منهما بالآخر إرتباطاً ضرورياً ..
مثال ..
أدرس الفلسفة الماركسية .. المادية الجدلية .. ولا يمكن هذا إلاّ إذا كنت مُدركاً لجهلي واريد التغلب على هذا الجهل وأكسب المعرفة ، فالدافع الأساسي لدراستي وتقدمي في الدرس هو النضال بين جهلي وبين رغبتي في التغلب على هذا الجهل (النضال ضد الجهل )والتقدم في درسي يكون بقدر إستمرار هذا التناقض ..
ولا شك في أن كل كسب جديد هو حل لهذا التناقض ..
من يعتقد أنه يعلم كل شئ لن يتقدم قط ، لأنه لن يحاول التغلب على جهلهِ ..
كما أن الدافع للإنتقال التدريجي من معرفة ضيقة الى معرفة أوسع هو النضال بين الأضداد ، النضال بين جهلي من جهة وبين رغبتي في التغلب على هذا الجهل ..
تعتمد الجدلية على القول ..
بأن أشياء الطبيعة وظواهرها تحتوي على تناقضات داخلية ، لأنها تحتوي جميعاً على جاني سلبي وآخر إيجابي فلها ماضي ولها ومستقبل ، وفيها جميعاً عناصر تزول وأخرى تنمو ..
وإن النضال بين الأضداد وبين القديم والجديد وما يموت وما يولد هو المحتوى الداخلي لعملية التطور وتحول التغييرات الكمية الى تغييرات كيفية ...
ميزات التناقض ..
التناقض الداخلي ..
رأينا أن الواقع هو حركة وأن هذه الحركة هي نتيجة لنضال الأضداد .. هذا التناقض وهذا النضال هما داخليان ، أي أنهما ليسا خارجين عن الحركة بل هما جوهر الحركة ...
القليل من التفكير يطلعنا على أنه لولا التناقض في العالم لما تغيّر العالم ..
لماذا تسير الحياة بعد أن أعطت بذورها وثمارها نحو الموت ؟
تتحول الحياة الى موت لأن الحياة تحمل في أحشائها تناقضاً داخلياً ، ولأن الحياة نضال يومي ضد الموت حيث تموت في كل لحظة خلايا بينما تحل محلها خلايا أخرى حتى يتغلب الموت عليها ..
إن سبب كل نمو أساسي للأشياء إنما لايكون خارج هذه الأشياء بل في داخلها ، في طبيعة الأشياء المتناقضة ، فلكل شئ ولكل ظاهرة تناقضاتها الداخلية الكائنة فيها ..
هذه التناقضات هي التي تولد حركة الأشياء ونموها ..
يقول لينين ..
( النمو .. هو نضال الأضداد )
الرجل الذي يدرس هو جاهل ومحتاج للمعرفة في نفس الوقت ، فهو يمثل في درسهِ النضال بين هاتين القوتين المتناقضتين ( المعرفة والجهل ) ..
تحول الماء الى بخار ماء أو ثلج .. يمكننا تفسير هذا التحول بوجود تناقض داخلي ، تناقض بين قوى الإنسجام وبين جزيئات الماء من جهة أخرى ، وبين حركة كل جزئ الخاصة به من جهة ثانية ، وهي طاقات تدفع الجزئ الى التفرق . أي ( التناقض بين قوى الإنسجام والتفريق ) ...
هذا التناقض الداخلي هو المحتوى الحقيقي لحالة السائل ..
ولا يمكن الانتقال الكيفي الى حالة جديدة إلاّ بإنتصار إحدى القوتين على الأخرى ..
فتنتصر قوى التفريق في حالة تحول السائل الى بخار ، ولا يقضي هذا الانتصار على القوى المعارضة بل يُغيّر من صفتها ..
هل يعني ذلك أن الظروف الخارجية المحيطة لا تقوم بأي دور ؟
كلا .. القانون الأول للجدلية يقول كل شئ مرتبط بالآخر ، لأنه لا يجب أن نعزل الواقع عن الظروف المحيطة ...
لهذا تعتبر الجدلية إكتشاف التناقضات الداخلية الكامنة في العملية التي درسناها والتي تفسّرلنا نوعية هذهِ العملية شيئاً أساسياً ...
فالتناقضات الكامنة في الأشياء والظواهر هي السبب الأساسي لنموها ...
تدلل الجدلية بصورة علمية على أن الثورة ما هي إلاّ نتيجة للتناقضات بين الطبقات المتنازعة ، وما الثورة إلاّ نتيجة هذا التناقض الذي يمر بعدة مراحل ، ولهذا فإن الثورة ليست من صنع الله أو الشيطان ...
لا يمكن أن يكون التحول الكيفي نتيجة لتدخل خارجي ، ولهذا غيّر وجود الاتحاد السوفيتي وتقدمه الظروف العامة لنضال البروليتاريا في البلدان الرأسمالية ، لكن لا يمكن لوجود الاتحاد السوفيتي وتقدمه أن يولد الإشتراكية في بلدان أخرى ...
لأن إزدياد نضال الطبقات الخاص بكل بلد رأسمالي وإزدياد التناقضات الداخلية التي يمتاز بها يمكن أن يؤدي الى إنقلابات ثورية في هذهِ البلدان لهذا كان ستالين يردد ..
( سوف يقوم كل بلد لو أراد بثورتهِ .. ولن تقوم الثورة إن لم يردها )
التناقض مجدد ..
لو عدنا الى نص ستالين للقانون لرأينا أنه يعتبر نضال الأضداد كنضال بين القديم والحديث ، بين ما يموت وما يولد ، بين ما يزول وما ينمو ...
لا يكفي إذاً الإكتفاء بإدراك الطابع الداخلي للتناقض ، بل يجب أن ندرك أيضاً أن هذا التناقض هو نضال بين القديم والحديث ، وأن الحديث يولد من أحشاء القديم وأنه ينمو بالرغم عنه ...
ينحل هذا التناقض حين يتغلب الحديث نهائياً على القديم ، فيبدو عندئذٍ طابع التناقضات الداخلية المجدد وخصبها ..
فنضال الطبقات يبشر بميلاد مجتمع جديد ، لهذا يعمل الجدلي على إيجاد الظروف المناسبة لإزدياد هذا النضال الخصب ، فلا تخيفهُ مقاومة قوى الماضي لأنه يعلم أن قوى المستقبل تظهر في النضال كما يدل عليه تاريخ الحركة العمالية ...
إن الإكتشافات العظيمة هي ثمرة لحل التناقض بين النظريات القديمة والوقائع التجريبية الحديثة ...
إن النقد الذاتي يعتمد على النظرة العلمية للعمل الثوري ، إذ يهيئ المناضل بواسطة النقد الذاتي الظروف المواتية للنضال من أجل إنتصار الجديد على القديم في وعيهِ وفي نشاطه اليومي ..
وبالعكس فإن رفض الإنتقاد الذاتي هو إفساد لإمكانيتنا في التقدم ، لأن ممارسة النقد والنقد الذاتي هي التي كونت الحزب الشيوعي البلشفي بزعامة لينين ...
وحدة الأضداد ..
لا يوجد تناقض إلاّ بوجود النضال بين قوتين على الأقل ..
لهذا يحتوي التناقض على طرفين يتعارضان ، فهو الوحدة بين الأضداد وهو ميزة ثالثة للتناقض فلندرسها بعناية ...
متى مازالت البروليتاريا كطبقة مستغَلة زالت البرجوازية كطبقة مستغِلة ...
لا تفصل الجدلية بين الأضداد أبداً ، وهي تنظر إليها في وحدتها التي لا تنفصم ، ولهذا فإن إضعاف الفكرة الإشتراكية هو تقدم للفكرة البرجوازية والعكس صحيح ...
يوضح لنا ماركس ...
( إذ لم تنتهز الطبقة العاملة جميع الفرص لتحسين حالها ، فأنها تنحط الى مستوى جماعات من الكائنات المضطهدة الجائعة التي لاخلاص من شقائها ) ..
ويصبح لهذهِ الوحدة بين الأضداد معنى هام حين تتحول الأضداد بعضها الى البعض الآخر ، لأن كل من الضداد تتحول في ظروف معينة الى ضدها ..
الخلاصة ...
ــ ميزة الجدلية الرابعة هي .. نضال الأضداد
ــ الواقع متحرك وهذه الحركة الشاملة ترتدي صورتين كمية وكيفية وترتبط كل منهما بالآخر إرتباطاً ضرورياً ...
ــ أدرس الماركسية والمادية الجدلية ولا يمكن ذلك إلاّ إذا كنت مدركاً لجهلي وأريد التغلب على هذا الجهل وأكسب المعرفة ..
ــ الدافع الأساسي لدراستي وتقدمي هو النضال ضد جهلي ورغبتي في التغلب على هذا الجهل .. ولا شك أن كل كسب جديد للمعرفة هو حل لهذا التناقض ..
ــ من يعتقد أنه يعلم كل شئ فإنه لن يتقدم أبداً ، لأنه لن يحاول التغلب على جهلهِ ..
ــ ان الدافع للإنتقال التدريجي من معرفة ضيقة الى معرفة أوسع هو النضال بين الأضداد
النضال بين جهلي وبين رغبتي في التغلب عليه ...
ــ لولا التناقض في العالم لما تغيّر العالم ..
ــ إن سبب كل نمو أساسي للأشياء لا يكون خارج الأشياء بل في داخلها ..
ــ هذه التناقضات هي التي تولد حركة الأشياء ونموها ..
ــ تدلل الجدلية بصورة علمية على أن الثورة ما هي إلاّ نتيجة للتناقضات بين الطبقات المتنازعة ..
ــ ما الثورة إلاّ نتيجة لهذا التناقض الذي يمر بعدة مراحل ولهذا ليست الثورة من صنع الله أو الشيطان ..
ــ إن الإكتشافات العلمية العظيمة هي حل للتناقض بين النظريات القديمة ووقائع العلوم التطبيقية الحديثة ..
ــ إن النقد الذاتي يعتمد النظرة العلمية للعمل الثوري ، إذ يهيئ المناضل بواسطة النقد الذاتي الظروف المواتية للنضال من أجل إنتصار الجديد على القديم في وعيهِ وفي نشاطه اليومي ..
ــ وبالعكس فإن رفض الانتقاد الذاتي هو إفساد لإمكانيتنا في التقدم ..
ــ لا يوجد تناقض إلاّ بوجود النضال بين قوتين على الأقل ..


مختصرات لكتاب إصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر ..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصرات في الماركسية 3
- مختصرات في الماركسية 2
- مختصرات في الماركسية 1
- أغصان الشر 1
- أشباح إنسانية تائهة ...
- اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن
- جائزة نوبل ... وتجّار الحروب
- شعاع رقيق من النور ...
- جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
- متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
- العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
- وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
- الصراع بين الدين والعلمانية في الولايات المتحدة ..
- شهود يهوه .. ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي
- الأيادي الصفراء للرأسمالية ...
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...


المزيد.....




- استمرار الحراك في مدينة مالمو/ السويد تضامنا مع الشعب الفلسط ...
- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟
- ترامب ونتنياهو: عدُوَّان فتَّاكان للشعوب في الشرق الأوسط و ف ...
- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 4