أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن















المزيد.....

اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 22:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يبدو للعديد من المتتبعين للأحداث الدولية تجمع الآلاف من الناشطين اليساريين ومن المدافعين عن البيئة مظهراً غريباً أو عبثياً حيث يتجمع هؤلاء من بلدان مختلفة في الدول الأوربية ويتجهوا نحو كوبنهاجن للإحتجاج والتعبير عن رفضهم على الطريقة التي تتم من خلالها التعامل مع موضوع التغييرات المناخية في كوكبنا ...
ويدرك هؤلاء صعوبة مهمتهم في توصيل إحتجاجاتهم الى الدول الصناعية ، لكنهم يعتبرون ذلك جزءاً أساسياً من نضال بعيد المدى لتغيير الواقع لمصلحتهم ، فالدفاع عن البيئة جزءاً بسيطاً من الموضوع الكلي الأساسي المتمثل بالسياسات التي تقف خلف تسارع التغييرات المناخية بصورة سلبية تنعكس على حياة الشعوب في المستقبل القريب والمسؤول عن هذه السياسات هو الذي ينبغي عليه تقديم الحلول والتي يسميها من طرفهِ تنازلات ...
فأغلب العلماء يتفقون على أن عملية التغيير في مناخ الأرض مستمرة نحو درجة خطيرة تهدد حياة الإنسان ، فدرجة حرارة الأرض في إرتفاع مستمر وهناك ظواهر مناخية تحدث لها إرتباط مباشر بحياتنا وقد تتجلى قريباً في حوادث تقع هنا وهناك من بقاع الأرض المختلفة وستترك آثار سلبية لا يمكن التعامل معها بشكل سريع بل قد تمكث تتداعياتها ربما لعقود من الزمن ... تأثيرات الموضوع على حياة البشر يتم التعامل معها بشكل متفاوت من مكان الى آخر فهناك من يحمل على عاتقهِ مسؤولية النضال ضد هذا الخطر الذي يتهددنا ويقطع مئات الكليومترات للتعبير عن غضبهِ ولكي يؤثر الى حد بعيد في طبيعة القرارات التي يتخذها قادة الدول الصناعية وكذلك فإن هذه الحشود تعطي الثقة للدول النامية بالمطالبة بحقوقها في هذا المجال على إعتبار أنها المتضرّر الأكبر من التغييرات التي تحدث في المناخ ...
ربما يسأل أحدنا ... كيف ؟؟ وما علاقة الدول النامية بذلك ؟؟؟
الإجابة على هذا السؤال تكمن في متابعة التقارير التي تصدر عن منظمات الأمم المتحدة المتخصصة في متابعة هذه الموضوعات كمنظمات الاغاثة وغيرها ...
حيث يموت في كل دقيقة أربعون شخصاً في مختلف بقاع الأرض بسبب الجوع ، نصفهم من الأطفال ، وكذلك تتراجع معدلات الأرض الصالحة للزراعة سنوياً ملايين الهكتارات بسبب ظاهرة التصحر وملوحة الأرض ، وكذلك تدفع هذه التأثيرات الملايين سنوياً للتعرّض لنفس الأخطار بعد أن تكون مساحات شاسعة من الأرض قد تعرضت للدمار ..
فهناك دولاً بأكملها يُهددها خطر التصحّر ، وهذا الخطر سيؤدي الى إستحالة زراعة محاصيل أساسية فيها كالقمح والشعير والذرة ، فالظروف الجوية هنا مُحددة زمنيّاً بشكل كبير قد لا يجعل العديد من الدول تنتبه له قبل فوات الأوان ، لهذا تقوم العديد من الدول الأوربية بحملة واسعة لتوعية فلاحيها بضرورة زراعة الأرض بأكثر من محصول على مدار السنة كي يجعلها أكثر قابلية لمقاومة التغييرات التي ستطرأ على المناخ في المستقبل القريب ...
غير أن هذه الجهود بأسرها لا تمثل إلا حلولاً إصلاحية مؤقتة ، لأن الجهود الجوهرية في الموضوع تكمن في سيطرة الانسان على وقف الغازات السامة المنبعثة والتي تسبب الضرر للانسان والبيئة على حد سواء ...
هذا ما فهمته تماماً من المظاهرات التي شهدتها كوبنهاجن والتي قام بها اليساريون في اوربا والمدافعون عن البيئة .. غير أن موضوعاً هامّاً لفت نظري في المناقشات التي دارت وكذلك في المظاهرات حيث لم نسمع عن مشاركة ناشطين عرب في هذا المجال أو إهتمام منظمات عربية بها رغم أن الجميع ( المشاركون في المظاهرات , وقادة الدول المجتمعة في القمة ) يدركون أن أكثر الدول تضرّراً نتيجة هذهِ التأثيرات المناخية هي الدول العربية ..!!!
حيث ستنعدم القدرة تماماً عند أنواع عديدة من النباتات على مقاومة هذا التغيير رغم تشابه حالة النبات والانسان في العالم العربي ، ولكن يجب الإعتراف بأن الشعوب العربية لها وعي كبير يفوق وعي قادتها على تفهّم الموضوع لكنها عاجزة عن فعل شئ أمام سيطرة حكوماتها على القرار الحاسم في الموضوع ...
حيث سينخفض منسوب المياه في أغلب الأنهار في العالم العربي كما ستتعرّض مساحات شاسعة للجفاف وزيادة الملوحة في التربة وسط تخلف رهيب في الزراعة والذي تشهده أغلب البلدان العربية ناهيك عن تأثيرات النفايات النووية التي تقوم أكثر من دولة عربية بدفنها على أراضيها لمصلحة دول كبرى كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة مقابل بقائها في مناصبها ونتيجة مساومات سياسية على حساب شعوبها ...
العراق ومصر والسعودية وسوريا والاردن سيكونوا في مقدمة دول العالم التي ستشهد تأثيراً مباشراً للتغييرات المناخية على البيئة والإنسان وربما ستقود الى مجاعات وثورات وحالات غليان شديدة ، رغم ذلك لا تبدي حكوماتها أي مسؤولية حيال الموضوع ففي العراق تجري أكبر عملية لدفن النفايات النووية منذ عام 2003 ولا تبدي الحكومة أي إهتمام في الموضوع لانها تجهل طبيعة المواد التي يتم دفنها ، والحال ينطبق على مصر التي قامت بأكثر من صفقة من هذا النوع منذ سيطرة الساداة على الحكم ، وكذلك فإن هناك تأثيرات أخرى قد ترتد الى دول قريبة كروسيا والهند وغيرها من الذين يطالبون بأكبر قدر من التحلي بالمسؤولية عند الكبار طالما ان الحكومات العربية عاجزة عن المطالبة بحل لمثل هذه المواضيع في علاقاتها مع الدول الصناعية ...
مع ذلك لابد من نظرة أوسع للموضوع وعدم وضع الثقل على عاتق الدول الكبرى لوحدها فنظرتنا للمدافعين عن البيئة تختلف عن نظرة الحكومات الغربية وكذلك حكومات الدول المصدرة للنفط والغاز ، فالسعودية ومعها ايران والعراق ودول الخليج وقفت لجانب الولايات المتحدة ليس خوفاً فقط فهذهِ النظرة قاصرة بل أن مصالحها إجتمعت مع مصالح الولايات المتحدة والدول الكبرى لان أي قرار قد يؤثر بشكل مباشر على صناعة النفط وتصديره كما أنه يُضعِف مواقف هذه الحكومات أمام شعوبها التي تعتمد كلياً في إقتصادها على النفط ، فهذهِ الحكومات إذن تعتبر الاحتجاجات ضد قادة العالم الصناعي تهديداً لتجارة النفط والغاز وتعتبر موضوع الاحتجاج بحد ذاتهِ شغباً ينبغي التعامل معه ...
وهذه النظرة تدفع الحكومات العربية الى إهمال موضوع الإهتمام بالمنظمات المدافعة عن البيئة ورصد أموال لإقامة مراكز أبحاث علمية لتحليل المعطيات المتعلقة بالبيئة والزراعة وقياس خصوبة التربة وغيرها .. وسيؤدي ذلك حتماً الى أن تكون الدول العربية فعلاً من أكثر دول العالم تضرراً وهذا الضرر سيترك تأثيره على حياة الانسان بشكل مباشر ويقود الى مضاعفة أعداد الموتى والمجاعات وخلق المزيد من الأزمات الإجتماعية والسياسية على إعتبار أن الموضوع مترابط ببعضهِ البعض ...
حتى البحار ستتأثر الى حد كبير لان التقلبات المناخية ستؤدي الى إرتفاع الحموضة فيها وستؤدي الى تهديد الحياة فيها بشكل أساسي ، فالكثير من الدول تعيش على الثروة السمكية والصيد البحري لانواع أخرى تعيش في مياه البحار ، وهذا ما تناولته العديد من الصحف الاوربية والامريكية طوال الاسبوعين المنصرمين فالبحث عن الحلول ليس واجب المحتجين فحسب بل واجب يقع على عاتق الجميع لكن تلك الفئات المحتجة تمتلك من الوعي ما يجعلها تفهم الموضوع بكل تشعباتهِ ووصولاً الى أصغر نقطة تأثير فيه ..
فالحروب الدائرة في بقاع عديدة من العالم والغازات المنبعثة من المصانع العملاقة عسكرية كانت أم مدنية والفوضى الجارية في السباق من أجل دفن المخلفات النووية والإستخدام الغبي لأنواع من الأسلحة الفتاكة الغير مبرّر وحروب المياه الخفية وتدمير مساحات شاسعة من الأرض لاقامة محطات نووية وغيرها كلها عوامل تساهم في تعجيل حدوث هذه التغييرات المؤثرة بل أن أغلب العلماء الذين تم إستشارتهم في اليابان والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي يُجمعون على أن تأثيرات الإحتباس الحراري ستكون أكبر بكثير من المتوقع ...
ويتجلى الفرق بين التفكير الغربي عنه في الشرق عند البعض في النظر الى الموضوع بشكل ساخر من خلال النظر اليهِ نظرة تجارية حيث يقول أحد الأطباء في المانيا ان الموضوع شيّق للغاية ومؤسف لكنني سأكون سعيداً لان هذه التأثيرات ستخلق الكثير من الذين سيكونوا بحاجة للعلاج والتلقيحات وبالتالي فإن مصنع الأدوية ستعمل بشكل حيوي وكذلك عياداتنا وستعود علينا حتماً بفوائد مالية .. !!!!
في المقابل ظهرت سيدة من المحتجين على قناة أويرو نيوز الإخبارية تحتج على أن هذه التأثيرات ستؤدي الى إنقراض أنواع جميلة من الفراشات من على سطح كوكبنا !!! بينما يحتج مرّبي أسماك لان هذه التغييرات ستؤدي الى إنقراض أهم نوع من أسماك الزينة في البيوت والمحلات ...
وشتّان بين النظرة للموضوع عندهم على تلك النظرة التي نمتلكها والتي لا تتجاوز المتابعة فحسب !!!!



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل ... وتجّار الحروب
- شعاع رقيق من النور ...
- جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
- متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
- العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
- وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
- الصراع بين الدين والعلمانية في الولايات المتحدة ..
- شهود يهوه .. ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي
- الأيادي الصفراء للرأسمالية ...
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...
- أحباب في العالم الآخر ...3
- معجزات البرلمان العراقي ...الخمس عشرة ..!!!
- مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟
- لم يعُد لينين بيننا !!
- سقوط الارادة الدولية ...
- حادثة المؤتمر الصحفي لبوش بشكل معاكس ...


المزيد.....




- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن