أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - جائزة نوبل ... وتجّار الحروب















المزيد.....

جائزة نوبل ... وتجّار الحروب


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 22:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا أشك إطلاقاً في أن القائمين على منح جائزة نوبل في مختلف المجالات يفتقدون للحيادية في إختيار المرشحين لها ، ويجسّدون في نفس الوقت فكرة ترسيخ القيم الرأسمالية ويدعمون الشخصيات التي تصب تحرّكاتهم في مصلحة أهدافهم فقط ، كما أنها تجسد فضيحة أخلاقية بحق المرأة لاننا لو إتبعنا التسلسل التاريخي لمنح الجائزة فأننا سنرى أن المرأة لم تحصل عليها من المجموع سوى بنسبة لا تتجاوز الخمسة بالمئة ...
وقبل الخوض في التفاصيل التاريخية للموضوع وتسليط الضوء على تلك الشخصيات التي حصلت عليها لا بدّ من التوقف أولاً على إختيار الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما ، فالمبرر الوحيد الذي دفعهم لمنحة الجائزة هو إرسال المزيد من الجنود الأمريكان الى المحرقة الأفغانية ومسايرة الجناح المحافظ في الخطط الداعمة لإبقاء العراق مشلولاً ومهمّشاً على الساحة الدولية لحين قبول تلك الفئة بالبحث عن مخرج من المأزق الذي ورّطوا أنفسهم به ...
لم يمضِ هذا الرئيس سنة في حكمهِ ، ولم يلمس العالم بأسرهِ أيةِ خطوة نحو ترسيخ السلام والإستقرار في العالم بل العكس تماماً ..!! فقد أسهمت سياساته في إبقاء العالم في حلقة الخدعة والمراوغة جرّاء عدم كشفهِ عن أوهام مرض انفلاونزا الخنازير والمصدر الذي صدّره للعالم ، كما أنه لم يساهم في إحراز أي تقدم على مسرح السلام في الشرق الأوسط وخاصة على صعيد الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني بل أسهمت في زرع عدم الثقة عند الفلسطينيون جرّاء المراوغة والخداع والتي دفعت الرئيس الفلسطيني الى الإنسحاب من موقعهِ وفسح المجال ربما لعناصر توازي اوباما ونتنياهو في الخداع والتضليل ...
وبدلاً من أن يرسل مساعدات عاجلة للشعب الأفغاني وأطفاله ومساعدتهِ في إعادة البناء وترسيخ الأمن والسلام في ذلك البلد وافق على مطالب الأوليغاركية المالية بإرسال أكثر من ثلاثين ألف جندي ليُثبت للعالم من خلال هذا التصرّف الكذب الذي تمارسه وسائل الأعلام في بلادهِ من خلال تعتيمها على العدد الحقيقي للقتلى من الجنود الأمريكيين وربما وافق على تمرير نفس الطريقة المتبعة في العراق بإحراق جثث الجنود السود من الذين لا يسأل عنهم أحد كي تكتمل عملية التعتيم بشكلها الصحيح ...!! كان يمكن له على سبيل المثال تسخير ثلاثين مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان حتى ولو كانت على شكل ديون بعيدة المدى .. هذا في الجانب الإقتصادي والإنساني أما في الجانب السيّاسي كان بإمكانهِ التفكير بمفاوضات مع حركة طالبان واشراكها في الإنتخابات إن كانت النوايا سليمة ..؟ لا سيما بعد أن أكدَّ رئيس وزراء بريطانيا أن الحرب قامت على الأكاذيب ليس إلاّ ..!!
وفي العراق ترك هذا الرئيس الملفات للجهات المتنفذة في الإدارة الأمريكية وبالتحديد الى عرّاب السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط جوزيف بايدن ولا يخفى على أي متتبع للسياسة الأمريكية طبيعة توجّهات هذا الشخص ...!!!
فأين تكمن إذن جهود اوباما في ترسيخ السلام العالمي ؟؟؟ كذب .. ولا في أي مكان أو مفصل من السياسة الدولية ، فقط موافقتهِ على إرسال الجنود وغضّ النظر على موضوع العراق هما اللذان جعلا منه بطلاً للسلام !!! فكل شئ في العالم الغربي يبدأ بالمساومة وينتهي بها ...
إذن لا يمكن لعاقل يفهم طبيعة عمل المؤسسات الرأسمالية أن يغفل على الخلفية التي تقف خلف منح السياسيين والأدباء وحتى العلماء هذه الجائزة ..!!!
وسأذكر بعض الأرقام لكي يقترب القارئ من الميكانيكية التي تجري على أساسها منح الجائزة وخاصة جائزة نوبل للسلام ، فبإستثناء خمسة عشر مرة لم تمنح خلالها الجائزة لأحد فستكون هناك ثلاثة وتسعون جائزة منذ بداية منحها عام 1901 ...منح منها لبنغلادش ومصر وكينيا وايران والارجنتين وجنوب أفريقيا وتيمور الشرقية وجواتيمالا وفلسطين والصين بشخص الدلاي لاما فأن باقي الجوائز منحت لشخصيات من العالم الغربي ومن المناصرين لقضايا الرأسمالية والسوق الحرّة وتجارة الحروب ...
ومنحت هذه الجائزة بشكل عام في مختلف المجالات ل 693 رجلاً مقابل 36 سيدة* ومن هنا نستطيع حساب النسبة المئوية التي تحكمت في حصول المرأة عليها ...!!!!
هل من المعقول أنه لا يوجد في العالم الشرقي بأسره شخصيات تستحق هذه الجائزة ؟؟؟
وحتى الشخصيات التي حصلت على الجائزة من العالم الشرقي تكون قد قدّمت خدمات جليلة للمعسكر الغربي !!! كما أن الغريب في منح الجائزة هو أنها تمنح للجلاد والضحية في نفس الوقت كما في حالة نيلسون مانديلا ووليام دي كليرك آخر رئيس للبيض في جنوب أفريقيا .. وكذلك لإسحق رابين وياسر عرفات ...
ربما كان من الممكن أن تأخذ هذه السطور شكلاً مختلفاً وكنت سأكون من المدافعين عن اوباما فيما إذا لو أقدم في الثلاث أشهر الأولى من حكمهِ على إتخاذ قرار وقف القتل في كل من العراق وأفغانستان وترك شعبيهما يشقان طريق تطوّرهما بعيداً عن دبابات الإحتلال وشركات الحماية التي تعبث بحياة أبناء وبنات الشعبين ؟؟؟
وذلك لم يكن صعباً عليه إذا لم يكن نظام الديمقراطية الأمريكية نظاماً كارتونياً تديره عصابات تجار الحروب من تحت الطاولات ، فقد فعلها غورباتشوف في أفغانستان وإعترف لشعبهِ بالعدد الحقيقي لقتلى الجيش السوفيتي ، كنت تستطيع أن تجعل السلام بين اسرائيل وجيرانها ممكنا لو توفرت النوايا السليمة التي أعطت الجائزة لك على أساسها كما يقولون ، كنت تستطيع وقف المدّ العنصري في بلادك بين السود والبيض فهو موضوع يُنذر بإنقسامها الى جمهوريات على أساس اللون وربما نرى ذلك في المستقبل المنظور !!!
مالذي يعنيه أن تنبه الإدارة الأمريكية الحكومة العراقية قبل وقوع أي تفجير بثماني واربعين ساعة ؟؟؟ سؤال يسأله أغلبنا ثم لماذا لا توقفوا ذلك الإنفجار قبل وقوعهِ أصلاً إن لم يكن من صنعكم ؟؟؟ أتمنى أن تأخذ هذه الجائزة طريقها الصحيح وتوصي القائمين عليها بالمرة لمنحها لاسامة بن لادن والظواهري قبل موتهما رجاءاً لانهما قدّما لكما فضاءاً واسعاً للتحرك في العالم وضرب الشعوب هنا وهناك !!!
لما لا على الأقل كي تثبت اللجنة حياديّتها التي تشكك بها أغلب حكومات العالم ...!!!
ذات يوم سألني صديق من البصرة وهو شاعر عن الأسس التي تُبنى عليها منح الجائزة قلت له دون تردد هي مجموعة من الأفكار ... في مقدمتها البكاء على المحرقة ... تصوير أحد أبطال رواياتك وهو يبكي على طفل اسرائيلي جرح بصواريخ حماس ... التنكيل بالحكومات الشيوعية والديمقراطية الوطنية مثلاً .. كتابة مذكرات عن زيارة للصين تبكي فيها على حقوق الانسان ... تصوير أحد الأنبياء على أنه سادي أو سكير ويفضّل أن يكون هذا النبي مكروه عندهم !!!!
تصوير الرأسمالية على أنها الحقيقة المطلقة أو نهاية التاريخ كما فعل فوكوياما !!! تبجيل الأعمال اللا إنسانية التي يقوم بها الجيش الأمريكي ومعه الناتو على أنها حروب من أجل الحرية والأهداف النبيلة التي لا تفهمها الشعوب ( الجاهلة ) على حد تعبيرهم !!!
تنهّد هذا الصديق وقال ... فلتذهب الى الجحيم جوائزهم !! لا يمكنني كتابة إلاّ ما يمليه على ضميري ....
على هذه الاسس تبنى الأولوية في منح الجائزة ، وفي المقابل هناك عشرات الألوف من الكتاب والشخصيات المدافعة عن حقوق الانسان طبعاً بإستثناء جون ريد الذي قاد حملة عالمية للدفاع عن حقوق الانسان وفضح المنظمات التي تقف خلف إدارة الحروب وعمليات الاغتيال في العالم ، هؤلاء الكتاب والمبدعون ودون اية جوائز سكنوا قلوب وعقول البشر في مختلف بقاع العالم ومكثوا خالدين حتى يومنا هذا لأنهم حافظوا على ضمائرهم نقية من أي تلوث ...
المشاريع الفكرية التي تمجّد طروحات الفكر الغربي اللبرالي وتناصر حروب الناتو هي أقرب الى القلب والعقل عند هؤلاء في منح الجائزة ، المشاريع التي تحوّل الإحتلال الى تحرير .. وتحوّل الإنسان الى عبد مكروه وضحية لقنابل نوبل هي التي تحظى بإمتياز المنح يحاولوا المجاملة في بعض الأحيان كما فعلوا مع مانديلا وغاندي وعرفات لكنهم ينتقموا حتى من مجاملاتهم فيما بعد ويضعوا ثقتهم في مرة أخرى في شخصيات تمعن في إحتقار الانسان أينما كان ...
أتمنى أن تكون صلاحية بقائك مرهونة بإرادتك وليس بإرادة الاقلية الحاكمة فكل شئ في الحياة بالنسبة لهم بضاعة لها مفعول سينتهي يوماً وربما يتلفوها أو يصهروها أو يتخلصوا منها ..!! فهم يشعروا بالعار لان أسود على رأس الدولة وفي الواجهة لكنه بالنسبة لهم شر لا بد منه كما انه مرتبط بالمصالح فمن غير الممكن ان تقبّل هيلاري كلينتون لو قدّر لها ان تكون الرئيسة أيادي ملك مملكة الظلام السعودية وتنحني له كما فعلت أو تنحني إحتراماً لامبراطور اليابان بتلك الطريقة التي قمت بها ...كما انهم إستوعبوا قليلاً حالة العداء المتصاعد بين السود والبيض في الولايات المتحدة أو أجلوا قليلا حالة الانفجار ...
*معلومة من ويكبيديا ..




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعاع رقيق من النور ...
- جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
- متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
- العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
- وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
- الصراع بين الدين والعلمانية في الولايات المتحدة ..
- شهود يهوه .. ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي
- الأيادي الصفراء للرأسمالية ...
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...
- أحباب في العالم الآخر ...3
- معجزات البرلمان العراقي ...الخمس عشرة ..!!!
- مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟
- لم يعُد لينين بيننا !!
- سقوط الارادة الدولية ...
- حادثة المؤتمر الصحفي لبوش بشكل معاكس ...
- مكافحة العنصرية والأيدلوجية الدموية ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - جائزة نوبل ... وتجّار الحروب