أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فواز فرحان - أشباح إنسانية تائهة ...














المزيد.....

أشباح إنسانية تائهة ...


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 23:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



عادةً ما يثير نبأ وقوع الزلازل نوعاً من الحزن في النفوس لا سيما عندما تكون أعداد الضحايا في تصاعد نحو أرقام كبيرة مفزعة ، وهناك من لا يعير لها أي إنتباه على إعتبار أن الحروب الدائرة هنا وهناك توقع أضعاف أعداد هذه الضحايا دون أن يرف جفن في العالم لتلك المأساة أو حتى يطالب بإيقافها ...
عندما وقع الزلزال في بورت أوبرنس في عاصمة هايتي رحت أبحث عن الأسباب التي تؤدي الى وقوع الزلازل والأماكن المرّشحة في العالم لهذا النوع من الهزات والإرتدادات في القشرة الأرضية لكني فوجئت بأن أغلب علماء الجيولوجيا لم يضعوا هايتي في قائمة الدول المهددة بالدمار جرّاء الزلازل بل كانت نيودلهي وكراتشي وسنغافورة وبعض المدن الايرانية أكثر تعرّضاً في العقود المقبلة بل أن العلماء يتوقعون أن تختفي بعض الدول التي هي عبارة عن جزر من وجه الخارطة جرّاء تعرّضها للزلازل ، مع ذلك تكون آسيا أكثر الأماكن في العالم مهددة وليس هايتي ..
وبما أن السيّاسة تتحكم في كل تفاصيل الأحداث الدولية بما فيها تلك التي تخص الكوارث الطبيعية ، فقد أفرز الواقع الجديد بعد وقوع الزلزال في هذا البلد نقاطاً كثيرة تستحق النقاش وإلقاء الضوء عليها لا سيما وانها توحي ببداية عصر نوع جديد من الحروب يقوم على إستغلال تلك الكوارث ...
فإذا كان الزلزال قد وقع نتيجة خلل ما في القشرة الارضية وغيرها من الأعراض العلمية فإن ذلك لا يعني أن تقوم بعض الدول بإستغلال تلك الكوارث لمصلحتها كما فعلت الولايات المتحدة بسيطرتها على جميع مطارات هذا البلد والتحكم بالمساعدات الدولية المقدمة للبلد المنكوب ومحاولة إذلال وتأخير فرق الإغاثة القادمة من دول لا تطيع الولايات المتحدة أو لها أنظمة حكم وطنية ... كما ينبغي أن يتم الإعتماد على عشرات الآلاف من الشباب والفتيات الناجين كأيدي عاملة بدلاً من إرسال عشرة آلآف الى خمسة عشر الف جندي ومنع الناس من التقرّب الى تلك الأماكن مما يزيد حالة الإحتقان والحيرة وسط إنعدام كامل للكثير من الإحتاجات الحياتية المُلحّة ...
لقد تعاملت الولايات المتحدة مع الكارثة على أنها فرصة ثمينة مواتية للسيطرة على البلاد بدلاً من اللجوء لقرارات مجلس الأمن وإختراع المزيد من الأكاذيب وتجنيد المرتزقة من هنا وهناك ولاقت هذه الخطوة إنتقادات لاذعة من أقرب حلفائها فرنسا التي شاهت طريقة الانتشار الأمريكي والسيطرة على المطارات وباقي المؤسسات ...
أما إذا كانت وجهة النظر الروسية حول إجراء الولايات المتحدة لتجربة تحت الأرض لسلاح فتاك يمكن إستخدامه في حالة ضرب ايران صحيحة فإن العالم يكون قد دخل مرحل أخطر بكثير من عهد التهديدات النووية ، فقد أدت التجربة هذه الى هذا الزلزال المدمر حسب وجهة النظر هذهِ وبذلك تقع المسؤولية على عاتق الولايات المتحدة في هذا الدمار لكن الشئ الذي لم تذكره وجهة النظر الروسية هو ان الموضوع له أيضاً وجهاً آخر حسب تقديري وهو ان المستهدف أصلاً من التجربة كانت جزيرة كوبا لكن إحداثيات التجربة أخطأت على ما يبدو لتصل هايتي ولم تكن تجربة على أي سلاح بل كانت تجربة الهدف منها إحداث زلزال في مكان ما وربما نجحت مبدأياً بالنسبة لمنفذيها لكنها أخطأت هدفها ...
وبذلك يكون العالم قد دخل مرحلة جديدة من طرق الحرب الحديثة ، فيمكن على سبيل المثال إجراء نفس التجربة في قاعدة أنجرليك التركية وتترك نتائجها في تبريز أو شيراز أو حتى طهران أو الموصل وغيرها وتستطيع اسرائيل فعل نفس الشئ مع الفلسطينيين بدلاً من تحريك البوارج الحربية والجنود وغيرها فهي طريقة تدميرية رائعة وإقتصادية وأكثر من ذلك قد تعود على منفذيها بسمعة طيبة من خلال الاسراع في جهود الاغاثة والانقاذ وإختراق المكان والسيطرة عليه وسط أجواء الفوضى ....
ربما كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على قادة كوبا الذين حوّلوا الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الى حديقة خلفية لهم لكنهم فشلوا على كل حال ودفع الشعب في هايتي الثمن من خلال فقدانه لما يفوق الربع مليون إنسان وحلول الدمار على أجزاء واسعة من عاصمتهِ دون أن يرف جفن للمجرم الحقيقي ...
والأخبار المقززة للغاية تأتي وتنبعث أيضاً من ذلك الدمار حينما قامت إحدى الدول بإرسال فرق إغاثة لسرقة أعضاء بشرية من الموتى والمصابين للمتاجرة بها أو لوضعها لابناء بلادهم !!! فمن ينظر الى وجوه الأطفال والنساء وحتى الرجال يشعر بأنه هناك شئ ما يرّن بقوة في دواخلهم لا يفمه البعيد عن أرض تلك الكارثة ...
يتمنى المرء فعلاً أن لا تتكرر تلك الكوارث على أي شعب لا طبيعية ولا مصطنعة لانها تتشابه في الجوهر ففي حالة الزلزال العراقي الذي لا يزال يترك آثاره على بلادنا سقط ضعف العدد الذي تحملته كارثة زلزال هايتي وتشرّد الملايين في بلدان العالم بحجة الديمقراطية رغم ان الشعب العراقي بدأ يدرك أنهم لا يريدون الديمقراطية بقدر رغبتهم في إبقاء آثار الزلزال الذي حدث في العراق لأطول فترة ممكنة ...
فالبحث عن حلول للأزمات الإقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى لا يستثني أي شكل من أشكال نهب مقدرات الشعوب والتعويض قدر الإمكان عن خسارة الاقطاعيات الاحتكارية نتجة المضاربات التي تدخلها ...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن
- جائزة نوبل ... وتجّار الحروب
- شعاع رقيق من النور ...
- جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
- متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
- السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
- العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
- وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
- الصراع بين الدين والعلمانية في الولايات المتحدة ..
- شهود يهوه .. ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي
- الأيادي الصفراء للرأسمالية ...
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...
- أحباب في العالم الآخر ...3
- معجزات البرلمان العراقي ...الخمس عشرة ..!!!
- مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟
- لم يعُد لينين بيننا !!
- سقوط الارادة الدولية ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فواز فرحان - أشباح إنسانية تائهة ...