خرافات الأديان (2) - خلق الأرض والنبات قبل السموات .!

سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 16:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الأديان هى تراث وتاريخ إنسانى جاء معبراً عن فكر ووعى وثقافة وخيال الإنسان فى لحظة زمانية ومكانية محددة .
لا تكون الأمور أكثر من هذا ..فالمتتبع بالدراسة لكل التراث الدينى تجده يعبر عن وجهة نظر إنسان هذا العصر من حيث رؤيته للعالم والوجود والنظام والأخلاق
وهى بالضرورة تكون محكومة بمعارفه وإدراكه المحدد ودرجة تطوره.

الإسلام يمثل صورة مثالية لما سبق ذكره ..ولكن المسلمين شأنهم شأن كل المؤمنين يعتقدون أن كتبهم وتراثهم ذات مصدر إلهى النزعة والفكر .
يتحدثون كثيرا عن الإعجاز العلمى فى القرأن بالرغم أن هناك مواضيع كثيرة خاضت وفندت هذا الشأن ..إلا أننا سنخوض أيضا فيها ولكننا سنبدأ بإعجازات أخرى غير معروفة وغير متداولة بحكم خروجها الشديد عن كل العلم والعقل لذلك يراد لها أن تحجب وألا تثار .

ليس الإسلام فقط الحافل بالخرافة ..فالتوارة لها نصيب من هذا التراث وهو ما سنتعرض له فى مقالات لاحقة ولكن يكون الإسلام حاضراً بخرافاته لسببين أولهما أن من يتكلم كثيراً عن جهل يخطأ كثيراً , والسبب الأخر أن الأطروحات الخرافية فى المعتقدات الأخرى تتوارى خجلاً أمام العلم والمعرفة ..بينما مازال الإسلام يعلن بكل قوة عن حضور هذه التفسيرات وأنها مازالت فاعلة رافضاً أن يخرج من باب تاريخية النص .

*** خلق الأرض والنبات قبل السموات .

أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال " خلق الله ، عز وجل ، التربة يوم السبت . وخلق فيها الجبال يوم الأحد . وخلق الشجر يوم الاثنين . وخلق المكروه يوم الثلاثاء . وخلق النور يوم الأربعاء . وبث فيها الدواب يوم الخميس . وخلق آدم ، عليه السلام ، بعد العصر من يوم الجمعة . في آخر الخلق . في آخر ساعة من ساعات الجمعة . فيما بين العصر إلى الليل " .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم


قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) }

مقتطفات من تفسير القرطبي:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ): أَيْ أَكْمَلَهُنَّ وَفَرَغَ مِنْهُنَّ
(وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ : خَلَقَ فِيهَا شَمْسهَا وَقَمَرهَا وَنُجُومهَا وَأَفْلَاكهَا , وَخَلَقَ فِي كُلّ سَمَاء خَلْقهَا مِنْ الْمَلَائِكَة وَالْخَلْق الَّذِي فِيهَا مِنْ الْبِحَار وَجِبَال الْبَرَد وَالثُّلُوج
(وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) أيْ بِكَوَاكِب تُضِيء وَقِيلَ : إِنَّ فِي كُلّ سَمَاء كَوَاكِب تُضِيء . وَقِيلَ : بَلْ الْكَوَاكِب مُخْتَصَّة بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا .

مقتطفات من تفسير ابن كثير:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
فَقَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ" أَيْ فَفَرَغَ مِنْ تَسْوِيَتهنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ أَيْ آخَرَيْنِ وَهُمَا يَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمُعَة " وَأَوْحَى فِي كُلّ سَمَاء أَمْرهَا " أَيْ وَرَتَّبَ مُقَرَّرًا فِي كُلّ سَمَاء مَا تَحْتَاج إِلَيْهِ مِنْ الْمَلَائِكَة وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَشْيَاء الَّتِي لَا يَعْلَمهَا إِلَّا هُوَ " وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيح " وَهِيَ الْكَوَاكِب الْمُنِيرَة الْمُشْرِقَة عَلَى أَهْل الْأَرْض

نلاحظ هنا أن الأيات والأحاديث توضح خلق الأرض والنبات قبل خلق النجوم والشمس ..!!
علمياً أن النجوم كانت فى البدايات الأولى ثم بعد مليارات من السنين تكونت الأرض ..وبعدها بمليارات أخرى تكونت النباتات والأشجار .
ولكن وفقاً للأية فنحن أمام أرض تكونت قبل الكون ونباتات تكونت قبل النجوم ..ونلاحظ أيضاً بأن مدة تكوين الأرض هى ضعف مدة تكوين الكون .!!
أعتقد أن هناك إشكالية كبيرة أمام هذا السرد وهذا الترتيب ...فهل نحن أمام عجز أم إعجاز .؟!!

#سامى_لبيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل