أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - النكاح فوق التنور .













المزيد.....

النكاح فوق التنور .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول رسول الإسلام " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور " . ( التنور هو الفرن الذى يتم به الخبز والطهى )
وقال: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ولفظ الصحيحين أيضاً " إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها " .

عندما نتأمل هذين الحديثين سنخرج بكم لا بأس به من الفجاجة وإنطباعات ستكون بشعة لتعطى لنا إحساس بمدى الدونية والبوهيمية التى قد يصل إليها الرجل والمرأة معاً , عندما يتم تفعيل مثل هكذا نصوص .

لا تكون المرأة وحدها فى وضعية المنتهكة والمسخرة لخدمة الرجل ..بل يكون رجلنا هنا قد نال من التشويه والإنتهاك حظاً لا بأس به .
فهنا الرجل لا يكبح ولاينظم ولايتمهل على شهوته ..فلا يوجد عنده تمييز بين ما هو مناسب أوغير مناسب ..هناك فقط نداء القضيب الذى لا يعرف ولا يفهم ..فلا يوجد عقل ولا وعى ليسيطر على هذا المارد ويطالبه بالتريث والتمهل..هو تحت نداء الغريزة بشكلها الحيوانى .

يفتقد الرجل هنا أى وعى بسيط أو تقدير بأن هذه المرأة تعمل وتعانى أمام الفرن الذى تخبز فيه لتجهز له طعامه وطعام أطفاله ..ولا يدرك أن الظرف غير مناسب للممارسة ..على المرأة فقط أن تلبى نداءه الذى لا يعرف التمهل .

الرجل فى هذه الحالة لا ينظر للمرأة سوى كوعاء للجنس يقذف فيه حيواناته المنوية ليستمتع ويستريح ..ولا يبالى ولا يهتم , كما لا تشغل خلية واحدة من خلايا دماغه أن هناك إنسانة غير مهيأة للفعل الجنسى ..
لا يفهم أن إمرأته قد تكون غير مستعدة نفسيا ولا جسديا ولا صحيا لفعل الممارسة .. المهم لديه هو تلبية نداء القضيب وقذف المنى فى هذا الوعاء .

ماذا يعنى هذا الأمر سوى الإرتداد بالإنسان للمرتبة الحيوانية والتى تجعله لا يفهم ولا يقدر ولا يعنيه الطرف الأخر من إستعداد وقبول .
يزداد بذلك الرجل أنانية وغطرسة وغلظة ..فهو غير معنى بالطرف الأخر ولا يشغل تفكيره أحاسيس ومشاعر المرأة التى سيعتليها لأنه بالفعل لا ينظر لها إلا كوعاء للجنس والمتعة وليست كإنسانة تشاركه اللحظة ومن حقها أن تعيش وتستمتع .

أما بالنسية للمرأة فالتشوه أكثر حدة ..ففعل الممارسة يتم بدون رغبتها ورغماً عن أنفها ولا مراعياً للحظة النفسية ولا متفهماً فى الوقت ذاته أن هذا الفعل ليس ميكانيكياً بحتاً بقدر ما هى ممارسة للحب والألفة .
مثل هكذا منهجية ورؤية للعلاقات الجنسية يجعل المرأة كالبهيمة يحطمها ويجعل منها أشلاء إنسان .
ما معنى أن تتم ممارسة الجنس بدون رغبة ..بدون إحتياج .
لا يكون هذا أكثر من إغتصاب تم تحليله وإسقاط شرائعه من السماء .

لن نحظى من وراء هذه الممارسات التى تتم قهراً وقسراً فوق أو تحت التنور إلا على نفسية إمرأة مدمرة وخربة ..تحولت إلى كائن مفعول به يتم إنتهاكه ..والمصيبة هو تسلل مفهوم الإنتهاك فى داخلها لتعتقد بأن هذه العلاقات المبنية على السيادة والإنانية الذكورية والإنكسار والإنسحاق الأنثوى هى الطبيعية ..هنا ترتد المرأة إلى مرتبة بوهيمية أو تتحول إلى مسخ بشرى .
تترسخ فى المرأة من وراء هكذا أفعال حالة من الدونية المستمرة ويتخلل مسامها أنها كائن ليس أكثر من وعاء للجنس ليس له أى كرامة أو حرية أو إرادة .

الأمر لا يخلو من الطرافة أيضاً ..فعندما نسمع عن قصة الملائكة اللاعنة للمرأة التى تمتنع عن زوجها ..و الملائكة هنا غير معنية بسبب إمتناعها ..فهل المرأة هنا حزينة أو غاضبة أو فى حالة صحية أو نفسية غير جيدة ..كل هذه الأمور لا تهتم بها هذه الكائنات النورانية ذات الأجنحة .,فهى معنية فقط بإمتناع هذه المرأة الملعونة عن تلبية نداء القضيب .
الملائكة اللاتى من المفترض أنها كائنات نورانية ومن المفترض أيضاً ان لها مهام وأمور جل عظيمة فى السماء تنصرف عن مشاغلها لتشرشح وتلعن المرأة التى عزفت عن النكاح لزوجها .!!! وتكون ملائكتنا الجميلة شأنها شأن النساء فى المناطق الشعبية عندما يمارسن فعل الشرشحة والسب .
أتخيل هاتى الملائكة وهى تحمر وجوهها وتنتفخ أوردة أعناقها وينتابها الثورة والسخط الشديد على المرأة التى تجد نفسها غير مهيأة نفسياً أو جسدياً لأن تضجع .
شئ طريف وساذج وفج ولا يخفى مدى إستعداد الإنسان لتوظيف كل ملامح الأسطورة لخدمة القضيب الذكورى المقدس .

نحن نصل هكذا إلى شطب نصف المجتمع من الوجود والفاعلية وتشويه النصف الأخر ..وأن يتحول الجميع إلى مسخ بشرى وممارسات تقترب من البدئية والبوهيمية .

ويستفسرون بعدها بغباء وأفواه مفتوحة ليقولون لك لماذا نحن هكذا متخلفون .؟!!



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانشى فى بيتنا .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (4)
- الله جعلوه لصاً
- من رحم اللذة والألم جاءت الفكرة .
- إنهم يشوهون أطفالنا .
- إنهم يغتالون عقول أطفالنا .
- الماء لا يجرى فى النهر مرتين .
- تأملات حول يوم القيامة .
- -الكنيسة إتحرقت والقسيس مات- ..ألف باء كراهية .
- وهم الحرية .
- مذبحة نجع حمادى هو الكرسى الذى يتم ركله .
- أجسادنا ليس ملكية خاصة .. هو قطاع عام !!
- عزرائيل الصراصير والبراغيث .
- اللذة والألم والإله .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (3)
- ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (2)
- قراءة فى العنف والإنسان والإله .
- عيون وراء نقاب .


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - النكاح فوق التنور .