أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إنهم يغتالون عقول أطفالنا .















المزيد.....

إنهم يغتالون عقول أطفالنا .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 01:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم عدد أركان الإسلام ؟
كم عدد أركان الإيمان؟
ماهو عمود الدين ؟
ما أعظم واجب علينا ؟
ماهى أعظم الذنوب .؟
من هم المغضوب عليهم ؟
من هم الضالون ؟

ما إسم الفرقة التى أثارت خلق القرأن ؟
من هو العالم الذى رفض القول بخلق القرأن ؟
ماهى أعظم أية فى القرأن ؟
من هى ذات النطاقين ؟
ماهى دار الكرامة ؟
ما هى دار العذاب والمهانة ؟
ماهو حكم إستخدام المسواك ؟
ماهو حكم إستخدام المسبحة ؟
ماهو حكم الإحتفال بالمولد النبوى ؟
ماهو حكم سماع الأغانى ؟
من هى الصحابية التى قتلت سبع من الروم ؟

بعد قراءتك لتلك الإسئلة حاول أن تجيب عليها قدر إستطاعتك ...!!!
لاشك أن هذه الأسئلة فيها ما تدركه , وفيها أيضاً ما لا تعلمه و قد يحتاج منك إلى مساعدة طالب بكلية الدراسات الأزهرية للإجابة عليها .

لا تندهش عندما تعرف أن هذه الأسئلة وأكثر منها قد أجابت عليها فتاة طفلة صغيرة ذات سنتين من العمر ..وأجابت عليها فى مدة لم تستغرق الدقيقتين هى مدة هذا الشريط ...دعونا نتأمل هذا الفيديو لنخرج منه ببعض النتائج قد تعطينا مساحة للرؤية فى كيفية مسخ العقل العربى وصبه فى قوالب جامدة لن نجنى من ورائها إلا المزيد من التخلف والجمود .

http://www.youtube.com/watch?v=P1mP79z_bns

بداية المشهد طفلة جميلة ذات سنتين من العمر ترتدى طرحة تشبه الخمار ذو لون أزرق .!!
دعونا نسأل بداية , ماذا يعنى الحجاب لهذه الطفلة الصغيرة صاحبة السنتين ؟!!!...هل هى طلبته أم أن أبويها هما من أراداها لها أن ترتديه ؟
بالطبع أبويها أرادا للصغيرة أن ترتدى الحجاب ..لنسأل بالضرورة لماذا ألبسوا صغيرتهم الحجاب .؟!!
هل تسلل لمفهوم والدها أن طفلته صاحبة السنتين ستشكل فتنة فى العيون ؟!!
أعتقد من الصعب تصور هذا الأمر لأن صاحب مثل هكذا تفكير يحتاج بالضروة لعلاج نفسى وعقلى وليست هى قضيتنا .
لا يكون تبرير هذا الأمر سوى أن والد الطفلة أراد أن يعلن أمام الأخرين بأنه صاحب دين وتقوى وعفة وفضيلة ليصنع له هالة فى عيون الأخرين .
هنا نحن أمام حالة تحاول صنع هالات من الإحترام والتقدير بإستخدام الشكل كوسيلة فى ذلك ..وللأسف هذا الأمر يسرى على كل المنظومة الفكرية العربية الإجتماعية والدينية وليس على حالة صاحبنا الفجة تلك .

ما موقف الصغيرة من الإعراب ؟
لا شئ ..فلا عقلها الصغير سيتحمل فكرة الحجاب ..ولكن هو الحفر الأول فى عقليتها وتمرير رؤى وأفكار بدئية عن دنيوية الفتاة وأنها مصدر كل شر وفتنة لذا يلزم غطاء ضفائرها الصغيرة حتى لا تثير الذكور الهائجة .
أليس من المبكر جداً تصدير مفاهيم النجاسة والدونية والفتنة فى مثل هكذا سن .

ولكن ليس هذا ما إسترعى إنتباهى ..
ما شدنى أن الطفلة التى تجاوزت السنتين بالكاد قد أجابت على الأسئلة السابقة وأكثر منها فى مدة تقل عن دقيقتين .!!!
أسئلة يعجز الكثير من المسلمين عن الإجابة عليها على شاكلة "ماهى الفرقة التى أثارت خلق القرأن " ؟!!
أسئلة مثل تلك ستحتاج بالضرورة إلى طالب فى المراحل المتقدمة من الدراسات الإسلامية أو على وشك تقديم رسالة فى الماجستير .

بالطبع لا تكون طفلتنا الجميلة دارسة وملمة للفقه والتشريع الإسلامى حتى نندهش من قدرتها على إجابة أسئلة والدها والتى كان يرددها لها سريعة كالطلقات ليجد إجابة الصغيرة مترافقة معها .
بالطبع طفلتنا الصغيرة كانت تردد ما تلقنته وتم تحفيظه لها جيداً..وأكاد أجزم أنها لا تفهم كلمات الإسئلة ولا كلمات إجاباتها ..أنها صورة واضحة من التلقين الببغائى والذى يجيده أى طفل لوتفرغت له عدة ساعات قليلة لتلقينه عدة أسئلة وأجوبة ولو باللغة الصينية .

الأب ألبس صغيرته الحجاب ولم يكتفى بهذا الأمر ليلبس عقلها حجاباً أخر يشوه الصغيرة ويحكم عليها بالقولبة .
ماذا يعنى طفلة صغيرة كتلك لكل أسئلة والدها ..ماذا يفيدها ؟ ..وماذا يقدم لعقلها وقلبها الصغير ؟ .وماذا يمثل لها أسئلة على شاكلة "ماحكم إستخدام المسواك والمسبحة" ؟ ما الحاجة لكل هذا الحشو .. للأسف لا يوجد أى جدوى من هذا .
وما الحاجة لأسئلة تختص بالجهاد واليهود والنصارى والصحابية التى قتلت سبعة من الروم ..هل هناك معنى , أم هى البذور الأولى لتمرير الفرقة والتمايز ولعلنا نتطرق له فى رؤية أخرى .

ولكن ياليتنا وقفنا عند عدم جدوى ..المصيبة تكون عندما نصب عقول صغارنا فى قوالب جامدة ..عندما نعلمهم الترديد بلا معنى ولا هدف ..عندما نجعلهم بغباوات يرددون أشياء لا يفهمونها ولا يعوها .
عندما نمارس معهم التعليم من خلال ألية الصم والحفظ والصب ..ولا نجعلهم يسألون أسئلتهم الصغيرة ..نوقف لديهم القدرة على السؤال وإستكشاف العالم ..فنعبئهم بما نريد , ولا يهم إذا كان ذو قيمة أم لا .

نحن نقهرهم ونحكم عليهم فى يكونوا أقراص مدمجة من السى دى المعبئة ببعض المعلومات والكلمات والتى لا يدركوا منها حرفاً ..ليكون ترديدهم الببغائى مصدر فخرنا وفرحتنا ووهمنا بأن أطفالنا أصحاب ذكاء خارق بهذه القدرة على الترديد الببغائى.
نعم أطفالنا هم أصحاب ذكاء , ولكن بسلوكنا الغبى والجاهل والمغرور نجعلهم يتسابقون نحو التخلف الحضارى والجمود .

لا تكون المشكلة مقتصرة على التعبئة والتعليب لأدمغة أطفالنا !!..بل تكون المصيبة هى إحاطة هذه المعرفة المعلبة بصفة المقدس والتى تضع أسواراً وحصون حول ما تم تعبئته , فيفهم الطفل أن السؤال أصبح محرماً ومحاطاً بخطوط حمراء فيكتفى بالحفظ والصم والترديد طالما هى تجلب رضا الأب والأم والتى تظهر فرحتهما وسعادتهم جلية واضحة من عيونهم الفرحة المزهوة بالقدرة على الترديد والتفريغ ما تم حفظه ..وبدون سؤال
نحن نعلم أطفالنا ملكة وحيدة من ملكات المعرفة وهى الحفظ ونتوهم بأن أطفالنا أفذاذ طالما هم قادرين على الحفظ والتفريغ ..ولا يهم إذا كانوا يفهموا ما يقولونه أم لا .

ولكن المعرفة التى تدفع للتقدم لا تكون مبنية على الحفظ لبعض الكلمات وترديدها بل تكون مبنية على المشاهدة والتحليل والمراقبة والإستنتاج والنقد ومعها بالضرورة القدرة على التعاطى مع كل أدوات الإستفهام .

عمليات التعبئة والقولبة كنموذج للمعرفة سيصيب صاحبه بالتخلف والجمود ..وفى أحسن أحواله سيعتمد على منجزات الأخرين لكى يحفظها ويرددها .

إنهم يغتالون عقول أطفالنا .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماء لا يجرى فى النهر مرتين .
- تأملات حول يوم القيامة .
- -الكنيسة إتحرقت والقسيس مات- ..ألف باء كراهية .
- وهم الحرية .
- مذبحة نجع حمادى هو الكرسى الذى يتم ركله .
- أجسادنا ليس ملكية خاصة .. هو قطاع عام !!
- عزرائيل الصراصير والبراغيث .
- اللذة والألم والإله .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (3)
- ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (2)
- قراءة فى العنف والإنسان والإله .
- عيون وراء نقاب .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إنهم يغتالون عقول أطفالنا .