أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المربع المتبقى للفكرة .














المزيد.....

المربع المتبقى للفكرة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 17:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا توجد فكرة فى الوجود ليس لها معنى أو هدف أو جدوى , فلم ولن توجد أى فكرة لا تفى بغرض معين أوحاجة مادية أونفسية لدى الإنسان .

ليس بالضرورة أن تكون الفكرة قوية أو هشة , حقيقية أو مزيفة , معبرة عن شئ ذو وجود أو لا , فقد تكون الفكرة خيالية جاءت لتفى حاجات نفسية ورغبات إنسانية ليس إلا , من هنا هى فكرة وجدت لتفى غرض وهدف محدد ولن تكون بأى حالة محلقة فى السماء بدون ما يوجد ما يربطها بأرض الواقع .

لو تأملنا فكرة وجود الله ..فسنجد أن الفكرة جاءت فى بداياتها لتفى أهداف كثيرة وتملأ فراغات معرفية ونفسية متعددة .

سنجد أن الإنسان القديم تلحف بفكرة الله لتعبر به مصاعب وأزمات كثيرة يحتاج أن يعبرها وسط صراعه الدامى مع الحياة والطبيعة وهو عارى الصدر والعقل .
لقد كانت كل ظواهر الطبيعة تحتاج لمن يفسرها ويملأ الفراغ الشاغر ..تحتاج لمن يبث الطمأنينة فى النفس الملتاعة والتى تكابد مع الطبيعة القاسية وهى مجردة من المعرفة والقوة .

من السهولة أن نعثر على عشرات الألهة والطواطم التى تم إبداعها كأفكار تعبر بالإنسان أزمته فى الحياة والوجود .

لو نظرنا للإنسان المعاصر الذى إمتلك من العلم والمعرفة نواصى كبيرة جعلته يتجاوز كل المربعات التى كانت الإلهة تتربع وتتواجد فيها ..فلم يعد هناك إله للمطر والزلازل والبراكين والأعاصير بعد أن تم إدراكها كظواهر مادية قابلة للرصد والحساب والإدراك ..لم يعد هناك إله يقذف الأرواح الشريرة فى جسد الإنسان ليصيبه بالمرض والحمى بعد إدراك فعل الميكروب والفيروس وتم تحجيمه والقضاء عليه .
ولم تعد هناك أرزاق مقدرة ومقسمة بعد أن فهمنا قوانين السوق وألياته .

لم يتجاوز الإنسان الجهل المعرفى بالمادة فحسب بل تحلى بمنهجية مادية جدلية علمية ترجع أى سبب إلى عواملها المادية البحتة حتى لو عجز فى لحظة ما أن يدرك هذه الأسباب .

فهل يعنى هذا أن فكرة الإله لم تعد صالحة فى عصرنا الراهن طالما أننا أدركنا الوجود المادى .
الحقيقة أن الفكرة مازلت تحمل درجة من الصلاحيات والتى تجعلها حاضرة وفاعلة فى الوجود الإنسانى الحاضر, فكما ذكرنا سابقا بإستحالة وجود فكرة بدون جدوى وهدف تطلبها وتلح عليها .

بالنسبة للإنسان المعاصر يمكن القول أن الحضور الإلهى هو مطلوب لتجاوز قضية الموت بكل أبعادها وشجونها الإنسانية , فتبقى الرغبة فى الحياة والوجود هى رغبة إنسانية هائلة كونها تنطلق من رفض نفسى داخلى من الفناء والإنتهاء ...نحن نرفض بكبرياء وغرور أن يكون مصيرنا كمصير طائر أو حيوان يزول ويفنى ويتبدد .
قد يفسر هذا الغرور هو تعالينا على الطبيعة وإنسلاخنا منها بإمتلاكنا للوعى الذى كما هو نعمة , فهو نقمة أدت لحيرتنا وتخبطنا .

إذن الإله يحقق رغبتنا فى الإستمرار وتجاوز الموت والعدم ..ويجعلنا نتطلع لحياة أخرى ولا مانع من مزيد من الخيال بأن نجعل الحياة ممتدة وبلا نهاية ..ويكون رائعاً أن نزينها يكل ما تهفو له نفوسنا من طعام وشراب ونساء .

هنا ترقد فكرة الإله فى عصرنا الراهن بعد زوالها من مربعات كثيرة كانت تتواجد فيها ..هى ترقد على إحتياجات نفسية دفينة ورغبة وحلم وغرور إنسانى .

دعونا نسأل سؤالاً يؤكد رؤيتى تلك ..ماذا لو تصورنا عالم إنسانى أدرك أن الحياة التى نعيشها هى حياة واحدة وأننا سننتهى كأى كائن حى بالموت وليس هناك عالم أخر سيستقبلنا لنكمل معه مشوار الحياة والبقاء .

ليست هذه الإفتراضية ضرب من الشطط والخيال بل هناك ما لا ينفيها على الإطلاق , فنحن لم نشاهد بشر قادمين من عوالم أخرى ليعطونا تجربتهم ورؤيتهم ..كما أن الإنسان يتبدد بعد موته فى مئات الكائنات الأخرى من حيوان ونبات وإنسان .!!

دعونا نتساير مع إحتمال عدم وجود حياة أخرى ..
هل نتصور وجود إنسان سيبدد دقيقة من وقته فى الصلاة والعبادة ؟!!
هل سنجد من يشغل ذهنه بوجود إله من عدمه بعد أن تلاشت الجدوى والهدف من وراء الفكرة ؟!!

من لا يستطيع أن يتحمل فكرة عدم وجود حياة وعالم أخر بعد الموت فستكون فكرة وجود الإله المانح لهذه الحياة من الأهمية بمكان , ومن الخطأ أن يتخلى عنها كونه يجد إستقراره النفسى فى التمرغ بهذا الحلم .
ولكن من يستطيع أن يقتنع بأنها حياة واحدة ليس فى نهايتها سوى الفناء والتبدد فهنا لن يجد من وجود فكرة الألهة أى إحتياج ولا وجود وستصبح فكرة عبثية ليس لها معنى أو جدوى , وسيصرف نظره حينئذ عنها ليعيش الحياة .








#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المربع المتبقى للفكرة .